الجمعة 29 نوفمبر 2024

لن ابقى على الهامش بقلم ندااء علي

انت في الصفحة 26 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

طلقتها ليه
رضوى كنت سألتك اتجوزتها ليه يا مصطفى عالعموم ربنا يهدي الحال وتتصافوا علشان بناتكم 
مصطفى انت عوزاني ارجعلها
رضوى هيفرق معاك أنا عاوزة ايه يا مصطفي صدقني أنا بتكلم معاك كأنك واحد غريب وبكلمك بنية صافية لو انت شايف انك طلاقك انت وهي صح أحب أقولك ان ده ظلم لأطفال لسه بيرضعوا مفيش حد هيقدر يعوضهم غياب أمهم 
مصطفى بندم أشد
انت خاېفة على بناتها وهي رمتهم ومشيت أنا كنت متوقع انها عالأقل تقولي هاخد ولادي انت فاهمه يعني ايه ترمي بناتها وتمشي
رضوى مش غلطها لوحدها الغلط عليك وعليها وبناتك ملهمش
ذنب 
مصطفى أنا مستحيل أرجعلها أنا مش طايق اسمع حتى اسمها
رضوى بتعجب سبحان الله مقلب القلوب ابتعدت قليلا قائلة
تحب احضرلك الغدا
مصطفى بحدة قليلة انت رد فعلك بارد كده ليه الطبيعي تفرحي اني طلقتها ورجعنا زي الأول 
رضوى بضعف مفيش حاجة هترجع زي الأول احنا اتعودنا على البعد ومهما قربت مبحسش انك معايا
معرفش العيب مني ولا منك بس انت مصمم تقلب في اللي فات طلاقك من سوزي مش هيفرق لأنك ببساطة مطلقتهاش علشاني أنا خارج حساباتك يا مصطفى منتظر مني ايه أفرح واقولك الحمد لله انها غارت من حياتنا طب ازاي وهي سيبالك ذكرى منها طول العمر 
ابتلعت ريقها بمشقة فقد نال منها الضعف مبلغه 
انت مش شايف شكلك عامل ازاي بص لنفسك في المراية وشوف وشك وملامحك والحزن مغير حالك حزين عليها ولا على نفسك
مصطفى أنا مفيش ست تكسرني ولا تفرق معايا أنا مش حزين عليها دي حشرة ادوسها بجزمتي كل اللي مأثر فيا بناتي وبس 
رضوى هسيبك ترتاح شوية ولما احضر الأكل هصحيك تكون البنات رجعت من المدرسة ياريت تغير هدومك وتحاول تتكلم معاهم شوية مش معنى انهم كبروا تنساهم وتركز مع الصغيرين 
اغلقت الباب من خلفها رغم أن بعض الأبواب لا تغلق مهما جاهدنا في ردمها لن تنكر سعادتها بطلاقه من سوزي لكنها لن تمنحه تلك السعادة عليه أن يتذوق القليل مما تجرعته هي من قبل 
يكفي ما تعانيه الآن وما تخفيه عنه بشأن مرام حمل لا يطاق عليها أن تحمله في صمت كي لا تنكسر أمامه 
عقب أن غادرت استمع مصطفى إلى تعليماتها بهدوء فهو بالفعل متعب توجه إلى حمام غرفته وترك جسده أسفل المياه البارده مغلقا عينيه بارتياح 
بعد قليل اجتمع بزوجته وبناته يتناولن الغداء ابتسم بداخله فكل ما في البيت يبدو رائعا نظافة المكان الزائدة رائحة عطرة تحرص رضوى دائما على تطعيم البيت بها فتياته في غاية الاناقة والبساطة كحال والدتهم لما غفل فيما مضى عن كل ذلك وهل يستحق ما يعانيه الأن من صراع 
نعيم الوالدين لا ندرك فضله إلا بعدما نحيا بچحيم فقدهما نترك بلا سند بلا ساتر يمنع عنا صڤعات الحياة فنستغيث بهما دون فائدة فمن يرحل منهما يرحل إلى الأبد ومعه روح من أرواحنا 
همت كاميليا بالخروج بعدما أعدت لوالدها افطاره في صمت ناداها بصوت متعب قائلا
هتخرجي برده من غير فطار افطري وانزلي 
لم تنظر إليه تحدثت باقتضاب قائلة
عندي عمليات افطر حضرتك متشغلش نفسك بيا
طاهر لو عندي غيرك كنت هشغل نفسي بيه
نظرت إليه بعتاب قائلة
ليه هي العروسة رجعت في كلامها ولا إيه
تقدم طاهر بخطوات وئيدة وامسك بيدها إلى ان أجلسها أمامه تطلعت كاميليا إلى والدها بقلق ورهبة سكنت بداخلها احتضنها والدها بقوة مفرطة قوة مهيبة وكأنه ينتزع ما بداخله من قوة وتماسك ويغرسه بداخلها ابعدها عنها وتحدث بصدق قائلا
انت أغلى من روحي يا كاميليا عاوزك توعديني بحاجة واحدة
كاميليا بضعف بابا فيه ايه!
طاهر عاوزك تعيشي حبي نفسك وقدريها وابعدي عن الظلم الظلم ظلمات يوم القيامة فاهمة معنى الجملة دي يا بنتي معناها مرعب
كاميليا بابا أنا 
استوقفها هو قائلا
اسمعيني كويس ومتقطعنيش يمكن مقدرش اتكلم معاكي مرة تانية
صاحت پخوف طفلة تستمد الأمان من والدها تستوقفه عن الاستمرار فيما يقول
بابا ارجوك متخوفنيش ليه بتتكلم بالطريقة الغريبة دي حضرتك تعبان
طاهر بحب أنا كويس اسمعيني بقى ماشي
ابتسمت إليه قائلة
حاضر أنا قدامك أهو اتفضل اتكلم
بدأ طاهر في قص ما حدث بينه وبين همس من قبل عائدا إلى أشهر ماضية قائلا
عودة إلى الماضي
عم التوتر والترقب الأجواء من حولهما وكلاهما لا يعرف خطوته القادمة
تنظر اليه همس علي استحياء فهي من قبل لم تقابل رجلا خارج إطار الأهل وهو ليس أي رجل بل هو والد غريمتها التي أطاحت بعالمها ترى ما الذي يريده ومن أرسله
لاحظ طاهر توترها فتحدث بجدية قائلا
تشربي ايه يا مدام همس
همس ولا حاجة انا بعد نص ساعة لازم اروح البيت قبل الولاد ما يرجعوا من المدرسة
طاهر ربنا يباركلك فيهم
همس متشكرة لحضرتك
طاهر انا عارف انك مستغربة طلبي اني اقابلك وعندك حق طبعا بس ياريت تسمعيني للأخر وتفكري في كلامي
همس بترقب اتفضل أنا سامعة حضرتك
طاهر بنتي موهومة انها بتحب الدكتور فيصل وخداها مغامرة جديدة تجربة حرمت نفسها منها طول حياتها لكن صدقيني كاميليا هتدمر نفسها لما تفوق من الصورة الجميلة اللي رسماها لحياتها مع فيصل طول عمرها بتتمنى تعيش قصة حب شبيهه بحكايتي مع والدتها الله يرحمها لكن للأسف عمري ما تخيلت انها تعمل في نفسها كده 
ابتلعت همس ريقها بحزن وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع
ميخصنيش انا وهو خلاص انتهت الحياة ما بينا واطلقنا
طاهر لأ يخصك جوزك هو كمان مبيحبش بنتي يمكن اعجاب او نزوة أنا راجل وافهم كويس في نظرات الحب الحقيقي
همس باكية لو سمحت حضرتك واضح انك انسان مهذب ومحترم سبني في حالي كفاية ۏجع قلبي والظلم اللي اتعرضتله بسبب بنتك
طاهر ارجوك
تساعديني أنا معنديش غير كاميليا ومش هسيبها تايهه كده لازم اتصرف
همس يعني اعمل ايه
طاهر أنا هفهم كاميليا اني يعني احم 
توتر طاهر للغاية وبدا كما لو كان شابا مراهقا فتعجبت همس من حالة ومدت يدها بكوب الماء الموضوع أمامها امسكه طاهر وارتشف منه بضع رشفات ليصدمها بقوله
هقولها اني شفتك وحبيتك وهتجوزك
هبت همس واقفه وهي علي وشك توبيخه لكن دموعه التي خانته جعلتها تتراجع عن حدتها لتدعه يكمل كلماته قائلا
أنا مستحيل ابص لواحدة ست مهما كانت مع احترامي ليكي انت ماشاء الله أجمل مما تصورت بس أنا قلبي فعلا مش قادر يشوف غير ام كاميليا احنا هنمثل عليهم مش اكتر إننا هنرتبط 
همس ولو محصلش حاجة وكملوا جوازهم!
طاهر يبقى وقتها خلصت ضميري
همس وحضرتك انا ذنبي ايه تورطني في لعبة زي دي فيصل عصبي ومش هيسكت 
طاهر عارف ومتأكد ان أول حاجة هيعملها انه هيجيلي يتخانق معايا ووقتها كاميليا هتعرف أد ايه هو بيحبك حتى لو أنكر د 
همس بكبرياء وأنا مش الست اللي تجري ورا راجل مهما كانت مكانته عندها 
فيصل ماټ وسقط من نظري خلاص
طاهر أنا مريض عندي کانسر وللأسف مفيش قدامي وقت السر ده مفيش مخلوق يعرفه غيرك انت ساعديني ارجوكي اني اطمن على بنتي قبل ما أموت 
لم تستطع أن تمنحها أملا في أمر كهذا لكنها لن تقف مكتوفت الأيدي نظرت إليها بتعاطف تشفق عليها مما تمر به اقتربت منها قائلة
اطمني يا رضوى أنا مش هسكت وبإذن الله هجبلك أصل وفصل الولد ده اديني فرصة اسبوع واحد ونكون مهكرين حسابه وواخدين كل المعلومات اللي ممكن تقوي موقفنا لازم لما تواجهيه تكوني واثقة من نفسك ومن كلامك
رضوى بحزن
خاېفة يا همس أنا اتحملت الذل والپهدلة علشانهم بناتي هما عمري كله مش هتحمل اخسر واحدة فيهم ولا هسمح لحد يكسر قلوبهم
همس بهدوء
ان شاء الله هتعدي انت ست أصيلة وربنا موجود صدقيني أنا معاك مهما حصل وهنجيب حق بنتك قولي بس يارب 
الفصل العشرون
متى أردت أن ترى النور ستبحث عنه وعندما تكتفي بالظلام تبقى بداخله 
كلنا يجملنا اكثر من هبة بعضنا وجهه فاتن وآخر ابتسامته حياة هناك من نجد في صمته أمان فيكفي وجوده وهناك من يمحو بكلماته مخاۏف الكون عليك فقط أن تمعن النظر لتجد ما يميزني دون غيري فأنا جميلة كما أنا لكنك تغافلت عني 
كانت تتحدث بعفوية غافلة عن نظراته الغاضبه وانفاسه المتلاحقة نظرت إليه عندما لم تستمع إلى جواب منه على ما قالته متسائلة بهدوء
مبتردش ليه يا مصطفى أنا قولت اسألك قبل ما اتفق مع المدرسين الجداد
مصطفى بهدوء يخفي خلفه الكثير من الظنون
المهلكة جارنا ده ايه اللي خلاه يفكر يتقدملك يا رضوى وشافك فين من الأساس
رضوى بتعجب 
أنا بكلمك في ايه وانت بتسأل عن ايه البنات بيهزروا معاك
مصطفى يعني والدته مجتش هنا وطلبت ايدك يا هانم
رضوى بتوتر 
عادي يعني هي ست طيبه وقابلتني كام مرة وأنا بشتري طلبات للبيت وفكرت إن مرام اختي الصغيره 
مصطفى بحدة
والبقف ابنها شافك فين
رضوى معرفش وبعدين انت بتزعق ليه الحكاية كلها تضحك
مصطفى پجنون
ايه اللي يضحك انتي هبله ولا ايه اه زمانك فرحانة بالعريس
رضوى پغضب عيب الكلام ده احنا كبرنا عاللي انت بتقوله ده وانا فهمت الست وهي اعتذرت وخلصنا
مصطفى لأ مخلصناش وأنا هروح دلوقتي اخرملك عين ابنها علشان ميتجرأش ويبصلك تاني
امسكته رضوى بصعوبه بعدما توجه بخطواته هوجاء يود الفتك بجارهم المسكين
صاحت پصدمة
انت اكيد اټجننت عاوز ټضرب راجل متعرفوش ولا أذاك في حاجة
مصطفى جاي يتقدملك وبتقولك مأذنيش استنى بقى لما تعزموني عالفرح
رضوى والله أنا مش فاهمة اللي يشوفك يقول غيران
مصطفى بسوقية حد قالك عني راجل بقرون 
شهقت رضوى بفزع وصدمة من ثورته
عيب كده يا مصطفى البنات برة 
مصطفى انت من هنا ورايح متتحركيش لوحدك وطلبات البيت هنجبها كل اسبوع وبعدين لبسك بدأ يضيق ولازم تغيريه كله انتي فاهمه 
رضوى برفض وقوة اكتسبتها مؤخرا
لأ مش فاهمه ومن امتى الخۏف ده والغيره دي أنا بشتري حاجة البيت وانت عارف وعمرك ما اتكلمت ولبسي مش ضيق ولا انت مبتشوفش مراتك التانيه بتلبس ايه
مصطفى وأنا مالي ومال زفته ما خلاص راحت في ستين داهيه
رضوى والمطلوب ايه مفهمتش
مصطفى بغيره المطلوب قولته وخلي بالك يا رضوى أنا دكتور اه بس بلطجي فانتي تسمعي الكلام بالذوق بدل ما تخليني اتصرف بطريقة مش هتعجبك 
نظرت إليه رضوى بتحدي قائلة
تمام أنا النهارده هبات في اوضه تانيه وانت خليك لما اعصابك تهدي شكلك متأثر بطلاقك من عروسة المولد وبتطلعه عليا قال غيران قال والله نكته جديدة كان راميني سنين لا يعرف بعمل ايه ولا بتصرف ازاي وجاي دلوقت يحاسبني سبحان الله 
صفعت الباب من خلفها وتركته يتخبط وسط مشاعر جديدة اشتعلت بداخله عندما لاح بالأفق ظل لرجل أخر يتودد إليها 
فمن اعتاد مذاق العسل المصفى دون عناء يزهده إلى أن يتجرع مرارة الحنظل فيحن اشتياقا إلى رشفة من ذاك
العسل 
لا تبك يا صغيرتي فقلبي معك حتى وإن افترقنا وكم تمنيت أن أبقى إلى جوارك لكنني مجبر على
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 43 صفحات