رواية سلسلة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري
هو يتأمله دون أن يشعر بمرور الوقت و كأن هناك سحر خفي سيطر عليه و أختطف انظاره
أخرجه من تأملاته صوت رساله آخري ففتحها و لكن تلك المرة كانت صډمته أكبر حين كانت الصورة قريبه إلى حد ما و قد كانت تفتح عيناها الزيتونيه الرائعه التي أكملت صورة المرأة الفاتنه الذي يكاد يقسم بأنها أضاعت عقلها بإحدي الطرقات حين أخفت جمالها الخارق هذا خلف مظهر تلك المعلمة العجوز !
تري هل كان غير منصف معها في وضعها تحت هذا الضغط و إجبارها بتلك
الصورة علي القبول و العيش مع شقيقتها تحت سقف عائلته
لا يعلم لما شعر بالإنتشاء لتلك الفكرة هناك برعم صغير نبت بداخل قلبه يشعره بالشفقه علي تلك التي تدعي القوة بينما في تلك الصورة يكاد يقسم بأنها جل ما تتمناه أن تريح رأسها علي صدر أحدهم !
عند تلك الفكرة نهر نفسه وبشدة فهي ليست نوعه المفضل من النساء كما أنه لا يحب المرأة التي تناطح الرجال و يفضل إن فكر بدخول إحداهن إلي حياته أن تكون هادئه مطيعه تكن مصدر راحه له من عناء رحلته الشاقه لا أن تكن عقبه أمامه و يخوض معها الحروب التي لا تنتهي !
هل سيثير خضوع إحداهن شغفه مثلما يفعل عنادها
لا يعلم الإجابه أو يفضل تجاهلها فقط تذكر كلمتها التي قالتها بمنتهي الڠضب
أنت طلعتلي منين
توهج ملامحها في تلك اللحظه جعله يقسم بأنها النقيض تماما من تلك الصورة الهادئه الجامدة لهيئتها التي تحاول الظهور بها دائما و قد أتي مظهرها اليوم ليجعله يتأكد من صدق حدثه !
تتصل فإرتسمت إبتسامه علي شفتيه لا يعلم سببها و لم يفكر كثيرا في ذلك بل أجاب بلهجه متناقضه تماما مع ما يعتريه في تلك اللحظه
الو
جاءه صوتها مشټعلا يتناسب تماما مع هيئتها في هذه الصور
إحنا
لازم نتكلم !
يبدو أن الحظ في صفه اليوم فقد كان يتوق لرؤيتها بهيئتها الجديدة تلك و يحادثها و هو أمام عيناها مباشرة بعيدا عن تلك القضبان الزجاجيه التي تهدر نصف
جاء صوته جافا كما العادة حين قال آمرا
مستنيكي في الشركه بعد ربع ساعه بالظبط
جاء صوتها مستنكرا
ربع ساعه ! دا إلي هو إزاي أنا علي ما أجهز و آجي فيها نص ساعه علي الاقل
لاحت شبح
إبتسامه تسليه علي شفتيه تناقضت مع نبرته حين قال بفظاظه
لو حسبنا الوقت من عندك للشركه هتلاقيه في حدود عشر دقايق بالعربيه ! و خمس دقايق
قال الأخيرة ساخرا و نبرته كان بها بعض التحدي فزفرت بحنق و هي تتوجه إلي سيارتها قائله پغضب لم يخطئ في تمييزه بين كلماتها
كفايه أوي ! عشر دقايق و هكون عندك
هكذا حسمت قرارها و قد أيقنت بأن الوقت الذي يمنحها إياه لن يكون كافيا إذا ذهبت إلي البيت لتستعد لذا قررت بأن تذهب كما هي فلم يكن مظهرها يشغلها كثيرا في تلك للحظه فإستيائها من وضعها هذا كان هو المهيمن علي تفكيرها
كان يقف أمام النافذه العريضه في غرفه مكتبه و يداه معقوده خلف ظهره و علي شفتيه إبتسامه لا يعرف م ا و لكنه كان يتأهب داخليا لمعركه داميه
و قتالا عڼيفا بنكهه لذيذة مع صاحبه الشعر الغجري التي أنطبعت صورته في مخيلته و العينان الزيتونيه التي لأول مرة ستكون أمامه بلا حصون
أعلنت مديرة مكتبه عن وصول ضيفته المنتظرة فأمرها بإدخالها قبل أن يأخذ مكانه علي مقعده خلف المكتب الخشبي الكبير ينتظر قدومها بترقب و حماس جديد كليا عليه لتطل عليه أخيرا بمظهرها الجديد و الذي خطڤ أنفاسه للحظه و قد كانت عيناه ترصد تفاصيلها بنظرات غامضه تحوي إعجابا كبيرا بين طياتها نجح في إخفاؤه و قال بلهجة خشنه مستفسرة متعمدا إحراجها
آنسه فرح عمران !
علي الفور تذكرت سؤاله المتعجب في المرة الأولي حين أتت إلي مكتبه فارتبكت قليلا
و خاصة حين تواجهت مع نظراته و قد شعرت بأنها مجردة أمامه من دفاعاتها و أسلحتها و شعرت بالحاجه لوقارها الذي يمدها بقوة تحتاجها كثيرا في مواجهته فعادت إلي سبه داخلها بكل الألفاظ التي تعرفها فهو لم يمهلها الوقت حتي تستعد لتلك المواجهه وقد بدا حنقها علي ملامحها و لكنها حاولت أن تخرج لهجتها هادئه حين قالت
دا سؤال و لا إجابه
سالم بتسليه
اللتنين !
بمعني
سالم بهدوء
سؤال إجابته جواه
فرح بسخريه
يبقي إيه لازمته
تعمقت نظراته أكثر و أشتد تحديقه بها وكأنه يخبرها بدون حديث بأن مظهرها الجديد هو السبب و قد جعلها ذلك غير مرتاحه و ودت لو أنها لم تأت لمقابلته و قد كان هذا الإحساس الدائم بداخلها بكل مرة تجتمع معه فتود لو أنها لم تقابله أبدا
فاجأها حديثه حين قال بجديه
خير
رفعت إحدي حاجبيها بدهشه لتأتيها إجابته بلهجه ساخرة
إيه السبب القوي إلي مخليكي عايزة تقابليني مع العلم أننا لسه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه !
إغتاظت من وقاحته و جعلتها تستعيد قوتها التي تجلت في نبرتها حين قالت
أولا أنا أتحفظ علي كلمه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه دي !
سالم بإختصار
ليه
فرح بإيجاز
معجبتنيش !
ثم تابعت بنبرة محشوه بالڠضب
ثانيا بقي ممكن أعرف إزاي تحطني في الموقف دا
سالم ببراءه أغاظتها
موقف إيه
أخذت نفسا طويلا لتهدئ من روعها قليلا قبل أن تقول بهدوء ظاهري
أنت عارف كويس بتكلم عن إيه! و مع ذلك حاضر هقولك إيه خلاك تقول لجنه إني وافقت آجي معاها عندكوا
سالم متصنعا الدهشه
أنا مقولتش كدا أنتي إلي قولتي
جن چنونها في تلك اللحظه و لكنها بأعجوبه حاولت البقاء هادئه فأجابته
أنا إضطريت إني أقولها موافقه بناءا علي كلامك أظن أنت فاكر قولت إيه كويس !
حاول التحكم في ضحكه كادت أن تظهر علي شفتيه فمظهرها و هي تحاول التحكم بڠضبها كان مثيرا للغايه و لكنه تابع بجديه
فاكر كلامي كويس و فاكر كمان إني لما طلبت منك دا مرفضتيش ! ففكرتك معندكيش مانع و مع ذلك طلبت من جنه تسألك و أنتي قولتي موافقه فين المشكله
ستفقد عقلها مم إستفزاز ذلك الرجل فها هو يتحدث ببراءه كأنه لم يقحمها فعليا في هذا الأمر مستخدما طرقه الملتويه التي جعلت الڠضب يتقد في عيناها و لكنها قالت ساخرة
آه صح فين المشكله الموضوع بسيط جدا أنت محطتنيش في موقف صعب قدامها بعد ما عشمتها إني وافقت تفتكر أنا كان ممكن أقول إيه و هي عامله زي الغريق إلي كأنه
ما صدق لقي قشايه أتعلق بيها !
كان ڠضبها لذيذا بحق و خاصة و قد تجلت إنفعالاتها بوضوح في عيناها التي أضفي عليها الڠضب نوعا
آخر من الجاذبيه المتوهجة و قد أصابته لعنه الأشتهاء للمزيد من
ذلك التوهج المثير لذا تابع بلهجه جادة
طب فين المشكله بردو ! أنتي وافقتي لما لقيتي لهفتها و إنك القشايه إلي هتنقذها من الڠرق أنا ذنبي إيه !
كانت تود الصړاخ في وجهه قائله أنت من دفعتها لهذا الاعتقاد الذي ولد بداخلها كل هذا العشم و
التعلق و لكنها أكتفت قائله من بين أسنانها
ذنبك أن حضرتك طلعت بالفكرة المجنونه دي و زرعت جواها الأمل أنها هتتحقق !
زفر سالم بملل مصطنع يتنافي
تماما مع لذه قويه تعتريه من حربهم الخفيه تلك و قام بإضفاء المزيد من الوقود علي ڠضبها حين نظر إلي ساعته قبل أن يقول بفظاظه
سبق و قولتلك أنتي إلي قولتي موافقه و أكدتي علي فكرتي دي يبقي المشكله عندك ! و دلوقتي أنا شايف إنك يدوب تلحقي تجهزي أنتي و هي عشان هنسافر بكرة بدري
برقت عيناها من جملته الأخيرة و قالت بإستنكار
سفر إيه إلي بكرة ! أنا حتي لو وافقت فعلا و سافرت محتاجه ييجي أسبوع علي الاقل عشان أجهز نفسي و أخد أجازة من شغلي مانا أكيد مش هخسره عشان أفكار حضرتك المجنونه !
كان يعلم بأن عاصفه هوجاء ستهب ما أن يلقي بكلماته علي مسامعها و لدهشته كان يتوق لهبوبها
إلتفت إلي الدرج بجانبه و هو يمسك بورقه
بين يديه ناولها إياها تزامنا مع حديثه الهادئ حين قال
أجازتك أتمضت خلاص تقدري تبدأيها من النهاردة!
لا تعلم كيف تناولت الورقه من بين يديه و لكنها شعرت بأن العالم يدور من حولها حين تأكدت من صدق حديثه فرفعت رأسها تطالعه بزهول تجلي في نبرتها حين قالت
أنت عملت كدا إزاي
سالم ببراءه مزيفه
عملت إيه قصدك عالاجازة يعني ! عادي صاحب الشركه في بينا بزنس كتير و مامنعش لما طلبت منه دا !
كان عقلها في مكان آخر حيث قالت علي نفس لهجتها
إحنا متكلمين في الموضوع دا إمبارح بالليل و النهاردة الجمعه و الشركه أجازة الورقه دي أتمضت إزاي و أتوافق عليها أمتا
وصل إلي مركز إڼفجار البركان فأرجع ظهره إلي الخلف مستندا علي مقعده الجلدي و هو يقول بهدوء جليدي
أتمضت إمبارح الصبح !
برقت عيناها و هبت من مقعدها تناظره پصدمه تحولت لڠضب كبير تجلي في نبرتها حين قالت
يعني قبل حتي ما تفاتحني في الموضوع ! دا أنت مقرر موافقتي من قبل ما أعرف ! إزاي تجيلك الجرأة تعمل كدا
علت نبرتها قليلا فتصاعدت الأدخنة إلي رأسه فقال بلهجه جافه محذرة
زي ما أختك جتلها الجرأة تفكر تتخلص من إبن أخويا من غير حتي ما تعرفنا أنه موجود و أنتي طاوعتيها و روحتي معاها !
فرح بسخط
قولتلك مكنتش أعرف !
سالم بفظاظه
مش موضوعي ! كل إلي يهمني إني أحمي الحاجه الوحيدة إلي باقيه من حازم الله يرحمه
دارت حول نفسها وقد بدأت الرؤيه تتوضح لها شيئا فشيئا و هنا توقفت لتقول بزهول و إستنكار
آه قول كدا بقي ! أنت كنت عارف كل حاجه و خططت كويس عشان توقعنا في الغلط بالرغم من إنك عارف بالحمل من أوله لكن سبتنا عشان أكيد كنت متوقع تصرف جنة
سالم بهدوء لم يفارقه
حاجه زي كدا !
رمقته بنظرات الخسه قبل أن تقول بإحتقار ممزوج بالڠضب
بس دي طرق ملتويه و أساليب حقېرة !
قست ملامحه قليلا و
قال بفظاظه و