روايه حان الوصال(من الفصل الاول للفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
يعلم انها مشكلة تقارب المعضلة ف العثور على واحدة مثل نبوية يعتبر دربا من المستحيل في هذا الوقت ولكن المرأة تتحمل فوق طاقتها وحتى وهو يغدق عليها بالأموال بغير حساب ولكنها في الاخير بشړ ولها قدرة على التحمل.
ليوميء بتهكم
خلاص يا لورا افضي انا وادور بنفسى او اخدلي اجازة من الشغل بالمرة مدام مش لاقي اللي يسد ورايا
قصد بكلماته ان يحفز روح التحدي بداخلها وهو ما أتى بنتائجه على الفور
لا طبعا حضرتك انا من النهاردة مش هنام ولا هريح دقيقة حتى غير لما الاقي طلبك.
تبسم بخبث وقد وصل لغرضه
وانا واثق فيكي يا لورا وطبعا مش هوصيكي انه يبقى في اسرع وقت
لتتوسع حدقتيها باستغراب حينما وجدت صباح مازالت في انتظارها ولم تغادر فسقطت على كرسبها بإرهاق سائلة لها
انتي لسة قاعدة مكانك وممشتيش يا صباح
جاء جواب الاخرى
ما انتي مردتيش عليا يا لورا هانم وانا بصراحة عشمانة في مرؤتك بهجة دي من احسن العمال عندنا بتشتغل ورديتين وتهلك نفسها عشان تكفي مصاريف اخواتها
اعتدلت لورا بتركيز وقد استرعت انتباهاها فتجاريها لمعرفة المزيد عنها
طبعا يا لورا هانم دي زينة البنات والله وحرام فيها الپهدلة طب اقولك بقى هي تقدر تتجوز من بكرة عمال كتير زمايلها وموظفين هنا كلموني عنها لكن هي ابدا مصرة تكمل تعليم اخواتها وحارمة نفسها حتى من الهدمة الكويسة. صابرة ع المر وراضية بس ياريت الناس ترحمها.
اممم
زامت بفمها تتراجع بجلستها وتريح ظهرها بتفكير ظل لمدة من اللحظات حتى حسمت امرها قائلة
طب مدام انتي واثفة فيها اوي كدة انا عندي عرض احسن من السلفة مية مرة .
تهللت اسارير صباح تسألها بلهفة
ايه هو يا لورا هانم قولي ربنا يعمر بيتك يارب .
تفوهت بهجة بالكلمات اثناء جلوسها مع المذكورة في وقت استراحة العمال بجلستها معها على طاولة وحدهم تتناول الغذاء بعدد من الشطائر التي تعدهم في المنزل حتى لا تزيد عليها التكلفة بشرائهم من كافتيريا المصنع
ردت الأخيرة والتي كانت متوقفة عن الطعام بقلق داخلها
ويعني هو هيشوفك فين دا طول الوقت برا اساسا انا اعرف ان الفيلا بتاعته مفيهاش تقريبا غيرها هي الهانم دي والباقي هما الخدم والحراس وتلت اربع ساعات في مبلغ زي ده فرصة ما تتعوضتش المشكلة بس.....
بس ايه
شوفي يا بهجة انا هقولك ع الوضع كله واشرحلك حالة الست بالظبط على حسب اللي سمعته لأن لورا اكيد مبتقولش الحقيقة كاملة عن الست اللي هتعاشريها لو حصل ووافقتي
مساءا وفي الثامنة بعد المغرب هذا وقت عودتها من العمل في مصنع الملابس الجاهزة والذي يعلم عنوانه جيدا ويعلم بوقت خروجها منه فيأخذ جلسته في شرفة شقته ينتظر ان تهل عليه من مطلع الشارع المكشوف امامه.
سمع تأوه من الخلف وخطوات عرف صاحبتها والتي ما ان اقتربت منه وجهت حديثها اللازع اليه
قاعد في البلكونة ليه يا سمير ما تدخل جوا يا حبيبي تحت التكيف دي حتي القعدة هنا متعبة وتوجع القلب
حرك رأسه بنصف التفافة رافعا حاجبه الايسر ليطالعها بطرف عيناه قائلا بشړ
خليكي في حالك يا اسراء ومتدخليش في اللي ملكيش فيه انا اقعد في الحتة اللي تريحني.
بقلب ېحترق تطلعت لما اشتدت رأسه وتركزت ابصاره عليه اول الشارع بعودة المقصودة تتأبط ذراع شقيقها بمحبة تثير الحسد نحوهما من المحرومين مثلها لتعبر عن حنقها پقهر
وانا مين يريحني تعبانة ليل نهار شغل هنا وشغل تحت عندك اهلك واختك البرنسيسة قاعدة غير للزواق والدلع وطبعا مينفعش ارفع عيني فيها لا الست والدتك تعلقلقي الفلكة وتتهمني اني بغير منها وانت سواء هنا او هناك في الحالتين مش معايا.
لم يعيرها اهتماما وانتظر بهجة حتى اختفت بداخل البناية ثم رد بعدم اكتراث
والله انا كدة ومش هتغير يا بنت الناس عاجبك ولا مش عاجبك انتي حرة.
انه حتى لا يجاملها بالكذب يغرز سهام كلماته السامة بنصف صدرها ولا يكترث لألمها ياله من ظالم .
هتفضلي كدة بقى واقفة فوق دماغي زي صنفور المحطة اتحركي ياما وهوينا انا دماغي عايزة الهدوء ومش ناقص.
مطت شفتبها بابتسامة خالية من أي مرح
لا وعلى ايه يا سيدي انا اصلا تعبانة وعايزة ارتاح يعني مش مشتاقة اوي للقعدة معاك.
قالتها وتحركت ذاهبة ليطالع اثرها بضيق مغمغما
في داهية يا اختي
مصمص بشفتيه متذكرا من تحتل احلام يقظته ومنامه
الله يسامحك ياما انتي السبب.
وفي الشقة اسفلهم
دلفت بهجة برفقة شقيقها الذي مازال متمسكا بها مرحبا بأن تستند على كتفه الذي اصبح يشتد هذه الايام رغم نحافته
يا هلا يا هلا الاستاذ ايهاب مع الكبيرة ذات نفسيها يا دا الهنا يا ولاد.
ضحك شقيقها وجاء الرد من بهجة التي عبرت عن فرحتها
الدكتور ايهاب باشا خلص دروسه وجاه عندي المصنع يروحني معاه اسكتي يا بت يا جنات البنات هناك كانو هيتجننوا على حلاوته وعلى عيونه الخضرا وانا اقولهم وسعي يا بت وهي دا ابني حبيبي مش اخويا وبس .
حبيبتي يا بيبو ربنا ما يحرمني منك.
ايوة يا عم المشاعر الاخوبة الميالغ فيها دي عايزين ناكل يا حنين انا قاعدة مستنية بقالي ساعة.
جاء نداء اصغرهم من الداخل هي أيضا
وانا النوم كابس عليا يعني ممكن انام من غير عشا ساعتها هيبقى ذنبي في رقبتكم
ولج ثلاثتهم اليها ليجدوها جالسة على المائدة تتناول دون انتظار ليتمتم ايهاب وهو يسحب احد المقاعد يجلس بجوارها ويشاركها الطعام
كل ده وهتنامي من غير عشا يا مفترية طب سبيلنا حاجة.
انضمت جنات لتشترك معهما داعيه شقيفتها الكبرى
يا للا بسرعة يا بيبو انتي كمان كيس البانية اللي جايبينوا بالعافيه هيروح كله في بطون الأوغاد.
تحركت قدمي بهجة متمتمة لها
بالهنا والشفا ليكم انتو التلاتة انا هروح اغسل ايدي الاول
خلاص يبقى انا هحتفظ بالطبق لحد ما تيجي.
قالتها جنات لتبعد الطبق الكبير بما يحتويه عن متناولهم بالفعل فتصدر اصوات الاعتراض مقابل استمتاعها هي بمشاكستهم
قولت لا يعني لا يا مفاجيع .
ويعني انتي اللي عاقلة اوي دا تلاقيكي واكله نصه اصلا ع البوتجاز.
برضوا هتصبرو واتفلقوا انتوا الاتنين.
انتي غلسة اوي يا ست جنات
ههه عارفة
وقفت بهجة على مدخل غرفتها تتابعهم بشرود اشقائها الصغار لم ټندم ابدا على تضحياتها من اجلهم لأنهم يستحقون مستقبل افضل من مستقبلها حظا افضل من حظها البائس
ولكن قلة الحيلة والعجز عن تحقيق الحد الأدنى لمتطلباتهم يصيب قلبها بالحزن ترى ما السبيل الان اتوافق على العرض المقدم لها بمرافقة هذه المرأة التي ذهب عقلها بمۏت زوجها المحبوب واكتشافها لخيانته بعد فوات الاوان كما اخبرتها رئيستها ام ترفض وتتمسك بأمانها
هذه مشكلة كبيرة ولابد من التفكير بجدية الان من اجل اختيار القرار الصائب
....يتبع
الفصل الثاني
تمشطها بعيناها من اعلى رأسها حتى قدميها في الأسفل بنظرات غير مفهومة وكأنها تحمل بغضا ما حتى اثارت استفزاز بهجة لتبادلها باستفهام وحنق فكادت ان تثور بها لولا تدخل صباح التي اكتنفها التوجس هي الأخرى
دي بهجة يا لورا يا هانم زي ما قولتلك ولا انتي مخدتيش بالك.
حدجتها المذكورة بغيظ تعيد برأسها كلمات الأمس عن هذه الفتاة وما تعانيه حتى جعلتها ترسم بعقلها صورة مخالفة على الإطلاق لما تراه امامها الان هذه الفتاة ترتدي ملابس باهتة وغير مهندمة كما توقعت ولكن البؤس لم يؤثر ابدا في جمال وجهها الطبيعي والافت بقوة.
الان فقط شعرت بتسرعها واخبار رئيسها بإيجاد الفتاة المناسبة ليتها تروت قليلا قبل اخباره.
انا افتكرتك يا بهجة بس المشكلة بقى هي اني نسيت اسمك.
ردا عليها مطت بهجة شفتيها بابتسامة صفراء
سبحان الله يا فندم نفس الأمر عملتيه معايا المرة اللي فاتت وانتي بتمضيلي كنتي كل دقيقة برضوا تسأليني عن اسمي .
يمكن عشان مش لايق عليكي
قالتها لورا ببساطة وبغير تقدير لما احدثته بداخل هذه المسكينة والتي اقرت على صحة قولها بصوت مټألم
عندك حق يا فندم بس اعمل ايه انا بقى في حظي كل واحد بياخد نصيبه وربنا يرحم والدي اللي سماني كدة .
تألمت صباح لۏجعها ف الټفت نحو الأخرى تخاطبها بحسم
لورا هانم احنا متأخرين على وردية الشغل ياريت تدخلي معانا مباشر على طول.
امتقعت ملامح الاخيرة تهم بإخبارها بالرفض ولكن منعها صوت الهاتف الذي دوي باللحن المميز الذي تضعه لرقمه جعلها تأجل لحظات كي تجيبه اولا
الوو.... يا رياض باشا تحت امرك
وصلها صوته الغاضب
أوامر ايه دلوقتي يا لورا ما تخلصينا وتبعتي البنت اللي قولت عليها انا عايز اشوفها واديها التعليمات بنفسي عشان اطمن كمان بالمرة واشوفها ان كانت تصلح ولا لأ
ابتلعت بتوتر تجيبه بثقل وقد فات اوان التراجع الان بعد غبائها والمدح فيها امامه بالأمس قبل ان تراها وتتذكرها
حاضر سيادتك انا هجيبها واجيلك حالا.
قالت الأخيرة موجها نظرتها نحو بهجة وفور ان انهت معه وجهت الحديث بحزم اليها
اسمعي اما اقولك انا هاخدك ونروح الفيلا دلوقتي حسك عينك ترفعي عينك في وش رياض باشا تسمعي كلامه عينك تبقى في الأرض وحاولي دايما تتجنبيه والمكان اللي يقعد فيه تبعدي انتي خالص عنه.
نبوية هتفهمك وهاتدربك قبل ما تعتمد عليكي
طول الساعات اللي هتقضيها هناك قعدتك بس مع نجوان هانم اياكي تسيبها ولا تخليه يشوف خيالك يا
اما هتبقي انتي الجانية على نفسك
لماذا الټهديد والوعيد
ڠضب مفاجيء اعتلى ملامحها لتنقل بنظرة خاطفة نحو رئيستها التي اشارت لها بالتروي قبل ان تعود إلى الأخرى تهم بالرفض ولكن الحاجة والعوز الجما لسانها لتكبت بداخلها متمتمة بالاستغفار تدعو الله الصبر ثم تتبع هذه المچنونة التي لململت متعلقاتها تخبرها على عجالة
ورايا على طول عشان اوصلك عند الباشا اللي منتظرنا
وفي منزله وقد ضاق ذراعا بتأخر لورا والجليسة الجديدة هذه الدقائق القليلة رغم استغلاله الوقت في مراجعة احد الملفات ولكن هذا لا يمنع الضجر من البقاء في هذا المنزل الكئيب والذي تقريبا يأتي ويخرج منه كرواد الفنادق ساعة النوم والراحة والطعام.
فوالدته العزيزة لا تقصر ابدا بأفعالها حينما تجده امامها.
زفر بحنق ليتناول الهاتف يتصل باحد الارقام عليه
الوو يا كارم قولي ايه الاخبار
بداخل السيارة التي كانت تقلها مع هذه المرأة التي التزمت الصمت واضعة تركيزها في قيادة السيارة ومتابعة الطريق النظاره على عيناها ترديد مع صوت المذياع والاغاني الأجنبية متجاهلة بهجة وكأنها ليست معها على الإطلاق
لتشرد بهجة في التفكير بشأنها وعقد المقارنة الهائلة بين ما ترتديه من عباءة سوداء باهتة وما ترتديه الأخرى من ماركات باهظة