الجمعة 29 نوفمبر 2024

لن ابقى على الهامش بقلم ندااء علي

انت في الصفحة 24 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

بما يعذبه هل يخبرها أن بقائه نهاية لحياتهما نعم لقد ابتعد عن فرح وأغلق باب الشيطان بينه وبينها اعتقد أن الراحة أتيه لكنه متعب حد المۏت لا سبيل أمامه إلا الابتعاد عن كل شيء 
أماني بدموع خلاص متزعلش نفسك ان شاء الله تسافر وترجع بالسلامة
ياسين بامتنان ان شاء الله خير أنا هنزل مصر كل سنه وهبعت اخدك في الاجازة
أماني المهم تركز في شغلك ومتبصش لحد ولا عينك تزوغ يا ياسين احسن وربنا اجيلك واطين عيشتك
تعالت ضحكاته من القلب ونظر اليها بتعجب متسائلا
انت اتحولتي كده ليه مش كنتي بټعيطي وزعلانه من دقيقة
أماني عادي أنا بس بفهمك الغربة بتخلي الرجالة مخهم يضرب وبعدين البنات هناك حلوين وعينهم جامدة
ياسين ياستي اطمني أنا لا ليا في المشي البطال ولا المعاكسه لو واحدة عجبتني هتجوزها علطول
نظرت إليه بشراسة وابتسم بمشاكسه متراجعا عن اغضابها ليهمس بجدية 
أنا مش عاوز حد غيرك انتي وولادي ادعيلي انتي بس ربنا يكرمني ومتقلقيش من حاجة أنا نفسي أعمل لولادنا مستقبل يريحهم لما يكبروا مش عاوزهم بتبهدلوا 
ولا يعني الابتعاد هجرا وما كان البقاء وصالا فبعض القلوب تلتقي رغم المسافات وبعضها عاجز عن منحك القليل من الود ولو كان بين يديك
حزم امتعته بعدما دعا الله مرارا أن يجد بين فوائد السفر السبعة ملاذا له عليه أن يمنح روحه عالما جديدا
اقترب من والدته وقبل يديها باعتذار وحب قائلا
خلي بالك من نفسك يا أمي
والدته باشتياق رغم رؤيتها له 
ربنا يحفظك ويحرصك ياقلب أمك متتأخرش عليا يابني يا عالم هشوفك تاني ولا ھموت وانت مسافر
قبل يدها واحتضنها وكأنه يختزن بداخله جزء منها يرافقه ويهون مرارة غربته صمت ولم يجد ما يقوله لكنه طلب إليها ما نريده ولا نجده إلا بلسان أمهاتنا دعاء صادق
تحدث بمشقة قائلا
ادعيلي يا أمي ادعيلي غربتي تنتهي على خير وارجعلكم
ودع أطفاله ووقف أمام زوجته بمشاعر مضطربه بين تردد في السفر ورغبة في الهرب اقتربت هي منه وضمته بما تحمله له من حب وود قائلة
المهم تبقى بخير أنا حاسه بيك يمكن لما تسافر ترتاح
ياسين بصدق
ان شاء الله هرجع يا أماني هرجعلك لما ربنا يريد
ستائر النسيان عندما تسدل تحجب الألم
المشتعل من خلفها فيبدو لك أنه قد اختفى بينما هو متقد لا ينطفئ ونحيا معه ونعتاده ونبقى كما نحن أمام الغير أقوياء لا ننكسر وبداخلنا كل ما مضى على حاله 
عندما غادرت همس تركت فيصل كما هو محطم بداخله من يراه يجزم أن ذاك الرجل بلا عيوب قوته لا تضعف وربما كان كذلك عند اقترانه بهمس وسكونه إليها منحته ما بحث عنه لسنوات وها هو يرجع إلى نقطة البدء يستشعر ضعفا فر هاربا منه طوال عمره
حاول أن يصم أذنيه عن ذاك الأنين المتردد بداخله بكاء لأمرأة وقعت في عشق رجل وخذلها تركها وحيدة ووهبها منه طفلا جعلت منه عالمها بأسره تذكر والدته وكم كانت حنونه جميلة هادئة لكن انكسارها ترك بداخله جنونا من نوع خاص اشتياقها الصامت إلى والده كان يؤذيه ويزيده كرها له ولا يعلم يقينا هل همس صادقة في اتهامها له هل يعاقبها وينتقم من طفليه أم أن قوة وكبرياء همس جعلاه راغب في اخضاعها 
أراد أن يعوض طفليه عن غيابها عليه ألا يشعرهما بالفرق هم بالصعود إليهما لكنه تأفف بضيق بعدما شاهد اسم كاميليا تهاتفه
تحدث بضيق قائلا 
مش وقتك خالص يا كاميليا مش طايق حد دلوقتي 
تنفس ببطيء كي يهدأ قليلا واجاب اتصالها تحدثت اليه بجدية دون مواربة قائلة
لازم نتقابل النهاردة يا فيصل لو سمحت 
فيصل النهاردة صعب الولاد معايا ومش هقدر اسيبهم لحد ما اجيبلهم مربية
كاميليا بتعجب مربية ليه ومامتهم فين 
فيصل يعني ايه مامتهم فين دول ولادي والطبيعي يكونوا معايا أما مامتهم فكان لازم تفهم انها يوم ما تحب تتجوز فأنا مستحيل هسيب ولادي لراجل غريب
كاميليا پغضب ماهو احنا لازم نتقابل علشان الموضوع ده خلي الست دي تبعد عن بابا احسنلها
فيصل پغضب الكلام ده تقوليه لابوكي لأنه لو قرب من مراتي هقتله
كاميليا بحدة وڠضب 
احترم نفسك يا فيصل قولتلك مليون مرة متغلطش في بابا وبعدين ايه مراتي مراتي اللي كل دقيقة تقولها انت مش طلقتها
فيصل بهدوء رديتها!!!
كاميليا نعم مش فاهمة يعني ايه رديتها!!!
وامتى الكلام ده حصل وازاي متعرفنيش!!!!
فيصل رجوعي لهمس يخصني أنا وهي ومعتقدش انه يهمك في حاجة لأن من البداية همس كانت موجودة
كاميليا لا يخصني أي حاجة تخصك من الطبيعي تخصني وبعدين ايه البرود بتاعك ده!!!!
وياترى بقى بعد ما رديتها الهانم هتبعد عن بابا ولا هتفضل تلف عليه برده !
فيصل إياك تغلطي فيها يا كاميليا وزي ما قولتلك العيب على ابوكي الراجل الشايب اللي بيجري ورا ست متجوزة
كاميليا أنا مش قادرة افهمك ولا استوعبك
انت اكيد مچنون انت بتغير عليها فعلا بتحبها!!!!!!
طب ليه لييببه من الأول قربت مني وقولت انك بتحبني!!!!
فيصل بعد صمت دام لبرهة أنا فعلا بحبك
كاميليا بحدة ولوم كداب كداااااااااااب
مفيش انسان بيحب اتنين 
فيصل اسمعي يا كاميليا همس مراتي ومفيش حاجة اتغيرت وحتى لو هي مصرة عالطلاق مش هيحصل لأني مقدرش اسيب ولادي لراجل غريب يربيهم وأنا عايش
كاميليا على فكرة دي حجة انت مش قادر تتخيلها مع راجل غيرك اټجننت لما عرفت ان بابا هيتجوزها صدقني انت بتخدع نفسك وأنا استاهل كان واضح من أول يوم اتقابلنا معاها في المول انك بتعشقها بس أنا كدبت نفسي وقولت مفيش راجل بيحب مراته يبص لغيرها ترجمة اهتمامك وخۏفك عليها انه واجب وبتقضيه للأسف ده مش مجرد حب وعشرة دي مشاعر انت مقدرتش تحسها مع حد غيرها 
فيصل بتوتر لو سمحتي اهدي شوية كل اللي بتقوليه ده مجرد أوهام بعدين المفروض أنا اللي اسألك واحاسبك انت في ايه بينك وبين ابن عمتك 
كاميليا بحزن لا والله لسه فاكر تسأل
فيصل يعني ايه انتي قولتيلي انه زي اخوكي بس نظراتك مبتقولش كده 
كاميليا وانت اخدت بالك مني اصلا انت مكنتش شايف حد غيرها 
فيصل يووووه انتوا عاوزين ايه النهاردة انتي وابوكي وهمس على فكرة كل اللي بيحصل ده بسبب والدك لولا اعتراضه وحركاته دي كان زمانا اتجوزنا وخلصنا 
كاميليا انت بتحبني يا فيصل صدقني لو قولت انك بتحبني هنسى كل حاجة حصلت ونتجوز علطول بس قبل ما تقول آه أو لا لازم تطلق همس وتبعدها عن حياتك نهائي ولادك علاقتك بيهم مقدرش اتدخل فيها لكن همس لأ يا فيصل أنا هسيبك تفكر وترد عليا 
كل ما بالكون نتغاضي عنه وربما يجرفنا بعيدا عنه ارهاق الحياة واجهاد البدن وقد تغلق أبوابك بكافة الوجوه في لحظات معينه إلى ان تستمع إلى صوت طفلك الباكي تهرول دون احساس منك وكأن ما يسوقك إليه قلبك لا قدماك 
عادت همس إلى مسكنها لكن روحها لم تستكين وطفليها بعيدآ عنها ادعت الصلابة عند حديثها إلى فيصل وداخلها خوفا واشتياقا اليهما ترى هل تناولا طعامهما هل يبكيان أم يتضاحكان سويا لقد حل الليل وكلاهما يخشاه هل استطاع فيصل أن يبثهما الأمان أم شغل عنهما بحديثه إلى من تركهم من أجلها 
لم تستطع البقاء اكثر من ذلك
ارتدت ثيابها من جديد وسارعت إلى الخروج عليها بالتجول قليلا فبقاؤها بمفردها قد يصيبها بالجنون تراجعت عن الخروج وألقت بحقيبتها أرضا وجلست قرب الباب وضعت وجهها بين كفيها وهمست بخفوت قائلة
هتروحي فين يا همس ولمين
جيرانك هيقولوا ايه وانتي خارجة في وقت زي ده كفاية نظراتهم وتصرفاتهم اللي اتغيرت بعد طلاقك نامي نامي يمكن النوم يعدي الليل ويجي النهار 
تركت يدي بعدما تعاهدنا ألا نفترق وعدت حبيبي بعدما انصهر القلب وتبدلت معالمه وها أنا واقفه لا أعلم أين أذهب وإلى متى سيبقى الألم مللت من طول الطريق وتعبت من فرط الاشتياق وكلي يناقض كلي وبعض من روحي يعشقك وجزء بات يكرهك 
استمعت همس إلى حديث المهندس الجديد بتيه تدعي أمامه التركيز والانتباه بينما عقلها شارد تحدث اليها بحرج قائلا
حضرتك معايا يا بشمهندسة!
ابتسمت إليه بأسلوب عملي قائلة اكيد معاك يا بشمهندس زين كنت بفكر في موضوع مهم بعتذر منك عالعموم أنا شايفه ان الاتفاق ده كويس جدا
زين فعلا احنا لو قدرنا ناخد صفقة واحدة بس واثبتنا جدارة اسم المكتب هيتعرف جدا ومش هنلاحق عالشغل
همس ان شاء الله كل حاجة هتبقى
تمام واضح انك متحمس جدآ
زين بمرح اه والله نفسي اكون نفسي واتجوز بقى
همس انت خاطب من زمان ولا ايه
زين من خمس سنين
همس ياااه مش كتير الفترة دي
زين كتير بس نعمل ايه حكم القوي ابوها مش موافق نبدأ حياتنا على أدنا وأمي بتحاول تفركش الجوازة بكل الطرق 
همس وانت
زين أنا ايه انا بحبها ومستحيل اسيبها 
همس اتمنى فعلا انك متتخلهاش عنها 
زين بحب ان شاء الله عمري ما هتخلي عنها بس حضرتك ركزي معايا علشان الصفقة دي هتغير كل حاجة بس انتي قولي يارب
همس بهدوء يارب قولي يا بشمهندس خطيبتك بتشتغل
زين لا للأسف هي خريجة هندسة وكانت زميلتي بس مش لاقية شغل
همس هاتلي ورقها وان شاء الله تشتغل معانا في المكتب
زين بسعادة وامتنان معقول حضرتك بتتكلمي جد
همس ايوة بس طبعا الراتب في البداية هيكون بسيط لحد ما الشغل يزيد وتلقائي المرتب هيزيد والعمولة
زين متشكر جدا ألف شكر لحضرتك عن اذنك هروح اكلمها وافرحها 
هرول يسابق الوقت ولم ينتظر ان يستمع إلى اجابة همس وابتسمت همس بحزن قائلة
ياريت فعلا متخذلهاش يازين 
اغمضت عيناها بتعب وسرعان ما انتبهت بعدما استمعت إلى صوت رضوى تقول
والله عال فاتحين المكتب ناكل من وراه عيش وانتوا جايين هنا تناموا 
ابتسمت اليها همس بسعادة وأسرعت اليها ټحتضنها بلهفة واحتياج قائلة
أنا ممكن اشتمك بس خاېفة الموظفين يسمعونا والهيبة تضيع قدامهم
رضوى أنا آسفه والله وعارفه اني اتأخرت عليكي كتير
همس المهم انك جيتي يا ستي اقعدي وقوليلي عاملة ايه
رضوى الحمد لله كويسه انتي شكلك مرهقة أوي يا همس مالك يا حبيبتي
همس نفسي أنام يا رضوى تعرفي إن من يوم ما فيصل بعد وأنا مبعرفش أنام دماغي دايما شغالة حتى وأنا مغمضة نفسي أعرف بس ليه ليه وازاي قدر يعمل كده طب ليه أنا موجوعة بالشكل ده وامتي هنسى وارتاح!
رضوى مفيش حد بينسي بس الأيام بتعدي ابتسمت بمرح قائلة
سيبك انت هقولك خبر مفاجأة الموسم
همس بترقب خير من زمان مسمعتش حاحة تفرح
رضوى أنا حامل 
نظرت إليها همس پصدمة للحظات اصابتها نوبة من الضحك إلى أن هدأت قليلا وتساءلت بدهشة
حامل! من مين يابت
قهقة رضوى قائلة
غلطة وندمان عليها والله مصطفى خدعني يا هموس وغرغر بيا 
همس بحب ربنا يسعدك يمكن البيبي ده فرصة جديدة ليكم مع بعض
رضوى مبقتش فارقة كتير والله يا
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 43 صفحات