روايه حان الوصال(من الفصل الاول للفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
عليكي يا ست الكل.
صاحت به جنات لتأخذ مكانها هي الأخرى بجوارها وتضمها فيأتي رد عائشة
وانا بقى اللي وقعت من قعر القفة ايه يا كبيرة ملناش نصيب كمان ولا ايه
فتحت لها ذراعيها
فشړ يا دلوعة دا انتي الحب كله يا شوشو.
ابوة بقى .
تمتمت بها عائشة قبل ان تقفز من محلها وتنضم الى اشقائها في غمرة تجمعهم هم الاربعة تفيض بالحب والمودة والامتنان.
وبعد خروجها من نوبة العمل بالمصنع استقلت وسيلة المواصلات نحو وجهتها في منزل رئيسها رياض الحكيم والذي لم تشأ الصدفة لرؤيته منذ لقاءهم الخاطف اثناء الکاړثة التي تسببت بها والدته .
رغم اعتياد معظم العاملين به عليها
مساء الخير .
مساء الهنا
كانت هذه التحية والرد بها من قبل نبوية التي استقبلتها بحرارة قائلة
ليه
جاوبت نبوية ردا على سؤالها
خير يا قمر انا بس احتمال اتأخر شوية النهاردة على ميعادي بنتي عازمة اخوات جوزها وطبعا انا مينفعش اسيبها لوحدها في حاجة زي دي من جهة عشان الأصول ومن جهة عشان اساعدها كمان.
اصابها بعض القلق عبرت عنه
بس خلي بالك انا مينفعش اتأخر اخري عشرة بصراحة دا الميعاد اللي بنقفل فيه علينا انا واخواتي.
عيوني من جوا هعمل المستحيل عشان متأخرش عليكي وزيادة عشان تطمني اكتر رياض باشا ابنها مش هيبقى موجود اتصل بيا من شوية وبلغني ان عنده حفلة مهمة تخص الشغل يعني تاخدي الامان وربنا يعينك على رعايتها الكام ساعة دول .
اللهم امين ويهديها عليا يارب.
وفي مكان اخر
حيث المنطقة الخالية إلا من العاملين بها في بناء الأبنية الجديدة وتدشين عدد من الوحدات السكنية وقفت هي تشرف على العمال وتتابعهم في تنفيذ المخطط الهندسي بدقة
من يراها الان لا يصدق ابدا انها تلك الفتاة المدللة التي لا تراعي سوى طعامها وبشرتها وشعرها
الشخصية التافهة التي تنبذها بذكرياتها السيئة مع الملعۏن ابن خالتها الذي كان يستغل ضعفها امام وهم العشق به.
عصام انا هنا.
هتفت منادية باسمه وقد وقعت عينيها عليه يبحث عنها في إحدى الجهات بعدما اخبرته عن المكان الذي تعمل به.
التقت عينيها بخاصتيه يلوح لها كي تأتي وهي بالطبع خير ملبي.
بداخل سياارته كانت جلستها معه تعبر عن لهفتها بلقاءه
انتي عبيطة يا بنتي انا ظابط شرطة يعني لو العنوان تحت الارض وبرضو هعرف اوصلك انتي ناسية اني راجل شرطة ولا ايه
يتحدث بزهو وثقة تذيبها حتى الان لا تصدق هذا الانقلاب الذي حدث معها من الارتباط بشخص كإبراهيم الوقح الفاسد الذي يحمل نتيجة فشله على المحيطين به لخطيبة الضابط الوسيم الذي يجلس جوارها الان بأدبه الجم واخلاقه الدمثة حتى في أقصى خيالها الجميل لم تتخيل ان يأتي نصيبها بشخص مثله رغم تزمته الشديد في بعض الأوقات ولكنها لا تنكر انها تعلقت به بشدة وتتقبل منه اي قرار بتفهم لطبيعته.
اما عنه فقد كانت سعادته لا توصف برؤيتها هكذا وسط العمال تأمر وتفرض احترامها عليهم وقد كان هذا اول ما لفت انظاره اليها الفتاة الشجاعة التي انقذت شقيقتها من براثن ابن خالتها الفاسد .
يرى بها الزوجة المناسبة رغم انها لا تملك الا جمال عادي لا يوازي جمال شقيقاتها إلا انها تملك جسدا متناسق وقد ساهمت الحركة الكثيرة لها في فقدان الدهون ولكن ظلت بخيرها ايضا كما تخبره دائما بسجيتها فبرغم اخلاقه العالية مع الجميع إلا انه في النهاية رجل وحلاله احق ان يرى به ما يتمنى ويأمل.
ادار محرك السيارة بعدما اشبع ابصاره منها لتسأله هي بلهفة
ناوي تاخدني وتروح بيا فين بقى انا مش عايزة اسيب الشغل لا شهد تعلقني.
دوت ضحكته برجولة مست قلبها ليردف بزهو
تعملها بس ولا تقربلك حتى دا انتي خطيبة حضرة الظابط عصام ولا مكتوبة على اسمه كمان يعني شهر بالكتير وتبقي حرمه فعليا تقدر تتكلم هي ولا المهندس جوزها وانا اللي اعلقهم الاتنين.
تشعر بقلبها على وشك التوقف كلما اخبرها بها تلك الجملة الساحرة حرمه حرم الضابط عصام.
ليأتي ردها كالعادة بابتسامة خجلة تزيده هياما بها فتفقده البقية الباقية من صبره
لااا انا لازم اشوفله حل واختصر بقى الكام اسبوع اللي فاضلين ع الفرح دول طولوا اوي.
حالها اليوم مختلف عن بقية الايام السابقة شاردة بصورة غير عادية ورغم صمتها الدائم إلا انها تقطعه كل فترة بطلب تفاجأ به بهجة كما فعلت الان وطلبت منها اعداد طعام تتناوله في هذه الساعة من الليل وقد قاربت على العاشرة مساء.
واضطرت بهجة لإرضائها لتجلس مقابلها الان وتراقب تلاعبها بالطبق وعودتها للشرود مرة اخرى وكما تفعل دائما تحدثت تخاطبها بأمل ضعيف في ان تفهمها
لو اعرف بس بتفكري فيه ايه عينك رايحة جاية كل شوية ع النتيجة المتلعقة في الحيطة وكأنك مستنية حد بعدها تلعبي في طبقك على اساس انك بتاكلي رغم انك محطتيش معلقة واحدة في بوقك.
بالطبع كان ردها هو المزيد من النظرات الخاوية والتي تفقد بهجة الامل من شفائها رغم كم الأدوية التي تتناولها بانتظام بطاعة تدهشها في بعض الاوقات.
ماشي يا نجوان هانم بس انا كان غرضي اتكلم معاكي بصراحة احيانا بحسك فاهمة.
قالتها بهجة ليحدث اتصال بصري بينهما غير مفهوم واستمر لمدة من الوقت جعلها تتيقن بقرب استجابتها حتى حدث مالم تتوقعه حينما باغتتها المرأة بالقاء كوب الماء عليها بدون انذار لتشهق مجفلة من فعلتها فتلتقط انفاسها بفزع متمتمة
ايه اللي انتي عملتيه دا حرام عليكي يا شيخة هتقطعي خلفي بعمايلك دي.
سمعت منها وكأنها إشارة الاحتفال لتنطلق في نوبة من الضحك المتواصل تصفق كفيها ببعضهما وتزيد من زهول بهجة التي وجمت تراقبها بصمت
لتستغل الآخرى وبحركة سريعة دفعت الاطباق وما يحتويها من طعام بطول ذراعها لتسقط على الأرض وانتشرت الفوضى حولهم بشكل مزري .
حتى صارت بهجة على وشك البكاء
يا نهار اسود عليا وعلى سنيني امتى هلحق انيل وانضف اللي عملتيه ده والخدامين كلهم مشيو وراحو بيوتهم هو انتي ايه يا ست انتي حد مسلطك عليا
احتفال صغير اقامه الاثنان مع الشركاء الجدد بمناسبة عقد الصفقة الهامة والتي ستزيد من رفع رصيدهم امام عمالقة السوق.
انجاز جديد يضاف الى سجله وقد اثبت انه قادر على التحدي وخلق الفرص وبمساعدة هذا المدعو كارم يجد الامال تفتح امامه بغير حساب
لكن وبرغم كل ذلك يشعر ان فرحته ينقصها شيء ما
شيء ما لم يحدده بالظبط او ربما هو ذلك السبب القديم الذي مهما حاول انكاره يجد نفسه منغمسا به.
ف اليوم هو الذكرى السيئة ذكرى ۏفاة والده .
ترى هل تذكره الان ام ان الله رحمها بنسيانه.
دثرتها تشد عليها الغطاء بعد أن خلدت الى فراشها ونامت على غير موعدها وكأنها تهرب الى نومها من حزن ما رغم كل ما تفعله معها إلا انها لا تبغضها بل تشفق عليها وتحزن من أجلها لا تصدق ان العشق هو من فعل بها كل ذلك كيف لها ان تكون بهذا الضعف من اجل رجل
تحمد الله انها فقدت الثقة بهذا الصنف كله
تنهدت تعود من شرودها لتذهب وتطفيء اضاءة الغرفة ثم تعود إلى ما ينتظرها من شقاء في ترتيب الفوضى التي فعلتها الأخرى على مأدبة الطعام واسفلها
رغم اقتراب الساعة من الحادية عشر الا ان
مروءتها أبت عليها ان تتركهم للدادة نبوية فالمسكينة لا ينقصها خلعت عبائتها السوداء وذهبت بها الى المرحاض القريب لتمسح بالماء على بقع الطعام التي طالتها من رمي الاطباق فمظهرها كان يثير الشفقة بحق.
عادت بها الى الردهة التي يوجد بها مائدة الطعام
لتلقى بنظرها سريعا ثم تسحب شهيقا مطولا وتخرجه قبل ان تستعين بالله وتبدأ في رفع الاطباق وتنظيف الارض ومائدة السفرة بعدما القت العباءة على احد المقاعد تتركها كي تجف حتى تنتهي لتعمل هي بملابسها البيتيه التي كانت ترتديها في الأسفل.
بنشاط وتركيز شديد ذهبت بالاطباق الى المطبخ تجليهم بسرعة ثم أتت ترفع السجادة الصغيرة ومفرش المائدة تضعهم في ركن وحدهم لغسلهم بعد ذلك
وتنهمك بعدها في التنظيف ومسح الارضية حتى انها لم تنتبه لمن عاد الى منزله تاركا الحفل في نصفه فبرغم القساوة التي تأصلت به على مر السنوات إلا ان قلبه لم يطاوعه ان يترك والدته في هذا اليوم دون ان يطمئن عليها
ليفاجأ الان بهذا المشهد
فتتجمد اقدامه عن التقدم يطالع شعرها الحريري الذي كان يغطي وجهها ملابسها الملتصقة بالقد الملفوف برشاقة مذهلة بنطالها البيتي المرتفع لأسفل ركبتها وتيشرت بيجامة في الأعلى
اشياء عادية غاية في البساطة ولكن عليها كانت تسلب العقل .
تلك الفتاة التي لو لم يعلم من نبوية بوجودها الان لم يكن ليعرفها ابدا وذلك للصورة ان اخذها عنها في التخفي اسفل الملابس السمراء.
لقد رأى اجمل النساء من دول عدة ابدا لم تؤثر فيه امرأة كما حدث الان.
كالذي اصابه الخرس ظل بوقفته مشدوها يطالعها تلك الحورية التي تحتل منزله منذ ايام عدة غافلا عنها ولا يعطيها بالا حتى يأتي اليوم فيتفاجأ بها على هذه الهيئة!
منكفئة فيما تفعل ولا تدري بمن التصقت قدميه بالأرض بالقرب منها وضاعت في جوفه الكلمات حتى انتبهت هي اخيرا لترفع رأسها فتقابل ببريقها الأخضر بندقيتيه فتنتفض پذعر نحو عبائتها المبتلة تضعها عليها متمتمة بارتباك
انا اسفة مكنتش واخدة بالي .
ابتلع هو كي يعود لصوابه فخرجت كلماته بدون ترتيب ورغم انه يعرفها
انتي مين
اضطربت بحرج تلف شعرها بعشوائية قبل ان تغطيه بالحجاب لتطرق وتبتبلع ريقها بصعوبة
انا بهجة الجليسة الجديدة للهانم الكبيرة سيادتك.
انا بس كنت بنضف من شوية الاطباق اللي دلقتها نجوان هانم.
تجاهل كل استرسالها وركز على شيء واحد اسمها
والذي علم به من لورا ومن نبوية لكن منها يشعر وكأنه لاول مرة يسمعه وبصره يجول على ملامحها الجميلة يتعرف بها لأول مرة.
غير منتبها لوضعه وقد اثار بتحديقه بها الړعب لترتجف داخلها تود الركض من محلها الى خارج المنزل ليتها ما اطاعت الدادة نبوية.
لابد لها من الذهاب الان وفورا.
انا كدة خلصت اللي عليا استأذن بقى عشان امشي
قالتها وتحركت نحو محفظتها وهاتفها الحديدي ترفعهم عن احد المقاعد امام بصره ليباغتها برده
تمشي تروحي فين انتي عارفة الساعة كام دلوقتي
....يتبع
توقعاتكم للجاي مع ابطالنا
وعن امنية تفتكروا سعادتها هتستمر
تعليق وصغطة ع النجمة بقى عشان ترفعوا الرواية وتتشاف
الفصل الرابع
تمشي تروحي فين انتي عارفة الساعة كام د