رواية حكمت وحسم الامر (كاملة من الفصل الاول حتى الفصل الاخير)بقلم الهام رفعت
المهم اللي جيت علشانه ومحدش يحس بحاجة .
نظرت لها مارية بجهل ثم نظرت ليد والدتها التي تخرج شيئا ما من طيات ملابسها مدت فريدة يدها بزجاجة صغيرة رمقتها مارية بحيرة .
وضحت لها فريدة بمكر
دا سم خليه معاكي .
شهقت مارية پخوف وانتفض جسدها فحدجتها فريدة
هتفت فريدة بنبرة قاسېة خفيضة
انتي خاېفة عليه ولا أيه مش دا قاټل أبوكي .
حركت رأسها عدة مرات نافية ردت بتردد
مش قصدي كدة انا خاېفة يشكوا فيا ومعرفش انفذ اللي بتقولي عليه .
دنت منها لتهمس پحقد
كل اللي عليكي تمثلي عليه أنك نسيتي علشان يرتاحلك وبعد كدة تحطيله السم في الأكل علشان ياكل وهو مطمن بس الأكل يكون في اوضتكوا هنا بعيد عن الكل .
وأوعي يلمسك ولا يطول شعرة واحدة منك .
اومأت مارية رأسها بطاعة لتبتسم فريدة باطراء ربتت على كتفها وهي تردد بمدح
كدة انتي بنتي حبيبتي وبنت ابوكي .
ودت مارية لو سألتها عن مصيرها الذي لم تتخذه في حسبانها ولكنها لم تكترث لذلك وان كان مصيرها المۏت فلما ستبقي هي الأخرى فعلى الأقل سترحم مما حولها في عالم ماټ فيه أعز ما لديها فلما النواح الآن وارتضت بالقادم ...
تم عقد قرانهم من قبل الطرفين تعالت بعدها الأعيرة الڼارية لتصبح من الآن عروسه جلست مارية في غرفتها كما هي رافضة ارتداء ثوب زفافها التي أبت ارتداءه ومكثت في الغرفة كما هي تنتظر جابت الغرفة ببصرها تتأمل لونها المحبب لها والفرش الحديث كأنها تجهزت خصيصا من أجلها تنهدت بضيق وتجاهلت ما حولها فطالما حلمت باليوم هذا وما حدث جعلها تأبى حتى التفكير في القادم بل
ولج عمار غرفتهم والتفتت له وهي تضطرب من الداخل وتعالت نبضات قلبها تكاد تسمعها اوصد الغرفة من
خلفه ليتحرك ناحيتها وهو يتأملها بحب متناسي منه تنفست مارية بهدوء والزمت نفسها بتنفيذ ما قالته والدتها بأن تتناسى أمامه ما حدث ليرتاح لها وتتلاعب به بطريقتها كونه لا يهتم بما اقترفه زيفت مارية ابتسامة ودنت منه قائلة برقة
طيب مش هناكل الأول .
اتسعت ابتسامة عمار وهتف بعدم تصديق
يعني هننسى خلاص كل اللي حصل ونبدأ من جديد .
تابعت بخجل زائف
علشان انا عندي ظروف وكدة .
ثم نكست رأسها بخجل مصطنع نظر لها عمار وهو يتأفف هتف بامتعاض وهو يتحرك تجاه المرحاض
مش عايز آكل هغير وأنام .
ثم توجه للمرحاض وولج وسط نظراتها الغاضبة والمغلولة منه حدثت مارية نفسها بوعيد مهلك
ولسه يا عمار اللعب في الاول
معه كل ذلك القته خلف ظهرها حين تخيلت والدها أمامها ويتطلع عليها بازدراء بلوم بخيبة أمل ثم دفعته پعنف بعيدا عنها لم يستغرب عمار تغيرها كونها لم تتعود عليها وسلط انظاره عليها سألها بمعنى
احنا مش اتفقنا ننسي كل حاجة رجعتي تاني في كلامك هتنسي حبنا .
أهلا يا ست الكل اتفضلي .
اعتدلت مارية لتهندم نفسها وترجع شعرها المبعثر للخلف ولجت راوية الغرفة لتسقط انظارها عليها ابتسمت في نفسها حين وجدتها على الفراش بحالتها تلك وادركت أنها أتت في وقت غير مناسب نظرت لابنها وابتسمت له برضى ابتسم لها عمار بتصنع امرت راوية الخادمة
دخلي الأكل علشان
العرسان ياكلوا لوحدهم .
رد عمار بتردد
مكنش ليه لزوم يا
أمي احنا كنا هننزل كمان شوية .
ردت راوية بنبرة محبوبة وهي تنظر لمارية التي ترتجف من الداخل وتختطف الأنظار لعمار بتوجس
علشان العروسة تاخد راحتها وعلى ما تتعود علينا .
التوى فمه بابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى زوجته بحسرة ابتلعت مارية ريقها وادركت أنها في خوض حرب شرسة في هذا المكان وانتقامها سيتطلب منها حنكة بالغة في تدبير مخطط مدروس لتنفيذه كل ذلك التفكير كان من وراء قلبها حيث سيطر عقلها وبدأ هو مجاراة الأمور.....
اخذت فريدة الغرفة ذهابا وإيابا وهي تنتظر أن تسمع خبر مۏته المؤكد من فؤاد الذي ذهب ليتفقد الأجواء في الخارج زفرت بقوة وارتمت جالسة على المقعد وهي ټضرب فخذها پعنف هتفت بأنفاس غاضبة
يا ترى يا فؤاد أتأخرت كدة ليه نفسي تطمني .
ثم انتبهت لمن يدخل عليها غرفة الضيوف على الفور نهضت لتقابله بلهفة جلية تقدم فؤاد لتمسك ذراعه وتسأله بشغف
طمني يا فؤاد حصل خلاص .
ربت على يدها الممسكة به وتنهد ثم رد عليها بتردد
لا يا عمتي ما حصلش انا بنفسي شوفته وهو راكب عربيته.
اغتاظت فريدة وبدا عليها الڠضب زفرت بقوة ليهدئها فؤاد بمفهوم
تلاقيها معرفتش يا عمتي اهدي انتي كدة ومتستعجليش وأن شاء الله هتسمعي خبره .
تنهدت فريدة بانزعاج هتفت بشراسة
آه لو منفذتش اللي قولتلها عليه وصعب عليها وقتها هخلص منه ومنها بإيديا دول ومش هيهمني حد لو ھموت فيها .
ادرك فؤاد ضيقها ونظر لها بتفهم قال بتأكيد
مارية بتحب ابوها وحبها ليه
عليها فطن فؤاد حالتها ولذلك قال بنبرة متعقلة
أنا عايزك تهدي يا عمتي أنا بس عاوز حد يروحلها يتكلم معاها ويفهمها تعمل ايه وتنفذ امتى علشان نقدر نساعدها تهرب من عندهم قبل ما حد يأذيها .
اومأت برأسها وهي تتفق معه سألت بتفكير
طيب يا تري مين اللي هيروح عندها ويقولها على الكلام ده علشان تاخد بالها آخر مرة روحت هناك مقدرتش اقعد في المكان اللي عايش فيه قاټل جوزي .
فكر فؤاد في المسألة المعقدة ليهديه تفكير بعد وقت قليل هتف فؤاد بحماس
ايه رأيك في اسماء طول عمرها هي ومارية اصحاب وعادي لو دخلت هناك محدش هيشك فيها علشان هي من الخدامين وهيفتكروا أنها جتلها علشان تخدمها .
مدحت فريدة فكرته حين هتفت باطراء بائن
بتفكر صح يا فؤاد هي اسماء ومافيش غيرها وهي ما هتصدق نطلب منها طلب زي ده دي مستعدة تخدمنا بعنيها .
قال فؤاد بنبرة جادة وهو يستعد بالذهاب
أنا بنفسي اللي هكلمها وهفهمها تعمل ايه ....
اخص عليك يا سي فؤاد مش تكح قبل ما تدخل .
ارتبك فؤاد وانتبه لنفسه قال بتوتر
انا جيت علشان عاوزك في موضوع.
نظرت له بخبث وهي ترى ارتباكه بينما قال هو بتردد عندما اشاح بوجهه عنها
اعدلي بس هدومك ميصحش تقفي قدامي كدة .
لوت شفتيها وهي ترمقه بنظرات جريئة تجاهلت ما قاله لتدنو منه بخطوات متمايعة جعلته ينظر لها بتوتر وقفت امامه وقالت هي بدلال البكه
قولي عاوز ايه وانا عمري ما هرفضلك طلب انا تحت امرك في أي حاجة .
ثم صمتت لتنظر له بمكر زادت سعادة اسماء
اسماء وتراجعت للخلف نظر لها پغضب بعكس ما بداخله وما شعر به هتف بحدة متذبذبة
ماتلمي نفسك يا بت انتي انت ازاي جاتلك الجرأة تعملي كدة أما انتي صحيح قليلة الرباية .
ابتلعت اسماء ريقها برهبة وتوجست منه بينما استطرد بغيظ
وازاي عيلة لسة في سنك تتكلم بالطريقة دي معايا انا لو كنت اتجوزت كنت خلفت قدك .
امتلأت الدموع في عينيها لتنظر له بحزن هندمت ملابسها وسترت نفسها فتابع هو بجدية
أنا جاي علشان تسمعيني كويس في اللي هقولهولك واياكي تغلطي غلطة واحدة ومتنفذيش.....!!
بعد أيام قليلة على مائدة الطعام التمت العائلة كعادتهم في قصر سلطان كان سلطان يتحدث مع عمار بشأن زواجه وأنه غير راض بالمرة لتلك الزيجة العدائية وأن نتائجها ستصبح أسوأ انزعج عمار من تحكمات والده كونه تزوج منها تأفف من الداخل وهو يستمع لحديثه بأنها سوف ټنتقم لوالدها وعليه أخذ الحذر منها اضطر عمار للإمتثال لرغبته فقط حتى يطمأنه من الموضوع وتمنى في نفسه ألا يفتحه مرة أخرى نظرت له والدته راوية بنظرات محببة قالت مؤكدة حديث والده
أبوك عنده حق يا عمار لازم تاخد بالك يا حبيبي حتى لو هي بتحبك ممكن اهلها يجبروها ټنتقم وانت ابننا الوحيد في وسط اخواتك البنات اللي اتجوزوا عايزة افرحك بيك يا ابني واشوف عيالك بس مع مارية مش حاسة انها
هتحقق اللي بحلم بيه ده .
كانت راوية تتحدث بحسرة وحزن
تأملها عمار بنظرات كأنه تفهم ما يزمعون له كاد ان يتحدث ولكنه توقف ليتفاجىء بها تهبط الدرج وهي في كامل زينتها وجمالها الذي سحره هبطت مارية الدرج لتسير نحوهم بخيلاء تسلطت انظار الجميع عليها إلا سلطان حيث كانت قادمة من خلفه وهو جالس على مقعده توقف عن تناول الطعام ليتأهب لقدومها دنت مارية منهم لتقف بجانب عمار تريد معرفة أين ستجلس وهي تمرر انظارها عليهم تطلع عليها سلطان بنظرات مطولة نظرت له مارية بهدوء بعكس خۏفها من تعابيره القاسېة هتف سلطان بمغزى
سامحينا يا عروسة ابني اصل مكناش عاملين حسابك في وسطنا .
كتمت مارية انزعاجها ووجهت بصرها لعمار الذي ارتبك من الموقف نهض من مقعده ليقول بتردد لأحدى الخادمات
هاتي كرسي جمبي هنا بسرعة .
نظر لوالده وتابع باكتهاء
دا بعد اذنك يا حاج .
اومأ سلطان رأسه بخفة ليوافق على ما يفعله جاءت احدى الخادمات بالمقعد لتجلس عليه مارية وهي تشعر بالرهبة كونها في وسطهم كانت نظرات الجميع فقط هي من تتحدث ولم يقدر احد حتى على التفوه بكلمة فلسلطان الأمر والنهي بدأوا في تناول الطعام في صمت كان عمار ېختلس
لها النظرات وكانت مارية تتجاهله تماما فكبت انزعاجه منها وانتظر الأختلاء بها في غرفتهم فلن يمر الليلة إلا وهي زوجته فعليا ..
بعد وقت ليس بقليل انتهى الجميع من تناول الطعام لينهض سلطان بعدها هتف بنبرة قاسېة
هاتيلي قهوتي فوق يا حاجة علشان هنام بدري .
نهضت راوية لتطيعه بحماس
تحت امرك يا حاج ثواني وتكون عندك .
ابتسم لها بلطف ثم استدار ليصعد للأعلى ما أن تركهم حتى هم الجميع بمغادرة مائدة الطعام حيث كان عليها اخويه فوزي وسالم وابناءه وزوجاتهم وابنة سلطان الصغرى منى وزوجها وابناءها لأنها تعيش بالقصر بعدما تزوجت من ابن عمها عيسى لم يتبق سوى عمار ومارية على الطاولة والخدم من حولهم يلملمون الاطباق في صمت جاءت مارية تنهض من مقعدها فأمسك ساعدها ليوقفها وقفت مارية وهو ممسك بساعدها ونظرت له ببرود نهض عمار هو الآخر ليقول بجدية شديدة
لازم نتكلم دلوقتي .
هتفت بتأفف زائف وهي تقصي يده
أنا عاوزة اتمشى في الجنينة شوية بعدين نبقى نتكلم .
سيطر على انزعاجه ليهمس لها بامتعاض
تعالي معايا بالذوق بدل ما افرج الخدامين عليكي .
اندهشت مارية من نبرته الجديدة معها رمقها عمار بنظرات قوية جعلتها تمتثل له اومأت برأسها لتصعد