رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود (كاملة من الفصل الاول للفصل الاخير)
من ثلاثون ورم ليفي صغير ف كونت ورم واحد كبير وهي حالة نادرة من الأورام الليفية لكن لا يوجد منها أية خطۏرة على الاطلاق ..
ذهب أدهم لمريم ليطمئنها ويطمئن عليها وأخبرها بالنتيجة فرحت كثيرا وحمدت الله على فضله ثم نظرت إليه وسألته مرة آخرى
يعني بجد يا أدهم أقدر أخلف
بإذن الله تقدري تحملي من بكره لو حبيتي
ضحكت دينا وسيف أما أدهم ومريم ف كان الصمت هو ردهم الوحيد توتر أدهم كثيرا من مزحة صديقه ثم أستاذن منهم وانصرف بعدما جذب سيف من ذراعه ليخرجه معه وحينما خرجا من الغرفة نظر له پغضب وصاح منفعلا
أيه يا سيف..أيه الهزار السخيف ده
استعباط أيه ! ما أنا لسه قايلك أن مفيش أي مشاعر بينا كل الحكاية أنها بنت عمي وجوازتنا ديه هتنتهي عاجلا أم آجلا ومش هتبتدي أصلا هتفضل كده في نفس الاطار ده لحد ما تنتهي فاهم يا سيف
لمصلحة مين يا أدهم اللي بتعمله ده ومتقولش بقا الكلام الأهبل بتاع بنت عمي ومعرفش أيه عشان أنا مش عبيط أنا ليا عين وأعرف أفرق كويس بين مشاعر الأخوة والقرابة وبين مشاعر الحب
جملة أخيرة يا أدهم أنتا ومريم بتستهبلوا على بعض أنتو الاتنين بتحبوا بعض لكن بتكدبوا على نفسكوا على العموم براحتكوا سلام يا صاحبي....
تركه سيف وانصرف أدهم إلى غرفته ليجلس بها منفردا يفكر حينا ف كلام صديقه ويطرده حينا آخر من رأسه ..أما في غرفة مريم فقد كانت دينا تتحدث مع مريم حديثا موازي لحديث سيف وأدهم قالت دينا لها
كده يا دينا عشان أنا وأدهم ولاد عم وبس وجوازنا ده هيفضل على الورق ومكنش ينفع سيف يقول كده
والله! أنتي وأدهم ولاد عم بس تصدقي صدقت أنتو بتستعبطونا ولا أيه مبنشوفش احنا اهتمامه بيكي الفترة اللي فاتت وقلقه عليكي أدهم منمش طول الفترة اللي فاتت كان جنبك في كل لحظة مكنش بيرضى يروح ينام في البيت كان بينام على السرير اللي جنبك مش بس كده سيف حكالي على الخناقة اللي عملها غير ما يطمن على نفسه ويشوف إذا كان ينفع يتبرع ولا لأ ولا خضيته عليكي لما عرف من سيف أنك تعبانة وحاجات من ديه كتير تقول وتأكد أن العلاقة بينكم مش مجرد علاقة قرابة أنتو بس اللي حابين تضحكوا على نفسكوا وأنتي يا مريم عايزة تفهميني أنك مبتحبيش أدهم ده أنتي مطمنتيش إلا لما جه مرضتيش حد غيره يعملك العملية ولا نظرة عينك لما كان شايلك وأحنا جايين المستشفى أيه كل ده بيتهيألنا
كان أدهم يستعد للدخول للاطمئنان على مريم بينما سمع جملتها الأخيرة التي قالتها ل دينا فانتظر ثواني ثم طرق على الباب ليستأذن بالدخول نظر ل مريم قائلا
مريم أنتي هتقعدي هنا حوالي أسبوع لحد ما نتطمن عليكي ونتأكد أن كله بقا تمام والچرح يكون خف خالص ..صحيح المستشفى مدياكي أجازة أسبوعين أهو ترتاحي شوية
أه وأنا كمان هروح النهارده أبات في البيت عشان أنتي عارفة روك لوحده أنا كنت قايل ل احمد يحطله أكل بس أنتي عارفة أنه مبيحبش الكلاب ف بيعمل ده مضطر وعشان مش هينفع أبات هنا كل يوم
أه طبعا متشغلش نفسك بيا أنا هخلي أي حد من الممرضات يبات معايا
ما أنا أكيد كنت هعمل كده مكنتش هسيبك لوحدك طب أنا مروح بقا
دلوقتي
أه مش قادر محتاج أنام جدا
ماشي سلام
سلام
وبعد انصراف أدهم نظرت مريم ل دينا
قائلة بغيظ
شوفتي أهوه هيسبني لوحدي أهوه عشان الكلب
يا مفترية مهو قاعد جنبك بقاله 4 أيام وبعدين هو مينفعش يفضل أكتر من كده هو
عايز يأكد لنفسه وليكي أنكوا عادي بس الحقيقة غير كده
امشي يا دينا أنتي كمان روحي شوفي سيف عايزك
ماشي بقا كده طيب أنا هروح أشوف سيف وخليكوا كده يلا سلام
سلام يا أختي
كانت مريم تشعر بالغيظ الشديد من أدهم تتمنى لو بقى معها لكن كرامتها أبت عليها أن تصرح له بذلك ..
وفي اليوم التالي جاء أدهم الذي لم يستطع أن ينم ليلته تلك ايضا لأن باله ظل مشغول على مريم التي تبيت ليلتها بمفردها كان يود أن يبقى معها لكن هو الآخر أبى الاعتراف أنه لا يستطيع أن ينام طالما هي بعيدة عنه كان يريد أن يطمئن نفسه ويخبرها أن الأمر مازال في قبضة يده وأنه مجرد اعتياد على وجودها في حياته وليس حب كما يقولا سيف ودينا لقد قضى ليلته تلك في غرفتها لعله يشتم عطرها ف يطمئن قلبه عليها وهذا أيضا جعل النوم يهب من عينيه أكثر..
وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى غرفتها في المستشفى وطرق الباب وحينما فتحه وجد هناك من أثار غضبه كان خالد الذي يجلس على الكرسي ملاصقا ل سريرها نظرإليه بإبتسامه تحوي كل معاني السخف ثم حك ذقنه قائلا
أهلا يا دكتور خالد
أهلا بيك يا أدهم
أيه هنا من بدري ولا أيه
لأ خالص أنا لسه جاي من عشر دقايق كده
طبعا حضرتك دكتور وعارف أن زيارة المړيض مينفعش تطول عشان منتعبهاش
ردت مريم قائلة لتثير ڠضب أدهم أكثر وهي لا تعلم لماذا لأ أنا مش تعبانة يا أدهم أنا بقت أحسن الحمد لله
كده طب تمام الحمد لله ..سكت لحظة ثم قال أه معاد الحقنة بعد أذنك يا دكتور خالد عشان هي لازم تآخد الحقنة دلوقتي
قال خالد أه أكيد
ثم نظر ل مريم قائلا خلاص يا مريم أنا هعدي عليكي بالليل
عشان اطمن عليكي أنا سهر النهارده وممكن آجي أسليكي بدل ما تفضلي لوحدك وتزهقي
جن جنون أدهم الذي كاد أن يفتك ب خالد فقال بعصبية شديدة
نعم! أنتا مچنون ولا أيه تقضي ليلتك فين يا دكتور متركز كده وتسلي مين أيه ظريف أوي كده حضرتك عشان تسليها وبعدين بأي حق تيجي تقعد معاها لوحدكوا بالليل ولا هو أي حك وخلاص
نظر له خالد في حدة مماثلة ورد عليه قائلا في أيه يا دكتور أدهم متهيألي أن حضرتك اتعديت حدود اللياقة في الكلام معايا وكمان قدام مريم ولولا أنها موجودة وأنك ابن عمها أنا كان ليا رد تاني ..ثم أردف قائلا وبعدين حضرتك منفعل أوي كده ليه ما أنتا كنت بتيجي كل يوم تقعد وتبات معاها بحجة أنك الدكتور المعالج ولا أيه
لا أيه أنتا بقا أولا هي بالنسبالك اسمها الدكتورة مريم
ثانيا أنا مش محتاج حجج عشان أقعد معاها زيك لانها ببساطة مراتي
امتقع وجه خالد من أثر المفاجأة ثم نظر ل مريم لعلها تكذب كلامه لكنها أماءت رأسها بالايجاب فرد قائلا مراتك! أنتو أتجوزتوا أمتا
رد أدهم ليغيظه أكثر متهيألي مش المفروض لما نيجي نتجوز ندي لحضرتك تقرير أو نآخد منك أذن عادي اتنين حبوا بعض وأتجوزوا شيء بيحصل يعني
بس محدش في المستشفى يعرف
أدهم وهو يجز على أسنانه بغيظ حتى لا يتهور ويضرب هذا الأحمق وأنتا مالك احنا حرين براحتنا نقول للأشخاص اللي نحب نقولهم
ماشي يا دكتور أدهم على العموم مبروك ده من حظك الحلو أنك خدت جوهرة زي مريم قصدي الدكتورة مريم ..بعد أذنكوا
تركهم خالد وانصرف أما مريم ف نظرت ل أدهم بعصبية قائلة
أنتا أزاي تكلمه بالشكل ده وقدامي كمان
والله وأنتي عايزني أكلمه أزاي ولا أقف أتفرج عليه ل
تكلمه بطريقة مهذبة أكتر من كده أو كنت تسيبني وأنا هرد عليه
والله أيه عايزاني أوطي صوتي وأبص في الأرض وأنا بكلمه وأسيبك تكلميه أنتي ليه وانا واقف
لأ مش لازم تعمل كده بس تكلمه على الأقل باحترام خصوصا هو ميعرفش أننا متجوزين
أديه عرف
وليه قولتله
أيه مكنتيش عايزاني أقوله ..أه صح بعدين يطفش على العموم أهو مرمي عندك أبقى لما نتطلق أرجعي وقوليله أنا اتطلقت يا خلوده يا حبيبي وأدهم الۏحش الشرير مبقاش في حياتي خلاص
أسكت يا أدهم أحسن
وبينما هما في شجارهما دخل سيف ودينا فسألا عن سبب صوتهما العالي
قال سيف في أيه يا مجانين أنتو بتتخانقوا ولا أيه مش بتبطلوا خناق أبدا علطول ناقر ونقير كده
رد أدهم قائلا لأ ست مريم بتربيني هتعلمني أزاي أكلم الناس واحد داخل يلف ويدور حوالين مراتي
ردت مريم بحدة مش مراتك
رد عليها أدهم بحدة أكثر لأ
مراتي وطول ما أنتي على ذمتي تبقي بتاعتي ملكي ومش من حق أي راجل غريب يتكلم معاكي حتى فاهمة
قال جملته الأخيرة وانصرف حاول سيف الامساك به لكنه كان منفعلا للغاية ولم يتوقف ولأن سيف يعلم صديقه جيدا ف لم يذهب خلفه لأنه يعلم أنه طالما وصل لهذا الحد من الانفعال ف لابد أن يظل بمفرده حتى يهدأ ف سأل مريم عما حدث فقصت عليه ما دار بين خالد وأدهم ثم ما دار بينها وبينه ..ف نظر سيف ل مريم قائلا
أنتو الستات أعوذ بالله منكوا تجننوا العاقل
والله ليه بقا أنا غلطت في أيه
مش موضوع غلطتي أنتي جننتيه بس كويس أديكي بتنفذي كلامي أهوه وبتشعللي غيرته بس شكلك تقلتي العيار حبتين ومش شعللتيها بس
أنتي ولعتي ف أدهم نفسه
بقولك أيه يا سيف أنا لا كنت بشعلل غيرته ولا بتاع هو اللي كان مستفز جدا وعايز يتحكم فيا وخلاص
عليا أنا بردو يا مريم ماشي
ردت دينا أحسن جدعة والله يا مريم خليه يحس بقيمتك
رد سيف أيه ما تهدي يا بوتجاز أنتي كمان هي ناقصاكي وبعدين أدهم عارف قيمة مريم كويس كل الحكاية في العقد اللي عنده
ردت مريم هو حر في عقده أنا مليش دعوة بيه أصلا ومش من حقه يتكلم معايا بالطريقة ديه هو فاكرني شغالة عنده
بصي يا مريم أدهم صاحبي من زمان هو صحيح مش صعيدي أوي في حاجات كتير لكن الاندفاع والعصبية والغيرة على أي ست تخصه دول فيها صعيدي جدااا بس كمان هو طيب شويه لما يهدى هيحس أنه غلط وهيجي يعتذرلك
أه ما أنا عارفة ولا هيعتذر ولا نيلة هو كده علطول براحته بقا ومش هتكلم معاه أصلا
مرت حوالي ساعة ثم سمعوا صوت طرقات على الباب