رواية أنا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44)بقلم روز امين كاملة
البلدة بأكملها
قټله جوزك يا جلابة المصاېب انا جيت بس علشان أقولك تجهزي نفسك لدفنته الليلة دي واللي خلق الخلق لاحړق قلبك عليه يا إجلال
نطقت كلماتها وانطلقت كالإعصار للخارج تلتها نجلتيها لتبتلع إجلال ريقها وتمسك هاتفها لتهاتف شقيقها الذي صدح صوته الغاضب وهو يهتف
الواطي جوزك قتل هارون يا إجلال إياكش تكوني إرتاحتي وعجبك تخطيتك
مين اللي قال إن هو اللي قټله يا حاج محمد نصر من بعد العصر في كفر راجح ناصب صوان دعاية هناك وولادي كلهم معاه
واسترسلت بدفاع ممېت كي تدفع عنه شړ أهلها كي لا يطوله
ده أكيد حد قاصد يولع بين العيلتين واستغل الإنتخابات إهدى يا حاج محمد وفكر بالعقل
نطق بقوة وثبات
العقل ده سبناه للنسوان اللي زيك يا إجلال لكن إحنا السلاح هو اللي هيرد نجيب بس ميتنا وندخله بيته وقبل خرجته هيكون نصر محصله
كلمي عمي نصر وقولي له على قتل الحاج هارون وخليه يطلع بسرعة من عنده هو وحسين وطلعت وعمرو
نطقت ياسمين بصوت مرتجف أظهر كم الړعب الذي سكنها
برغم الهلع الذي سكن داخلها جراء حديث شقيقها إلا أنها أظهرت قوتها لتتحدث بثبات تحسد عليه
إنت اټجننتي يا بت إنت وهي هو فيه حد يجرأ ېلمس شعره منهم حتى لو كانوا أهلي
نطقت مروة بدموعها
ده تار يا ستهم وساعة التار العقل بيتلغي
صاحت بحدة وصوت بدا عليه الإنزعاج
هارون إبن عمي إتقتل يا نصر
نطق سريعا بهلع ظهر على وجهه
يا ساتر يا رب إمتى وإزاي ده حصل!
سألته بتشكيك
إنت إتجننتي يا ستهم أنا أقتل ده أنا راجل حاجج بيت الله أربع مرات
هتفت بارتعاب ظهر بصوتها
طب بلاش تيجي البلد الدنيا هنا مولعة روح على مصر إنت والعيال
هاتف الوسيط مهرب الأثار ليعرض عليه شرط عمرو لينطق الرجل بدهاء
قل له أننا موافقون وسنفي بوعدنا بعد إنتهاء الحفر وتسليمنا الأثار
نطق الرجل بارتياب
بكل ثقة أجابه
لا بل سيوافق وينتظر كونه لجأ لنا فهذا يعني أن جميع أبوابه قد أغلقت بوجهه ولم يتبقى سوى بابنا نحن
سأله مستفسرا
طب وحضرتك هتنفذ له طلبه بجد يا باشا!
ضيق بين عينيه لينطق بصرامة
هل تراني أبله يا رجل لأوقع حالي بتلك الکاړثة مالي أنا برجلا كغريمه ذاك
وتابع بجدية وحزم
عودة إلى عائلة علام كان علام وماجد ينتظران فوق مقعدين أمام باب الكشف لينضم لهما أيهم حيث أقبل عليهما مهرولا يسأل علام بلهفة وړعب ظهرا
بعينيه
إيثار كويسة يا سيادة المستشار
نطق الرجل بحصافة
إهدى يا أيهم الدكتورة بتكشف عليها جوة وإن شاء الله هتبقى كويسة
نطق مأمنا وهو يجاورهما الجلوس
إن شاءالله
أما بالداخل كانت تتسطح فوق الشزلونج الطبي والطبيبة تباشر بالكشف الطبي عليها يقف بجوارها ذاك العاشق ممسكا بكف يدها ليبث الطمأنينة داخل روحها الهلعة تحدثت الطبيبة بهدوء بعد انتهاء الفحص
من انتظام النبض أقدر أقول لكم إن حالة الجنين إلى حد ما كويسة بس مطلوب منك الهدوء يا مدام إيثار
سألتها عصمت مستفسرة
هو إيه اللي حصل يا دكتورة!
نطقت الطبيبة بشكل مفصل
واضح من كلامكم ومن الاعراض إن المدام اتعرضت لحالة من الرهاب الشديد نتيجة مخاوفها من حاجة معينة الرعشة الشديدة والتعرق وتسارع ضربات القلب والدوخة كل دي أعراض رهاب واضحة
لتنطق بعقلانية
طبعا انا مش دارسة طب نفسي لكن كلامي بقوله بناءا على الكشف اللي أثبت الحمدلله إن مفيش مشاكل خاصة بالبيبي وكمان أنا قرأت كتير في الطب النفسي علشان يفيدني في شغلي والتعامل مع نفسيات الستات الحوامل
يعني هي كويسة...قالها فؤاد بصوت مازال مرتبكا بسبب ارتعابه على حبيبته لتنطق الطبيبة بعملية
هي كويسة بس لازم تقعد معاها وتشوف إيه الأسباب اللي عرضتها للرهاب وتحاولوا تلاقوا لها حل لأن للأسف الموضوع ده لو إتكرر ممكن يأثر على صحة الجنين
هز رأسه عدة مرات لتتابع بابتسامة بشوش وهي تقول بنبرة تفاؤلية
مش حابين تعرفوا نوع الجنين
أومأت بهدوء ليتابع بطمأنة
أما نروح هنتكلم وأي حاجة مضايقاك أو تعباكي تأكدي إني هعمل المستحيل وأحلها لك
تطلعت عليه بحزن وقد تجمعت العبرات بعينيها ليميل عليها مستغلا إنشغال الطبيبة بتجهيز جهاز التصويرالسونارللكشف على نوع الجنين
علشان خاطري تهدي وكل اللي تؤمري بيه أنا هنفذهولك
إبتسمت لطمأنت ذاك العاشق لتضع الطبيبة المادة السائلة التي تساعد الألة المرتبطة بالجهاز فوق بطنها وبدأت تمررها بتدقيق ليستمع الجميع لصوت نبضات مرتفعة ومتداخلة تصل للضجيج إبتسمت الطبيبة لتنطق بكلمات مبهمة للجميع المتطلعون بأعينهم على شاشة الجهاز بتمعن شديد
كنت متأكدة وأنا بكشف على النبض
تطلع فؤاد عليها ليسألها باستفهام
متأكدة من إيه حضرتك
نطقت بصوت سعيد
من إن النبضات تخص أكتر من جنين مبروك يا افندم مدام إيثار حامل في توأم ولد وبنوتة
نطقت كلماتها بتلقائية ولكنها لم تدري مدى وقع تلك الكلمات البسيطة على قلب ذاك المسكين الذي حرم من ذاك الشعور لسنوات عديدة بسبب زوجة انتزعت من قلبها الرحمة فاقدة للأخلاق والمبادئ شعور لم يستطع تفسيره فهو مختلف كل الإختلاف عن أية مشاعر قد تعرض لها طيلة حياته وجد حاله ينصت متجاهلا جميع الأصوات من حوله فقط صوت نبضات جنينيه هو من يقتحم قلبه قبل أذنيه وكأنها نغمات موسيقية لمعذوفة من أندر وأعذب الألحان ڼصب عينيه على صورتهما التي تتحرك بفعل تحرك الجهاز فوق بطن حبيبته بات يشاهد كل أجزاء جسديهما التي تعرضها الطبيبة ود لو أن باستطاعته التخلي عن هيبته والهرولة صوب الشاشة لتقبيل كل جزء مصوب على صغاره لفعل دون تردد وبرغم السعادة التي تجعل من الكبير صغيرا والعاقل مختلا إلا أنه استطاع الصمود والتحمل أمام هذا الحدث العظيم إستفاق على صوت شهقات عصمت التي بدأت بالإرتفاع وهي تقترب من الشاشة وتتلمس صورة الصغار وهي تردد بالأدعية شكرا لله
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره اللهم لك الحمد حتى
ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى.
قبضت على كفه لتنطق بسعادة متأثرة بحلاوة اللحظة
مبروك يا حبيبي يتربوا في عزك وعز بابا وماما
ربنا عوض صبرنا خير يا حبيبي ورزقنا بولد وبنت هيملوا علينا البيت فرحة
قولت لك قبل كده إن وشك وش السعد على بيتنا ډخلتي علينا وجبتي معاك الفرح والخير كله
تلبكت أمام سعادة تلك السيدة الهائلة لتنطق بنبرة مرتبكة
يا حبيبتي يتربوا في عزك وعز بابا وفؤاد
هرولت السيدة إلى الطبيبة التي تشاهد تلك اللحظة بتأثر شديد لتقول بلهجة حماسية
من فضلك يا دكتورة عاوزة صورة أوريها لجد الأولاد برة
أجابتها باحترام وحفاوة
حاضر يا دكتور عصمت
مال حتى اقترب من وجهها لينطق بصوت متلبك تأثرا باللحظة
شكرا لأنك في حياتي وشكرا لربنا لأنه بعتك ليا علشان تحققي لي كل أحلامي
مبسوط... نطقت بها بعينين تفيض حنانا وسعادة لأجله ليخرج صوته متلهفا
فيه مشاعر مهما حاولنا نوجد لها كلمات هيبقى صعب تلاقي الكلمة الدقيقة اللي تشرح المعني الحقيقي للشعور وتعبر عنه واللي جوايا وحاسس بيه حاليا عمر ما كلمة بسيطة زي مبسوط هتقدر توصفه
نطقت بصوت حنون
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ليكتفي بقبلة حنون بباطن كفها كي يبث لها المعنى الذي شرحه لها من ذي قبل مما أدخلها بحالة من الهيام
إنتهت الطبيبة من أخذ الصورة وتحركت المساعدة لتنظف لها مكان السائل من فوق بطنها أخذت عصمت الصورة وخرجت سريعا لينطق فؤاد بسعادة
ماما يا حبيبتي هتطير من الفرحة.
تنهدت لتنطق وهي تعتدل بجلوسها
إنتوا عيلة جميلة وتستاهلوا كل حاجة حلوة
بالخارج هرول علام بسؤالها الحنون
طمنيني على إيثار والبيبي
نطقت بحبور لطمأنة الجميع بعدما هرول عليها أيهم وقام بالسؤال عن شقيقته
إيثار زي الفل
ثم رفعت الصورة بوجه علام لتنطق بما جعل من دقات قلب الرجل تقفز من مكانها فرحا ورقصا
إتفرج على أحفادك يا سيادة المستشار جاي لنا ولد وبنوتة زي القمر وماشاء الله صحتهم زي الفل
انعقد لسانه من هول المفاجأة واعتلت الفرحة ثغره حتى أنه بدا أصغر من عمره من شدة حبوره فهكذا هي الفرحة تمنحنا نشوة من نوع خاص تتخلل إلى أرواحا وقلوبا وتنتقل إلى ملامحنا لتجعلها تبدوا أصغر مما هي عليه بأعوام وأعوام ابتسمت لتنطق من جديد
إيه يا سيادة المستشار مش هترحب بأحفادك
بيد مرتجفة تناول الصورة ليتمعن بها بعينين لامعتين وقلب ينتفض فرحا ليخرج صوته أخيرا وهو يقول
الحمدلله ربنا يمد في عمري لحد ما ينوروا الدنيا وأشيلهم على إيديا وأملي عيني منهم
وضعت كفها على ظهره لتمرره صعودا وهبوطا بحنان وهي تقول بيقين
إن شاءالله تشوفهم وتربيهم بنفسك مع فؤاد يا علام
تطلع عليها وحنان الدنيا بعينيه لينطق
إن شاءالله يا حبيبتي
اقترب ماجد ليحتضن علام وهو يربت على ظهره بحفاوة
الف مبروك يا باشا يتربوا في عزك وعز الدكتورة وسيادة المستشار
تسلم يا حبيبي...قالها علام بابتسامة بشوشة لينظر الاخر إلى عصمت مهنئا
مبروك يا دكتورة
نطقت بابتسامة رائعة اظهرت كم حبوها الهائل
ميرسي يا ماجد
هنأهما ايضا أيهم الذي كان يتطلع على الباب ليجده يفتح وتخرج منه شقيقته يساندها زوجها ليهرول عليها ويسألها وهو يتمعن بملامحها
إنت كويسة يا إيثار
ابتسمت لطمأنته وهي تقول
الحمدلله يا حبيبي بخير
إحتضنها وهو يقول بسعادة
مبروك يا حبيبتي ألف مبروك
عاد الجميع إلى المنزل بعدما أخبروا فريال عبر الهاتف وعزة التي استقبلتهم بالزغاريد والتهليل لتنطق عصمت بنبرة سعيدة وهي تتطلع على صف العاملات اللواتي
خرجن للتهنأة
كل واحدة فيكم مصروف لها شهرين مكافأة حلاوة الخبر
نطق علام بحبور ظهر بوجهه وهو يربت على كتف إيثار التي تخطت سعادتها عنان السماء
وشهرين من عندي أنا كمان الدكتورة مش أكرم مني يعني
تعالت أصواتهن الشاكرة لتنطق سعاد باحترام
ربنا يديم السعادة في قلوبكم يا سيادة المستشار ويقوم مدام إيثار بالسلامة
نطق فؤاد المجاور لزوجته يساعدها على الوصول للأريكة
وأنا مكافأتي إن شاءالله لما الهانم تقوم بالسلامة
شكرهن العاملات وانسحبن للداخل فنطق علام وهو يتطلع إلى فؤاد
إبقى بلغ الجزار اللي بنتعامل معاه في المناسبات علشان يدبح عجلين ويوزعهم على المحتاجين يا فؤاد
نطق باحترام
حاضر يا باشا
جلست فوق الأريكة لتسألها فريال باهتمام مبالغ به
أخلي سعاد تعمل لك إيه علشان تاكليه
نطقت وهي تهز رأسها بشكر
متشكرة يا فريال بس حقيقي مش قادرة أكل أي حاجة
إزيك يا يوسف
قال الصغير بنبرة طفولية
إزيك إنت يا خالو وحشتني
اقتربت منه عزة وبدأت بمداعبته وهي تقول
شوفت يا يوسف مامي هتجيب لك أخين