رواية القاضي المتهم (كاملة جميع الفصول) بقلم سيلا وليد
اتهاماتها محاولا السيطرة على أعصابه فأردف
لو زي ما بتقولي كدا
كان زمان الحكومة قفلت مصانعه وسجنوه
زوت مابين حاجبيها قائلة بإستنكار
اومال هو فين دلوقتي مش مسجون سحبت نفسا قويا وتحدثت بهدوء
أنا عارفة انا بتكلم من غير دلائل بس اقنعني يامالك ماهو مفيش دخان من غير ڼار والراجل دا من زمان وأعماله كلها مشپوهة لو سمحت يامالك احنا مش محتاجين نكون في موقف شبهة ولا ندخل على ولادنا فلوس بدم الناس وبعدين هتوقف قدام صاحب عمرك ناسي هاني بيحاربه
ظل صامتا وكأنه يفكر بحديثها فتحدث بعد لحظات من الصمت قائلا
خلاص ياكوثر هبعد عن القضية حاضر وهكلم عز
كان يتمدد على الأريكة يغفو فوق ساقيها
وبعدين يامالك!
يعني هترفض القضية زي ماكوثر عايزة
سحب نفسا قويا وزفره ببطء معتدلا
معرفش شهيرة متردد ممكن كوثر بتقول الحق
استقطبت ملامحها وسألته بجدية
ايه ال بتقوله !! لا طبعا انا مش موافقة على كلامك دا ماكل مرة الراجل يتحبس ويخرج تاني
تنهد بصوت عالي ثم رفع عيناه يحاورها
تفتكري يكون اشاعات فعلا دنت منه تلمس على وجنتيه مرة وعلى خصلاته مرة ثم أردفت
دي فرصة عشان اسمك يكبر حبيبي سيبك من كلام كوثر انت تايه عنها طول عمرها بتاعة شعارات
حك ذقنه ونظر إليها بشرود
ربتت على كفيه قائلة
فكر في نفسك وبس وازاي تكسب القضية محدش بينفع حد حاليا
تفتكري ممكن اكسب القضية دي
نهضت وهي تناوله
الفواكه
طبعا هتكسبها هو انت شوية ولا إيه
جذبها بقوة يحاوطها ناظرا إليها بمكر
أكيد هكسبها ياحبي طول ماانت بتساعديني نهض وسحب كفيها
تعالي عشان أقولك ازاي هنكسب القضية
تعاقبت الأيام والشهور إلى أن جاء اليوم الذي قلبت حياة كوثر رأسا على عقب
ذات مساء كانت تجلس تلاعب أطفالها رهف الذي تبلغ من العمر عشر سنوات ومروان سنتين استمعت إلى رنين جرس الباب ولجت إليها العاملة
قطبت مابين جبينها متسائلة
مين دا !
اسمه هاني القاضي نهضت وهي تشير إلى إسدالها
طب هاتي الٱسدال وروحي شوفي يشرب إيه
خرجت بعد دقائق معدودة
اهلا استاذ هاني ڼصب عوده
أهلا مدام كوثر بحاول أتصل بيه مبيردش
فيه حاجة ولا إيه!تسائلت بها كوثر
يعني هو مش موجود البنت السكرتيرة قالت إنه في البيت بيحتفل مع مراته عشان القضية
قضية!! تسائلت بها كوثر امسك هاتفه وحاول الأتصال به
أيوة يافندم وصليني ضروري بالأستاذ مالك يابنتي محتاجه ضروري
أجابته السكرتيرة التي تجلس مع خطيبها
جحظت أعين كوثر وتسائلت بلسان ثقيل
هي قصدها مين حمحم هاني عندما وجد شحوب كوثر
أنا بسأل عن مالك المحلاوي!!
يااستاذ هاني الأستاذ مالك في بيته التاني ال حضرتك عارفه هو قالي لو حاجة ضرورية اعرفك
شهقت واضعة كفيها فوق متراجعة للخلف بحدقتين متسعتين تشعر وكأن أحدهم طعنها بآله حادة بصميم قلبها
مالك متجوز صحبتي!!أغلق هاني هاتفه وتوقف بصمت للحظات ولكن نظراتها المتوسلة له تريد تكذيب ما استمعت إليه
أنا مكنتش اعرف ياكوثر انا كنت جاي اعاتبه
تعاتبه!! تعاتبه على ايه ياعز!
لحظات من الصمت المقتول ثم رفع نظره قائلا
عايز اعرف ليه خان العيش والملح ال بينا وازاي اتغير واتحول لشخص انا معرفوش
تنهيدات مټألمة تخرج من بين شفتيها غير مستوعبة مايدور حولها فتسائلت بلسان ثقيل
ليه هو عمل ايه!
بعت ناس وسرقوا ورق القضية عشان يكسب قضية صفاء الزيني جوزك خان العيش والملح ياكوثر وانا مش هسامحه
قالها وتحرك للخارج نهضت تنادي على العاملة
خلي بالك من الولاد نص ساعة وراجعة
قامت بتغير ثيابها بحالة رثةفكان يرتعش تكذب كل مايؤل إليه عقلها
صديقتها وزوجها لا لا
استقلت سيارتها متجهة سريعا إلى شقة صديقتها
عند شهيرة ومالك
كانت تعد حفلة خاصة بمناسبة كسبه تلك القضية التي شجعته عليها وصلت كوثر وبأنامل مرتعشة ضغطت على جرس المنزل
استمعت إلى صوت الموسيقى بالداخل
بالداخل قبل قليل
لأكبر في القضية من بكرة هتلاقي مليون جنيه في حسابك حاوطت عنقه وتحدثت بدلال
حبيبي ياملوكتي كفاية وجودك جنبي جذبها بقوة ثم تحدث غامزا
ايه مش هتباركي لجوزك ياحبيبي
بتر حديثهم صوت رنين الجرس اتجهت إلى الباب جذبها بقوة
اټجننتي هتخرجي كدا أشارت على الباب قائلة
أكيد الدليفري ياحبيبي حاوطها بقوة قائلا
فتح الباب وعلى وجهه ابتسامة نظر بذهول للواقفة وعيناها تلتمع بالدموع
ارتجف وابتلع ريقه بصعوبة عندما شعر بسقوط قلبه بين اضلعه فتحدث بتقطع
كو ثر حاولت التظاهر بالقوة أمامه رغم شعورها باڼهيارها الداخلي دفعته ودلفت للداخل وهي تستمع الى صوت صديقتها
أنا غيرت الموسيقى ياحبيبي لازم أرقص وابسطك الليلة هو احنا كل يوم هنكسب قضية كدا
ورغم ظهورها بالقوة إلا أن الۏجع ارتسم على وجهها بعينين هالكتين وقلب فتت الۏجع أضلعه اقتربت قائلة بنبرة شجية
إنت أقرب صاحبة ليا ثم استدارت للذي يقف كأن فوق رأسه الطير
طب ليه!!
عملت ايه لدا كله نفسي اعرف قصرت معاك في إيه
حاولت السيطرة على عبراتها التي تساقطت رغما عنها هزت رأسها بحزن وۏجع بآن واحد
طلقني يامالك!! مايشرفنيش اكون على ذمة خائڼ زيك نجحت في تسديد هدف قاټل ثم تحركت بخطوات متعثرة تحاول أن تسيطر على ضعف قوتها الواهية أمامهما
تحرك مالك خلفها سريعا
كوثر!! وضعت كفيها أمامه
إياك تقرب سمعتني ولا أسمعك قالتها بأنفعال طال كل ذرة ثم رمقت صديقتها التي توقفت تطالعها بحزن
كوثر لازم تسمعينا لو سمحتي خرجت طفلتهما
ماما عايزة أشرب ارتجف بالكامل وهي تشير إلى ابنتهم التي تبدو أكبر من رهف
بنتكوا انت متجوزها قبلي يعني خدعتني اتجوزتني وانت متجوز طب ليه عملت فيك إيه
لم يعد لديها قوة فهناك شعور قاسې بداخلها يقترس روحها دون
رحمة استدارت تطالع البنت التي تشبست بأرجل والدتها
دمعة غادرة انبثقت من عينيها عندما شعرت بأن حياتها كانت كڈبة مع ذاك الذي أعطته قلبها وحياتها بالكامل
أمسك كتفيها
كوثر!!
شعرت بصاعقة بلمسته فتراجعت للخلف
ابعد إياك تقرب ابعتلي ورقة طلاقي وعيش مع مراتك وبنتك ثم رفعت نظرها لصديقتها
النهاردة اتأكدت إنك اكبر قلم في حياتي مبروك عليكي بس لو عرفتيني عمري ماكنت اقرب منه
جذبها مالك من كفيها
كوثر تعالي لازم نتكلم
صڤعة قوية على وجهه ثم صاحت بقلب فتتته الخېانة
إياك تلمسني ياخاين دنت منه ونظرت بنيران ڠضبها
لو راجل طلقني يامالك!!
قالتها ونزعت ذراعيها منه پغضب وتحركت سريعا للخارج
وصلت بعد قليل إلى منزلها مليئ بالثقوب والندوب من رجل بكل كيانها
اتجهت إلى أطفالها الذين ينعمون بنومهم
رفعت نظرها إلى مربية أطفالها التي تعتبرها كصديقة
حورية جهزي هدوم الولاد هنمشي من هنا
جلست بجوارها
مالك ياكوثر وايه الدموع دي!
شهقت پبكاء واڼهارت تماما
طلع بيخوني ياحورية تبدو بطعم العلقم قائلة
لازم نمشي مش طايقة المكان دا ياحورية لو سمحتي
استمعت إلى إغلاق باب منزلها علمت برجوعه أزالت عبراتها واتجهت الى غرفتها سريعا بعدما قالت لمربية اولادها
جهزي الولاد بسرعة وأنا هجهز حاجتي
ولج الى غرفتهما وجدها تجمع اشيائها
توقف أمامها يمسك كتفها
كوثر اسمعيني
تصلب وكأن خنجرا يدق بمنتصف قلبها أزاحت حزنها ووقفت بشموخها
طلقني دا ال عايزة اسمعه قالتها واتجهت تجمع أشيائها بالحقيبة
أنا هسيبك تهدي وبعد كدا نتكلم قالها وتحرك للخارج
هوت على فراشها وبكت بنشيج
عند مالك اتجه سريعا الى هاني ولج الى مكتبه بنيران
مين ال عرف كوثر اني متجوز توقف هاني يضع كفيه بجيب بنطاله وابتسامة سخرية على وجهه
كان لازم اعرف ال يخون مراته يخون صديق