رواية بغرامها متيمُ الفصل الرابع 4 "فاطيما يوسف"
تلك الثائرة الذي لم يقدر أحدا عليها وكلما ابتعدت هي كلما زادت بخطواتها وهو يقف بذهول لم يعرف كيف يتصرف الآن ولم يجد حلا غير أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان بأكمله ولكن قبل أن يصل إليها كانت تلك الرحمة تدفع شمس من صدرها وهي تردد
انت هتقولي ايه يازفتة انت !
تعثرت قدماي شمس وفي لحظة وجدت حالها ترتمى داخل حمام السباحة من دفع رحمة لها مما أصاب ثلاثتهم بالذهول فلم تكن تتخيل أن يحتدم الموقف بينهم لتلك الدرجة ثم هدر بها ماهر
كان يهدر بها وهو يخلع الجاكيت الخاص به ثم رمى حاله داخل حمام السباحة وأخرج شمس التى كانت تحاول أن تفادي عمق المياه التى سحبتها فهي لم تجيد السباحة وقام بإخراجها تحت استشاطة تلك الرحمة وهي تراه يحتضن امرأة غيرها بذاك القرب ثم وضعها على الشزلونج الموضوع وهدر بها وهو يناولها البورنس في يدها
تثاقلت بيدها الممدودة فعلى صوته
انجزي ياهانم مش شايفاها بتترعش قدامك من عملتك المهببة وعصبيتك اللي ملهاش مبرر
انتفضت رحمة من عصبيته وشعرت الآن بخطئها وان غيرتها العمياء أوصلتها لتلك الدرجة من التصرفات غير مقبولة
ثم نادى بعلو صوته على هانم التى هرولت على الفور وأتت إليه فطلب منها
تحركت من أمامه كي تنفذ ماقاله والموقف أصبح مشاحنا بشدة وشمس قد أصابتها الكحة بشدة نظرت للمياه التي ابتلعتها ڠصبا
ثم هبط ماهر لمستواها متسائلا إياها بنبرة حنون جعلت رحمة يجن چنونها
انت كويسة ياشموش ولا ابعت اجيب لك دكتور حالا
هزت رأسها وتحدثت بوهن
ثم نظر إلى رحمة آمرا إياها
اتفضلي اعتذري لها حالا عن تصرفك الغير لائق بالضيف واللي حوصل دي ميتكررش تاني
صمتت كثيرا وحزن داخلها من رده ولكنه اعاد عليها طلبه مرة أخرى
اتفضلي اعتذري لها يارحمة يا إما مش هيحصل طيب وانت حرة بقي
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم اقتربت منها وهي تشعر الآن بأنها أجرمت بحق
ثم حملت حقيبتها وأولتهم ظهرها وقد انسدلت الدموع الحبيسة من مقلتيها دموعا تعني الكثير ماذا يريد منها ذاك الماهر
كيف يريدها أن تتعقل الأمور وتوزنها وهو يسكن امرأة غيرها منزلها ولو موقتا !
كانت تخرج من المكان وهي تشعر بالخزى من حالها ومنه ومن الموقف أجمع
أما هو سأل شمس مرة أخرى
أجابته بابتسامة
أنا بخير معلش روح لرحمة علشان انا اللي استفزتها في البداية لما هي حدفت لي الموبايل وأنا لو حسيت بحاجة هانم موجودة
كأنها أعطته قارب النجاة فهو رأى عينيها تلمع بغشاوة الدموع مما جعل داخله يتأثر لحزنها ثم ابتسم لها وراق له تفهمها للموقف وهرول إلي الخارج ومن ثم لحق بها و جذبها من يدها قبل أن تدلف الي السيارة ثم شاهد دموعها الغزيرة التى قطعت داخله إلى أشلاء
ثم وجد حاله يحتضن وجنتيها وهو يمسح دموعها بسبابته بحنو بالغ فهو رجل عاشق لتلك المتمردة ثم جذبها وقبلها من جبهتها كي يرضيها رغم حزنه من أفعالها ورغم أنها المخطئة
فتمسكت هي بأحضانه وبكت بشدة مما جعله اهتز بحزن بالغ متأثرا بحالتها تلك ثم هدأها وهو يهمس بجانب أذنها
والله العظيم هحبك انت ومشايفش في الدنيا غيرك انت ياحبيبتي ولا في حد يملى عيني غيرك يارحمة أرجوكي اهدى بقى وتعالي هوصلك وهبقى ابعتلك عربيتك ونتكلم في التليفون بالليل
استجابت لما قاله فهي قد فقدت كل طاقتها فيما حدث الآن فأدخلها السيارة بحنو ثم صعد هو الآخر وأقفل الزجاج المانع لرؤيتهم ثم بدأ بالقيادة وبعد ذلك جذبها من رأسها وأسندها على كتفه بحنو بالغ كي يشعرها بأنها أحضانها هي وهي المالكة لها وحدها لا أحدا غيرها
وبعد عدة دقائق وصلا إلى بيتهم وقبل أن تنزل احتضن كفاي يدها بتملك وفهمها
على فكرة اني بايت في المكتب بقالي يومين في الأوضة اللي انت موضبهالي بنفسك
وأكمل بدعابة وهو يغمز لها بشقاوته كي يدخل على قلبها المرح
مش عايزة اقول لك دلوك حالتها كيف بقت عاملة زي السيرك ومستنياكي تاجي تروقي عليها وعلى صاحبها اللي قرب يجي له جفاف من الوحدة والهجر
ابتسمت لدعابته أخيرا فهتف بعدم تصديق
أخيرا يا رحمتي افهم من اكده ضحكت يعني قلبها مال
تحدثت أخيرا قبل أن تهبط من سيارته وهي تضغط بقدمها على قدمه وكأنها ټنتقم منه
متحلمش يامتر أنا ارضائي صعب قوووي الله يعينك على مابلاك
تأوه قليلا من فعلتها المفاجأة لها ثم عنفها بدعابة
يالا يارخمة يا أم ډم تقيل ياعيوطة
نظرت له پغضب مصطنع من كلماته لتقول
اهو انت يا أبو ډم تقيل يابارد
هقطع لسانك دي بإذن الله يا شبر ونص انت قالها بتوعد قبل أن يغادر وهو يشعر بإنهاك منها ومن الأمر كله
في منزل سلطان حيث كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام فذاك اليوم الذي يجتمعون فيه لتناول العشاء مع بعضهم كل خميس من الأسبوع كانت سكون ورحمة تخرجان الأطباق على السفرة وكانت زينب وسلطان وعمران يجلسون في الخارج يتناقشون في موضوع رحمة
أما في المطبخ كانت رحمة تحادث سكون وتنادي عليها ولكنها لم تنتبه لها نظرا لشعورها بالتعب الذي انتابها طيلة العشرة أيام المنصرمة وزاد عليها هذه الأيام
فوجهت رحمة أنظارها إليها باندهاش وهي تسألها
مالك ياسكون انت زينة ولا حاسة بحاجة تعباكي بقالي يومين كل أما أطلع لك ألقاكي وشك مصفر وحالتك غريبة وبتنهجي كتير
حولت سكون وجهها للناحية الأخرى كي لاتلحظ رحمة شيئا ثم طمئنتها بكذب
له متقلقيش أني زينة الحمد لله
ثم حملت الطبق بيدها وأكملت بنبرة متعجلة كي تهرب من حصار رحمة
يالا هاتي صينية الفراخ واخرجي علشان بابا الحاج ميزهقش
أحست رحمة بوجود خطب ما في تلك السكون ولابد أن تعرف ما بها فهي قد شعرت بالقلق تجاهها
أما في الخارج على طاولة الطعام جلست سكون بجانب عمران الذي ما إن أتت بجانبه حتى ربت على يدها بحنو وردد بجانب أذنها
البطاطس ريحتها تجنن تسلم يدك يا سكوني
ابتسمت له سكون بوهن فهي الآن قد وصل تعبها ذروته ولكن تحاول إخفائه ببراعة كما الأيام الفائتة ولكنه اليوم زاد عن حده ثم هتفت بامتنان مصاحب للاستفسار
هتفضل لحد مېتة تشكر في وكلي وكل حاجة بعملها وشايفها حاجة عظيمة متعملتش قبل سابق
ربت على فخذها أسفل الطاولة مما جعل جسدها يهتز قليلا من حنوه البالغ لها ثم نطق بهمس كي لا يسمعه أحدا من عائلته