رواية ظنها دمية بين اصابعه الفصل التاسع عشركامل بقلم سهام صادق
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل التاسع عشر.
رواية ظنها دمية بين أصابعه.
بقلم سهام صادق.
ارتعشت يديها وهي تقوم بإلتقاط حبات البرتقال وقد خرج صوتها بهمس خاڤت وهي تبرر له سبب وجودها هنا بدلا عن زوجة عمها.
أنا هنا عشان اسخن الأكل واحضرهولك... هسخن الأكل وامشي.
سقطت حبات البرتقال التي جمعتها من يديها وعادت لتلتقطها بتوتر اجتذب عيناه إليها وجعله يقف صامتا.
أنا هلمهم بسرعة وهسخن الأكل على طول.
داعبت شفتي عزيز ابتسامة خفيفة تلاشى معها جمودة ملامحه.
بدأت تقسيمات وجهه تسترخي وقد أطلق لعينيه حرية النظر إلى تفاصيلها التي تجعل عقله يتوقف عن محاسبته.
أنا هسخن الأكل.
أخيرا انتبه على وقوفه وصمته ثم أزاح عيناه عنها.
مكنش له لزوم إن عايدة تتعبك وتقعدي تستني ميعاد رجوعي في المطبخ.
قالها عزيز بنبرة خرجت منه جامدة وقد استشعرت ليلى منها أنه لا يريد وجودها.
قبضت على منشفة المطبخ التي تحملها بقوة تخفي خلفها حرجها ثم أسرعت بخفض عيناها.
أنا عارفة إنك مش عايزانى أعمل أي حاجه خاصه بيك...
رفعت عيناها إليه وهي تزدرد لعابها وواصلت كلامها بتعلثم.
أنا آسفه.
ليلى.
أسرع بهتاف اسمها بل وتحركت ساقيه ورائها وكاد أن يمد يده ليلتقط ذراعها إلا أنه تمالك حاله وقبض على كف يده بقوة.
مين اللي هيسخن ليا الأكل وهيحضره لما أنت تمشي ولا أنت عايزة تسبيني جعان.
ما الذي تفوه به للتوه
هكذا سأل عزيز نفسه وهو يغرز أصابع يده في خصلات شعره.
وقفت مكانها بعدما اجتذبها حديثه ثم استدارت جهته وقد احتلت وجنتيها حمرة خفيفة.
تعلقت عيناها به وسرعان ما كانت تتسع حدقتاها في ذهول وهي تجده يزيح أحد المقاعد التي تلتف حول الطاولة الصغيرة الموجودة في منتصف المطبخ ثم جلس عليه وكأنه هكذا يخبرها أنه ينتظر تناول وجبة طعامه.
استمرت عينين عزيز بالتنقل مع حركتها وقد نسى الليلة تأنيب فؤاده من الوقوع في المحظور.
عيناه دون إرادة منه التي تخفيها خلف بلوزتها الواسعة الطويلة ورغما عنه كان عقله يأخذه نحو حلمه المخزى أمام نفسه بحقيقة لا تفسير لها إلا أنه بها.
اتسعت حدقتاه في صدمة ثم أطبق على جفنيه بقوة بعدما أطرق رأسه في خزي.
عزيز بيه.
انتشله صوتها الخاڤت مع تكرارها بالنداء عليه وسرعان ما كان يفتح عيناه وقد تلاقت عيناهم.
اخفضت ليلى
رأسها وقبضت بيديها على قميصها حتى تخفي توترها وببطئ رفعت عيناها إليه.
نظر لها عزيز بنظرة مشوشة لا تفارق عقله كلما وقعت عيناه عليها.
بنبرة صوت جلى به الحشرجة قال.
لا هاكل هنا في المطبخ يا ليلى.
داعبت شفتيها ابتسامة صغيرة وهي تحرك له رأسها ثم اتجهت نحو الأطباق التي غرفت بها الطعام لتضعها أمامه.
اندهشت عندما وجدته ينهض من فوق المقعد وقد تراجعت بخطواتها للوراء وهي تحمل أحد الأطباق بين يديها.
مش هعرف أكل وأنا متقيد كده.
قالها عزيز بعدما لمح دهشتها من وقوفه ثم أخذ يطوي أكمام قميصه.
تخضبت وجنتي ليلى بحمرة الخجل و أسرعت بوضع الطبق الذي تحمله على الطاوله.
شكرا يا ليلى.
اقطع الفاكهة ولا أعملها عصير.
تغلغل داخله شعور غريب عليه ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة عذبة وعاد ينظر نحو طبق طعامه.
ولا ده ولا ده محتاج فنجان