السبت 23 نوفمبر 2024

رواية غمزة الفهد (من الفصل الاول للفصل العاشر ) بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 4 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


استطرد 
شكلك نسيتي أنا قولت هقعد مع هنيهشهر مش أسبوع.......
كلماته أصابت الهدف ليثير جنون عظمتها وغرورها كيف يسبها فى تربية ابنها فقدت السيطره على أعصابها وبنبره محتده رنانه هتفت 
أنا ابني مش فاشل .. وبكره هتعرف انه أحسن من فهد اللي طالعين به القلعه .. انتم اللي فرقتوا في المعامله بينه وبين ريان .. خليتوا فهد سافر واتعلم بره .. وفتح بدل الشركه اتنين .. وبدل المصنع أربع مصانع .. وطبعا الاستاذ سعد ماسك المصانع في مصر وفهد باشا بره .. وطبعا كل شويه يأداخد فلوس ما هو اللي علي الحجر ......
طفح الكيل وزاد الأمر عن حده هو ترك زمام الأمور لابنه فيما يخصه بزوجاته ولكن فيما يخص حفيده فهو كفيل بالرد على مهتارتها الكاذبه احتدت نبرت الحج عبدالجواد الراوى وزئر بصوته الاجش قائلا 

اسمعي يا مرات ابني أنا مش هسمحلك تجيبي سيرت حفيدى بكلمه
عفشه .. كلكم في كفه وفهد في كفه تانيه .. وبالنسبه لتلميحك الخايب أنى بفرق في المعامله ..
لعلمك أنا لما فتحت حساب خاص فى البنك لكل واحد فيهم ريان حفيدى أخد نفس الفلوس اللي خدها فهد حفيدى بس ابنك ضيعهم في سنتين .. وأنا لما اتكلمت معاه عرفت أنه صرفهم في الهلس والمسخره علي الشرب والنسوان........
زفر بحنق وتابع بغصه 
وعشان كده سحبت الباقي وكملتهم تاني عشان يبقي زى فهد أخوه يامرت والدى ..
قال الأخيره بتهكم واسترسل 
وقولت اللي انصرف خلاص العوض عليه وحطتهم وديعه في البنك عشان ميعرفش يوصلهم .. لأنه مهما طال الوقت مسيره يعقل ويفهم وهيحتاج الفلوس......
تابع بأمل فى الله وثقه فى حفيده 
بس أنا عارف أن اللي هيعدله أخوه فهد........
تعالت نبرته أكثر وصدح بصوت جهور يأمرها 
وعشان صوتك عليا وعلى جوزك وفي وجودى .. ومش عامله اعتبار لحد .. ولا اتعلمتي تحترمي حد .. ولا عاوزه تغيري من نفسك .. مشفش وشك النهارده خالص .. فهمتي ولا اجولك تاني ..
تملك منه الڠضب أكثر بسبب نظراتها الممتعضه .. شخط فيها 
يلا علي فوج واجفه زى الصنم ليه.....
استدار يهاتف سعد على نفس حدته وأشار له مردفا 
وأنت ياسعد خد مرتك واطلع اتسبح .. عكرته دمي .. وسبوني مع الحجه وبناتي الحلوين عشان هيرحوا يعملوا لى جهوه بدل اللي بردت دى.......
غادرت مكيده والحقد يأكل قلبها تمشى تتمتم تبرطم بكلام غير مفهوم......
بينما الحفيدات تزين وجههم بابتسامه ساحره وجلسا يحاوطا جدهم بحبور 
هتفت زينه بسعاده 
عفارم عليك ياجدو .. أنت حبيبى .. بجد أنت وحشتني اوووووووي .. وبقالى كتيييير مقعدش معاك .. أنا مشغوله فى المذاكره وأنت مشغول لاستقبال أبيه فهد......
قاطعتها فجر لتحدث جدها بفخر تشير بيدها بكبرياء 
تعرف يا جدى أنا نفسي أتجوز راجل زيك كده ياااااه........
كلمته تتهز لها جبال.....
الټفت تطالع جدتها وهى تحتضن جدها مكمله بغبطه 
يا بختك يا حجه راضيه أخدتى الرجوله والشهامه كلها........
اعتلت الضحكه ثغر الجده وهتفت اتحشمي يا بت انتي وهي .. قال عاوزه راجل زيه قال .. جدك ده زينة الرجال ومفيش منه اتنين....
ما أحلى الضحكه النابعه من القلب تأتى تزيل هموم عصفتها غيوم الحقد .. شاركتهم هنيه الضحكات لينفرج ثغرها متحدث بمزاح 
بتضحكوا استلموا بقي انتي وهي .. جدتكم بتغير علي جدكم من الهوا المعدى يخبط فى جلبيته .. شفوا هتعمل فيكم أيه .. أنا طالعه وهسيبكم لها تأدبكم ..
ومازالت على ضحكاتها تابعت
استلمي يا ماما بيعكسوا عمى الحج وحضرتك موجودة....
صدح صوت سعد بداعبه غامزا هنيه بطرف عينيه لتجاريه فى كلامه 
يالا بقي يا هنيه طولتى فى الكلام وأنا عايز اتسبح وأغير خلجاتى...... ابتسم لها وسحبها من يدها يصعد الدرج تحت ضحكاتهم...
هللت الفتيات بفرحه وتعالى تصفيرهم......
هتفت زينه بحالميه 
الله الله علي رميو وجوليت.....
التقطت فجر منها بقية الكلام وهتفت بفكاهه مرحه 
مفيش أحلى من بتنا فيه كل الأفلام الرومانسيه والدراميه والاكشن....
تخصبت وجنتى هنيه بحمرة الخجل وسحبت يدها منه وطأطأت بنظراتها أرضا هاتفه بحنق 
مبسوط كده بنتك بتتريق علينا .. والتانيه هتحفل معها .. وهبقي مسخرتهم النهارده ..
بس عارفين دى أحلى چوليت في الدنيا.....
تركهم وصعد الدرج تحت ضحك الفتيات ومرحهم مع جدهم وجدتهم.......
على جهه أخرى من البلده وفي منزل سنطرق بابه لأول مره بيت الاستاذ عزت رشدى رجل خمسينى محاسب فى وزارة الماليه ميسور الحال يمتلك قطعة أرض كبيره تعينه على المعيشه.... لديه من زوجته المتوفاه ولد وبنت توأم عبدالله مهندس زراعي وغمزة طبيبه بيطريه .........
وحاليا متزوج من السيده أنعام سيده فى أواخر العقد الاربعينى مديرة مدرسه ثانويه للبنات بالبلده .. كانت متزوجه قبله ولكن توفاه الله أثر حاډث نتيجة تناول جرعه كبيره من الكحليات الخمور .. وأنجبت منه ولد وبنت
أحمد دكتور بشرى و بسنت مهندسة معماريه إلى جانب تصميم الديكور ....
فى جو أخوى يسوده الألفه والمحبه يجلس كلا من أحمد وعبدالله وبسنت يرتبوا لتحضير مفاجأه لأختهم غمزه بمناسبة عيد ميلادها الذى يوافق غدا.
تحدث أحمد باستعجال 
يا بابا ياحبيبى تعالى بقي لما نتفق عشان عاوزه انزل العيادة.....
صاحت بسنت پخوف 
يا ماما اخلصي زمانها راجعه ومش هنعرف نتكلم اخصلوا بقي....
أتى عزت يشيح بيده قائلا بضيق 
ايه مالكم عاملين هيصه ليه .. اخلصوا عاوزين إيه ..
وتطلع ناحية المطبخ يهتف على زوجته 
تعالي يا أم أحمد لما نشوف عاوزين أيه.......
تحدث عبدالله 
أحنا رتبنا كل حاجه لعيد ميلاد غمزه بكره .. وأهم حاجه الهدايا بقي ..
وضع هديته على المنضده وأردف 
و أنا أول واحد مجهز هديته جبتلها اللاب توب عشان تبعد عن بتاعى....
وعقب أحمد يخبرهم بهديته هو الآخر 
وأنا جبتلها المتوسكل اللي نفسها فيه وبالمواصفات اللي هي عاوزها....
أما بسنت أخت على درجة صديقه تابعت تسرد هديتها 
وأنا خلصت البيت القديم وعملته عياده تليق بحيونات البلد كلها ..
بفكاهه استطردت 
وطبعا عشان أختي حبيبتي بتحب النوم .. فرشت لها أوضه يرمح فيها الخيل ..
لتقهقه مسترسله 
أوضه نوم كامله وحياتك ياولدى عشان تنام وترتاح جنب البهايم وهى بتعالجهم ...
حدقتها والدتها وأشارت على فمها علامة بأن تصمت عن الثرثره التى تتفوه بها..
لتضع بسنت يدها على فمها علامة سكوتها.. ولكن تهتف پاختناق 
انا كده هتخنق ولسه مخلصتش كلامى...
ببشاشه ابتسم عزت يحثها على متابعة كلامها...
نفضت يدها من على فمها وتابعت 
بس ناقص حضرتك وست الكل تيجوا تشفوها وتقولوا رايكم....
بغبطه لروح التألف والمحبه التى تسود بينهم هتفت انعام 
ربنا يخليكم لبعض .. أنتم أحن اخوات في الدنيا وهي غمزه جدعه وتستاهل.....
هم أحمد واستقام قائلا 
كده اجهزوا أنتم الاتنين عقبال ما اسخن العربيه .. وتعالوا أخدكم معايا تشوفوا عيادة بنتكم وباركوها .. عشان متزعلش أنكم مشفتوش العياده ......
أوما عزت بارتياح لمحبة أولاده وأردف 
روحي يا ام أحمد البسي عشان نروح مع ابنك قبل ما ترجع وتقول رايحين فين ونضطر نكدب ونشيل ذنب.....
واستدار ووجه كلامه ل بسنت 
وأنتى يا بشمهندسه تعالي معنا
وتابع إلقاء تعليماته 
وانت يا بشمهندس عبدالله خليك هنا عشان اختك لما ترجع متشكش فى حاجه....
أومأ له عبدالله وهتف بمزاح 
ماشي هسيبكم تروحوا من غيرى .. بس أبقوا بصوا على جنينه العياده اللي أنا زرعتها .. عشان الحيوانات تكون نفسها مفتوحه وهي بتتعالج .. ماهو العامل النفسي مهم بردوا ..
قهقهه الجميع على طرافته وهموا بالانصراف يقصدوا وجهتهم بسعاده..... 
فى نفس الأثناء بدوار الراوى نطرق أحد أبواب الدوار .. حجرة الحفيد الثانى للعائله
ريان سعد عبدالجواد الراوى شاب فى أواخر العقد العشرين.. يافع الطول عريض المنكبين حنطى البشره لديه شارب ولحيه يزيدوه جاذبيه ويدق على جسده أكثر من وشم معصمه اليمين نقش عليه تاريخ سفر أخيه والذى يعتبره تاريخ لبداية انهياره وغرزه فى معاصي الدنيا وشهوتها.. والمعصم اليسار وشم طائر العنقاء أملا فى يد تنتشله لبداية ولادة عهد جديد لحياته......
كان يشع فيما مضى حيويه ونشاط ومحبه لمن حوله ولكن الآن هو هزيل ضعيف شاحب الوجهه الهالات السوداء تحيط عينيه طائش متهور عديم المسؤليه ..
كان قوامه صحيح وهو تحت كنف عائلته.. ولكن لديه أم كالحيه .. بخت سم أحاديثها الكاذبه فى أذنه .. وأدخلت برأسه قصص واهيه .. ليبتعد عن عائلته التى كانت تقومه للصواب وتراعيه بمحبه .. لتصبح حياته الآن ما هى الإ لهو ومجون وعربده من خمر ومخډرات لينتهى لاخر المحرمات وهى ممارسة الرزيله مع الفتايات ..
بعد سهره ماجنه من سهراته ينام مقتول من التعب والإرهاق الذى أحل بجسده طيلة الليل ...
حتى دخلت عليه والدته بسمها المعهود تحاول إيقاظه من النوم .. ولكن لا حياه لمن تنادى .. ذهبت إليه تدعى البرأه والحنيه .. فهى وللأسف مشاعرها كلها زيف حتى لأقرب الناس إليها.. قلبها لا يعرف الحب ألا لسواها فقط نفسها ثم نفسها والطوفان من بعدها............
اتجهت مكيده بغيظ لمخدعه تجذب من عليه غطاء الفراش تهم بالصړاخ عليه
كى يستفيق هاتفه 
قوم يا ولدى زمان اللى ما يتسمى أخوك علي وصول ولازم يلاقيك في انتظاره..........
أردف ريان بنعاس 
يوووه يا ماما سبيني أنام شويه.. وأيه يعني لما يرجع.. هو لازم يلاقيني منتظره.
لم يمهل نفسه السماع لردها سحب الوساده يضعها على رأسه يحاول استرجاع غفوته التى أفسدتها.......
سحبت مكيده الوساده وطرحتها أرضا ثم بحنق واهى هتفت بخسه تشعل حميته تجاه عائلته وبنبره لينه من فرطها يصفق لها الشيطان لإجادة تصنعها الحنان أردفت 
قوم يا ولدى ما هو ده اللي هى عوزاه مرات أبوك.. أنك كده متبجاش واجف جنب أبوك وجدك في انتظار أخوك الكبير .. جوم ياوالدى الله يرضى عنيك.. لازم لما يجى يعرف أنك الكل في الكل هنا..
وتابعت بخ سم الحنيه المزيفه 
أنت متعرفش أنا عملت عشانك أيه النهارده.. رغم أنى عارفه أن جدك مش هيعديها لى علي خير.. بس أنا مهمنيش وسمعتها لكل كليله فى الدار........
مازل ريان مستلقي على مخدعه يسمعها والنعاس يملئ جفونه وضع يده على جبتهه يدلكها من فرط الصداع الذى ينخر برأسه وهتف بامتعاض ساخر 
يعني لما أقوم أقع تحت هيقولوا عليا راجل .. والكل في الكل .. ما انتى عارفه أنه محدش بيحبني بسبب تصرفاتك ..
وتابع بتهكم 
وأكيد عملتي حاجه خلتيهم يكرهوني أكتر.. هو أنا تايه عنك شارب من مقالبك كتييير....
زفر أنفاسه پغضب وحاول الاعتدال واستند برأسه على ظهر المخدع يذكرها بما فعلت فى الماضى القريب 
فاكره زمان وبسبب عمايلك زينه وفجر بقوا
بيخافوا يقربوا مني .. ويادوب بيكلموني بالعافيه..
اعتملت غصه بحلقه واستطرد 
حتي طنط هنيه اللى كانت بتحن عليا زى ابنها خلتيها بسبب تصرفاتك معاها خلتني أبعد عنها.. عشان تتقى شرك.....
صړخت به مكيده پحده هاتفه 
هنيهمين دى اللى تشبها بيا وتقول أمى.. أنت مالكش غير أم واحده فاهم ولا لأ .. مسمعكش تكرر الحديت الماسخ ده ..
أشار على فمه لتصمت من ذكر تلك الاسطوانة التى ترهق أذنه عند سماعها

قائلا بنزق 
عشان اريحك
 

انت في الصفحة 4 من 23 صفحات