رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود (كاملة من الفصل الاول للفصل الاخير)
وحاول يكون كلامك دعم ليها متقولش أي كلام سلبي خاالص فااهم
الطبيب الشاب حاضر حضرتك
انصرف الاستشاري وظل الطبيب الشاب بجوارها كان ينظر إليها وعلى ملامح الحزن التي ارتسمت على وجهها منذ أن رآها وأخذ يحدثها وكأنها تسمعه قائلا
يا ترى أيه اللي حصلك وخلاكي حزينه كده يا ترى مين وجعك كده وحفر الحزن والألم على ملامحك بالشكل ده تعرفي أنك جمييله أوي شبهها ملامحك هاديه جدا زي الأطفال وهما نايمين فوقي بقا وأيا كان السبب اللي خلاكي تهربي من الدنيا عشانه ف مفيش حاجة تخليكي تغمضي عنيكي
وټحبسي روحك جواكي واجهي أي حد وأي حاجة أحسن من هروبك ده أمممم لابسة ف ايدك دبلة يا ترى جوزك هو السبب ف الحالة اللي أنتي فيها ديه صدقيني ميستاهلش واحدة زيك الدنيا مش عايزة الناس الرقيقة اللي زيك كده خدي حقك من أي حد زعلك ومتهربيش أصحي بقا يا ترى أسمك أيه اكيد أسمك حلو زيك كده بصي هما بيندهوا عليا هروح أشوف الحالة وأرجعلك ونتكلم سوا ياريت لما أرجع تكوني فتحتي عيونك ....
أما أدهم كانت الأيام تمر عليه طوييلة قاسېة قد جافى عيناه النوم إلا لدقائق كنت عيناه ترغمه على ذلك حتى يقوى ويستطيع البحث مرة آخرى في اليوم
التالي أصبح يتحرك بآلية شديدة لا يشعر بشيء سوى الألم لا يأكل سوى بضع لقيمات ...
مر أسبوع على اختفاءها والكل يبحث عنها دون جدوى
معقووول دكتورة مريم هي مالها يا دكتور أيه اللي حصلها
الممرضة أيوه يا دكتور اعرفها ديه دكتورة مريم شغالة معايا ف المستشفى اللي كنت فيها هي مالها
الطبيب هي ف غيبوبة وجاتلنا ف حاډثة عربية خبطتها ومنعرفش عنها أي حاجة طب تعرفي أي حد من أهلها
الممرضة أه دكتور أدهم جوزها دكتور معانا في المستشفى
الطبيب الشاب طب كلميه وعرفيه أنها هنا
الممرضه طيب بعد أذنك هكلم أي حد من زمايلي في المستشفى يجبولي رقمه
بالفعل اتصلت الممرضة على أحدى زميلاتها وأخذت منها رقم أدهم واتصلت به على الفور رن هاتفه وما أن رأي المتصل رقم غريب رد مسرعا خشية أن تكون زوجته
أيوه يا دكتور أدهم أنا ممرضة كنت بشتغل مع حضرتك في المستشفى و......
قاطعها أدهم بيأس كلمي أي حد تاني أنا مش في المستشفى أصلا
وقد هم أن يغلق الخط لكنها أوقفته قائله
لأ أنا عايزة حضرتك بخصوص دكتورة مريم
أدهم بلهفة مريم تعرفي عنها حاجة
الممرضة أيوه دكتورة مريم هنا ف مستشفى .......وأعطته أسم المستشفى وعنوانها
أدهم أنا جاي حالا بس طمنيني هي كويسة طب مكلمتنيش ليه أو كلمت أي حد هي مالها
الممرضة بأسى هي حصلتلها حاډثة عربية خبطتها وللأسف هي
ف غيبوبة ومش حاسة بحاجة خاالص
أدهم پصدمة ولوعة على حبيبته وزوجته حاډثة وغيبوبه أنا جاي علطول سلام
تعرفي أيه عنها
الممرضة باشفاق دكتورة مريم ديه أجمل انسانة شفتها ف حياتي دكتورة جراحة شاطرة جدا ف شغلها وطيبة جداا ومتواضعة وبتحب كل الناس ومتدينه وأخلاق تقدر تقوول كده بنت ناااس أووي ومتجوزة دكتور أدهم هو حمقي حبتين وبيكره الستات عمى بس جدع وطيب أتفاجئنا لما عرفنا أنه اتجوزها هي تبقى بنت عمه معظم الدكاترة حسدوه على جوازته منها كان فيه أكتر من دكتور كان عايز يتجوزها لكن هو سبقهم
الطبيب طب تعرفي أي حاجة عن حياتهم الشخصية يعني پيتخانق معاها كتير بيضربها مثلا
الممرضة معرفش بصراحه بس مرة كنت داخله معاهم عمليات وكانت أول مرة أشوفهم يشتغلوا مع بعض عشان هو دكتور نساء وهي طلبته يجي عشان كانت حالة ولادة وجايه ف حاډثة وقعد يزعقلها يومها ويقولها كلام كتيربعصبية مش فاكراه بس هي متكلمتش بصراحه وف الاخر دخل عمل العملية والست الحمد لله محصلهاش حاجه
الطبيب أمممم طيب
أما أدهم ف بعدما أغلق الخط مع الممرضة هبط الدرج سريعا وانطلق بسيارته حيث المستشفى الموجودة بها مريم واتصل ب حازم وأخبره أنه وجدها وأعطاه عنوان المستشفى والتي كانت موجودة في منطقة وسط بين بيته وبيت والدها بعد حوالي ثلث ساعة من السواقة المتهورة وصل وسأل عنها فأخبروه بأن ليس لديهم مريضة بهذا الاسم أتصل بالممرضة التي أعطته رقم غرفتها ف صعد إليها في الحال وما أن دخل غرفتها حتى وجد الطبيب الشاب الذي يجلس على الكرسي ملتصقا بفراشها وهي مغمضة العينين ملامحها تنطق بالألم يدها مجبرة
مريم حبيبتي أنا أدهم حبيبك أنا عارف أنك زعلانة مني سامحيني سامحيني يا حبيبتي أنااا ....
قاطعه الطبيب قائلا أنتا جوزها
أماء رأسه بالايجاب دون أن ينظر إليه وقبل أن يعاود حديثه معها قال له الطبيب متسائلا
أنتا السبب في اللي هي فيه ده عملت فيها أيه خلتها مش عايزة تفوق الدكتور الاستشاري بيقول أن الغيبوبة نفسية ومعندهاش سبب عضوي يخليها كده حد يأذي مراته بالشكل ده أزااي واحدة برقتها تتعامل معاها بهمجية لحد متخليها توصل لمرحلة
أنها مش عايزة الدنيا باللي فيها
نظر له أدهم بحدة وقام من مكانه وأمسكه من بالطوه قائلا متخلنيش أطلع اللي شوفته ف الايام اللي فاتت عليك ملكش دعوة بيها ومتجيبش سيرتها على لسانك وبعدين أنتا أصلا تعرفها بتتكلم عنها كده ليه
الطبيب أنا معرفهاش بس الممرضة كلمتني عنها وباين أوي أن سعادتك أكيد عملتلها حاجة جامده عشان كده هي ف غيبوبه بجد مش عارف اللي معاه زوجة بمواصفتها ديه وكمان جميلة أزاي ميبقاش عايش طول عمره بس عشان يسعدها
ابتعد أدهم عنه قليلا ثم عاد ولكمة في وجهه قائلا پعنف أخرس يا بتاع أنتا وأيااك تجيب سيرتها على لسانك مرة تانيه فاااهم
وقبل أن تتحرك الممرضة وقبل أن يتهور أدهم على هذا الطبيب وجدوا الممرضة تصرخ فيهم قائلة
دكتور ألحق المړيضة حركت أيديها
جرى الطبيب وأدهم نحوها وصل أدهم أولا إليها وأمسك يدها مجددا بين يديه وقال بحب حبيبتي أنا أدهم أنا جنبك أهوه فوقي بقا عشان خاطري مريم أنتي حاسة بيا فتحي عينيكي خليني أحس إني لسة عايش خليني أروي عطشي منك أنتي وحشتيني أووي يا حبيبتي أسبووع بحاااله وأنا بدور عليكي لا باكل ولا بشرب ولا بنام أسبوع بحاله وأنا هتجنن عليكي فتحي عيونك أرجوووكي بقا وفجأة انتبه أنها دون حجابها وهذا الطبيب الواقف أمامه يراها هكذا بشعرها المنسدل على وسادتها نظر له قائلا بلهجة آمرة وحادة
أنتا.. أطلع بره
الطبيب بدهشة نعم
أدهم بعصبية بقولك أطلع بره
الطبيب پغضب أطلع بره أيه هو أنا ف بيتك أنا دكتور ف المستشفى ديه و ....
أدهم مقاطعا حديثه وقد جذبه من يده خارج الغرفة وطلب من
أنتا مچنون أزاي تخرجني كده كنت بتعملها أيه أوعى تفكر تأذيها
لم ينظر إليه بل نظر لها وهمس في أذنها برقة متناهية محدش بيأذي روحه أصحي بقا يا مريومة أنتي عارفة أنك عندي أغلى من روحي..أدهم كله فداكي ..فدا نظرة رضا من عينيكي..يلا يا حبيبتي فوقي بقا يلا وريني قوتك ..عافري عشااني وعشانك
في تلك اللحظة بدأت في فتح عيناها ببطيء قالت الممرضه ف فرح
ألحق يا دكتور فتحت عينيها
الطبيب وهو ينظر إليها ويتحدث معها دون ألقاب مريم ..مريم أنتي سمعاني
نظر له أدهم پغضب متنطقش اسمها بلسانك أيه مريم ديه أنتو مش أصحاب قولها دكتورة أو مدام فااهم
مريم وقد فتحت عيناها ونظرت لأدهم وهمست م بحروف أسمه بوهن شديد أأ..أدهم ....
ثم أغمضت عيناها مرة آخرى....
يا فارج الهم وكاشف الغم فرج همومنا وازل الغمه اللهم اشف صدورنا وارح نفوسنا اللهم ارزقنا فرحة تثلج بها صدورنا اللهم اجعل قلوبنا مطمئنه
لا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله
البارت 32
مريم وقد فتحت عيناها ونظرت لأدهم وهمست بحروف أسمه بوهن شديد أأ..أدهم ....
ثم أغمضت عيناها مرة آخرى...
أجابها أدهم قائلا بلهفة يا قلب أدهم أنا جنبك أهوه مش هسيبك يا حبيبتي مش هتحرك من هنا غير وأنتي معايا ة فأنت بصوت مسموع جذبه الطبيب موضحا
الطبيب وقد عقد حاجبيه في دهشة نعم أنا الدكتور المعالج
أدهم وهو يجز
على أسنانه پغضب وأنا جوزها وبقولك ملكش دعوة بيها وهاتلي دكتورة ست وأمشي من قدامي دلوقتي أحسنلك
خرج الطبيب من الغرفة وهو يزفر بضيق من هذا الزوج الغاضب ..بعد أقل من نصف ساعة جاء الجميع ليلة وحازم وسيف ودينا اطمئنوا على مريم وانصرفوا أما أدهم ف ظل بجوارها يبكي في صمت.....
في الأيام التالية بدأت تستعيد وعيها بشكل كلي كانت تتحدث مع الجميع إلا هو منذ أن نطقت باسمه أول مرة حينما فاقت لم تتحدث معه ثانية كان هذا يؤلمه بشدة لكنه عذرها هي حتما موجوعة ومصډومة مما قاله لها وعلمته عنه وبعد عدة أيام ذهب هو لبيته لأحضار ملابس لها لتخرج بها من المستشفى فاستغل الطبيب الشاب عدم وجوده وذهب ليطمئن عليها طرق الباب عدة طرقات حتى أذنت له بالدخول وما أن دلف إلى غرفتها حتى نظرت إليه وكأنها تراه لأول مرة علم أنها لا تتذكره ف تنحنح قائلا
حمد لله على سلامتك يا دكتورة أنا دكتور رامي كنت بتابع حالتك قبل ما تفوقي من الغيبوبة ثم أردف مازحاا وقبل ما جوزك يجيي ويقولي عايز دكتورة ست
مريم بهدوء وقد تذكرت هذا الطبيب التي سمعته يتشاجر مع أدهم قبل أن تستفيق من غيبوبتها وقالت بهدوء الله يسلمك أنا أسفة على تهور أدهم بس
هو غيور شوية
ضحك الطبيب قائلا شوية ! غيور أوووي بس واضح كمان أنه بيحبك أوووي أحممم أنا كنت عايز أسالك سؤال
مريم أتفضل حضرتك
الطبيب أنا كنت بكلمك وأنتي في الغيبوبة فاكرة كلامي أو أي حاجة
الطبيب بابتسامة يعني فوقتي لما سمعتي صوته وعرفتي أنه اټعور
مريم مش عارفة بس ده اللي فاكراه
رامي وقد تنهد تنهيدة طويلة دكتورة مريم أنا معرفش هو عمل أيه وصلك للحالة ديه بس اللي شايفه أنه زي ما چرحك أو وجعك بردو هو الوحيد اللي بأيده يداوي وجعك ده لأنك بالرغم من أي حاجة عملها لسه بتحبيه حتى لو متكلمتيش معاه باين ف عنيكي حبه على فكرة أنا مش فضولي ولا بحب أتدخل ف أمور شخصية والله بس أنتي فكرتيني بيها
مريم وقد رفعت حاجبيها بدهشة هي مين
رامي بحزن خطيبتي كنت بحبها أووووي وغلطت غلطة بالنسبالي كبيرة حاولت تخليني أسامحها كتير أعتذرت واعترفت بغلطتها لكن مسامحتهاش