رواية انا لها شمس الفصل 42 واتباد "بقلم روز امين"
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
القصر!
نطق أيهم بنبرة جادة مفتخرا بشقيقته_
إيثار أصيلة تربية غانم الجوهري هي الوحيدة اللي خدت كل خصاله الطيبة الله يرحمك يا بابا
ردد الجميع بتأثر_
الله يرحمه
ربنا يهدي سرها...جملة نطقها عزيز بتأثر ليؤمن الجميع لينطق أيهم متحدثا إلى والدته عندما رأى الحزن يخيم على عينيها_
جرى إيه يا أم عزيزإحنا هنقضي الليلة في الكلام ومش هتأكلينا ولا إيهده أنا بحلم بالبط والمحشي بتوعك من أول إمبارح
ولا تكوني استخسرتي الدكرين بط فيا وبعتيهم يا أم عزيز
أطلق الجميع ضحكاتهم لتنطق بنبرة حنون_
أبيعهم ليه يا ابنيهما اللي هياكلوهم أحسن منكم
وهبت واقفة بعدما وضعت الاكياس المحملة بهداياها جانبا لتقول وهي تحث نوارة على النهوض_
قومي معايا يا نوارة علشان نغرف الأكل
قومي يا چودي إنت وسما هاتوا الطبلية وإملوا شفاشق الماية وهاتوها
أطاعت الفتاتين والدهما وتحركتا لتنفيذ ما قال وبعد قليل كان الجميع يلتفون حول الطاولة الأرضية يفترشون الأرض يضحون وهم يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم ويتناولون طعامهم الحلال والذي يرجع أصله لسعي والدهما بشرف في الدنيا كي يجمع ثمن قطعة الأرض الصغيرة حيث بارك الله له فيها واستطاع من رزقها أن يدخل جميع أنجاله التعليم ويقدمهم للمجتمع كنموذج مشرفقد يشرد البعض منهم أحيانا لكنه يعود لأن منبع مأكله حلالا طيبا وهذا وعد الله لعباده الطيبين.
تناولت طعام العشاء بصحبة العائلة لتتحرك مع علام ويوسف وبيسان إلى الحديقة للتمشية بعدما ولج فؤاد داخل حجرة المكتب كي يراجع ملفا هاما خاص بعملهوتوجهت عصمت لقضاء صلاة العشاء حيث تأخرت اليوم عن أدائها بموعدهاأما فريال وماجد فصعدا لجناحيهما
أغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا باستمتاع بتلك الروائح العطرة حيث اختلطت روائح الزهور والنباتات العطرية التي يهتم علام برعايتها لتنطق بعدما فتحت عينيها وهي تسير بجانبه تتفقد الزهور_
نطق سريعا بنبرة حماسية_
شوفتيمكنش عاجب البيه جوزك
نطقت باستهجان_
معقولةدي ريحته تهوس
أسرعت بيسان لتهتف إلى إيثار بصوت مترجي_
أنطي إيثارخلي يوسف يرد عليا
تطلعت لذاك الجالس فوق الأرجوحة مربعا ذراعيه ويهز ساقيه بحدة تنم عن مدى غضبه لتسألها باهتمام_
رفعت الصغيرة كتفيها لتنطق_
علشان إتكلمت مع شادي اللي معانا في تمرين السباحة
ابتسمت ليشير لها علام قائلا_
روحي حلى مشكلة الشرق الأوسط بعيد عني علشان مصدعوربنا معاك
ضحكت لتمسك كف الصغيرة وتتجه صوب نجلها وهي تقول_
مزعل بيسان منك ليه يا چو
نطق الصغير متذمرا بملامح وجه مستاءة_
مطت الصغيرة شفتيها ببؤس لتسأله إيثار_
ليه كل الزعل ده
نطق بقوة وهو يرمقها بنظرات عاتبة_
علشان قولت لها قبل كده مش تتكلمي مع السخيف اللي إسمه شادي وهي مش سمعت كلامي
خلاص يا چومش هكلمه تاني...نطقتها متأثرة بعينين واعدة ليسألها بتوجس_
وعد يا بيسان
وعد يا چو...قالتها بعينين أسفة ليبتسم لها سريعا ويترجل من فوق الارجوحة وهو يسحبها من كفها_
تعالي نلعب عند حوض الورد بتاعي
ضحكت إيثار لتنظر باتجاه علام فوجدته يتحدث مع فؤاد الذي خرج للتو_
حضرتك عامل إنجاز في الجنينة يا باشا
تطلع على نجله ليرفع حاجبه وينطق متباهيا_
الإنجاز الحقيقي إنت اللي عملته يا سيادة المستشار
واسترسل قاصدا توأمه_
أما من أول جولة بتجيب جونين أومال هتعمل إيه في باقي الجولات يا باشا
رفع قامته ليعدل من ياقة قميصه قبل أن ينطق بتفاخر مصطنع_
هو أنا مش قولت لجنابك إني هبهرك
وقد كان معاليك...نطق بها علام سريعا لتنطلق ضحكاتهما التي وصلت حد القهقهة لتسأل تلك التي أقبلت عليهما_
ممكن تضحكوني معاكم
فتح ذراعه ليستقبلها بأحضانه فلم تدع فرصة للتفكير واقتربت عليه ليحتويها مقبلا جبهتها ليتحدث علام_
جوزك عندك إبقي إسأليه
ألقى من يده رشاش المياه لتسأله بعدما رأته يستعد للإنسحاب_
رايح فين يا بابا
هطلع أغير هدومي علشان تراب الزرع وهنزل تاني...قالها وانسحب لتتطلع على حبيبها الذي بدأ يسير بجانبها_
مش هتقول لي كنتوا بتضحكوا على إيه!
نطق بما أثار فضولها_
تؤكلام رجالة عيب تسمعيه
مطت شفتيها ببؤس مطصنع لتنطق بإلحاح_
وحياتي تقول لي نفسي أعرف حوارات الرجالة
اتسعت عينيه ليقول بذهول_
أخلاقك إتغيرت خالص يا إيثاربقيتي بجحة يا بابا
لكزته في صدره ليهمس بجانب أذنها_
ما هو ده المكان المناسب للكلام في المواضيع دي
قطبت جبينها تسأله_
قصدك إيه!
.قال كلماته وهو يسحبها لتفلت يدها من يده وهي تقول بنبرة خجولة_
فؤادأنا عاوزة أكل حاجة
توقف لينطق سريعا_
عيوني يا باباشوفي عاوزة تاكلي إيه وأنا أخليهم يجهزوها لك في المطبخ حالا
تحدثت وهي تبتلع لعابها بتلبك_
الحاجة اللي نفسي فيها مينفعش يجهزوها في المطبخ
ضيق بين عينيه لتنطق بتردد_
أنا نفسي في الفسيخ والملوحة قوي
نعم!...قالها بذهول لينطق سريعا_
على چثتي عيالي ياكلوا القرف ده
نطقت وهي ترمقه بازدراء_
قرفبقى الفسيخ قرف!
نطق بجدية ترجع أسبابها لخوفه الشديد على صحة جنينيه_
إيثار متهزريشالحاجات دي مش صحية وأنا مستحيل أخاطر بصحة ولادي وبقائهم شوفي أي حاجة غيره إن شالله يكون لبن العصفور
سألته بعينين تطلق سهاما ڼارية_
ده اخر كلام عندك
أجابها بجدية_
ومعنديش غيره
طيب يا فؤاد...قالتها وهي تكز على أسنانها لتنطلق مهرولة باتجاه باب المنزل الداخلي لينطق مناديا عليها_
إيثارطب إرجعي نتفاهم
رأها تدخل من البوابة لتختفي خلفها وينتهى الأمل لينطق وهو يشير لغرفة الچاكوزي_
طب والچاكوزي يا حبيبي
وضع كفيه داخل جيباي بنطاله لينطق وهو يهز رأسه باحباط_
كدة السهرة اتضربت وبسبب سمكة معفنة
داخل الحجز الخاص بقسم الشرطة المتواجد داخل المركز
كان يدور حول حاله كالثور الهائج بعدما علم بما حدث لأنجاله الثلاث على يد عائلة ناصففغدا سيترحل على القاهرة لبدأ التحقيق معه في النيابة العامة استعدادا لمحاكمته عن طريق القضاء العاليلم يستوعب الخبر بعد أيعقل ما حدث لأبنائه وثروته الطائلة التي عاش حياته يسعى ويلهث لجمعها من أي جهة كانت حلالا أو حرامكلما تخيل مشهد طرد انجاله من البلدة بمنتهى الإهانة يفور دمه داخل عروقه لتنفر بشدة جعلت من يراه يتيقن أنه على وشك إصابته بجلطة دماغية اتية لا محال هو من كان يجبر البشر على الرحيل وكم من أسر تشردت على يده هو ونجله طلعت واليوم عليه تسديد ديونه لكنه لم يقبل بحكم الله وقدره فقد ثار وهاج وصاح بكامل صوته يسب ويلعن عائلة ناصف وبالكاد كظم غيظه بعدما تعرض للإهانة اللفظية على يد العسكري الذي كان يعظم له بالماضي كلما حضر إلى القسم ليعطي له عدة ورقات مالية كهبة منه ليسددوا له الخدمات ويقدموا الإحترام والتعظيم والولاء كي يرضي غروره وكبرياءهالأن اصبح مجردا من المال الذي كان يجعل له قيمة بين البشر ليتحول بدونه إلى نكرة إمعة يهينه كل من هب ودب من رواد الحجزإقترب من أحد الرجال الذي يملك هاتفا يؤجره للمساجين وتحدث بجدية_
عاوز أعمل تليفون
رد الرجل وهو يتطلع عليه باشمئزاز_
مكنش ينعزإنت راجل مفلس والشحن ده بيجيني بالشئ الفلاني
نطق بثقة بعدما قرر أن يهاتف مهرب الأثار كي يبعث له بقوة ټقتحم سيارة الشرطة التي ستقله غدا إلى القاهرة وتساعده على الهرب ومقابل هذا سيهبه مقپرة فرعونية يلهث حولها كل من يعمل بهذا المجال وهو الوحيد
الذي عثر على مقرها ويحتفظ به لحاله_
هتصل بناس مهمة علشان يساعدوني أخرج وساعتها هغرقك فلوس
سال لعاب الرجل ليخرج الهاتف سريعا ويناوله إياه متأملا في الحصول على رزمة من أموال ذاك الثري الطائلة أخذ الهاتف وخبأه داخل ملابسه وانتظر حتى تأخر الليل وغفى الجميعتحرك إلى الحمام ليتحرك خلفه رجلا ضخم البنية الجسدية كان يراقبه عن كثب وقبل أن يضغط على زر الهاتف كان الرجل مكمما فمه بقوة ليقوم بالتخلص منه ثم مال على أذنه ليهمس پشماتة_
الست أزهار مرات المرحوم هارون بيه بعتالك التحية ديوبتقول لك السلام أمانة لهارون بيه
جحظت عينيه لتنزل دموعه وهو ينظر أمامه بعدم استيعاب لما جرى ليرتمي فوق الأرض ويلفظ أنفاسه الأخيرة لتكون نهايته من داخل أحد مراحيض السجون المليئة بالحشرات والقا ذورات والروائح الكريهةتأكد الرجل من مۏ ته ليصعد على أحد البراميل ويلقي بأداة والقفازين التي ارتداهما أثناء إرتكابه للچر يمة لاخفاء البصمات من حديد النافذة ليلتقطهم أحد الرجال ويفر هاربا كي يخفي أثر السلاح المرتكب به الچر يمةتلصص الرجل على الجميع ليجدهم غارقون بنومهم ليتحرك على أطراف أصابعه ويعود لمكانه يمثل النوم كالبقية.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين