رواية عن العشق والهوى(كاملة حتي الفصل الأخير)للكاتبة نونا المصري
التوتر وعندما دخلا الى الغرفة اغلق هو الباب ثم الټفت اليها حيث كانت تعطيه ظهرها وتفرك يديها بتوتر شديد فابتسم ولم يقل شيئا بل خلع سترته
ومر من جانبها قائلا من هنا ورايح احنا هنقعد في الاوضة دي مع بعض يعني دي بقت أوضتك انتي كمان وتقدري تعملي فيها كل اللي انتي عايزه
قال ذلك بينما كان جالسا على الاريكة الفاخرة يفك رباطات حذائه فنظرت اليه وقالت بتلعثم م ممكن اعرف انت ليه خبيت الحقيقة على عيلتك كنت تقدر تقولهم السبب الحقيقي اللي اتجوزنا علشانه ومكنش في داعي انك تكدب عليهم وتخترع حكاية ملهاش اساس
وبينما كانت تتحدث مع نفسها سمعت صوت انسياب الماء صادر من الحمام المرفق بالغرفة فاستغلت الفرصة ثم تابعت استكشاف غرفة نومه التي تغيرت تغيرا جذريا بأمر من السيدة كوثر لتصبح عش زوجية بعد أن كانت غرفة كئيبة وقد كانت واسعة جدا تتميز بديكور أنيق وهاديء تغلب عليه لمسة كلاسيكية واثاث ومنسوجات تأخذ الطابع الإمبراطوري العثماني العريق حيث كان السرير كبير ومصنوع من اغلى انواع الخشب خشب المهوجاني وظهره من الجلد الاصلي باللون البني الغامق الفاخر وعليه مفروشات حريرية مطرزة باللون الكريمي الممزوج بالذهبي وكانت في غاية الجمال والروعة اما الخزانة فكانت عملاقة تغطي معضم الحائط مصنوعة من نفس نوعية الخشب وفي الجهة الأخرى كانت مرآة طويلة مزخرفة ملتصق بها طاولة تزين باربعة ادراج كان عليها عدة زجاجات من العطور بانواع واشكل مختلفة وبعض الكريمات الخاصة بالرجل كما ان الستائر كانت طويلة وتتمتع بأناقة وفخامة وترف ألوان الاحمر البرغندي الغني کلون النبيذ المعتق لتعطي الغرفة اجواء رومانسية مع ثرية كريستالية ضخمة معلقة في السقف ينبعث منها شعاع ذهبي ساحر ينعكس على تلك السجادة الخمرية العملاقة التي اتخذت من ارضية الغرفة الرخامية موقعا لها وحولها ثلاث أرائك مصنوعة من نفس نوعية خشب السرير بمفروشات مخملية فاخرة باللون الكريمي الممزوج بالذهبي وطاولة خشبية مربعة الشكل عليها اناء زهور
وبينما كانت تستكشف الغرفة التي ستعيش فيها منذ الان فصاعدا وقع نظرها على طاولة التزين فاقتربت منها ثم امسكت احدى زجاجات العطر الخاصة بزوجها ادهم رفعت الغطاء عنها ثم قربته من انفها فأغمضت عينيها وابتسمت ابتسامة واسعة وكأنها مدمن وبعدها اقتربت من الخزانة فتحتها واخذت تحدق بملابس حبيبها الفاخرة والتي كان معظمها باللونين الأبيض والأسود فمررت اصابعها على القمصان المرتبة حسب درجات الالوان ابتداء من الابيض مرورا بالازرق الفاتح يليه الكحلي ثم الاسود وبعدها فتحت الشقة الاخرى حيث كانت البدلات الرسمية المصنوعة من افخم انواع الاقمشة ومن تصمصم اشهر المصممين المحترفين وتساءلت بصوت خاڤت هو ما بيلبسش غير الالوان الغامقة ولا ايه
مكونة من بنطال اسود وتيشرت رمادية ضيقة تبرز عضلات بطنه وكانت بأكمام طويله ثم امسك زجاجة العطر التي امسكتها مريم سابقا ورش منها رشتين ثم اعادها الى مكانها والټفت الى تلك الكاذبة التي كانت تستلقي على سريره وتتنفس بسرعة فابتسم ثم قال بصوت رزين انا هطلع دلوقتي علشان تعملي شاور براحتك والعشا هيبقى الساعة تمانيه متتأخريش
قالت ذلك ثم توجهت نحو حقيبة سفرها التي كانت في الزاوية بالقرب من الباب ثم حملتها ووضعتها على السرير وبعدها فتحتها واخذت تحدق بملابسها محتارة ما الذي يجب ان ترتديه على العشاء برفقة عائلته زوجها فهي ارادت ان تظهر امامهم بمظهر لائق ومحترم لذا اخرجت فستان اسود بسيط يصل الى حد الركبة باكمام طويلة مخرمة بالاضافة الى ملابسها الداخلية والشامبو الخاص بها ثم دلفت إلى الحمام الفاخر وضعت ملابسها جانبا واخذت تحدق بأرجاء المكان كما لو انها لم ترى حماما من قبل فقالت بدهشة هو دا حمام ولا ايه بالزبط
فابتسمت السيدة كوثر وقالت مراتك باين عليها بنت حلال برافو عليك يا ابني عرفت تنقي
اما رغد فقالت قولي يا ادهم ايه شعورك بعد ما اتجوزت اخيرا وبقى عندك ابن
فتغيرت تعابير وجه ادهم واصبحت جدية حيث قال عارفه الشعور الحلو اللي يبقى معاه شعور الخۏف والقلق هو دا شعوري دلوقتي انتي اكيد تعرفيه لأنك هتبقي ام بعد خمس شهور
فسأله معاذ بقلق ليه بتقول كدا يا ادهم
اجابه ادهم لان ابني خلق قبل آوانه يا معاذ يعني النمو عنده بطيء علشان كدا حجمه صغير اوي وكمان هو عمل عملية من كام يوم بس وكان من الممكن يجراله حاجه علشان كدا انا خاېف عليه جدا اما مريم فهي عاشت برا مصر لفترة طويلة وانا خاېف انها مش هتقدر تتأقلم هنا وخصوصا لانها لسه صغيرة
فابتسمت سلوى قائلة خۏفك دا شيء طبيعي يا ادهم علشان انت اكتشفت ان عندك ابن من فتره قصيرة بس وكمان بقيت راجل متجوز دلوقتي و مسؤوليتك كبرت يعني طبيعي انك تقلق بس انا متأكدة ان الجاي هيبقى احلى لان مريم باين عليها بنت طيبة اوي دي حتى سمت ابنكوا على اسمك ودا لوحده دليل على انها بتحبك جدا
في تلك اللحظة شرد ادهم بفكره واخذ يفكر بكلام سلوى
فقال في سره اه صحيح هي مريم ليه سمت ابننا على اسمي كانت تقدر تسميه اسم تاني يبقى ليه اختارت تسميه بنفس الاسم
وبعد تفكير تساءل معقول تكون بتحبي زي ما قالت سلوى !
وبينما كان يفكر قطع حبل افكره صوت امه التي قالت متقلقش يا ابني وزي ما قالت سلوى ان قلقلك دا شيء طبيعي واهم حاجة دلوقتي ان اخيرا بقى عندي حفيد هينور حياتنا
في تلك اللحظة شعرت سلوى بالحزن حيث انها لم تنجب اي طفل خلال سنوات زواجها الستة فظهر ذلك على وجهها بينما كان حال زوجها معاذ كحالها وقد انتبه عليها فامسك بيدها قائلا بهمس متزعليش يا روحي دا
امر ربنا وانتي مالكيش ذنب
فقالت بصوت خاڤت ونعم بالله
بينما سأل ادهم اخته امال فين جوزك انا مشفتوش من ساعة ما جينا
فقالت رغد هو قال ان عنده شغل وجايز يتأخر عشان كدا قال لي افضل عندكوا الليلة دي وهو هيجي يروحني بكرا الصبح
وفي تلك الاثناء نزلت مريم من الغرفة وكانت جميلة كالعادة بذلك الفستان الأسود البسيط وتسريحة شعرها الناعمة كما انها لم تضع اي مستحضرات تجميل بل تركت جمالها الطبيعي يظهر أنوثتها وبرائتها توجهت نحوهم بخطوات بطيئة وقالت بصوت مرتبك مساء الخير يا جماعة
فنظر الجميع اليها وابتسموا بينما ردت عليها السيدة كوثر قائلا مساء النور يا حبيبتي تعالي اقعدي جنبي علشان ابصلك كويس
شبكت مريم يديها ببعضهما ثم نظرت تلقائيا إلى ادهم الذي كان يحدق بها بهدوء وبنظرات تحمل الكثير من التساؤلات
مما جعلها ترتبك اكثر لذا اشاحت بصرها عنه بسرعة ونظرت الى السيدة كوثر وابتسمت بلطف قائلة حاضر يا طنت
قالت ذلك ثم جلست بجانبها باحترام فاخذت السيدة كوثر تثني على جمالها وامسكت ذقنها بلطف قائلة بسم اللہ ما شاء الله ايه الحلاوة دي كلها يا حبيبتي انتي تاكلي ايه علشان تبقي حلوه
بالشكل دا
شعرت مريم بالخجل يعتلي وجنتيها فابتسمت وغمغمت ربنا يكرمك دي عينيكي الحلوه علشان كدا بتشوف كل حاجة حلوه
ابتسمت رغد وقالت ممازحة ايه دا ايه دا الظاهر ان ست الكل نسيتني انا وسلوى بعد ما قابلتك يا مريم
فضحكت السيدة كوثر وسألت هي الغيرة اشتغلت ولا ايه
اما سلوى فابتسمت بلطف واردفت ماما كوثر عندها حق انتي حلوه اوي يا مريم واكيد بناتك هيبقوا حلوين زيك
فنظرت مريم الى ادهم وارتبكت بعد قول سلوى وسرعان ما التفتت اليها قائلة ميرسي يا سلوى دا انتي اللي حلوه بس بصراحة انا مبفكرش اني اخلف تاني
في تلك اللحظة سمعت صوته الرجولي يقول بس انا عايز كمان ولاد
الټفت الجميع اليه حيث كان جالسا على نفس الوضعية واضعا قدمه اليمنى فوق اليسرى ويكتف ذراعيه ولم يتحرك شبرا واحدا ونظرت مريم اليه پصدمة شديدة بينما اضاف قائلا يعني ابني لازم يبقى عنده اخ او اتنين علشان يلعب معاهم وميحسش بالوحده مش كدا يا ماما
ابتسمت السيدة كوثر وصفقت بيدها مرة واحده قائلة بحماس طبعا يا حبيبي دا هيبقى على قلبنا احلى من العسل
قالت ذلك ثم امسكت بيد مريم واضافت علشان كدا عايزاكي تخلفيلنا بنوته حلوه زيك يا حبيبتي ماشي
احنت مريم رأسها لان الخجل وصل بها الى ذروته فاحمرت وجنتيها وضاق تنفسها فابتلعت ريقها ولم تعلق بينما قالت رغد مخلاص بقى يا جماعة انتوا مش شايفين ان مريم مكسوفه
فابتسم معاذ قائلا وتتكسف ليه دا شيء طبيعي بما انها متجوزه
في تلك اللحظة اتت وفاء ابنة العم محمود وقالت العشا جاهز يا طنت كوثر
فنظرت السيدة كوثر اليها وقالت ماشي يا وفاء يلا بينا يا جماعة
فنهض افراد العائلة بمن فيهم مريم التي كانت ما تزال مصډومة بسبب ما سمعته من ادهم