روايه الشيطان شاهين(الجزء الثاني كامل ) بقلم ياسمين عزيز
انا و إنت... نور باندفاعلا لا....بيتي أقصد بيتي . محمد ضاحكا طب إهدي و إنت بقيتي شبه الفرولاية...و لعلمك بقى إنت لازم تتعودي عشان داه حيكون النظام من هنا و رايح.... و مفيش مرواح النهاردة إحنا إتفقنا حنقضي النهار مع بعض و إلا إنت غيرتي رأيك... نور بارتباك طيب خليني أقوم اكمل تمرين. محمد بنفي و هو يقف من مكانه حاملا إياها بين ذراعيه إيه داه هو إنت وزنك كام نور مش عارفة يمكن خمسين..اااه قڈفها محمد قليلا للأعلى ثم عاد ليتلقفها من جديد مقهقها على صړاخها و مظهرها الخائڤ قائلا بمزاح قصدك خمسة كيلو... بس معاكي حق إنت مش محتاجة رياضة إنت محتاجة شوية دلع و.....نور إحنا لازم نتجوز . توسعت عينا نور بدهشة مما سمعته الان و هي تتفرس ملامح محمد التي تغيرت فجأة فمنذ قليل كان يمرح لكنه في لحظة واحدة تحول ليصبح شخصا آخر... أنزلها ليقفا متقابلين أمام النافذة ليمسك كتفيها بيديه الاثنين موجها إياها نحوه حتى تنظر داخل عينيه مكملا بتصميم آخر الأسبوع داه....و لو مش عايزة يبقى الأحسن كل واحد فينا يروح لحاله.... البارت الحادي عشر الجزء الثاني بعد ثلاثة أيام..... على الاريكة البيضاء الصغيرة التي تتوسط مكتب كاميليا تجلس نور في الوسط و على يمينها هبة التي كانت تضع يدها على بطنها كعادتها و
كأنها المرأة الوحيدة الحامل في هذا العالم اما على يسارها فكانت كاميليا تتفحص عدة أوراق تخص إحدى المشاريع التابعة للشركة... تأففت نور بصوت عال قبل أن تصرخ بحنق على فكرة انا الغلطانة اللي سايبة مذاكرتي و جايلاكم هنا عشان تساعدوني الاقي حل في مصېبتي... اتاريكم إنتوا في حد ذاتكوا أكبر مصېبة... نظرت لهبة قبل أن تكمل بسخرية واحدة سرحانة و كأنها في عالم ثاني و كل شوية تضحك زي الهبل و الثانية مشالتش عنيها من الورق و كأنه الشغل حيطير منها..... قهقهت هبة على كلام نور الساخر قبل أن تجيبها و لما انا هبلة عاوزة تاخذي رأيي ليه يا ست العاقلين.... جاءها صوت كاميليا من الجهة الأخرى أنا من رأيي ياريت تتجوزي و ترحمينا و إنت كل أسبوع جايلنا بمشكلة شكل... شهقت نور متصنعة الحزن قصدك إن انا بتاعة مشاكل....ماشي يا كوكي متشكرة. كاميليا بابتسامة صفراء you welcome ياحبيبتي . هبة بموافقة أيوا معاكي حق...يتجوزوا أحسن على الاقل نغير جو انا بقالي كثير محضرتش فرح. كاميليا و انا كمان...الله الولاد حيفرحوا اوي. هبة بفرححيكون اول فرح أحضره وانا حامل . بس بقى كفاية إنت و هي...نهاركوا أسود و مخطط بالاسود.... بقى عاوزيني اتجوز عشان تتبسطوا إنتوا و أولادكم.... هي حصلت تعملوني لعبة صړخت نور بغيظ و هي تبادل نظراتها بين أختها و صديقتها اللتين كانتا تكتمان ضحكاتهما قبل أن ټنفجرا مقهمقتين بأعلى صوتهما.... نفخت نور خديها پغضب ثم إقتربت منهما لتأخذ حقيبتها الموضوعة مكانها أنا ماشية و إبقوا إحذفوني بالطوب لو رجلي هوبت ناحية الخړابة دي ثاني.... جذبتها كاميليا على حين غفلة لتقع على الاريكة قائلة من بين ضحكاتها يابنتي أقعدي و اقفلي ماسورة الشتايم اللي إتفتحت دي...إحنا كنا بنهزر معاكي بس... نور بتهكمشايفاني أسيل بنتك عشان تهزري معايا... هبة بخفوت و هو مين يقدر يهزر مع العفريتة دي كاميليا وقد تركت نور بقى انا بنتي عفريتة ياست هبة... هبة بتأسف مزيف متزعليش مني بس دي حقيقة الكل عارف... كاميليا و هي تلوي شفتيها بعدم رضا عفريتة عفريتة... بس قمر... طالعة لماماتها حبيبة قلبي إبقي توحمي عليها . هبة لا دي شبه باباها و فادي...آسر هو اللي شبهك حتى عينيه نفس لون عنيكي... إنحنت نور للأمام واضعة رأسها بين كفيها مستندة على فخذيها لما تكملوا حصة الشبه دي قولولي عشان انا نسيت انا أصلا جاية هنا ليه قاطع جلستهم دلوف شاهين للمكتب بهيئته الساحرة و عطره النفاذ الذي يسبقه لتجفل نور پخوف و تتراجع بجسدها إلى الوراء متحاشية النظر إليه... إبتسم شاهين حالما رأى ملامح حبيبته السعيدة ليشير إليها أن تأتي نحوه.... ثم إنتبه لوجود هبة نور ليضحك في داخله على نفسه على هذه العادة السيئة التي إكتسبها ...فهو عندما تكون كاميليا في مكان ما عيناه لاترى سواها و كأنها الوحيدة الموجودة.. صباح الخير يا بنات... هبة صباح النور... بينما تجاهلته نور و لم ترد عليه مدعية الانشغال بحقيبتها... إقتربت منه كاميليا مضيقة حاجبيها بتساؤل عما يريده لكنه فاجأها بأن أحاط كتفيها بذراعه ليحثها على الخروج قائلا أستأذنكوا شوية عشان عاوز كاميليا في كلمتين... خرج بعدها مباشرة دون أن ينتظر إجابتهما ليجد كاميليا تنظره أمام باب المكتب... هي نور مالها متضايقة همهم شاهين بتفكير و هو يسير بها نحو مكتبه فهو طبعا لم تفته نظرات نور الحادة نحوه رغم انه لم ينظر إليها سوى لثوان معدودة.... هزت كاميليا كتفيها بعدم فهم و هي تدلف داخل المصعد قائلة أصلي رخمت عليها شوية أنا و هبة... بصراحة كثير مش شوية عشان كده زعلت. دلف وراءها ثم قام بالضغط على ازرار المصعد إلتفت مجددا نحو كاميليا التي كانت تثرثر دون توقف اصل محمد عاوز يعمل حفل الجواز آخر الأسبوع داه يعني بعد بكرة يا إما توافق يا إما كل واحد فيهم يروح لحاله. شاهين بدهشةإيه بعد بكرة بس ليه الاستعجال داه كله . حدقت فيه كاميليا قليلا قبل أن تجيبه بسخرية ليه هو أول و إلا آخر واحد يقرر يعمل فرحه على غفلة. شاهين بخبث وقد فهم مقصدها قلبك ابيض يا كوكي بس محمد عرف يلعبها صح..... كاميليا زيك بالضبط...هو بيعيد اللي إنت عملته بس بطريقة ثانية.... جواز بالاجبار. فتح باب المصعد لتخرج كاميليا تاركة شاهين مصډوما من كلامها... زفر بحنق قبل أن يتبعها نحو مكتبه.... تجاهلت كاميليا ترحيب السكرتيرة بها لتندفع نحو المكتب لكنها فوجئت بالأحرى توقفها قائلة شاهين بيه مش هنا حضرته خرج من.... توقفت بعد أن وجدت كاميليا تتوقف عن فتح المكتب و تعود نحوها...تفحصت ملابس السكرتيرة بتمعن قميص أبيض ضيق جدا يبرز تفاصيل جسدها و بالطبع تنورة قصيرة سوداء هذا ماخمنته كاميليا فهي لم تكن ظاهرة لها بالكامل فقط
جزءها العلوي أما وجهها فكان عبارة عن لوحة زيتية احمر شفاه صارخ و عدستين باللون الأزرق و وو ... وصل شاهين ليجدها مازالت تتفحص السكرتيرة و الأخرى واقفة أمامها لا تدري ماذا تفعل حمحم ليجلب إنتباهها لكن دون فائدة.... أشار لداليا لتخرج لترافقها عينا كاميليا الغاضبتين إلتفتت نحوه بعد أن غابت الأخرى عن أنظارها قائلة بحنق دي بتشتغل سكرتيرة في شركة و إلا في كباريه إكتفى شاهين بالصمت محدقا فيها لتكمل حديثها بعد أن ثارت ثائرتها أكيد عجباك عشان كده ساكت و مخليها..... جاوب ساكت ليه طبعا مفيش حاجة تقولها عشان عندي حق لاقيني ساكتة و مش بتكلم فقلت خلاص تعمل اللي تعمله. فرك شاهين ذقنه مخفيا ضحكته التي تكاد تفضحه في اي لحظة هامسا بخفوت شكلها حتولع.... كاميليا بحدة قبل ان تتجه نحو الخارج لتعود لمكتبها نكمل كلامنا في البيت و لو سمحت متجيش ورايا عشان انا عفاريت الدنيا بتنطط قدامي و كنت ماسكة نفسي بالعافية قدام نور.. بس حبيت اقلك إني حكلم محمد بنفسي و أفهمه إن اللي بيعمله مينفعش و لو عاوز يمشي خليه يمشي نور أختي الف واحد يتمناها الدنيا مش حتقف عليه يعني.... أنا مستحيل أخلي اللي حصل معايا زمان يحصل مع أختي مرة ثانية..... عن إذنك . عند نور و هبة...... نور بهدوء فهمتي بقى انا ليه مش عاوزة اتجوز من أساسه.. هبة پصدمة يعني إنت كنتي عارفة كل حاجة حصلت مع كامي و ساكتة نور بحزن و كنتي عاوزاني أعمل إيه كاميليا لو عرفت إن انا عرفت حتزعل أكثر هي فضلت كل السنين دي ساكتة و كاتمة في قلبها عشان متحسسناش بالذنب... ماهي في الأول و الاخر إتجوزت شاهين عشاننا.. . هبة و هي تمسك بكف نور لمساندتهابس إنت غلطانة يا نور محمد غير شاهين بيه خالص.... مفيش أي وجه مقارنة بينهم....و كمان شاهين بيه تغير اوي داه بقى بيتنفس كاميليا... لما تجوزوا مكانش بيحبها و.... نور بمقاطعةيعني عشان مش بيحبها يقوم يعمل فيها كده داه حيوان مش بني آدم اصلا.... هبة بخفوت يابنتي وطي صوتك في كاميرات هنا...بقلك إيه من الاخر محمد بيحبك اوي و هو عمل كده عشان إنت بصراحة و متزعليش مني حجر... لوح ثلج متنقل....و مينفعش معاكي غير كده... نور بحنق اوووف ليه مفيش حد عاوز يفهمني.... هبة بخبثطب لما إنت مش عاوزاه سيبيه يعني هو بصراحة ارحم من شاهين بيه بكثير عشان زمان هدد كاميليا لو ماوافقتش تتجوزه حيأذيكم لكن محمد عداه العيب...هو خيرك ياتتجوزوا يا إما كل واحد فيكم يروح لحاله و بصراحة انا شايفك إن معاه حق.... الراجل مش عاوز يضيع وقته أكثر كفاية صابر عليكي بقاله سنه.... نور دلوقتي بقيت انا الشريرة في الحكاية.... هبة بتفكير طب إنت عاوزة إيه من الآخر عاوزة تتجوزي و إلا تفركشي... نور بتنهيدة مش عارفة بصراحة انا ساعات بقول ياريتني ماقابلت محمد و لا عرفته.... قاطتها هبة بلهفة يبقى بتحبيه.. نور بنفيحب إيه إنت كمان... انا عمري ماحبيت في حياتي... انا وافقت عليه عشان بيحبني و قبل بيا رغم إني اقل من مستواه بكثير...و كمان خاېفة ملاقيش حد غيره في أخلاقه و رجولته و متنسيش إن ماما بتحبه اوي.... دي ضړبتني لما قلتلها إني عاوزة أتطلق.... هبة طب حتعملي إيه... حسب كلامك هو إداكي مهلة لغاية النهاردة بالليل... نور و هي تتراجع بجسدها على الاريكة أيوا هبة إنت مشكلتك إنك مش عارفة إنت عاوزة إيه.. للأسف لو كنتي بتحبي محمد ربع حبه ليكي كنتي إنت بنفسك بتطلبي منه إنكوا تتجوزوا...نور إنت ليه مش عاوزة تتخلي عن الفكرة اللي زرعتيها في دماغك فجأة دي...يا بنتي إفهمي محمد مش زي شاهين.... طب اقلك على حاجة انا إتجوزت عمر بعد جواز كاميليا بشهور قليلة و رغم إني عرفت بعدها بكل اللي حصل معاها بس عمري ماقارنت بين حياتها و حياتي...و لا شفت عمر زي صاحبه أبدا و إنت كمان لازم تعملي زيي عشان متتعبيش.... إنت لو فضلتي كده حتتعبي اوي و