رواية اوس وحور (كاملة جميع الفصول)بقلم دينا نصر
لها سريعا
سأذهب مجددا بعد نصف ساعة للقاهرة فقد تراكم العمل وعلي الرحيل وسأغيب فترة قصيرة اعتني
بنفسك جيدا
لا تقلق سأعتني بنفسي وبطفلي جيدا
أرادت أن تنسب الطفل لها وحدها فوجدته ابتسم
سأذهب الآن
وبعدها أتت منال إلي غرفتها لتواسيها وقد كانت حور أعدت حقيبتها بالفعل وأخذت كل متعلقاتها تقريبا فهي منذ أن عرفت أنه سيأخذ نهي معه عرفت أنها في الفترة الماضية كانت تتخاذل وشكرا له لأنه جعلها تتخذ قرارها دون رجعة وحددت موعد رحيلها فهي سترحل في نفس توقيت سفره والكل منشغل ويودعونه هو ونهي فاتفقت مع سيارة خاصة وجعلتها تنتظرها بعيد قليلا عن القصر وتسللت كاللصوص وهي تودع الجميع وقبلهم نفسها
انظر يا أوس لقد أخذت كل متعلقاتها ولم تترك شيئا
تحرك أوس بالغرفة متجها للدولاب وفتحه فلم يجد ملابس حور كان الذهول والڠضب الشديد مرتسم علي وجهه وقال بنبرة غاضبة عاصفة
هل رحلت حور حقا وتركتني
قالت منال بأسف
لقد رحلت فعلا وأنا حاولت الاتصال بها كثيرا لكن دون فائدة فهاتفها مغلق
متي أخر مرة رأيتها
قالت له مترددة
البارحة قبل رحيلك أنت ونهي وبعدها انشغلت ولم أرها مجددا
شردت منال قليلا وتذكرت أنها بعد الغداء اليوم عندما وجدتها لم تتناول الطعام معهم صعدت لغرفتها لكن المفاجأة كانت من نصيبها عندما وجدت حور اختفت لذا اتصلت بأوس علي الفور وما أن عرف حتى جاء للدوار علي الفور وكأنه لم يصدق منال وجاء للتأكد
بنفسه ولم تخبر منال أحد ولا حتى والدتها بما حدث بعد فقالت له
قال بنبرة قاسېة غاضبة
لقد باتت ليلتها خارج غرفتها أقسم ستدفع ثمن هذا غاليا
أما منال فقالت له بحزن
لابد إنها لم تحتمل أمر اصطحابك لزوجتك الثانية معك إلي القاهرة في حين أنك تركتها هنا بالقصر وحيدة
أتبررين لها فعلتها الرعناء الآن !!
قالت له بجرأة
إن ما فعلته بها يا أوس قد ألمها كثيرا وهي تحبك لكنك تزوجت عليها وكسرتها و
زمجر قائلا پغضب
كفي لا شيء سيبرر فعلتها الدنيئة يا منال
ثم تنهد پغضب وقال لها بيأس
إلي أين تعتقدين أنها ذهبت
لا أدري فأنا اتصلت بسلمي صديقتها لكنها اندهشت تماما وقالت أنها لا تعرف شيئا عن مكانها فهي لم تكلمها منذ البارحة
قاطع حوارهم تلك اللحظة دخول الغرفة ثلاث رجال هم حراس بوابة القصر فقد طلب أوس استدعائهم ووجد والدته هي الأخرى دخلت الغرفة قائلة بذهول
أوس ما الذي جاء بك اليوم إلي هنا لقد سافرت البارحة هل حدث شيء ولماذا استدعيت هؤلاء الرجال
لكن عجبها قد زال عندما وجدت الغرفة فارغة من متعلقات حور فوجدت أوس يتجاهلها ويسأل الرجال
متي أخر مرة رأيتم بها مدام حور
فرد أحدهم قائلا
لقد غادرت بعد مغادرتك مباشرة يا سيدي وقد كانت معها حقيبة سفر كبيرة ورفضت أن أحملها عنها يا سيدي
وقال الرجل الأخر
أه لقد تذكرت أنا أيضا رأيتها استقلت سيارة أجرة كانت تنتظرها بعيدا عن بوابة القصر الرئيسية
شعر أوس بالجنون وقال
ألا تتذكر رقم السيارة
هز الرجل رأسه بالنفي قائلا
كلا يا سيدي
فوضع أوس يده علي شعره پغضب وهو يكاد يجن لقد رحلت منذ يوم ونصف لذا لابد إنها ذهبت بعيدا عن هنا فقال بفراغ صبر
حسنا احذروا أن تفتحوا أفواهكم والتحدث عن الأمر هيا اذهبوا الآن رد كلاهم پخوف
بالطبع يا سيدي لن نخبر أحد
وانصرفوا أما هو يريد أن ېصرخ بالجميع لينفس عن غضبه الذي يشعر به إن لم يغربوا عن وجهه الآن فهروب تلك اللعېنة ليس ذنبهم وعندما خرجوا من الغرفة قالت فاديه وهي تبتسم بسخرية
هل هربت ابنة سلمي الهلالي لابد أن جينات أمها الفاسقة تجري بها لكن لا بأس يا ولدي الآن يمكنك أن تطلقها ولا أحد يستطيع أن يلومك
تنهد پغضب وصاح بوالدته
ما الهراء الذي تقولينه الآن
فقالت له پغضب
ما الذي لا تفهمه يا ولد لقد هربت وتركتك أي زوج سيترك زوجته علي ذمته بعد هروبها خارج بيته يجب أن تطلق تلك العاهرة و الآن
نظر لوالدته نظرة مخيفة وقال لها بزمجرة
كفي حديثا عنها بتلك الطريقة إنها تحمل ابني في أحشائها ولن أفعل هذا أبدا فحور زوجتي وأم طفلي
قالت والدته بتهكم
أم طفلك! وما أدراك أنه طفلك إن تلك
قاطعها قائلا بنبرة غاضبة حاسمة
إياك وقول المزيد و إلا
رأت عيناه احتقنت من الڠضب فبلعت ريقها شاعرة بالخۏف من رد فعله فقد تجاوزت الحدود ويبدو أن أوس يهتم لأمر حور بشدة قاطعهم قول منال بدهشة
اللعڼة إن هاتف حور
وتوقفت عن الكلام عندما نظروا إليها ووجدوا
الهاتف علي المنضدة فشعر أوس بالجنون يتملكه فها ذا أمله الوحيد في تعقبها قد زال تماما فهو قد أمل أن تفتح الهاتف قليلا فيمكنه تعقبه والآن عليه البحث داخل جمهورية مصر العربية كلها محافظة محافظة للبحث عنها لذا فقط تحرك وغادر الغرفة
هل تعتقدين أن أوس سيتمكن من معرفة مكاني
قالت حور هذا وهي تشعر بالتوتر والقلق فقالت لها سلمي لتهدئ من روعها
كلا لن يجدك لا تقلقي
فقالت حور بنبرة مرتعدة
ماذا تعتقدين أنه سيفعل عندما يعلم بأمر رحيلي وماذا سيحدث إن عثر علي مكاني أنا خائڤة مما سيفعله معي لو حدث هذا
قالت سلمي لتهدئها
توقفي عن التفكير أنت الآن امرأة حرة وقد خانك ذلك الوغد عندما تزوج بأخرى لذا لا تخافي من سطوته بعد الآن
بلعت حور ريقها بصعوبة وهي تفكر بحماقة الجرم الذي ارتكبته لقد هربت وتركت زوجها وباتت بعيدا عن بيتها لابد أن فاديه الآن تشمت بها وتقول عنها فاسقة كأمها شعرت بانقباض صدرها فقاطع أفكارها سلمي قائلة
كل شيء سيكون علي ما يرام أنت خططت لهذا جيدا والآن لقد تحررت من تلك العائلة وقيودها البغيضة وذلك
القصر الملعۏن لذا فقط فكري في حياتك القادمة ومستقبلك الباهر والآن متي ستطالبين بالطلاق منه
قالت حور بأسي
عندما ألد طفلي بأمان وأتعافى من ألام الولادة سأعين محامي يتواصل معه ليخبره أن يأتي ليسجل الطفل باسمه وأيضا ليطلقني
حسنا يا حور أرجوك لا تفكري كثيرا بالأمر هل تريدين مني أن أبيت معك الليلة حبيبتي
فهم بالفعل قد وقعوا عقد الشراء للشقة وقد تسلمت حور مفتاحها وسلمي هي وزوجها ساعدوها بشراء بعض الأساس للشقة وكل شيء كان سريعا لدرجة أنها لا يمكنها أخذ أنفاسها فقالت حور بوهن
كلا يمكنك الذهاب الآن مع زوجك وأنا شاكرة له ولكى لوقوفكم بجانبي
فقالت سلمي بأسي
هذا لا شيء يا حور لكن أعتقد أن من الأفضل لكي التحرك بعيدا عن منزلي وألا تحاولي زيارتي هذه الفترة لأن هذا أول مكان سيبحث به أوس عنك ووقتها ستفشل كل خططك فمنال اتصلت بى اليوم مجددا تسأل عنك وقد تصنعت الجهل لكن أوس بالتأكيد ليس غبي
قالت حور بقلق
لا تقلقي يا سلمي سأخلد للنوم فأنا متعبة لذا يمكنك الرحيل
فقالت سلمي لها
حسنا حبيبتي سأتصل بكي غدا علي الخط الجديد الذي اشتريته ورحلت فأغلقت حور باب الشقة جيدا وأغلقته بالمفتاح وتركت المفتاح بالباب فهي خائڤة فهي لأول مرة ستبيت بمفردها في شقة بعيدة عن الدوار فلحسن حظها كل أمورها تيسرت وهذا يعني إن شاء الله أن الغد سيكون أفضل بالنسبة لها لتكون نفسها بعيدا عن شرنقة عائلة الهلالي فتحركت حور بالشقة تنظر باستحسان لها فسلمي أيضا قد نظفتها جيدا و كان هناك ثلاث غرف وكان الأثاث رغم بساطته لكنه كان أنيق جدا تنهدت حور بتعب واتجهت لغرفة النوم وفتحت الحقيبة وأخرجت ملابس للنوم فهي متعبة للغاية وفقط تريد النوم ولا تريد أن تفكر بأي شيء واتجهت للحمام وأخذت حمام دافئ واتجهت للفراش فقد كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وعندما وضعت رأسها علي الفراش تذكرت ما فعلته بتشتت فهي قد رحلت ولن تري أوس مجددا وهي لم تستطع النوم منذ البارحة لذا سوف تفكر لاحقا بحياتها الجديدة بعد أن تنال بعض الراحة
الفصل السابع
أتقول أنها سحبت مبلغ ضخم من البنك
قال أوس هذا علي الهاتف للمحقق الذي استأجره للبحث عن حور فرد الرجل قائلا بحسم
أجل يا سيدي لقد سحبت مبلغ ضخم من المال من الحساب المصرفي الذي أخبرتني أن أتتبعه وكان هذا بفرع البنك بالقاهرة لذا لابد أنها موجودة بالقاهرة وهذا سيضيق دائرة البحث عنها
رد أوس پغضب بعد أن استقام من مكانه وسار بالمكتب الفسيح
ابحث جيدا وأعلمني علي الفور إن جد أي جديد مفهوم
وأغلق الهاتف وهو يشعر بالحنق والجنون فزوجته قد خرجت عن طوعه ورحلت ولا يعلم أين تعيش الآن وماذا تفعل أرجع شعره للوراء پعنف وهو يكاد ينفجر وتمتم پغضب هادر
ستدفعين الثمن غاليا يا حور ما أن أضع يداي عليك
وبعدها اتصل بمنال وما أن ردت قال بعصبية
أرسلي لي عنوان صديقتها بالقاهرة علي الفور
وأغلق الهاتف قبل أن يستمع لردها
هيا يا خورشيد انتهي من حمامك سريعا الطعام سيبرد و
قالت سلمي هذا بعد أن أعدت العشاء فقاطع كلامها رنين جرس الباب فذهبت لتري من الطارق في وقت كهذا وصعقټ عندما رأت هوية القادم فقالت بدهشة
سيد أوس ماذا تفعل هنا
نظر لها أوس بجفاء وقال لها بغلظة
فلتتخطي المقدمات التي لا فائدة منها و الآن اخبريني أين حور بهدوء
بلعت ريقها بصعوبة من التوتر فهي لم تكن تتوقع أبدا أن يأتي أوس بنفسه للبحث عن حور حاولت استجماع شجاعتها وقالت متصنعة
الجهل
يا الهي هل لم تجد حور بعد لقد اتصلت بى منال و
قال بنبرة غاضبة
مدام سلمي لا تتصنعي الجهل فحور هنا بالقاهرة والوحيدة التي تعرفها هنا هي أنت لذا اخبريني
الآن أين هي
جفلت عندما وجدته أنه قد عرف أنها بالقاهرة فقالت بهدوء متذبذب
أنت مخطئ سيد أوس فأنا لم أستطع التواصل معها منذ أكثر من
ثلاثة أيام ولا أعرف شيئا عنها و هاتفها كلما اتصلت به فهو مغلق
كور قبضته پغضب وقال
لا تحاولي العبث معي فقط ستندمين علي هذا لذا اخبريني الآن أين هي قاطع كلامه وصول خورشيد قائلا له پغضب
ما الذي يحدث هنا يا سيد أوس
نظر له أوس قائلا پغضب شديد
زوجتك العزيزة تعلم مكان زوجتي وتتصنع الجهل هذا هو ما حدث قال له خورشيد بغلظة
أعتقد إن الوقت متأخر أبحث عن زوجتك بمكان أخر ولا تأتي إلي هنا مجددا فزوجتي لا تعرف