براثن اليزيد(كاملة وحصري حتى الفصل الاخير) بقلم ندى حسن
هو أنت يعني تعرفي حد ممكن يعمل كده مهو مش معقولة يعني ده
زفرت مروة بضيق شديد ثم اعتدلت في جلستها واضعة يدها الاثنين على ركبتيها تستند عليهم ووجها لا يخلو من تعابير الانزعاج
مهو المشكلة أن مفيش حد أعرفه يعمل كده
نظرت إليها ميار مترددة تود أن تقول شيء ولكن تعود مرة أخرى لتصمت ف الذي تريد أن تقوله يصعب عليها وعلى قلبها التفوه به فنظرت إليها شقيقتها مشجعة إياها على الحديث
وقفت مروة على قدميها ثم هتفت قائلة بعد تفكير
لأ لأ معتقدش هو بيعاملني كويس واعتقد أنه نسي الموضوع ده أصلا
لوت ميار شفتيها ثم هتفت قائلة بهدوء
خلاص يا مروة متفكريش في الحوار بقى واستني شوفي ايه اللي هيحصل ممكن يصرف نظر عن الهبل اللي عمله ده المهم قوليلي عاملة ايه مع يزيد
يعني.. كويسين أنا شوفته مرة واحدة بس هو ظاهريا شخص كويس
وقفت ميار على قدميها ثم تقدمت من شقيقتها تضع يديها الاثنين كلى كتفيها تمدها بالدعم قائلة
النهاردة أنت هتروحي بيته أنا واثقة أنك هتنجحي معاه لأنك قوية وناجحة.. عارفة أنك كان المفروض تظبطي نفسك دلوقتي ونكون كلنا حواليكي بس أنت عارفة اللي فيها ومع ذلك هتكوني أحسن عروسة أنا شوفتها في حياتي كلها
ارتمت في أحضان شقيقتها تخرج دموع عينيها ك اللؤلؤ بصمت احتوتها شقيقتها مربتة على ظهرها فتحدثت الأخرى قائلة
أنا خاېفة أوي يا ميار
مټخافيش أنت طول عمرك قوية إن شاء الله هتنجحي معاه وحياتكم هتكون جميلة بس اوعديني لو مقدرتيش والجواز ده كان ضغط عليكي قولي على طول وابعدي يا مروة
أوعدك
احتضنتها مرة الذي ستنتقل إليه معه بعد أن رفضت زوجة عمها الذهاب إلى منزله معترضه بسبب تعامل والدته مع جميع من هم من عائلة طوبار فقد رفضت الذهاب لبضع ساعات بسبب تعامل والدته ولم تخاف على من قالت أنها ابنتها لتضعها هناك لبقية عمرها!.. ألم تكن أنانية في ذلك أم أن الأمومة تفعل ذلك وأكثر..
عندما نظر إلى عينيها شعر بالعجز والضعف الشديد حديثها وحزنها نبرة صوتها تتردد في أذنه وكأنها تحدثه الآن يشعر بالذنب لما يفعله يراها ملاك لا تدري ما يدور من حولها لا تدري أنه يأخذها سلم ليحصل على ما يريد هل هناك شيء أصعب من عڈاب الضمير! هل هناك أصعب من العجز والضعف وأنت الذي لم تعرفه يوما وهل
توقعت ألا يحادثها كما فعل بالضبط ف حديث أمس بالنسبة إليها لم يكن هينا عليها مثله تماما كما أن مخاۏف اليوم تسيطر على كل ذرة تركيز تتحلى بها الخۏف يجعلها تشعر بالبرودة تسري في أنحاء جسدها تعلم أنه لن يكن هناك زفاف تتحاكى به ولن يكن هناك أي شيء يجعلها تشعر بالتوتر كما يحدث في مثل هذه الحالات ولكن كل الخۏف والتوتر يتكون في وجودها معه في وجودها مع عائلته التي لا تعرف للرحمة طريق..
تنتظر أن تزف إليه لتكن معه بقية حياتها.. مهلا مهلا هل حقا سأنجح في ذلك الزواج لاستكمال بقية حياتي معه...
راودها السؤال أكثر من مرة تعلم أن هناك حالات مثلما يقولون عنها جوازة صالونات ولكن يكن هناك فترة خطوبة غير أن الطرفين راضيين تماما والأهل متحابين لذلك يستمر الزواج ولكن هي.. هي ليست راضية كما أنه كذلك والأهل غير متحابين بل كانت هذه الزيجة تحت الضغط أما هذا أما ذاك وليست هناك فترة تعارف بل تقابلا مرة ولم يفشل في اخافتها واهانتها وحادثته مرة لم يفشل بها بأن يزرع الخۏف بقلبها ويجعل الحزن يتخللها من حديثه.. ولكن هي عزمت أمرها واتخذت القرار الذي وجدته يكن كذلك من الداخل فربما يكن أسوأ!.
وأين هو مالك تلك الليلة.. يجلس مع حصانه ليل ېدخن سيجارته بهدوء شديد كما هو في بعض الأوقات هو إما غاضب إما هادئ
يجلس على أرضية الإسطبل وينظر أمامه بعيون الصقر خاصته يفكر في القادم عليه كيف سيتعامل معها هو لم يشفى من حديث ضميره معه
يفكر الآن ماذا سيفعل ماذا سيقول لها ولعائلته ماذا سيحدث للجميع وله أيضا.. هو مشتت وهذه أول مرة دائما يحسم أمره على ما يريد ولكن الأن هو لا يدري شيء كثيرا من الأشياء في رأسه
ولكنه لا يستطيع ترتيبها للتفكير بشكل سليم لا يستطيع الآن..
عليه أن ينهي هذه السېجارة ثم يذهب لجلب عروسه من منزل أهلها لجلبها لحظها العثر معه مع شخص لا يستطيع التفكير حتى!..
وقف على قدميه بعد أن أنهى السېجارة وألقاها تحت قدمه ثم قام بدعسها عدل ياقة قميصة الأبيض.. مهلا فقد كان يرتدي يوم زفافه بنطال أسود اللون يعلوه قميص أبيض! يا له من وغد إلى هذه الدرجة لا يهتم لمشاعرها فقط كان عليه ارتداء حلة ليريها أنه يوم زفاف! ولكن حتى في أتفه الأشياء لم يستطيع فعلها..
وقف أمام باب المنزل ومعه عمه وشقيقة وبعض من الأقارب ليأخذ عروسه المنتظرة يرى الحركة التي تعج المكان من الخارج والداخل استقبله الجميع بالتهاني استمع إلى أصوات الأغاني الشعبية كما يحدث في منزله الآن يفكر بها هل هي سعيدة معهم بالداخل لكونها ستتزوج يا له من سؤال غبي وكأنه لا يعلم الإجابة..
دلف إلى الداخل ونساء العائلة تطلق الزغاريد وتعبر عن فرحتها بكل شيء يحدث من حولهم ولا يدرون أن أصحاب الزفاف يريدون الانتهاء من كل شيء..
وقف على أعتاب الغرفة التي تجلس هي بها مع النساء اللواتي يهنئون بصدر رحب تجلس معها زوجة عمها وشقيقتها في وسط الجميع وعندما علموا حضوره وقفت على قدميها مع شقيقتها التي ساعدتها في ذلك فهي لا تريد الآن حقا لا تريد.. ماذا إذا صړخت
في الجميع وقالت أنها لا تريد الزواج منه والدلوف بداخل عائلته هل سيستمع إليها أحدا ماذا إذا تصنعت الإغماء أو إذا هربت الآن علمت أن الأمر برمته كان صعب كانت غبية عندما قالت إنها ستضحي من أجل ابن عمها فليذهب الجميع إلى الچحيم..
دعمتها ميار بالنظرات وأخذتها من مكانها عندما وجدتها لا تريد ذلك حاولت التخفيف عنها بالابتسام في وجهها وحثها أن الأفضل قادم ولكنها لم تكن تعلم المخاۏف الذي تمر بها هي الآن.. تقدم والدها ثم أمسك بيدها بعد أن قبل جبينها بحنان بالغ وسار معها إلى حيث يقف يزيد
وقفت أمامه رأته بلحيته النامية كما كان لما لم يزيلها اليوم زفافه يرتدي بنطال وقميص! يا لها من غبية لما ارتدت ذلك الفستان الذي اشتراه لها كان عليها أن تفعل مثله ولكنها لم تكن تتوقع ذلك لما ينظر إليها هكذا رأته مثبت نظره على وجهها وكأنه شرد به ينظر إلى عينيها مباشرة ماذا به اخفضت نظرها عندما وجدته
مسلط تركيزه ونظره عليها هكذا لتشعر ببعض الخۏف من نظرته التي لم تفهم لها معنى..
ألم يقل قبل ذلك أنها ملاك ليست بفتاة أو سيدة أو أي شيء هي ملاك فقط لا يبالغ حقا لا يبالغ ولكن هي جميلة من دون شيء تضع مستحضرات تجميل رقيقة للغاية فقط تبرز ملامح وجهها الجميل الذي زادته فتنه بها ترتدي فستان زفاف مما جعلها ملاك حقا أليس هم يرتدون الالسابقة ونظر إليها ليتحدث بهدوء خالص وهو يقول كلمات تحثها على الإطمئنان
متقلقيش مروة مراتي أنا هحطها جوا عيوني
تحدث والدها هذه المرة قائلا بنبرة أشبه بالتوسل إليه
مروة بنتي غالية أوي علينا دي وردة حياتنا وأنت خدتها اوعى تدبل منك
نظر إليها هذه المرة رأى الدموع تتكون داخل مقلتيها ليعيد نظرة إلى والدها متحدثا كما السابق
وردتك خلاص بقت سريعا وقد وجدته رائع بكل شيء من نظرة عين ومساحته كبيرة للغاية ثم عادت إلى تفكيرها المحض في مخاوفها دقات قلبها تتسارع وكأنها تتسابق على جائزة ما لا ترى أي شخص أمامها أين الجميع أين الضجة التي استمعت عنها أنها متواجدة هنا كما منزلها لا يهم كل ذلك ولكن أين عائلته البغيضة التي لا تعرفهم إلى الآن كل شيء مخيف وغير مرتب إلى الآن تتسائل هل تستطيع ترتيب أمورها بعد اليوم!
هو يقف خلفها من بعد دلوفها للمنزل تشعر به وبأنفاسه رائحته الرجولية تداعب أنفها لماذا لم يتقدم منها هل عليها إكتشاف المنزل بنفسها يا له من وغد ستظل تلقبه بالوغد إلى أن يكف عن التصرف مثله..
استدارت إليه بهدوء محاولة جعله حقيقي بينما هو بعينين الصقر خاصته ميزة وعلم أنها تتصنع ذلك سألته بشفتي ترتجف وعينين تجوب المكان من حولها
هما.. هما فين أهلك ده البيت فاضي تقريبا
يا ليتها لم تتسائل عنهم هو لم يجيب فقد كان يقف واضعا يديه في جيوب بنطاله يقف بشموخ أمامها ولم يستطيع الرد عليها فقد قامت والدته بتلك المهمة عندما خرجت من إحدى الغرف ومن خلفها الجميع لتقول
بتعالي ونبرة تحمل قساوة وعنجهية لم تراهم من قبل
موجودين يا بت طوبار
استغربت كثيرا من طريقتها الفظة الغير مريحة أبدا عادت بظهرها للخلف بعدما استدارت لرؤيتها
تراجعت بضع خطوات إلى أن اصطدمت بجسده الواقف خلفها نظرت إليه والخۏف ينهال من عينيها وكأن الچحيم بانتظارها وهو المنجي لها تناجيه بعينيها وكأن الواقفون ليس أهله قلبها يقرع كالطبول خوفا من خذلانه لها وكأنه قرأ