رواية جواز اضطرارى (كاملة من الفصل الاول حتي الفصل الاخير ) 'بقلم هدير محممود'
المواجهة المحتومة نظر لها خالها قائلا بتهكم
أيه يا بت أختى مش رايدة تجابلي خالك كنت جايلك عشية وجالوا مشغولة
معلش يا خالي كنت تعبانة شوية
من أولها اجده تعبانة وبعدين أيه أنتو مهملين البلد ولا أيه
أه راجعين القاهرة
هو أنتي لحجتي ده يدوب عشية كانت دخلتك
عادي ورانا شغل هناك
عند تلك اللحظة خرجت مريم عن هدؤها المصطنع فقد انتهى كل صبرها ولم تستطع الاحتمال أكثرف ردت بحدة قائلة
بص يا خالي أن كنت جاي تبارك ف شكرا لكن هتتكلم عني كلمة تانية أنا مش هسكت
كان أدهم قد ابتعد قليلا عندما وجدها تتحدث مع خالها لكن حينما سمع صوتها الذي بدأ يعلو اقترب منهما قائلا
خالها ببرود أسأل مرتك يا ولدي
مريم بعصبية والله يسألني! وكأنك متكلمتش ده كأني مش بنت أختك لأ وكمان بتتهمني ف شرفي
خالها بحدة اتحشمي يا بت
مريم بحدة مماثلة أنا مش بت أنا الدكتورة مريم ..
وجهت نظرها ل أدهم قائلة
خالي يا أدهم بيقولي ياريت تصوني بيتك المرادي جاي يتهمني في أخلاقي ثم لوت شفتيها بسخرية قائلة وقال ايه بيباركلي
قالت مريم پبكاء وڠضب حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا بكرهك أنتا ....
وقبل أن تكمل كلامها رفع خالها يده كي يصفعها على وجهها فأغمضت هي عيناها پذعر شديد لكنها وجدت يد أدهم قد سبقته لتمسك يده بقوة لتمنعه ثم نظر له پغضب قائلا
لم ينتظر رده بل نظر لوالده قائلا
بعد أذنك يا حج عشان نلحق الطيارة ..يلا يا مريم قالها بحزم
نظرت له مريم بعدم فهم واستغراب شديدين ..فلمحها أدهم ف جذبها من يدها وقد طوقها بذراعيه ولفرق الطول بينهما ظهرت وكأنها قد أختبأت بين أحضانه وخرجا من بيت والده على تلك الهيئة وسط دهشة والده وخالها وأمه ومريم نفسها
شششش اسكتي لحد ما نوصل للمطار
شرم أيه اللي هنروحها
الله مش عروسة وفي شهر العسل هتروح فين يعني بالعقل كده هتروح الشغل!
أنا مش فاهمة حاجة
بعدين هتفهمي
وبالفعل وصلا للمطار وكانت الطائرة متجهة للقاهرة وليس شرم الشيخ وبعدما ركبا الطائرة نظرت له مريم بدهشة قائلة
ممكن تفهمني بقا ما أحنا رايحين القاهرة أهوه أمال أيه الي قولته هناك ده
وأنتي عايزاني أقول أيه قدام خالك ده ما كان لازم أقول كده عشان محدش يتكلم وعشان اخرسه وبردو اخليه يوصل للناس كلها أننا مسافرين وهنقضي شهر العسل وب كده هيكون كل الكلام هري ملهوش معنى ولا فايدة فهمتي
أها ..على العموم شكرا ليك جدا أنك رديت على خالي أنا مكنتش عارفة أعمل أيه ولا أقوله أيه
ليه عشان هو على كلامه صح
يعني انت بعد الكلام اللي قولته ل خالي ده بردو لسه مش مصدقني طب دافعت عني قدامه ليه أنتا أيه عندك انفصام
أجابها ببرود قائلا لا بس أنا قولتلك أنا اتجوزتك ليه وده نفس السبب اللي خلاني اتكلمت كده مع خالك وبعدين أصلا هو شخص مستفز مش أكتر
براحتك أنتا حر تصدق أو متصدقش مش هدافع عن نفسي لأني أصلا مش موضع اتهام
صمتت وعقدت ذراعيها على صدرها وأعادت رأسها للوراء وصمت هو الآخر ونظر في الاتجاه المعاكس لها وما أن هبطا بالطائرة كانت هناك سيارة تنتظره لتتوجه بهما حيث ركن سيارته وما أن وصلا لمكان السيارة حتى أشارإليها قائلا
اتفضلي خليني ألحق أروحك عشان أروح العيادة وبعدها المستشفى عشان عندي سهر النهارده
عايزة أروح شقة بابا أجيب هدومي
لازم يعني النهاردة
طبعا أمال هفضل قاعدة كده وبعدين عادي اركب انتا عربيتك وروح بيتك وأنا هروح أحضر هدومي
وأبات في شقتي النهارده وبكرة ف أي وقت تبقى تعدي تاخدني
نعم !أنتي عبيطة ولا أيه
لو سمحت مسمحلكش تغلط فيا
أنا آسف مقصدتش بس مهو أكيد مش هسيبك تروحي لوحدك لا وكمان تباتي في شقة تانية بردو لوحدك
بجد ما أنتا هتسيبني أبات لوحدي في شقتك وبعدين هو أنتا صدقت أنك جوزي أفرق معاك في أيه أروح لوحدي ولا تروح معايا وبعدين أنا مش طفلة يعني
بقولك أيه مش عايز جدال كتير خلصي قوليلي العنوان خلينا نروح نجيب الهدوم ونخلص
هنروح أزاي ببوزك الشبرين ده
زفر أدهم بضيق قائلا أنتي مالك ببوزي ولا بغيره هو أنا بقولك حبيني خلصي بقا واركبي
هو انتا أصلا راجل يتحب هو في ست عاقلة تحب واحد زيك مستفز وشكاك وكلامك زي الدبش
أنتو بس اللي صنف نمرود ومبيعجبهوش العجب خلصينا بقا
ركبت السيارة بتأفف وجذبت باب السيارة پعنف نظر لها بغيظ قائلا
بالراحة بس شوية ده مش ميكروباص
أوووف ممكن تتحرك
اتجه أدهم حيث منزلها وحينما وصلا للمكان نظر لها قائلا
هنا
أه ..اتفضل بقا خليني ألحق أجيب الهدوم
لأ اطلعي وأنا هستناكي هنا
وليه متيجي معايا عشان لو طولت متقعدش كل ده في العربية
أيه كل ده !أنتي بالكتير قدامك نص ساعة مفيش وقت وأبقي تعالي مرة تانية هاتي بقيت حاجتك
نص ساعه أيه مش هلحق وبعدين قولتلك خليني أبات هنا
قولت لا وبعدين أنتي بتجادلي كتييير ليه خلصي بقا
ترجل من سيارته وذهب ل بابها ففتحه لها قائلا
اتفضلي ..ياريت تخلصي بسرعة ومتتأخريش
عجبتها تلك الحركة الرجولية التي فعلها ولكنها مع ذلك لا تطيقه بطريقته المستفزة لها ..صعدت ووضعت جزء من ملابسها الضرورية حتى لا تتأخر عليه لكن في أثناء نزولها الدرج قابلت جارتها العجوز التي ظلت تتحدث معها لأكثر من نصف ساعة ولم تستطع مريم التملص منها وإذا ب أدهم يأتي ليجدها تتحدث مع تلك الجارة رأت شرارات الڠضب تتطاير من عينيه ف هتف بإسمها قائلا
مريم أيه مش هنمشي متأخرين
حاضر بعد أذنك يا طنط
اتفضلي يا حبيبتي ده جوزك صح
أه يا طنط بعد أذنك
وما أن ذهبت معه واستقلت السيارة التي لم ينسيه غضبه منها أن يفتح لها بابها وما أن دلفت حتى انطلق مسرعا لمنزله لم يتحدثا حتى وصلا للشقه التي ما أن فتحها حتى فاحت برقيها وذوقه الرفيع في اختيار كل شيء فيها من الاثاث حتى الديكورات والفرش وألوان دهانات الحائط لكن لم تستطع مريم أن تتأمل جيدا لأنه ما لبث أن دخلا للشقه حتى بدأ في اظهارغضبه قائلا
أقولك نص ساعه تقعدي أكتر من ساعه لأ وواقفة تتكلمي ولا كأن في واحد مستنيكي أيه هو عند وخلاص ولا سخافة ولا أيه
عند ايه بس! أنا كنت خلصت ونزلت فعلا بس جارتي وقفتني ومعرفتش اتحججلها بإيه واتكسفت احرجها هي ست كبيرة وملهاش حد
أه بتتكسفي أوي أنتي قالها بسخرية لاذعة
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت
أه بتتكسفي أوي أنتي قالها بسخرية لاذعة
نظرت له وقد تجمعت الدموع في مقلتيها ثم جلست على الاريكة المجاورة له لم تتحدث وهو الآخر شعر بسخافة حديثه ف حاول تجاوزالموقف قائلا
ديه هتبقى أوضتك قالها وهو يشير بيده إلى الغرفة ..الاوضة مش ناقصها حاجة ولو احتجتي حاجة قوليلي عليها وأوضة النوم التانية ديه بتاعتي ومش بحب حد يدخلها خصوصا لو كان الحد ده ست
أولا أنا أيه اللي هيدخلني أوضتك أنا طايقاك أصلا عشان أدخل مكان يخصك ! وثانيا شكرا مش عايزة منك حاجة لو احتجت حاجة هجبها لنفسي ...
لم يعلق على كلماتها وأردف قائلا طيب أنا ماشي هروح على العيادة وبعدين المستشفى زي مقولتلك وهبات هناك النهاردة مش هرجع إلا الصبح تقدري تنامي براحتك..أه الاكل عندك في التلاجة وممكن تطلبي اللي أنتي عايزاه بالتليفون هتلاقي في الدرج ده عناوين السوبر ماركت وأرقام تليفوناتهم وفي كمان منيو مطاعم كتير لو حبيتي تجيبي حاجة من بره.. أكمل قائلا أه ف درج الكمود اللي جنب السرير فلوس خليهم معاكي عشان مصاريفك
شكرا مش عايزة فلوس معايا أنتا ناسي أني بشتغل وباخد مرتب أنا اقدر أصرف على نفسي عل فكرة
قولتلك أنك مراتي ومسئولة مني ومينفعش تصرفي جنيه من معاكي
لأ مش مراتك ومش عايزاك تصرف عليا أنا حرة
زفر حانقا منها ومن جدالها الذي لا يتوقف أوووف بقولك أيه الفلوس عندك في الدرج واعملي اللي يعجبك أنا ماشي سلام
خرج وتركها بمفردها وحيدة في ذلك المكان الجديد عليها..قررت أن تأخذ جولة في تلك الشقة التي ستعيش فيها إلى أن يأذن الله بغير ذلك أمرا حقا كل شيء بها رائع أربع غرف غرفتان للنوم وغرفة مكتب وغرفة معيشة وريسيبشن وحمام ومطبخ كبيران لا أحد يمكن أن يصدق أن هذه الشقة يسكنها رجل بمفرده ف هي مرتبة ونظيفة للغاية ..كانت بحاجة لأن تدخل الحمام ف هي في أمس الحاجة ل حمام دافيء يريح أعصابها وبعد أن أخذت حمامها ارتدت احدى بيجامتها الوردية ف هي تحب اللون الوردي كثيرا لكن ليلتها لم تكن بتلك السهولة بل كانت ليلة شاقة ومخيفة لم تنتهي إلا بعد صلاة الفجر حتى نامت من شدةالانهاك وخارت قواها واستلقت على الأريكة الموجودة في الريسيبشن وراحت في ثبات عميق وبعد حوالي ساعتين جاء أدهم لم تشعر بدخوله للشقة وإذا به يدخل ف يجدها نائمة في وضع الجلوس قد ضمت ركبتيها إلى صدرها ورأسها للخلف شعرأنها غارقة في النوم ولكن ملامحها يبدو عليها الخۏف والامتعاض تأملها أكثر كم هي جميلة في بيجامتها تلك وشعرها المبلول المنساب على وجنتيها وكأنه يرفض الانقياد لها جذبه جمالها الهادىء وهذا ماأثار غضبه إنها إمرأة وكل النساء خائنات لا يمكن أن يميل لها لذا أيقظها بصوت عالي
مريم مريم
مريم بفزع مين
أجابها بتهكم قائلا مين العفريت يعني! ..أيه اللي نيمك هنا
وقبل أن تنبس ببنت
شفة أجاب هو نيابة عنها
بصي يا ماما أنا مبياكلش معايا الجو ده ولا بيفرق معايا حاجة لو كنتي فاكرة أنك هتشديني ناحيتك
بنظرة استهجان شديدة وبعصبية لم تعهدها من نفسها أنتا دماغك ديه مالها جواز أيه اللي أنا عايزاه منك واشدك ولا ألفت انتباهك ليه أيه جو الأفلام العربي
اللي أنتا عايش فيه