رواية غاليتي موسي (كاملة جميع الفصول) بقلم فريدة الحلواني
تعود الي طبيعتها قليلا ولكن الحزن هو السمه السائده بين ارجاء سرايه السوهاجي وما زالت الحاجه عفت طريحه الفراش وبرغم تحسن حالتها الصحيه قليلا الا انها فقدت الشغف في الحياه فضلت الانطواء داخل جناحها بصحبه حفيدها الغالي الذي رفضت ابتعاده عنها
ظلت رغد ترافقها طيله اليوم وتقوم بخدمتها فهي تكن لها كل الحب والاحترام تبقي معها طيله اليوم وتذهب فقط لجناحها وقت النوم وقد اصبحت تغلق عليها بالمفتاح خوفا من تهور هذا المتجبر الذي كان يرمقها دائما بنظرات الټهديد التي ترعبها.. دلف الي امه وفي يده الحقيبه الخاصه به جلس علي حافه الفراش ثم امسك كفها باجلال ورمق تلك المنكمشه بنظره جانبيه حاده ثم قال لأمه بحنو _ كيفك ياما دلوك....
اخرج الجهاز الخاص بقياس الضغط وضعه حول ذراعها ثم قال بعد عده لحظات _ لاااه دا احنا بجينا عال العال اها يبجي لازمتها ايه الرجده دي يام الدكتور الجاعه تحت مضلمه من غيرك ياما
ملست علي كفه وقالت بحزن _ الدنيا كلاتها ضلمت يا ولدي من بعد الغالي من رحمت ربنا بيا انه سابلي حته منيه والا كان زماني حصلته
رد بوجل _ بعيد الشړ ياما اوعاكي تجولي أكده دا انتي نواره عيله السوهاجي كلياتها
نظر لرغد بتحدي ثم اكمل _ رحيم السوهاجي هيضل فحضنك يام الدكتور مفيش جوه علي ضهر الارض تجدر تاخده منيكي اطمني
عفت _ معنات حديتك مفهوم يا ولدي
عثمان _ كنك لادد عليكي حديت ابوها هتجدري تهملي رحيم يا حاجه هتهمليه يروح وياها سرايه العبايده
احتضنت الطفل بقوه و قالت _ لااااه داني اروح فيها يا ولدي
عثمان بحنو _ بعيد الشړ عنك ياماي ماهو ديه الي بجوله طيب
عفت بتعقل _ هتجعد كيف ويانا وهي عازبه يا ولدي البيت فيه اتنين رجاله والبت اسم الله عليها زينه ويتبصلها
عثمان بتجبر رغم استنتاجه لما ترمي اليه امه _ تغور بيت ابوها وولدنا يضل حدانا ولاد السوهاجيه ماهيتربوش بره
نظر لها بتمعن ثم قال دون مواربه _ رايده تجولي ايه يام الدكتور مش متعود منيكي عاللف والدوران فالحديد
نظرت له بقوه حانيه ثم قالت _ ولد أخوك انت
اولي بيه ربيه يا ولدي وأحسبه عيل
من ولدك
عثمان بمكر _ ماهو ديه اللي هعمله ياما اياكي تكوني فاكره اني ههمله
عفت _ لااااه عارفه انك هتحطه جوه حباب عنيك
صمتت للحظات ثم اكملت بوجل _ هو وامه
انتفض پغضب وهو يقول _ وااااه ريداني اتجوزها اتجوز مرت اخوي
عفت بحزن _ ارملته يا ولدي وانت احج بيها لجل عوينات ولده
عثمان پجنون _ اني مجدرش المس وحده لمسها حدى غيري ياما ما بالك اخوي انا مجدرش اتجوز تاني
عفت بقوه _ واني مهزلمش البنيه اللي شيلاني من يوم ما دخلت دار السوهاجيه مع انها لساتها صغيره بس كانت وياي كيف ضلي وشيلاني من عالارض شيل حرام يا ولدي لساتها متمتش تمنتاشر سنه ونجعدها أكده من غير راجل
عثمان _ تغور تتجوز واحد من ولد عمامها بس تهمل ولدنا
عفت _ لاااه مجدرش احرم ام من ضناها جولتلك مېت مره أكده اني مش ظالمه ولا هكون
عثمان _ واني مهتجوزش عازبه ياما
جلس داخل مكتبه يراجع بعض الحسابات الخاصه باعمال العائله ويرافقه حمزه ابن عمه وزوج اخته بعد ان راجع بعض الاوراق باستغراب نظر له وقال _ مين سحب عشرين مليون الحساب ناجص من شهرين يا حمزه
حمزه _ انا اتفاجات بيهم يا عثمان ولما سألت جالولي فهد اللي سحبهم
عثمان _ كيف ديه هيعمل بيهم ايه كان محتاجهم في شغل يعني ولا ايه وليه محدش خبرني
حمزه _ لاه مدخلوش في شغل واني فكرتك خابر اني سألته وجتها وجالي محتاجهم ولما لحيت عليه زعج وجالي ماليكش صالح دي فلوسي اني واخوي واحنا حرين ويا بعض
جز علي اسنانه پغضب وقال بداخله _ اكيد ليها خرب بيته وكان رايد يبيع ورثه لجل عويناتها طيب يا بت ال...
وقف بانتفاضه استغرب منها حمزه فوجده يقول وهو يتحرك من خلف مكتبه _ خلي الحديت ديه بيناتنا اني هغطيهم من عندي بلاها ابوك ولا حدي ياخد خبر لحدت ماعرف راحو فين يا واد عمي
حمزه _ من مېته اللي بيناتنا بيطلع لحدي ياخوي اطمن ...
اتجه الي الخارج منتويا الصعود لها كي يعلم منها أين ذهب كل هذا المال ولكنه تفاجأ بجلوس امه الغاليه في مكانها المعتاد منذ ما حدث اتجه اليها بابتسامه برع في رسمها مال عليها مقبلا راسها ثم قال _ نورتي موطرحك يا حاجه الجاعه كانت مضلمه من غيرك
تناول منها الصغير الذي لا تتركه ابدا احتضنه بحنو ثم قبل وجنته واكمل _ واااه يا رحيم بيه كنك عاجبك جلع ستك اكبر يا واد وخليك راجل شديد الجلع للبنته
ابتسمت امه لاول مره و قالت بمغزي _ انا هجلعه صوح لكن خابره زين انك هتربيه كيه ولدك
امتعض وجه عائشه بعد سماع تلك الكلمات وكادت ان ترد الا ان امها ضغطت علي يدها كي تصمت
نرجس بحزن _ يا جلبي متعلج بسته حتي امه بتاخده سواعي منيها بالعافيه
تحيه _ كل الولد متشعلجين بالحاجة يا نرجس امال ايه مش ستهم
عثمان _ وينها امه
عائشه بغل مكتوم _ مطلعتش من جاعتها من وجت ما الحاجه نزلت وهي جاعده لحالها فوج
وضع الطفل فوق قدم امه ثم اتجه الي الدرج دون ان يتفوه بحرف لحقته زوجته وهي تقول باهتمام مبالغ فيه _ اني جايه وياك تلاجيك رايد تغير خلجاتك
اوقفها بكف يده قائلا بامر _ لو رايد حاجه حجولك ارجعي موطرحك ملكيش صالح بيا
تركها تغلي من الڠضب ورده الوقح عليها ثم صعد الي الاعلي وهو كله عزم علي معرفه مكان المال وقف امام غرفتها وبعد ان وضع يده فوق المقبض كي يفتحه سمعها تقول بنبره تقطر حزنا ومن الواضح انها تتحدث مع اختها _ أكده مۏته وأكده مۏته يا بت ابوي من مېته واني عايشه ماهو علي يدك كل حاجه مالاول
رغد _ لاااااه ولا عشت ولا كنت يوم ما احرم الحاجه من ولد ولدها ابدا دي روحها فيه يا بت ابوي كنها شايفه المرحوم جدامها
رغد _ معرفاش يا خيتي اني مهملاها علي ربنا اللي هون علي اللي راح يسترها فالي جاي
سحب يده ووقف يفكر بعمق حديثها لا يدل علي انها انسانه سيئه تفكر في امه وتعلقها بابن اخيه ولكن ماذا كانت تحرضها اختها كي ترد عليها بتلك الكلمات
هز راسه ثم قال _ هعرف ايه اللي وراكي هعرف
وجد حاله يطرق الباب وقبل ان يسمع صوتها فتحه فورا قلبت عيناها بنفاذ صبر ثم قالت _ اجفلي دلوك وهكلمك تاني سلام
انهت الحديث مع اختها سريعا ثم نظرت له پغضب وقالت _ خبر ايه عاد يا دكتور مناويش تراعي حرمتي لو ضليت أكده انا هعاود حدي بوي
ابتسم لها باستهزاء كي يداري غضبه من قوتها امامه ثم قال _ حرمت ايه اللي اراعيها يكش تكوني فاكره انك ست ويتبصلها فوجي انتي مرت اخوي ومهشوفكيش واصل
قبل ان ترد عليه اكمل _ فضينا من الحديت الماسخ ديه وجوليلي فهد
الله يرحمه جبل ما ېموت سحب عشرين مليون اجنيه وينهم
ارتعش جسدها
ړعبا وقالت بتلجلح لاحظه بسهوله _ واني ايش دراني المرحوم مكانش بيجولي علي حاجه تخص الشغل
عثمان _ وينهم يا رغد جبل منيهم كان اخد مني نص مليون لجل ما يجيبلك الطجم الألماس اللي كتي ھتموتي عليه طلبتي منيه ايه تاني لجل ما يسحب ديه كلاته
اغمضت عيناها پقهر ثم تمالكت حالها وقالت _ معريفش عنيهم حاجه جولتلك رايد تصدجني او لااه براحتك يا دكتور
كتمت المها و قالت _ وغلاوت بوي عيندي ماعرف وينهم ولا نضرتهم بعيوني حتي فهد مكانش بيجولي حاجه واصل تخص شغله
استشعر الصدق بين حروفها ولكن شيطانه رفض ان يصدقها قرب فمه من اذنها وقال بفحيح _ ايامك الجايه لون السواد اللي متلفحه بيه يا رغد
فقط قال هذا فقط ثم ترك يدها وانطلق للخارج سريعا وقف بعيدا عن جناحها الذي اغلقه عليها بقوه ظل يتنفس بسرعه وكأنه خارج من سباق اغمض عينه وقال بهمس _ ايه ديه مجادرش اخد نفسي ليه خبر ايه يا دكتور اوعاك تهملها تصيبك بلعڼتها كيف ما عيملت فاخوك اوعاك تنسي تارك عنديها
داخل سرايا العبايده والتي لا تقل فخامه عن خاصه عائله السوهاجي جلست شاديه بجانب ابيها الذي يبدو عليه الحزن وبرغم علمها بما يحزنه الا انها فضلت سؤاله حتي يخرج ما بداخله_ مالك يابوي حساك مهموم
نظر لها عبدالحكيم وقال بوهن _ جلبي واكلني علي خيتك يا بتي لساتها صغيره علي كلت ديه العده جربت توخلص والسوهاجيه مهيهملوش ولد ولدهم وخيتك مهتهملش ولدها يبجي ايه الحل
شاديه بحكمه _ وااااه هيحرموها من ضناها ولا ايه هي تاجي حدانا معززه مكرمه والواد يبجي بناتهم اشويه اهنيه واشويه حداهم
عبدالحكيم _ مخابرش يا بتي غير ان خيتك لساتها مكملتش تمنتاشر سنه هتجعد من غير راجل
شاديه _ بكره يجيلها نصيبها يا بوي الحمد لله ربنا سترها ويانا وجدرنا نداري علي عمله اللي ما تتسمى
انتفض پغضب من مجلسه وقال _ مش جولنا مفيش حدا يجيب سيرتها الشينه اهنيه
دلف عليهم
اخيه وقد سمع ما قيل فرد بخزي _ اني اعتبرتها ماټت ياخوي حجك علي
عبدالحكيم _ انت السبب جلعتها وخليتها فوج الكل يا مين يلايمني عليها
نظر للامام وقال باصرار _
اړتعبت شاديه بداخلها من مظهر ابيها الغاضب وما ينتويه ولكنها تمالكت حالها كي لا يظهر عليها شيء ويفتضح امرها
دلفت رغد الي جناح الحاجه كي تطمأن عليها وتعطيها جرعه الدواء قبل ان تخلد الي النوم ابتسمت لها ببشاشه وقالت _ تعالي يا غاليه لساتك منعستيش
اقتربت منها رغد ثم جلست علي