رواية حكمت وحسم الامر (كاملة وحصرية حتى الفصل الاخير) بقلم الهام رفعت
لصوته المحبب لقلبها وهو يناديها من أحد الأركان
تعالي أنا هنا .
التفتت مارية ناحيته لتراه راقدا على الأريكة ويتطلع عليها بهدوء اتسعت ابتسامتها لرؤيته بخير وهرعت نحوه دنت مارية منه وچثت على ركبتيها امامه ثم حاوطت وجهه بكفيها قالت بالقرب من وجهه الذي تتأمله بحب
حمد الله على سلامتك يا حبيبي .
نظر لها بجمود زائف ورد بسخرية
اهمك قوي كنت ھموت على ايدك
وصل القصر برفقتها وسار طبيعيا بقدر الإمكان لكي لا يثير الريبة والشكوك ناحية تغيبه بالأمس تدرج عمار للداخل ممسكا بيدها وفرحته بوجودها معه تصل ومستندة برأسها اعلى معدته ضمھا عمار إليه بل ورفعها لتصل لمستواه لتضحك راوية على معاملته الرقيقة لها فقد كانت قصيرة لم يعبأ عمار بسنها وحملها كشابة صغيرة فكان لعمار حنكته ليمتص بها ڠضبها مما حدث تجاه مارية كي تتناسى كل ذلك حين ادعى قوته وانه بخير رغم انه ليس بكامل معافاته من الشفاء التام تطلعت عليهم مارية بوجه بشوش يبتسم له فهي تعلم عمار جيدا فهو يفتعل ذلك من اجلها
عامل ايه يا حبيبي فيه حاجة بټوجعك .
نفى كل ذلك وابتعدت عن عمار نظرت له وقالت كاتمة معنفة الأخيرة
حظها حلو وإلا مكنتش هتشوفها تاني .
مسح على كتف مارية بيده التي يحتضنها بها قال بلطف
خلاص بقى يا ماما انا كويس أهو قدامك وكمان مارية معذورة وعرفت دلوقتي كل حاجة واحنا حلوين .
نظرت لها راوية باقتطاب لبعض الوقت تفكر في حديث ابنها تنهدت وهي تحدثها بحدية
بس يا
ريت تخلي بالك من اللي في بطنك ولا امك وقتها ممكن تعملك حاجة لو عرفت و...
استني يا أمي انتي حامل يا مارية .
اومأت برأسها ليحملق فيها بفرحة غير مصدقا إلى الآن أنها تحمل بداخلها ابن من صلبه لم يستحي عمار في امام والدته هتف عمار بفرحة عارمة وهو يقبل اعلى رأسها
معقول هيبقى فيه بينا ولد .
ابعدها لينظر لعينيها وحاوط وجهها بكفي يده ردد بحب جلي
ربنا يخليك ليا يا حبيبتي وميحرمنيش منك .
ابتسمت له بنظرات عاشقة ارتسمت في عينيها ردت بحب
ولا منك يا حبيبي وأن شاء الله بجبلك ولاد كتير .
تأملها بعشق لټنفجر فيهما راوية بعدما اغتاظت منهما
انتبها الإثنان لها ونظرت لها
وقف امام المكتب معلنا احترامه امامه وضح وهو يلتقط انفاسه بهدوء
اصلك بعتلي يا عمي ومقدرش اتأخر .
نظر له سلطان باعجاب والتوى ثغره بابتسامة جانبية بينت ارتضاءه عليه حدثه سلطان مادحا
شاطر يا مكرم وأنا علشان كدة مخليك الأيد اليمين لعمار .
ابتسم له مكرم بامتنان ورد
ربنا ما يحرمنا منك يا عمي يهمني تكون راضي عني .
ابتسم سلطان بشدة واشار بيده على المقعد فتفهم مكرم وجلس قال سلطان بنبرة غامضة تعثر على مكرم
فهمها
وعلشان كدة هكافأك يا مكرم .
هجوزك منى بنتي ايه رأيك .
توتر مكرم فلم يتخيل زواجه من منى في يوم فكم احبها ولكن فارق العمر ما ابعدها
عنه وجعلها تتزوج من عيسى وها قد اتت فرصته للزواج منها دون عناء طال صمت مكرم فسأله سلطان بجدية
ايه يا مكرم مش موافق ولا ايه .
انتفض مكانه لينفي بشدة
مش موافق ايه بس يا عمي دا منى هتبقى في عنيا .
حدجه سلطان بنظرات مظلمة قال بمكر
انت بتحبها يا مكرم .
ارتبك مكرم وتلعثم في الحديث بشدة فضحك سلطان وهتف بنبرة غير مزعوجة
عادي لو بتحبها انا اكره ده انا اللي يهمني أن اللي يتجوز بنتي يحطها في عينه .
ابتسم مكرم وأكد
هحطها في عنيا يا عمي متقلقش عليها .
مط سلطان شفتيه باعجاب قال بمفهوم
يعني انت مش مضايق انها اكبر منك وكانت متجوزة ومعاها ولد وبنت .
حرك مكرم رأسه كأنه لا يهتم بكل هذا رد بجدية
انا بحب منى من زمان ياعمي وكنت عارف أنه مستحيل جوازي منها علشان هي اكبر مني .
نظر له سلطان بمكر فشعر مكرم بالحرج اعتذر منه
أسف يا عمي مش قادر اخبي فرحتي .
قال سلطان بهدوء
حاجة تفرحني يا مكرم واعمل حسابك بقى علشان اول ما تخلص عدتها هتكتب عليها على طول .
اتسعت ابتسامة مكرم وهو ينظر له بامتنان فاستطرد سلطان حين تذكر
صحيح فين عمار انا مشفتوش من امبارح ......
وصلت اسماء للقصر لتدعوها لعقد
قرانها حيث ارسلتها فريدة لتأتي بها لتكشف كذبها عليها ولجت اسماء بابتسامة تصل لأذنيها لعدم وجود هذا الأحمق عيسى قابلتها راوية ونظرت لها مطولا بنظرات غير مفهومة لم تخشاها اسماء كما السابق لا تعرف لماذا ولكن ربما زواجها من فؤاد منحها جرعة ثقة في نفسها طال الصمت لتكسره اسماء بنبرة عاقلة
انا جاية لمارية علشان اعزمها على فرحي انا وفؤاد .
لاحظت راوية محوها للألقاب وابتسمت بشدة لم تعلق على ذلك ورد مشيرة بيدها للأعلى
اتفضلي اطلعيلها واقعدي براحتك .
تعجبت اسماء تغييرها معه وفطنت ذلك كونها ستتزوج من فؤاد اعطاها هيبة من الآن ابتسمت لها ثم صعدت للاعلى وسط نظرات راوية التي تبتسم ساخرة في حين لفت انتباه اسماء اثناء سيرها في الرواق المؤدي للغرفة تلك الفتاة التي ولجت احدى الغرف شبهت عليا فليست المرة الأولى تراها فقد ارشدها قلبها وعقلها بأنها قابلتها قبل مرة ولم تتذكر أين مطت شفتيها بعدم اهتمام واستدارت لتكمل طريقها ....
دثرته مارية جيدا وتركته يغفى لبعض الوقت قبلت جبهته بهدوء وتطلعت عليه مبتسمة بحزن فكانت ستخسره وهي السبب تنهدت لتلوم نفسها فقد خدعهم والدها جميعا ارتدى قناع الطيبة أمامهم وجهل من حوله شخصيته الحقيقية المنكودة بداخله شعرت بالأسى على والدتها قبل كل شيء فهي لا تعرف حقيقته لتمحي ذلك الإنتقام بداخلها فكرت في نفسها اخبارها ولكن تعلم بأنها لن تتحمل وربما يصيبها ما تخشاه وتخسرها احتارت مارية في اخبارها او من عدمه كون والدتها تعشق والدها اقنعت نفسها بأن كتمانها للأمر هو الحل الصواب الآن وربما مع الوقت تتناسى كل شيء وترتضي بالأمر الواقع اخرجها من شرودها صوت طرقات على الباب على الفور نهضت مارية كي لا يفيق عمار اثر تلك الأصوات فهو بحاجة للراحة توجهت لفتح الباب وإذ بها اسماء تأتي إليها لتتفاجئ بوجودها ضم الإثنان بعضهما بمحبة واشتياق فلم ترها منذ فترة ابعدتها مارية لتنظر لها وتقول بنبرة مشتاقة لائمة
كدة يا اسماء متجيش تشوفيني مش عارفة اني بحبك .
ابتسمت لها اسماء لتقول بحماس
انا مش بس جاية اشوفك انا جاية اخدك معايا .
انفرجت شفتي مارية فرحة بأنها سترى والدتها نظرت لها وتذكرت أنهن على الباب ادارت رأسها لعمار وخطفت نظرة اطمئنان علية ثم عاودت النظر لها قالت وهي تدفعها للخارج وهي معها
تعالي نقعد في البلكونة اللي برة نتكلم براحتنا علشان عمار نايم .
اومأت اسماء برأسها وتعجبت في ذات الوقت اهتمامها بأمره فكما اخبرتها بأن علاقتهم ليست على ما يرام بينما اوصدت مارية الباب من خلفها تاركته يرتاح قليلا توجه الإثنان إاى الشرفة وجلسن على المقاعد بداخلها همت اسماء بالحديث لتسألها بشغف
عاملة ايه مع عمار شكلك بيقول أنك انتي وهو حلوين .
استحت مارية وردت بإماءة خفيفة من
رأسها والفرحة تكسو طلعتها
أنا وعمار حلوين قوي قوي خلاص مبقتش بفكر انتقم منه هو حبيبي وكل حاجة عندي .
نظرت لها اسماء بذهول وهي تسأل نفسها ماذا حدث لتتغير هكذا فابتسمت مارية حينما رأت معالم الدهشة على وجهها وضحت مارية بمفهوم جاد وهي تأخذ انظار الجميع لكشفه بينما اهتزت نظرات مارية نحوها مرتبكة لا تريد ڤضح السبب الرئيسي لما حدث وادركت عدم اقتناعها بذلك نظرت لها
مبتسمة بصعوبة واردفت لمغايرة الموضوع
مش هتباركيلي يا اسماء .
انتبهت لها اسماء وحملقت فيها بعدم فهم فاستأنفت مارية بابتسامة ذات مغزى وهي تضع يدها على بطنها المسطح
أنا حامل .
شهقت أسماء وهي تنظر لها پصدمة رددت بعدم تصديق
بجد يا مارية انتي حامل ! .
اومأت برأسها وردت مؤكدة بنبرة هادئة رغم فرحتها الجارفة
حامل في شهر يعني من وقت ما اتجوزت
فرحت أسماء لها وتمنت صلاح حالها تبدلت تعابيرها فجأة لتتذكر أمر والدتها فماذا عنها إن علمت تعجبت مارية منها واستفهمت
ايه يا
اسماء بتفكري في ايه .
نظرت لها ضاغطة على شفتيها لبعض الوقت عقدت بين حاجبيها لترد عليها بتردد
والست فريدة هترضى بكدة انتي عارفة انها وافقت تخليكي تيجي هنا علشان بس ټنتقمي دي لو عرفت ه ....
بترت اسماء بقية حديثها لا تريد اثارة ريبتها من والدتها إن علمت فهي لن تتقبل بسهولة او بالأحرى لن تتقبل نهائيا الأمر وعن مارية شردت في حديثها فهذا ما كانت تفكر فيه قبل أن تأتي تنهدت بأسى وردت عليها بنبرة باتت حزينة
هعمل ايه يعني مش بإيدي يا اسماء انا بحب ومقدرش اضيع حبيبي ابو ابني اللي جاي علشان ...
لم تستطع مارية إكمال جملتها فقد اعهدت نفسها بأن تضمر السبب بداخلها استطاعت هي تفهم القصة وتأقلمت معها وتناستها لتكمل حياتها معه بسلام كما تمنت من