إمراة العُقاب(حصرية و كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود
بالقصر لا يدخلها أحد إلا نادرا ثم وقفت على عتبة الباب وأخرجت رأسها وجعلت تتلفت يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود أحد ثم أغلقت الباب جيدا ودخلت لتجيب على الهاتف وهي تهتف باستياء
_ أنا مش قولتلك مليون مرة متتصلش بيا خالص إلا لو في حاجة ضروري
أتاها صوت الآخر وهو يهتف بهيام
_ ماهو في حاجة ضروري وهي إنك وحشتيني ياديدي
_ هو إنت لحقت ما أنا كنت معاك امبارح اليوم كله
_ إنتي بتوحشيني كل دقيقة ياحبيبتي ..
________________________________________
طمنيني عملتي إيه امبارح لما رجعتي
تنفست الصعداء بضيق وقالت
_ حصلت مشكلة كبيرة وعدنان كان على أخره ومن امبارح مش بيتكلم معايا
صاحت بصوت مرتفع نسبيا
_ أنت اټجننت نرتاح منه إيه .. أنا مقدرش اعمل حاجة زي كدا واحدة واحدة نخلص من جلنار دي الاول وبعدين هشوف هتصرف إزاي مع عدنان
_ زهقت يافريدة عايزاك تخلصي منه أو تتطلقي حتى عشان تكوني ليا لوحدي .. مبقتش قادر استحمل
_ اطمن عدنان أصلا مبقيش ليه أي مكان في قلبي .. أنا مستنية الوقت المناسب وبعدها صدقني هكون ليك لوحدك ومفيش حاجة هتقدر تفرقنا
ثم هتفت فورا باضطراب بسيط
_ أنا هقفل عشان ممكن حد يسمعني وانا مش ناقصة مصايب مش عايز ادي فرصة لعدنان أنه يشك فيا حتى
_ طيب ياحبيبتي خلي بالك من نفسك
أنهت معه الاتصال ثم جلست على الفراش الذي خلفها وبقت تحملق أمامها بعينان تطلق شرارات الڠضب والغيظ ....
داخل مكتب عدنان في القصر ...
جالسا على الأريكة ويمسك بصورة صغيرة بين يديه ويحدق بها في أعين مشتاقة ومټألمة .. لم يعد يحتمل فراق صغيرته عنه أكثر من ذلك .. قلبه ېصرخ شوقا لها وروحه تائهة في الفضاء تبحث عن مستقرها ولن تعود له إلا عند عودة فتاته إليه .
________________________________________
أن ارحمك ولن أشفق عليك
كانت جملة قاسېة وجافة يهمسها لنفسه تعبر عن مدى دماره الداخلي من كل شيء تفعله تلك المتمردة .
عاد ينظر إلى الصورة التي بيده من جديد ويبتسم بصفاء ثم تقذف بذهنه فجأة ذكرى له مع صغيرته .
فتح باب غرفتها ببطء شديد ثم ادخل رأسه أولا فوجدها تجلس على الأرض ومنشغلة باللعب بألعابها الخاصة وحين فتح الباب كاملا ودخل بجسده كله فالتفتت هي برأسها نحو الباب ووثبت واقفة بفرحة وركضت نحوه تتعلق بقدميه وهي تهتف بصوت طفولي
_ بابي
انحنى إليها وامطرها بوابل من قبلاته الحانية على وجهها كله وهو يهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ ياروح بابي .. جبتلك .. فمد يده في جيبه سترته وأخرج قطعة شوكولاته كبيرة نسبيا مغلفة بورقة جميلة فصاحت هنا بسعادة وجذبتها من يده ثم فورا بدأت تزيل الغلاف عنها ووضعت جزء منها في فمها وهي تأكلها بفرحة ولطخت فمها كله ويديها بها ثم نظرت لأبيها الذي يتابعها بحنو وحب وكسرت قطعة صغيرة
منها ومدت يدها بها إلى فمه ثم لفت ذراعيها حول عنقه وعانقته وهي تطبع قبلة صغيرة على وجنته وتهمس
_ بحبك أوي يابابي
لم تمهله اللحظة ليجيب عليها حيث بمجرد ما ابتعدت عنه ورأت الشوكولاته التي طبعت على وجهه بسبب فمها الملطخ بها