رواية انا لها شمس ( الفصل الاول 1 حتى الفصل الخامس والأربعون 45 ) كاملة وحصرية بقلم روز امين
للباب وجده قد فتح ودلف من خلاله العمال وهم يحركون الشزلونج حيث تتمدد عليه عزةقفزت لتهرول ناحيتها ليوقفها بيده وهو يقول بهدوء
أصبري لما ينقلوها على سريرها
بعد قليل اطمئنوا على عزة حيث فاقت واستعادت وعيها بالكامل إتصل فؤاد بأحد حراس القصر وطلب منه أن يأتي بالعاملة ودادكي تجالس عزة وبالفعل أتى كلاهما وانتظرا خارج الغرفةبعد مرور بعض الوقت تحدث فؤاد بنبرة هادئة وهو يطالع تلك الممسكة بكف عزة بتشبث
يلا بينا يا إيثار
تطلعت إليه باستغراب ليتابع بعدما قرأ ما بعينيها من رفض
إحنا لازم نروح لاني عندي شغل وإنت كمان محتاجة تاخدي شاور وتنامي كمان علشان يوسف لما يصحى
الولد لسة مش متعود على حد من أهل البيت ولو صحي وملاقكيش جنبه إنت أو عزة هيتخض
كانت تستمع له بتمعن شديد لتنطق مقترحة
إنت ممكن تبعتهولي مع حد من ال Body Guard
تحولت عينيه لحادة كالصقر ليرتعب داخلها أثر استماعها لطريقته الخشنة
إيثار
واستطرد بنبرة صارمة ترجع لرعبه عليها من فكرة استفراد نصر ونجله بها
الموضوع ده غير قابل للمناقشة
أطرقت برأسها فى حزن ليزفر هو بقوة قبل أن تنطق عزة بما حسم الأمر
روحي مع جوزك يا حبيبتي علشان الولد
لم تدري ما حدث لها حينما استمعت لكلمةزوجكمن عزةفقد غزت مشاعر رائعة داخلها لكونها منسوبة لهلتستطرد عزة بحروف متقطعة ترجع لتأثرها بدواء التخدير
طالعتها بحزن لأجلها لتتابع الاخرى للتهوين من الامر عليها
روحي ومتقلقيش علياأنا معايا وداد والحارس هيستنانا قدام المستشفىأنا هعوز إيه تاني أكثر من كده
نظرت لها بوجه حزين لتحثها الاخرى على التحرك
يلا يا بنتي روحي مع جوزك علشان الراجل يلحق يروح شغله
ابتسم ليقول باستحسان لحديثها
ربنا يبارك في عقلك يا عزة والله
عد الجمايل يا باشا...قالتها بابتسامة ليردها إليها بامتنان
استقلت السيارة معه وانطلق بطريقهما للعودة إلى القصروضعت كف يدها على فمها لتتثاوب بنعاس لمحه بطرف عينيه المراقبتين لها طيلة الوقت ليسألها بمشاكسة أراد بها انتشالها من دوامة حزنها على تركها لعزة وحيدة بالمشفى
منمتش كويس ليا يومين...نطقتها بصوت مټألم خجول يرجع سببه لما حدث بينهما منذ أن خرجت صباح أول أمس لينتهي اليوم بمشاجرة وتراشق بالكلمات وما نهى على تماسكها وحرم على عينيها النوم هو ما حدث بمساء أمستنهد بأسى حين رأى نظراتها الزائغة وفهم مغزاها ليتطلع أمامه وهو يتابع القيادة بصمت تام دام من كلاهما حتى وصلا لداخل القصر توقف بالسيارة وتطلع عليها ليجدها غارقة بالنوم ابتسم وټأذى بنفس الوقت لحالتها المزريةفك وثاق حزام الامان الخاص به واقترب عليها يهمس كي لا يفزعها
حركت أهدابها لتفتحها
للجهة الاخرى وقبل أن يصل لها
كانت قد فتحت الباب ليسرع هو ويبسط كفه لهاتطلعت بعينين ولهة للاعلى تتعمق بعينيه لكنها صدمت حين رأت بهما جمود على غير العادة ابتلعت ريقها بړعب وخجل لتسلمه كفها كي يساعدها على الترجل من السيارةأغلق الباب وتحدث إليها باهتمام لكنه الجمود ذاته مازال ساكنا عيناه
قادرة تمشي
إمممم...قالتها بأعين خجلة ناظرة أسفل قدميها لتتحرك بجانبه للداخل ليصعدا الدرج سويا إلى ان وصلا لجناحيهما المتجاوران لتتفاجأ به ينسحب صوب بابه الخاص دون أن يكلف حاله عناء النظر إليها لتنطق سريعا وهي تراه ممسكا بمقبض الباب يستعد للفه
متشكرة يا سيادة المستشار مش عارفة من غير وجودك معانا النهاردة كنت هعمل إيه انا وعزة... نطقتها بعينين تنطقان ولهااستدار يتطلع عليها ليبتلع لعابه تأثرا بمظهرها الفاتن للحظة شعر بغصة مرة بقلبة عندما أعيدت لذاكرته رفضها له بكل مهانة لتصرخ كرامة الرجل بداخله وهي تأمره بالهروب الأضطراري وباتباعه لسياسته الجديدة الذي قرر بين حاله إتباعها كي يكسر عناد تلك المستبدة لتتحول على الفور نظراته لباردة وهو ينطق بصوت صارما متجاهلا شكرها وامتنانها
أنا هاخد شاور سريع وأروح على شغلي
رفع ساعده ينظر بساعة يده فوجدها قد تخطت السابعة والنصف ليتابع بترتيب لها كي يطمأنها لتغفوا بسلام واطمئنان
وهبلغ سعاد تطلع بعد ساعة تلبس يوسف وتسلمه للباص بنفسها
واستطرد بجدية وكأنه ألة
لو احتجتي أي حاجة خاصة بعزة إبقي رني عليا
أومأت بحزن لمعاملته التي تغيرت
بعد مرور عدة أيام
داخل منزل غانم الجوهريولجت منيرة من باب المنزل حيث كانت بالخارج تقوم بتأدية واجب
عزاء في ۏفاة إحدى سيدات القريةسألت إبنة عزيز الكبرى مستفسرة بشكل روتيني
أمك ومرات عمك فين
في المطبخ بينضفوا بط
اتسعت اعينها وأسرعت بخطى واسعة وهي تهتف غاضبة
بط إيه ده اللي بينضفوه
خطت بساقيها لتتوقف وهي ترمقهما بعيني جاحظة لتصيح بنبرة مشټعلة
بتعملي إيه إنت وهي!
هي تكية أهاليكم علشان تعملوا اللي ييجي في دماغكم من غير ما تستأذنوا صاحبة البيت اللي أويكم!
هبت نوارة لتقف منتفضة
وأنا والله كنت فكراك إنت اللي قايلة لها
توسع بؤبؤ عيناي منيرة وهي تنظر لبرود تلك النسرينالتي لم تتزحزح بجلستها وتابعت ما تفعل لتنطق بملامح وجه هادئة وهي تنظر لما بيدها دون عناء النظر لتلك التي تشتعل ڠضبا
مفرقتش كتير يا نوارةكبير البيت هو اللي قال لي
هتفت منيرة وهي كفا بالاخر
ويطلع مين يا اختى كبير البيت ده كمان
رفعت عينيها تتطلع إليها لتقول ببرود كالثلج
عزيز يا حماتيكبير البيت واللي بقى ليه الكلمة الاولى والاخيرة في البيت ده
على نفسه وعليك يا موكوسة الأملة...نطقتها پغضب لتتابع بسخرية وتهكم
وبعدين اللي يحكم يحكم من ماله ومن جيبه يا اختي مش يحكم في ملك غيره!
والله الكلام ده تروحي تقوليه لإبنك مش ليا...كلمات قالتها بتجبر وتقليل من شأن والدة زوجها اشعلتها وقبل أن تجيبها صدح
صوت عزيز من خلفها حيث ولج للتو من الخارج ليهتف بنبرة حادة
صوتكم عالي وجايب أخر الشارع ليه!
وما أن استمعت نسرين لصوت زوجها حتى هبت واقفة لتنفض يداها من ريش الطير وهرولت إليه لتقول بملامح وجه رسمت عليها الحزن والتأثر
تعالى يا عزيز شوف أمك عملت فيا إيه بهدلتني علشان دكرين البط
وتابعت بتفخيم لذاته كي تستدعي غضبه على والدته اكثر
وليه وليه اللي بقول لها إن كبير البيت هو اللي أمرني بكده
استدارت منيرة لنجلها تسأله بحدة
إنت اللي قولت لها تعمل كده يا عزيز!
رفع قامته ليجيبها بتجبر
ايوه يا أما أنا اللي قولت لها وحتى لو ما قولتلهاشده بيتها وخير جوزها ومن حقها تعمل اللي على كيفها
صاحت بكل صوتها لتنطق بطريقة لأول مرة تتعامل بها معه
ده لما يكون المال مالك يا عين أمك إنما كل الخير اللي عمال تبهدل فيه إنت والمعدولة مراتك ده يبقى مال أبوك وشقايا أنا وهو طول السنين
صاح بحدة وعيناي تشتعل ڼارا من حقدها
كل حاجة بتاعتي وشقايا مع أبوياكفاية إني أخدت دبلوم وسبت عيالك يدخلوا الكلياتده حتى البت لما خدت كليهيبقى العدل بيقول إن أخد نص البيت ونص الارض قصاد تعليمي اللي ماكملتوش
لا ده انت عيارك فلت إنت ومراتك ولازم اخواتك يقعدوا معاك علشان تعرف حدودك...نطقتها لتنطلق لغرفتها وتصفع بابها بحدة لتعلن من خلاله عن ڠضبها العارمنظر عزيز لزوجته ونوارة ليشير لكليهما بلامبالاة وكأن شيئا لم يحدث
يلا انجزوا علشان تلحقوا تطبخوا الغدا في ميعادهأنا مېت من الجوع
ليلا
اجتمع الشقيقان ومنيرة بصحبة عزيز في جلسة عائلية طلبتها منيرة لوضع النقاط فوق الحروفوتناقشا ليهب عزيز من جلسته وينطق بتجبر
أخر كلام عندي البيت ده أنا اللي هتحكم فيه والكلمة الاولى والأخيرة ليا
ليستطرد بنبرة صارمة
وإنت يا أم عزيز ريحي نفسك وأقعدي على الكنبة إتفرجي على التلفزيون مع العيالومن بكرة نسرين هي اللي هتمسك البيت
نزلت كلماته على قلب منيرة شطرتها لنصفينأفبعد كل ما فعلته من أجله ووقفت بجبهته تحارب معه جميع الجبهات يتجبر عليها هكذا وينصر زوجته بل ويطلب منها التقاعد كموظفي الحكوماتنزلت دمعة ألم وحسرة من عينيها ليهب أيهم واقفا ليقول بعنفوان الشباب
إنت اټجننت يا عزيزإيه اللي بتقوله لأمك ده
تسمر بمكانه عندما نزل كف عزيز على وجهه ليلطمه بقوة جعلت الجميع يذهلون لتصرخ منيرة ويهرول وجدي إلى عزيز يمسكه من تلابيب جلبابه ويقول وهو يهزه پعنف وعيناي تطلق شزرا
هي حصلت كمان أخوك إنت فجرت ومبقاش حد قادر عليك بس أنا بقى اللي هقف لك يا عزيز
قبض عزيز على كفاي شقيقه وقام بنفضهما بقوة ليهتف بتجبر وفجور ظهر بعيناه
أعلى ما في خيلك إركبه يا بيه وهي دي معاملتي من هنا ورايح للكل
وتابع بصياح وهو يرمق أيهم المصډوم بحدة
واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
صړخ ايهم ليهتف بنبرة غاضبة
الباب اللي يفوت جمل ده إنت اللي هتطلع منه إنت والخسيسة مراتك اللي اصلها الواطي ظهر في معاملتها لأمك وديني وما أعبد لأكلم إيثار واخليها تجيب جوزها وييجوا يرموك إنت وهي وعيالكم في الشارع زي كلاب السكك
قهقه بقوة لينطق بثقة عالية
وإنت فاكر إن إيثار هتعبرك ولا هترد عليك من الأساس
صاح أيهم يتحداه بنظرات ڼارية
هترد وهتيجي لما تعرف اللي حصل لأمها على إيدك إنت وقليلة الاصل مراتك
ضحك ليجيبه ساخرا
بأمارة إيه يا حبيبي هتجي تقف جنبهاأمك بالنسبة ل إيثار أكبر عدوة ليها وكل اللي يهم إيثار هو حضانة إبنها
واستطرد بدهاء
أختك ذكية وهي عارفة إن أنا الوحيد اللي أقدر أجبر أمها واخليها ترفع
قضية الضمعلشان كده عمرها ما هتعاديني ولا هتيجي في صفكم لأن ببساطة كلنا بقينا في نفس الخانة عندها بعد اللي حصل في عزا أبوك
تطلع لوجوه الجميع التي أصابها الوجوم جراء صحة حديث ذاك الحاقد الذي استغل الوضع لصالحه رفع سبابته ليشير به متنقلا بين الجميع
من هنا ورايح كل واحد فيكم يلزم تمامه ويعرف حدوده في البيتوالكلمة اللي اقولها تتنفذ ومن غير وش كتير
وإنت يا أم عزيزالكلام اللي قولته يتسمع أنا عاوز لك الراحة...قالها بتأكيد لينسحب للخارج بارتياح تحت عدم استيعاب الجميع لما حدث للتو ونظراتهم المتبادلة فيما بينهم بذهول لما وصلوا إليه ارتمت منيرة فوق الاريكة لتنهمر دموعها الغزيرة والمټألمة تحت نظرات نجليها المتألمين لرؤيتهما لوالدتهما على تلك الحالة المزرية
في تمام الساعة الثالثة ظهرا
كانت تجلس بجوار حوض الزهور الذي سلبها عقلها منذ أن أتت إلى القصر تجاورها الجلوس عزة التي بدأت تتعافى وتخرج في الحديقة لاستنشاق الهواء النقي بعدما ملت من التمدد بتختها والحق يقال
فقد راعتها عائلة علام وحاوتطها بالإهتمام مما حسن نفسية عزة وجعلها تشعر بالراحة والإنسجامتحدثت بهدوء وحذر
نوارة كلمتني الصبح
خير!...قالتها باقتضاب حيث انها قد اغلقت قلبها من ناحية الجميع منذ ما حدث وما عادت تطيق الإستماع لأخبارهماجابتها بهدوء
بتقول لي عزيز مبهدل أمك وإخواتك معاه من ساعة ما أبوك ماټ
ابتسمت ساخرة قبل أن تنطق بلا مبالاة
وإحنا مالنا
أجابتها بتعاطف
البت مكلماني ومتعشمة تتدخلي وتلمي عزيز ومراته وتهدديهم بعقد البيت والأرض
زفرت بحدة لتقول بصرامة
عزةأنا مش عايزة أسمع أي