السبت 23 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس ( كاملة من الفصل الاول الى الرابع والاربعون ) بقلم روز امين

انت في الصفحة 8 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بالله 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الفصل الرابع

أنا لها شمسبقلمي روز آمين

هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 

وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية تظاهرك بالقوة بات مجرد صورة هلامية بمجرد تعرضها لريح هادئة ستعصف بها وتمحيها

تاهت الأنثي من داخلك وسط تقلبات الأيام الثقيلة وعثرات الليالي المظلمة 

تفتقدي نفسك أحيانا ويضيق

صدرك كثيرا وتكرهين كل شيء

بلا مقدماتكل هذا في آن واحد

أي قلب هذا الذي لديك! 

خواطر إيثار الجوهري 

بقلمي روز أمين

رمق أيهم شقيقه بحدة ليهتف بنبرة عاتبة وهو يقترب من شقيقته 

هو ده اللي إتفقنا عليه يا عزيز مش وعدتني وإحنا في الطريق إنك هتتكلم معاها بالراحة! 

أشار بسبابته على فمه مع إلقاءه لنظرة ټهديدية ليبتلع الأخر كلماته بارتياب خشية بطش ذاك البغيض الذي تملكه الشيطان ليتغلب حقده على إنسانيته

رفعت عينيها وتعمقت بنظراتها المړتعبة لتلتقي بنظراته الچحيمية ليقول بفحيح مخيف

صممتي على الطلاق من الراجل اللي بيحبك وشاريك وبلفتي دماغ ابوك وخلتيه وافق وقولنا ماشينشفتي دماغك وقولتي هتسيبي البلد وتيجي تعيشي هنا لوحدك واتحججتي بإنك عاوزة تشتغلي علشان محدش يصرف عليكي وبردوا لعبتي بعقل ابوك الغلبان وسكتنا واتحملنا مساختك ودماغك الناشفة 

واستطرد وهو يقترب عليها بعينين تطلقان شزرا تحت استحسان نصر لحديثه الشفى لغليله من تلك المتمردة 

الراجل عمال يبعت لك علشان يرجعك تاني لعصمته ويلمك في بيته وبتتمنعي وقولنا مقبولة حقك تدلعي لك شوية عليه قبل ما ترجعي

قبض على رسغها بقوة من حديد حتى شعرت بتمزق أوتارها تحت قبضته ليستطرد بحدة هادرا بعينين حاقدتين

لكن يوصل بيكي الحال إنك تسجني أبو إبنك وتفضحينا في البلد وتخلي الناس تقول غانم معرفش يربي هنا

سيبها بدل ما أصوت وألم عليكم الجيرانجايين تتهجموا علينا في عز النهارإنتوا فاكرينها سايبة ولا إيه يا جدع منك ليه

جذب شقيقته بقوة أكبر ودفعها لتترنح بعيدا لينقض على تلك ال عزة مشددا قبضته على فكيها حتى كاد أن يسحقهما ليهتف مهددا إياها وهو يرمقها بنظرات مرعبة 

إخرصي يا ولية بدل ما أخرصك بطريقتي وأتاوي جتتك في حتة ميعرفهاش الجن الازرق

إنتفض جسدها ړعبا لتهتف إيثار بصوت عال

سيبها يا عزيزمشكلتك معايا مش معاها 

دفعها لتقع أرضا تحت رعبها ليلتفت لتلك الواقفة تنظر إليه بحدة مماثلة ك حدة الصقرتعجب من صمودها وقوتها وللحظة شرد بتغييرها الجذري لكنه نفض أفكاره وهتف أمرا بصرامة 

تدخلي تغيري هدومك علشان تنزلي معايا أنا وسيادة النائب وتسحبي البلاغ وبعدها تجهزي نفسك علشان هتنزلي معانا البلدوتعملي حسابك إن كتب كتابك على عمرو هيكون بكرة

حررت ذراعها من قبضته وهتفت بصرامة وهي ترمقه بأعينها الفاحصة من رأسه لأخمص قدميه بازدراء

وإنت بقى اللي قررت كدة من نفسك! 

واستدارت برأسها تتطلع على ذاك الواقف واضعا كفاه بجيبي جلبابه الفخم بخيلاء ويبدوا على وجهه الراحة والاستمتاع بما يحدثلتسترسل باستفزاز

ولا دي أوامر سيادة النائب نصر البنهاوي وإنت جاي تنفذها 

اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وكاد أن يهجم عليها ليسدد لها بعض اللكمات لتأديبها لولا ذاك الي وقف امام شقيقته ليحميها بجسده قائلا بنبرة حادة 

كفاية يا عزيز دي مهما كانت أختك

خلاص يا عزيز مش وقت اللي إنت بتعمله ده خلينا في اللي إحنا جايين علشانه

بكل شموخ خرجت من وراء شقيقها لتقف أمامه وتتسائل 

وإنت جاي بعد كل السنين دي يا سيادة النائب وبتؤمرني في قلب بيتي إني أروح أتنازل عن البلاغ اللي قدمته في إبنك

واستطردت باستنكار 

بإمارة إيه عاوزني أروح أتنازل عن واحد إتهجم عليا في انصاص الليالي

لتحيل بنظرها سريعا إلى شقيقها الأكبر لتصيح باستياء 

واخويا الكبير بدل ما يقف معايا ويروح يقول لك عيب يا سيادة النائب لم إبنك وابعده عن أختي وإلا مش هيحصل طيب جاي ېتهجم عليا هو كمان 

ده أنت حتى مسألتنيش إذا كان اذاني ولا لاء! 

اغرورقت عينيها بالدموع لتسترسل بغصة مريرة 

إنت عارف أنا كنت حاسة بإيه وأنا وإبني لوحدنا وهو عمال يخبط وبيحاول يكسر الباب عليا

وهو سکړانساعتها بس حسيت إني مليش أهل وإني وحيدة

وبلاش الشويتين بتوعك دول علشان مبياكلوش معايا دول ممكن تضحكي بيهم على أبوك الغلبان ويصدقك بس أنا لا لأني فاهمك وفاهم خبثك كويس قوي يا بنت أبويا

ابتسمت بمرارة ليهتف ذاك الذي لم

يعد يتحمل

جدالهما السخيف بالنسبة له 

خلصونا في ليلتكم دي

ليستطرد أمرا وهو ينظر إليها بلامبالاة

يلى يا بنتي ادخلي البسي عشان نلحق النيابة

فاجأته بابتسامة ساخرة ارتسمت فوق محياها لترمقه بنظرة قويةفقد تغيرت عن الماضي كثيرا لم تعد أبدا تلك الڈليلة الضعيفة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى وهي الان مستعدة لمواجهة الشيطان بذاته وبكل قوتها رفعت وجهها لتقول بثقة 

وإن قولت لا

اشتعلت عينيه ڠضبا فهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أحدهم الخضوع وتنفيذ أوامرههم بالرد ليفاجأه خروج الصغير الذي استمع لصوته ليهرول عليه وهو يردد ببراءة 

جدو

لم يدري نصر ما الذي يحدث له بكل مرة يرى فيها هذا الصغير الذي يستحوذ بعفويته على قلبه انشرح صدره وابتسم وجهه تلقائيا وما شعر بحاله إلا وهو ينزل على ركبتيه فاتحا ذراعيه لاستقبال حفيده الاقرب بل والأعز إلى قلبهقطب الجميع أجبانهم وباتوا ينظرون بتعجب من أمر هذا المتجبر الذي نزل للأسفل ليستقبل صغيرا الأن وفقط علمت ما سر عشق نجلها لذاك ال نصر وحديثه الحماسي الذي لم ينقطع بعد أي زيارة له لمنزل جده بات يقبل كل إنش بوجه الصغير متحسسا ملامح وجهه وشعر رأسه الحريري بلونه البني الفاتح والذي ورثه عن أبيه وهو ينثر على مسامعه أعذب الكلمات وحلوها إنتابها شعورا بالألم لابتعاد صغيرها عن عائلته لكنها تعلم في قرارة نفسها أن ما فعلته منذ الأربعة أعوام المنصرمة كان هو الافضل لها وصغيرها على الإطلاق

نظر نصر إليها قائلا بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا 

لو قولتي لا التمن هيكون يوسف حفيدي اللي أن الأوان إنه يعيش في عز وخير جده

من جديد ويسود الصمت المكان حتى اجتاز صمتهم صوت هاتف عزيز الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة هاتفية تحرك إليها ليعطيها الهاتف قائلا بحدة وهو يرمقها باحتقار أصابها بالنفور

كلمي ابوك

فتحت الاتصال وتحدثت بعدما تسلل إلى مسامعها نبرات صوت أبيها الحنون 

إزيك يا بابا

علم غانم أن شقيقها قد وصل إليها فتحدث باشتياق جارف ظهر بين بصوته 

إزيك يا إيثار عاملة إيه يا بنتي

واسترسل معاتبا 

كدة تقعدي إسبوع بحاله متكلميش ابوك 

مش وقت الكلام ده يا غانم قولها المفيد خلينا نخلص من الورطة اللي رمتنا فيها

ابتسمت بسخرية ليتحدث والدها بضعف واستكانة 

إسمعي كلام الحاج نصر وروحي معاه عشان تتنازلي عن المحضر يا بنتي

قاطعته قائلة 

أتنازل إزاي بس يا بابا ده اټهجم على شقتي وهو سکړان

شعر بالعجز أمام نبراتها الشاكية ولكن ما بيده ليفعلههو يعلم جيدا أنه لم يكن يوما الأب المشرف القوي لها لم يكن بالأب الحامي لابنته الضعيفة بل تركها للذئاب البشرية كل ينهش بها بطريقته الخاصة حتى كادوا أن ينهوا عليها لولا صمودها وقوتها وإصرارها على النجاةخرج صوته ضعيفا لېمزق قلبها حين قال 

إحنا غلابة يا بنتي ومش قد ڠضب وغدر نصر البنهاوي علشان خاطر ربنا وخاطري تتنازلي يا بنتي أنا مش حمل ۏجع قلبي عليك ولا على إخواتك

سالت دموعها وانهمرت فوق وجنتيها تأثرا بصوت والدها الواهنمن أصعب الأشياء التي تواجهها فتاة هو عجز وضغف والدها الذي من المفترض أن يكون لها السد المنيعلذا ستنصاع لطلبه مهما كانت العواقب لتتفوه پانكسار 

حاضر يا بابا أنا هتنازل بس ده علشان خاطرك إنت

لكن قسما برب العزة لو كررها تاني أو حاول بس يظهر في مكان

أنا فيهما فيه مخلوق في الدنيا هيقدر يخليني أتراجع على اللي ممكن أعمله وقتها

ابتسامة ساخرة خرجت من جانب فم نصر كانت كفيلة لتخبرها كم أنه يراها ضعيفة بل وذليلة ولا يوجد باستطاعتها فعل حتى أبسط الأشياء

غل السنوات الدفين من تلك العنيدة والتي طالما خالفت أوامره وجعلته يبدوا صغيرا بعين حاله قبل الأخرين حولت بصرها لنصر لتقول بقوة منتصر 

أنا داخلة أغير هدومي وهنزل اتنازل عن المحضر بس ده مش علشان تهديدك ولا علشان أنا قليلة ومش هقدر اقف في وشك يا سيادة النائب لا

رفعت رأسها بشموخ مسترسلة بكبرياء 

لازم تشكر أبويا لأن هو الوحيد السبب واللي من غيره مكنتش فيه قوة على الأرض هتقدر تجبرني إني أسحب البلاغ

زفر طلعت بقوة ليهتف غاضبا باستنكار 

إنجزي وخلصينا علشان نلحق ميعاد النيابة 

نظرت إليه باستغراب لحدة ملامحه التي تشير لقمة غضبه العارم لم يكن الموقف المهين الذي وضع فيه و والده وحجز شقيقه ليلة كاملة وسط الخارجين عن القانون بل وتحويله إلى النيابة العامة هما فقط ما أوصلاه لهذا الكم من الڠضبكل ما ذكر لم يشعلوا قلبه بقدر ما مزقه رؤية أباه وهو يركع لاستقبال نجل عمرو المدلل والذي ورث دلال العائلة عن أبيه وأيضا لكونه لم يستطع إنجاب ذكرا يحمل اسم العائلة كما فعل عمرو وهذا الذي طالما أشعل قلبه بڼار الغيرة والحقد على شقيقه وعلى ذاك الصغير الذي لا ذنب لهرمقته بنظرة ڼارية لتهتف باستكار زاد من اشتعال صدره 

ياريت توطي صوتك وماتنساش إنك في بيتي وياريت كمان تحط في إعتبارك إني بعمل فيكم

جميلة بتنازلي عن المحضر وتتكلم معايا

بإسلوب أحسن من كدة

نظرت إليه باشمئزاز لتسترسل باستعلاء وسخرية أثار دهشة الجميع

لأن لولا تنازلي أخوك كان هيقعد له حبتين حلوين في بورتو طرة وسط صفوة المجرمين

حملق بها غير مصدقا ماتفوهت به وتلك القوة الجديدة على شخصيتها المهزوزة كما عاهدهاهم ليتحدث ليوقفه نصر بإشارة من عينيه اوقفته لينهي ذاك الصراع الدائر إختصارا للوقتوقف فاردا ظهره ليتلفت حوله حتى استقر بصره على تلك الأرائك المتلاصقة التي تتوسط البهو ليتحدث وهو يحتوي كف حفيده الصغير برعاية شاملة 

جرى لك إيه يا بنت الحاج غانم هتسبينا واقفين في بيتك كدة كتير هي القعدة في مصر نسيتك عوايدنا وكرم الضيافة ولا إيه

كرم الضيافة بيتقدم للضيوف يا سيادة النائب كلمات لاذعة قالتها لتسترسل وهي تشير بيدها إلى

الأرائك 

ومع ذلك إتفضلوا

تحرك الجميع للداخل استعدادا للجلوس تحت استيائهم لتهتف بصوت مرتفع 

عزة تعالي شوفي ضيوفك يشربوا إيه

تشربوا إيه

غوري يا ولية على جوةمش عاوزين من خلقتك العكرة حاجة جملة صاخبة نطق بها طلعت وهو يرمقها 

صاح عزيز باعتراض 

ميصحش يا طلعتلازم تشربوا حاجة

جدو هو بابا مش جه معاك ليه 

تنهد بأسى ليجيبه بقوة بعدما استعاد وعيه 

بابا هيجي لك بكرة ياخدك علشان تقعد معانا إسبوع بحاله

طب ومدرستي نطقها الصغير بتفكر ليجيبه بتغطرس 

أنا هخلي المدرسين يطلعوك الاول السنة دي على المدرسة كلها ومن غير ما تفتح كتاب كمان

هلل الصغير مصفقا بكفيه الرقيقتين 

بجد يا جدو 

أجابه بافتخار 

طبعا بجدده أنت حفيد نصر البنهاوي على

 

انت في الصفحة 8 من 92 صفحات