روايه الشيطان شاهين(الجزء الثاني كامل ) بقلم ياسمين عزيز
كتمت آهة مټألمة لتعوضها بابتسامة بلهاءقلب و عيون كاميليا..... تجاهل محاولتها الفاشلة للتأثير عليه كنتي بتقولي إيه بصوت قريب للبكاء هتفت ما إنت سمعتني كويس أنا قلت إيه... انا مكانش قصدي بس الولاد حيجننوني.... رفع حاجبيه بمعنى عدم إقتناعه بحجتها رغم نداء قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه تعاطفا معها لكنه بدل ذلك تصنع الحدة مش عاجبك جوازك مني يا هانم طيب الظاهر وحشك العقاپ اصلي بقالي مدة مدلعك..... أنهى كلامه و هو يقف من مكانه ليحملها متجها للأعلى نحو غرفتهما لتتعلق كاميليا بعنقه و هي تحاول في كل خطوة تهدأته و إثناءه عن عقابها بكلماتها الرقيقة حبيبي و الله آسفة مكانش قصدي...ما إنت عارفني هبلة و لما بفقد أعصابي بقول أي كلام.... عشان خاطري آخر مرة.... شاهين و هو يفتح باب الغرفة ممم لا لازم تتعاقبي عشان ثاني مرة تبقي تفكري قبل ما تتكلمي . أنزلها لتبتعد عنه مهرولة لآخر الغرفة قائلة برجاءعشان خاطري و الله مكانش قصدي..... قاطعها و هو يعيد كلامها الذي تفوهت به كان يوم اسود... ها.... كاميليا بنفي و هي تمسد أسفل ظهرها لالالا كان بامبي... أخضر فستقي.. أي لون عاجبك المهم العقاپ لا... اصل إيدك ثقيلة و بتعلم.. اااه صړخت عندما وثب أمامها فجأة ليمسكها بسهولة و قد إتسعت إبتسامته الشامتة لتصرخ هي و تدفعه پجنون للتخلص منه قائلة بصوت باكيو الله محاسمحك المرة دي لو ضړبتني... ضمھا نحوه بقوة لتغوض داخل جسده لتخمد حركتها مثبتا رأسها بيده بعد أن تأكد من هدوئها همس في اذنها بصوت لين إهدي مش حعمل حاجة كنت بهزر معاكي بس...و بعدين مش بيقولوا ضړب الحبيب و إلا خلاص مبقتش حبيب.. شعر بارتعاش جسدها ليعلم انها تبكي ليتنهد بنفاذ صبر و هو يجذبها برفق لتسير معه و يجلسا معا على حافة السرير... حاولت دفعه عنها دون فائدة ليحاوط هو وجهها بكفيه لاتتوقف عن المقاومة مد انامله ليزيح دموعها برفق قبل أن يهتف بنبرة حنونة و كأنه ليس هو نفسه من كان يتحدث منذ قليل إنت اللي قلب..... و عيون... و روح.... شاهين و..... دنيته... كلها... متعيطيش..خلاص.. حقك... عليا كان يقبل كل ما طاله من وجهها بعد كل كلمة يقولها..عضت بقوة مانعة اي دموع أخرى من النزول...محاولة السيطرة على مشاعرها التي تكاد تفضح تأثرها بكل كلمة ينطق بها....لتقول بدل ذلك لا إنت كنت عاوز تعاقبني..... صدرت منه ضحكة خافته قبل أن يجيبها طب بذمتك ينفع الكلام اللي قلتيه و قدام الولاد يقولوا علينا إيه و خصوصا فادي....داه بقى كبير و بيفهم. كاميليا بنبرة متعثرة كنت زعلانة منهم... شاهين و هو يلاعب ذقنها بابهامه بطلي تجبريهم ياكلوا خضار مسلوقة..طعمها وحش جدا إتفقنا . حاضر... غمغمت كاميليا بطاعة و قد بدت مغيبة و كأنها في عالم آخر لا تستطيع مقاومته ليبتسم هو بسعادة ماكرة لنجاحه في كل مرة في السيطرة عليها و تمكنه بسهولة تامة من قلب حالتها كليا .... أمام كلية الطب... يجلس محمد في سيارته منذ حوالي نصف ساعة ينتظر خروج نور ليقلها إلى المنزل كما يفعل يوميا... نظر إلى ساعته للمرة العاشرة قبل أن يزفر بملل.. يقسم انه سينفجر يوما ما من شدة غضبه من أفعالها الطفولية المتهورة فكيف لا و هي تكاد تفقد صوابه في كل مرة منذ أن خطبها او بالأحرى منذ أن عقد قرانه عليها أي منذ سنة و بضعة أشهر بعد أن إستطاع كسب الجميع بصفه للضغط عليها لتمتثل نور رغما عنها لإلحاح كاميليا و والدتها عليها حتى تقبل به ليتحقق بذلك حلمه بها منذ أول يوم رآها فيه. هدأت ملامحه الثائرة فور ان لمحها تقترب من السيارة بخطى هادئة بعد أن أشارت لصديقتها تودعها.. فتحت الباب لتركب بجانبه بعد أن ألقت عليه التحية بنبرة مختصرة أهلا. هز حاجبيه بعدم رضا من برودها معه رغم أنه تعود عليها و على طبعها الجاف ليجيبها ببرود مماثل أهلا... قاد السيارة بملامح متجهمة بينما إنشغلت هي بهاتفها
تقلبه باهتمام غير مبالية باللذي يجلس بجانبها ينتظر ان تعبره بكلمة واحدة.... تنحنح محمد بعد أن يئس من حديثها ليسألها إيه رأيك نتغدى سوى... في مطعم فاتح جديد و أكله تحفة مش بعيد من هنا... قاطعته ببرود تخفي ضيقها لا انا وعدت ماما حتغدى معاها.. زمانها مستنياني هي و كريم...... لوى ثغره بتهكم و كأنه كان متوقعا لإجابتهاكالعادة بتتهربي انا مش عارف لحد إمتى حتفضلي كده . فتحت نور حقيبتها لتخفي بداخلها هاتفها و هي تجيبه في نفس الوقت مفيش داعي للكلام داه.. إحنا في كل مرة بنفتح فيها الموضوع داه بتنتهي بخناقة خلينا كده احسن. محمد أحسن.... احسن في إيه ها إحنا كلنا كده على بعضنا مش زي أي طبيعين و لا كإننا مخطوبين بقالنا سنة بتكلميني بالعافية و لا مرة قبلتي نخرج نتفسح و إلا نقعد مع بعض نتكلم و لا نتغدى.... رافضة أي تواصل بينا لحد إمتي حتفضلي كده . نور بضيق إنت عارف كل حاجة على فكرة فمفيش داعي لكل العصبية دي...انا كده و مش حيتغير و لو حضرتك مش عاجبك الحال براحتك...كل واحد يروح لحاله و نفضيها سيرة اصلي بصراحة زهقت . مرر نظره بينها بين الطريق متفرسا ملامح وجهها البريئة التي يهيم بها عشقا ليزفر بقلة حيلة... مهما فعلت و قالت لم يستطيع التفريط فيها بعد ان ټعذب في الحصول عليها. إنت ليه كده...هاين عليكي قلبي عشان توجعيه بالطريقة دي.... إنت لو تعرفي أنا بحبك قد إيه مكنتش قلتي كده. غمغم بمرارة و عجز مكملا بقالي سنين يشحت منك شوية حب و إهتمام... دست على كرامتي أكثر من مرة و بتجاهل كلامك و معاملتك الباردة ليا كل داه عشان لييييه... قوليلي ليييه. صړخ بقوة و هو يضرب مقود. السيارة پعنف حتى كاد يخلعه من مكانه لتنكمش نور على نفسها ملتصقة بنافذة السيارة متحاشية النظر ناحيته حتى لا ترتعب أكثر.... فمحمد منظره مخيف و هو هادئ فكيف سيكون عندما يغضب.. عضت عدة مرات محاولة التفوه بأي كلمة تهدأ بها غضبه لكنها فشلت لتهتف في الاخير بتأتأة مح.... مد إهدأ....إنت بتسوق. و كأنها بكلماتها تلك زادت من لهيب ناره التي تشتعل داخله منها ليهدر بصياح خاېفة على نفسك....كالعادة كل اللي يهمك نفسك و بس.... مش هامك انا اۏلع بغاز انا و قلبي و مشاعري.... يا ريتني ما كنت قابلتك و لا شفتك و لا قلبي تعلق بيكي.... يا ريتني ماحبيتك يا نور...مكنتش ذليت نفسي لحتة عيلة عشان تلعب بيا... قطع كلامه و هو يوقف السيارة بهدوء ليسند رأسه على الكرسي مستنشقا الهواء بقوة عدة مرات...ليهدأ من نفسه حتى لا يقوم بشيئ متهور يندم عليه لاحقا. تكلمت نور بصوت منخفض طيب خلينا ننزل نتغدا و بعدين نكمل كلامنا. صدرت منه ضحكة ساخرة عقبها قوله كثر خيرك...البرنسس تنازلت المرة دي و قبلت تتغدا معايا.... اجابته بهدوء محمد ملوش لزوم الكلام داه إنت عارف إن أنا و إنت حكايتنا من الاول كانت غلط.... أنا كنت صريحة معاك ومخبيتش عليك حاجة من اول مرة كلمتني فيها.... قلتلك إني أنا مش بحبك و طلبت منك إنك تنساني و تدور على واحدة ثانية من مستواك و تليق بيك.. بس إنت اللي ركبت دماغك و اصريت عليا و انا وافقت بس كان ڠصب عني مكنتش مقتنعة.. ماما من جهة و كاميليا و جوزها من جهة ثانية حتى كريم....كلهم حتى إنت كنت كل اما اروح مكان الاقيك فيه حاصرتني من كل الجهات و تحت الضغط داه كله أنا سلمت ووافقت بس إنت كنت عارف يعني إنت دلوقتي ملكش حق تلومني على حاجة و انا كمان مش حجبرك تكمل معايا... إلتفت الآخر نحوها ليوليها كل إهتمامه مركزا على كل كلمة تقولها قبل أن. يتحدث طيب ممكن افهم ليه و متقوليليش شكلي عشان دي حجة عبيطة و مش داخلة دماغي...... اجابته و هي تحرك رأسها بنفي طبعا لا....مش داه السبب بس في أسباب كثيرة بتدل على إن حكايتنا غلط من الاول زي الفرق الاجتماعي الكبير جدا اللي بينا مثلا انا نور بنت سعيد محمود اللي شغال عامل في محل صغير و إنت محمد اللي من عيلة البحيري من أكبر واغنى العائلات في البلد... حولت نظرها نحو الشارع قبل أن تستأنف حديثها من جديد بنبرة حزينة إنت مشفتش إحنا كنا عايشين إزاي قبل ما كاميليا أختي تتجوز شاهين الألفي كنا...فقرا اوي مش لاقيين ناكل .. انا كنت بستلف هدومي من بنات الجيران لما يكون عندنا فرح او مناسبة...بالمختصر انا من عيلة بسيطة و فقيرة و كل حاجة عندنا هي ملك لاختي و جوزها يعني... محمد بعدم تصديق يعني إيه... يعني إيه يا نور إنت مچنونة انا مالي
و مال الكلام داه انا عاوزك إنت.... بحبك إنت حفهمك إزاي داه....و بعدين ما انا عارف و عيلتي كلها عارفة ها في حجة ثانية و إلا خلاص. بللت نور شفتيها قبل أن تنطق مدافعة عن رأيها دي مش حجج دي حقايق بكرة لما نتجوز حتفهم كويس أنا بتكلم عن إيه و ساعتها انا إللي حبقى خسرانة . تنهد بنفاذ صبر من عنادها و رأسها اليابس قائلا أنا لسه مستغرب من نفسي انا جايب طولة البال دي كلها منين....و بسمع كلامك الأهبل داه. نور پغضب كلامي مش هبل و إنت عارف داه كويس ... و الدليل اخوك اللي تجوز بنت عمك و طلقها بعد شهرين ...وكان بېخونها مع كل ست يقابلها و اهو بقاله ثلاث سنين لا حس و لا خبر رمى إبنه و مراته...اللي هي بنت عمه تقدر تقلي انا حيبقى مصيري إيه لو حضرتك تجوزتني و رميتيني زي ماعمل أخوك.... فغر محمد فاه پصدمة غير مصدق لما يسمعه منها لأول مرة...هل وصل بها التفكير لهذا الحد ان تظنه كأخيه أيهم إحتقنت الډماء في وجهه أكثر و قد شعر بأنه يكاد ينفجر في أي لحظة.... اعاد تشغيل سيارته من جديد متفاديا قول اي كلمة ليسير في طريقه من جديد.. يتبع بارت جديد و سنة جديدة يارب تكون سنة سعيدة علينا كلنا حبايبي في بنوتة إسمها روان مشكورة سألتني على الانستغرام إذا