رواية ظنها دمية بين اصابعه الفصل التاسع عشركامل بقلم سهام صادق
قهوه يا ليلى.
عم سعيد قالي لو شرب اكتر من 3 فناجين قهوة في اليوم متعمليش ليه...
تعلثمت الأحرف الأخيرة على طرف لسانها بعدما أدركت فداحة ما نطقت به.
حدجها عزيز وهو يرفع أحد حاجبيه والتمعت عيناه بنظرة وتساءل بعدما انتهى من مضع الطعام داخل فمه وابتلعه ببطئ.
و عم سعيد قالك إيه تاني.
ليلى ممكن تبصيلي و تقوليلي قالك إيه عم سعيد.
كان كاتبلي ورقة بالأكل اللي أنت بتحبه وإنك متشربش قهوة كتير وبدل القهوة تشرب لبن وقالي إنك بتحب الشاي بلبن قوي.
استمرت ليلى بإخباره بكل ما أخبرها به العم سعيد ومع كل كلمة كانت تنطقها كانت عيناه تتعلق بشفتيها.
تحركت تفاحة آدم خاصته عندما إزدرد لعابه وسرعان ما كان يدق ناقوس الخطړ في رأسه.
شكرا يا ليلى تقدري تمشي دلوقتي.
نظرت له بأعين ذاهله وقد نهض عزيز من المقعد وغادر المطبخ تحت نظراتها التي ازدادت ذهولا من تغيره المفاجئ.
رفع عزيز المنشفة الصغيرة التي كان يمسح بها الزجاج الأمامي للتو بعدما وجد سيده يتجه إليه.
صباح الخير يا عزيز.
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي عزيز السائق وهو يرد على تحيته.
تساءل بها
عزيز وعندما تلقى الرد منه أسرع بالتقاط دلو الماء الذي كان ينظف به السيارة ووضعه جانبا.
رتب عزيز السائق مظهره سريعا وقد صعد عزيز الزهار السيارة منتظرا له.
ضاقت حدقتي عزيز في دهشة عندما وجد عزيز سائقه يقف قرب نافذة السيارة التي يجلس جهتها وقد جلى الحرج على ملامحه.
نظر له عزيز ثم خرج صوته بتوتر.
هو إحنا ممكن ناخد ليلى في طريقنا يا بيه.
عندما اخترق اسمها رأسه هرب بعينيه وعاد ليتصفح هاتفه.
مفيش مشكله يا عزيز.
تهللت أسارير عزيز العم وأسرع بإخراج هاتفه حتى يخبرها أن تأتي إليه ليصطحبها معه إلى المصنع.
ليلا تخترق حصونه التي يعيد بنائها بعد معركة بين قلبه وعقله وصباحا عندما تقع عيناه عليها ينهدم كل شئ.
اهي ليلى جات.
قالها عزيز العم بصوت يتخلله الدفئ عندما استقر بمقعد السائق.
لم يرفع عزيز عيناه لرؤيتها فذلك الضجيج الذي يقتحمه أجبره على عدم النظر إليها والوقوع في شرك أخر ينقص يوما بعد يوم أمام نفسه.
صباح الخير.
تمتمت بها ليلى بصوت خفيض ونظرت إلى عمها.
بخجل حركت ليلى رأسها جهة عزيز الذي انشغل في مطالعة هاتفه.
ابتلعت كلمات تحيتها له التي كادت أن تنطقها بعدما وجدته لا يعيرها أدني إهتمام.
شقت السيارة طريقها نحو المصنع وقد سيطر الصمت على رحلة ذهابهم.
كعادتها ضمت حقيبتها في حضنها وأخذت تطالع الطريق.
رمقها خلسة بطرف عينيه ولكن انكماشها على حالها بالمقعد الأمامي جعله لا يراها بوضوح.
عبرت السيارة أخيرا بوابة المصنع وقد ترجل عزيز السائق من السيارة.
خرجت ليلى من السيارة وتعلقت عيناها بعمها الذي وقف احتراما للسيد عزيز الزهار يسأله عن موعد مغادرته.
خفضت عيناها وقد تغلغل شعور سئ روحها وهي ترى الحقيقة تتضح أمام عينيها عمها ليس إلا سائق لدى الرجل الذي تغرم به.
التعاسة كانت مرتسمة على ملامحها عندما دخلت المكتب التي تتشارك به مع زملائها بالعمل.
مالك يا ليلى.
تساءلت بها سلوى زميلتها عندما وجدتها تجلس خلف مكتبها دون حديث.
مفيش يا سلوى.
رمقتها سلوى بنظرة ضيقة ورفعت كوب النسكافيه