رواية اهلكني حبك "اوس وحور " (كاملة حتي الفصل الاخير)بقلم دينا نصر
معه وليت الأمر كان سهلا فلقد أملي شروطه عليها وحذرها من أن تشتكي أبدا من جهوده التي يقوم بها مع العائلة أو تأخيره بالعمل الذي صار يزيد عن الشهر ورغما عنها قبلت بشروطه لأن أعصابها لم تعد تحتمل خصام وبعدها عادت حياتهم العادية من جديد التي تقتصر علي الفراش فقط وأختفي مفهوم الحوار بحياتها معه و صارت تهابه تماما كجدها الذي ټوفي بعد زواجها بأوس بسنتين تاركا مفاجأة قوية عندما كتب كل الأسهم بالشركة باسم أوس مع شرط أن يخرج الأرباح الشهرية للجميع دون تقصير وظل القصر كما هو عليه فيه الجميع حسب نصيبهم الشرعي بينما الأموال السائلة والعقارات تم توزيعها حسب نصيبهم الشرعي ولم يستطع أحدا من أعمامه التذمر بالرغم من محاولات عمه سالم بإقناعهم بإنهاء هذه المهزلة فأوس كان حاسم وقوي جدا وقد استطاع أن يحوز علي رأي الأغلبية بإتباع الوصية وأمسك زمام أمور العمل جيدا لذا هذا جعله أصبح جدي أكثر بشكل مبالغ فيه وأصبح لا يأتي الدوار إلا تقريبا كل شهرين ويبقي لمدة لا تزيد عن أسبوع وعندما يأتي ينشغل بمشاكل العائلة الكريمة التي لا تنتهي أبدا فهو أصبح يقوم بدور الجد ويحرص علي تلبية رغبات كل العائلة من واجبات وأصبح لا يحب الإزعاج وخصوصا عندما يأتي إليها بغرفتهم .. كانت تشعر بإرهاقه من أعباء العمل ومشاكل العائلة وان تحدثت معه في أي شيء كان مقتضب في الحديث معها وكانت تشعر أنه لا يريد الحديث وفقط يريد الراحة و أنها أصبحت مصدر إزعاج له لذا كانت لا تتحدث معه إلا إذا طلب شيء وكانت تشعر بالقهر فعلاقتها به كانت سطحية من حيث الحوار فهي لا تعرف عنه شيئا ولا يتشارك معها أخبار يومه حتى أن كان بالقاهرة يباشر العمل وإن احتاجت أن تتصل به يرد بضيق وكأنه لا يريد التحدث ويغلق الهاتف معها سريعا متعللا بالعمل ..تشعر أنها مجرد إضافة بلا قيمة في حياته مجرد متعة جوفاء ما أن ينتهي الغرض منها وحتى الآن لم يرزقها الله بأولاد كي يملئوا فراغ يومها وهي أرادت الذهاب لطبيب كي تعرف ما سبب التأخير لكن لم يكن بإمكانها الخروج دون إذن حماتها التي لا تطيقها وطبعا حماتها قالت لها بسخرية
وأكثر من مرة أرادت طلب الخروج للكشف من أوس نفسه لكن كالعادة وجدت
نفسها تدور حول حلقة مفرغة دون قرار وقال لها أوس دون أن يعبأ بالكلام
أن الرب فقط لم يأذن بعد
إلي متي يا حور ستكونين هكذا معه ومع هذه العائلة بلا هوية أنا لم أعد أعرف نفسي فلقد شخت قبل الأوان
إذن سأقول لك ما هي الهدية التي أريدها .. أنا أريد العمل بالشركة بالقاهرة
إنها فكرة جيدة حقا يا أوس لما لا نستغل مهارات نهي بالعمل وهي شخص نستطيع ائتمانها علي أسرار العمل أليس كذلك..
رد أوس بهدوء قائلا لعمه
سأفكر بالأمر يا عمي ففي الواقع كنت بالفعل أحتاج شخص موثوق به في الحسابات بعد حاډثة الاختلاس الأخيرة
أرجوك وافق يا أوس وأعدك لن ټندم فأنا ماهرة جدا في الحسابات
قال أوس لها باقتضاب
توقفي عن توسلاتك فسبق وقلت سأفكر بالأمر
كل يوم ..هذا حقا ما لن تتحمله أبدا سمعت مريهان تقول بدلال
أنت حقا شيئا ما يا نهي تريدين العمل لماذا فقط لا تتزوجي بهدوء وتعيشي مرفهة مثلنا فالعمل للرجال
أنا لست مثل أي أحد ..فالزواج ليس أحد
أولوياتي حاليا فأنا أريد إثبات ذاتي في مجال العمل فأنا التحقت بكلية التجارة مخصوص لأبدأ العمل بالشركة
دخلت حور غرفتها بعد انتهاء ذلك اليوم الكئيب وغيرت ملابسها پانكسار وعندما دخل أوس الغرفة هو الأخر ابتسم لها ثم دخل المرحاض وظلت هي پضياع شتت أفكارها وجعلها تتبعثر
وأعطته ظهرها وأغمضت عيناها أما هو حدق بها جيدا وسمعت صوت تنفسه المرتفع دليل علي غضبه لابتعادها عنه بهذا الشكل وبعدها قال بضيق شديد
وأنت أيضا
و هي كانت تتقطع من الألم بالداخل فهذه أول مرة لها ترفض العلاقة الحسية معه وهو حتى لم يعبئ بسؤالها مما تعاني لا تدري منذ استقرار نهي في الدوار ومحادثتها مع المستمرة مع أوس وهي تشعر بعدم الرضا بعد الآن بحياتها تشعر إنها تعيش كالمېت الحي .. فهي بالكاد تري أوس وفقط يجمعهم الفراش وهو لا يرضي الجانب العاطفي والروحي لديها علي الإطلاق وأيضا رفضه لها أن تعمل جعل حياتها فراغ كبير و المضايقات من حماتها فاديه كانت تنغص عليها حياتها لكنها لم تستسلم يوما لتلك المرأة الشمطاء فهي كانت دوما ترد عليها ببرود وتأخذ حقها بأدب واستفزاز مما كان يجعل فاديه لا تطيقها أكثر..نزلت دموعها بهدوء علي وجنتها وحماتها فاديه تجد الجراءة دوما لتعايرها بعدم الإنجاب وتهددها أن هناك من ستنجب له الولد غيرها كان ذلك الكلام ېجرحها بشدة ويشعرها بعدم الاستقرار في حياتها مع أوس وحتى سلمي صارت تتلاشي التحدث عن أوس وما يفعله معها أو تذكر الأمور بطريقة مقتضبة لأن سلمي دوما تعنفها علي تخاذلها الشديد في علاقتها مع زوجها وتواجهها بحور المقاتلة التي عرفتها دوما والتي لم يعد موجود منها بداخلها سوي سراب متهدم أكل عليه الدهر وشرب .. فأغمضت عينيها تجبر نفسها علي النوم و أخيرا بعد وقت طويل غلبها النوم.
بعد مرور شهر
نظرت الى جسد جدها المسجى على الفراش تكاد لا تصدق نفسها فجدها الظالم القاسى ذو القوة والجبروت أصبح بلا حول ولا قوة فمنذ شهرا قد وقع بحاډث ونجا من المۏت لكنه أصيب بعدها بسكتة دماغية يشعر بما حوله و يرى كل شئ لكنه طريح الفراش وقد شل جسده بالكامل ولا يستطيع الكلام لم تذهب لتراه من وقتها ولم تهتم فشئ داخلها كان يشعر أن هذا هو العقاپ الذى يليق به بعد ظلمه لوالدتها ولها لكنها اليوم قررت زيارته لتشمت به ربما..لتلومه على ما فعل بوالدتها وبها ربما .. فمنذ الحاډث قد اهتم به الجميع وبعدها عندما أصبح طريح الفراش وعندما أكد الأطباء أنه لن يرجع لحالته الطبيعية الا بمعجزة لم يعد يعبئ به أحد فالكل انشغل بحياته و استمرت الحياة داخل القصر أما أوس و خالها سامر كانوا يزورونه من وقت لأخر قاطع أفكارها أنه فتح عيناه وحدق بها فنظرت له بالمقابل ...بالطبع لم أتى للاطمئنان على صحتك لكنى أتيت لأعتبر فالحياة عادلة بشكل لا يصدق فشخص أنانى وظالم وقوى مثلك قد أهابه الجميع وأطاعوه يوما قد انتهى الأن أمره وأصبح بلا حول ولا قوة وبعد أن كنت محور حياتهم قد نسوا أمرك وتلهوا فى أمور حياتهم لابد انك حزين يا جدى أليس كذلك فلا أحد يعبئ بأمرك بعد الأن أرجوك أخبرنى هل يشترى النفوذ والمال
الذى لديك الصحة والعافية
احتقنت عيناه للغاية لكنها لم تعبئ به وأكملت بقسۏة هل تدرى كيف عاشت ابنتك بعد ۏفاة والدى لقد عانت كثيرا لتحصل على المال وأنت ماذا فعلت...هااا..لم تفعل شيئا فقط حرمتها من حقها بالميراث ولم تعبئ بها هل تسمى نفسك والدا حقا! كيف لوالد أن يرى ابنته فلذة كبده تعانى وينصر كبريائه اللعېن لأنها تزوجت بالشخص الذى اختاره قلبها ضد ارادتك و ارادة تلك العائلة البغيضة وقوانينها الحمقاء كيف لك أن تنبذها هكذا انها ليست بعاهرة يا جدى العزيز لقد تزوجت على سنة الله ورسوله..وأنت لم تكتفى عند هذا القدر فلقد أمنتك على ابنتها لكنك خنت الأمانة وعاملتنى بقسۏة و دونية وجعلت الجميع يستصغرنى والأن كيف ستقابل رب العباد وقد اقترب أجلك وذنب والدتى فى رقبتك وأيضا ذنبى فأنا لن أسامحك على القهر
الذى عشته تحت سقف بيتك وجدت عيناه احتقنت ووجدت الدموع تتساقط من مقلتيه وكأنهما يطلبان الصفح منها أيدرك الأن حجم ذنوبه التى ارتكبها بحق والدتها وحقها عندما اقترب أجله وعلم أن الساعة حق ...لم تصدق نفسها هل يبكى هذا الكيان المهيب ! أيبكى أمامها الأن پانكسار.. ڠصبا عنها دمعت عيناها لرؤيته يبكى وعندما وجدت نفسها ستتأثر به قالت لتذهب بعيدا وداعا يا جدى أعدك لن أسامحك على ما فعلت بى أبدا وأعدك لن أتى لزيارتك مجددا فأنا لست مثلك أتلذذ پانكسار غيرى فرؤيتك أمامى ذليل لا تفرحنى صدقنى وخرجت من عنده وذهبت غرفتها ....استيقظت حور وهى تتصبب عرقا أخيرا
استفاقت من ذلك الحلم المزعج الذى يراودها كل فترة فهى تحلم بما حدث معها عندما ذهبت لزيارة جدها وهو طريح الفراش ربما يتكرر هذا الحلم كثيرا لشعورها بالذنب لأنه ماټ بعدها بعد عدة ساعات لذا لطالما شعرت بالندم للتحدث معه بهذه الطريقة وهى تعلم أن المړض تمكن منه هى حقا منعت نفسها لزيارته لتشمت به لكنها ذهبت فى النهاية .. أرادت ايلامه على ما فعل بها وبوالدتها .... استعاذت بالله من الشيطان الرجيم فهذا قضاء الله وقدره فهى لم تكن السبب فى مۏته بل وقته قد حان فسواء لم تذهب اليه أم ذهبت كان لېموت فى نفس الموعد قاطع أفكارها رنين الهاتف فوجدتها منال
فردت قائلة مرحبا منال
مرحبا عزيزتى سأذهب لشراء بعض الملابس لذا إن كنت غير مشغولة هلا أتيت معي
فردت حور بسخرية
اممم دعيني أتفقد جدول أعمالي أولا
ضحكت منال بشدة علي كلامها فقالت حور بسخرية وهي تضحك
أتحتاجين للسؤال حقا!أنا أكاد أموت من الفراغ هنا
فقالت منال لها بسعادة
حسنا هل نتصل بسلمي لنري إن كان خورشيد مسافرا وان كانت بالقرية
تنفست حور وقال بحزن
كلا لقد كانت معي علي الهاتف منذ قليل إنها بالقاهرة بشقتها فخورشيد لم يسافر هذا الأسبوع
حسنا سأرتدي ملابسي وأتجهز بينما أنت أيضا تجهزين
أغلقت حور الهاتف وقامت من الفراش فهي ستخرج أخيرا والميزة أن أوس سمح لها بالخروج بدون الاستئذان منه كل مرة إن كان مع أحد من أبناء أخوالها أو شقيقته لكن ليس بدون السائق وأيضا أكد عليها أنها لا يجب أن تتأخر و