الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44)بقلم روز امين كاملة

انت في الصفحة 63 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ارتياحه لشخص فؤادارتبكت حين جاورها الجلوس فوق فراشها ليسحب الصغير من فوق 
استغربت لما رجعت ملقتكيش في جناحي زي ما اتفقنا
تلبكت لتتحدث بنظرات زائغة بعيدا عن مرمى عينيه 
انا قاعدة مع يوسف زي ما أنت شايف مكنش ينفع اسيبه لوحده
رد على حديثها بابتسامة لطيفة 
مش إحنا إتفقنا إن عزة هتنام معاه هنا

عزة تعبانة... نطقتها متهربة من عينيه المتفحصة لملامحها ليسألها بجبين مقطب 
تعبانة إزاي 
أجابته بتلبك 
عندها هي عندها خبرة في تربية الأطفال وهتعرف تتعا... قطعت حديثه بحدة قائلة برفض تام 
ملوش لزوم تتعبها معانا
مفيش تعب ولا حاجةثم إن ده شغلهم
شغلهم لأصحاب البيت يا سيادة المستشار مش للضيوف... قطب جبينه مستغربا حديثها ليسألها 
طب ما انت من أصحاب البيت يا إيثار
بلاش نضحك على نفسنا بكلام ومصطلحات مش صحيحة... نطقت جملتها بحدة وهي تسترجع بداخل عقلها كلمات شقيقته عن أنه قص لهم ظروف زواجهما وكشف سترها أمام عائلته لتسترسل بذات معنى وهي تتمركز بمقلتيها بخاصتيه 
أنا وإنت عارفين كويس أوي ظروف جوازنا فياريت نتعامل مع بعض على أساس إن الموضوع مؤقت ومسيره ينتهي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية. 
شعر بحدتها فأخذ يتطلع إليها عدة لحظات طويلة بصمت متفحصا أياها بأعين متعجبة ليسألها بهدوء 
إنت كويسة حصل حاجة أنا معرفهاش زعلتك 
تحدثت بثقة ونبرة جادة أرادت بها الحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها 
خالص
لتستطرد متسائلة باستخفاف 
إيه اللي بيخليك تقول كدة 
أصل كلامك معايا الوقت مختلف جدا عن كلامنا مع بعض الصبح يعني حسيت... قاطعته بحدة ناهرة 
غلطة يا سيادة المستشار كلامنا كان نابع من لحظة ضعف عيشناها كراجل وست قربوا من بعض وحسوا بتوتر وشوية أحاسيس مكنتش لازم تتحس وللأسف إنجرفوا ورا رغبة 
لتنظر بعينيه 
نظر للصغير ولرأسه المرتخية فوق كتفه ليتفاجيء بغفوته وكأنه وجد سلامه النفسي ذاك الحنون فاستسلم ودخل بسبات عميق أنزله بين يديه بهدوء واشار لها كي تعدل الفراش وبالفعل جذبته لينزل الصغير برفق ويعدل من وضعية رأسه فوق وسادته ثم يدثره بمساعدتها بالغطاء الوثيلا يعلم ما يحدث له بكل مرة يقترب فيها من ذاك الملاك فقد استطاع ببراءته أثر قلب ذاك القوي ليحوله للينبقلب يأن ألما وعينين مغرورقتين بالدموع كانت تطالعهكم تمنت أن تجد لصغيرها صدرا حنون يحتويه ليشعره بالأمن والأمان ويكون له السند الذي افتقده بغياب ذاك الاناني الذي لم يضعه بحسبانه وانجرف خلف شهواتهبصعوبة إبعد شفتاه عن وجنة الصبي لينتفض واقفا وتحرك سريعا صوب باب الغرفة ليقف فجأة متحدثا بصوت صارم دون الاستدارة 
واستطرد مؤكدا على حديثها بطريقة ساخرة 
مجرد رغبة
نطقها وانطلق بسرعة البرق ليختفي خلف الباب حيث اغلقه برفق لتجنب إزعاج الصغير اطلقت العنان لدموعها الغزيرة فور خروجه شعرت بمرارة حلقها لتنظر لصغيرها الغافي كم تمنت لو كان صادق الوعد واثبت حسن نيته بمساندتها تنهدت پألم لتسأل حالها باستغراب 
ولما الاستغراب إيثار ما الذي فعله كي يثبت أنه ينظر لك كزوجة محترمة يريد مشاركتها لمشوار حياتهماذا كنتي تنتظرين
من رجل من الوهلة الاولى التي رأك بها طلب الزواج منك بعقد عرفيآواعية أنتكان يريدك إمرأة في الظلهكذا هي نظرته لك منذ البداية إذا فلا داعي لما تفعلين
أما عن ذاك العاشق فقد ولج لحجرته كمحارب مهزوم يجر أذيال خيبتهألما ساكنا بثنايا قلبهذهب وكله أمل أن يعود بها لتدفيء فراشه البارد وتشاركه ليله الطويلعاهد حاله أن يتخذ
منها سكنا وسکينة ويحيا معها إلى نهاية العمر لكنها وللأسف ضړبت بأحلامه عرض الحائط 
كان يدور حول نفسه كالأسد الحبيس يجذب خصلات شعره الناعمة بعصبية مفرطة منفسا بتلك الطريقه عن غضبه الحبيس الذي لو خرج لاحړق بطريقه الأخضر واليابس بات يراجع حديثهما صباحا هل تحكم به عشقها الملعۏن لدرجة جعلته يتخيلها توافق على تلميحاته بتسليمه حالهانفض رأسه معترضا ليراجع حالهلا لم يكن تلميحا بل كان تأكيدا بالموافقة على طلبه الصريح بأن يعاملها معاملة الأزواج نعم لقد رأى استجاباتها بل انسجامها مع كلماته ونظراته الجريئة التي كانت تتحرك بجرأة فوق وعينيها تحت سعادتها التي رأها بأم عينيههو ليس بأرعن كي لا يستطيع قراءة عيني إمرأة راغبة ورغبتها نابعة من عشقها نعم لقد رأى شغف عشقها بمقلتيها
دار حول حاله پجنونيا الله سيجن مالذي حدث وأبدل الحال هكذاظلا هكذا لوقت غير معلوم بالنسبة لهمالقد عاشا وقتا صعبا جلس كلا منهما يترقب الوقت ويتمنا داخله بأن تنتهى تلك الليلة الطويلة الحالكة والتى إختفى قمرها ليزيدها سوادا.
إنتهت عتمة الليل وشق نور
الصباح ليسدل الستار على يوم عصيب لا زالت توابعه قابعة بقلبي كلا العاشقينارتدى ثيابه البيتيه الهادئة بنطال من القطن وكنزة نصف كم باللون الابيض صفف شعره وهندم شعر ذقنه ونثر عطره ليتحرك إلى الأسفل للحاق بتجمع العائلة حول مائدة إفطار يوم الجمعة وهو اليوم الوحيد التي تجتمع به الاسرة بتلك الوجبةخرج من حجرته وكاد ان يتجه صوب الدرج لكنه توقف وهو يرى عزة تخرج من حجرة محطمة اماله حاملة الصغير فوق صدرهاتحرك إليها ليبتسم للصغير مداعبا وجنته الرقيقة بأصابع يده ليبتسم ذاك البريءنظر لها متسائلا باستفسار 
المدام نزلت تحت يا عزة
لتجيبه بنفي 
الست لسة في أوضتها يا باشاطلبتني وقالت لي أنزل يوسف وأفطره واخليه يلعب في الجنينة علشان ميزهقش
سألها من جديد 
وهي منزلتش ليه 
أجابته بهدوء 
مش عارفة يا فؤاد باشا بس هي شكلها كدة مزمزئة شوية
قطب جبينه لعدم فهمه للمصطلح لتستطرد مفسرة 
شكلها داخلة على دور برد 
تحدث وهو يتحرك لغرفتها 
خدي الولد نزليه تحت وانا هدخل لها
ابتسمت بسعادة ودق هو الباب تعجب من عدم ردها ليفتح الباب ويدخل ليتفاجيء بخروجها من الحمام أخذ يتطلع إليها متفحصا أياها بنظرات مبهمة فقد كانت ترتدي قميصا بيتيا بينما كانت ترفع شعرها لفوق بكعكة عشوائية لتتناثر تحمحمت بخجل وباتت تغلق من ثوبها بعدما رأت عينيها وهي مثبتة فوقها دون حياء عاد لرشده سريعا ليتحدث بنبرة صوت رخيمة 
صباح الخير
بصوت متحشرج متأثرا باللحظة أجابته وهي تتهرب من عينيه 
صباح النور
منزلتيش ليه علشان تفطري مع العيلة...نطقها بجدية لتهمس بصوت خجول 
أنا هخلي عزة تطلع لي الفطار هنا يعني علشان اسيبكم على راحتكم
ابتلعت لعابها بمرارة لشعورها الدائم انها عبيء على أهل المنزل وأنهم أجبروا على وجودها الذي فرضه فؤاد على الجميع
إنتوا عيلة وأكيد عندكم أسراركم وخصوصياتكم اللي حابين تتكلموا فيها يوم الاجازة وجودي مش هيبقى لايق
تحدث بنبرة جادة وملامح وجه صارمة 
يظهر إن مدام إيثار ناسية إنها بقت فرد من العيلة وإن مبقاش فيه أسرار عليها
واسترسل بغصة متذكرا حديثها ليلة أمس 
على الأقل طول الفترة اللي هنقضيها كزوجينيلا غيري هدومك علشان تنزلي معايا... نطقها بجدية وملامح مبهمة لتتحدث بنفس اللكنة الخجلة 
ارجوك سيبني على راحتيأنا مبحبش أكون تقيلة على حد أو أكون موجودة في مكان غير مرغوب بوجودي فيه
قطب جبينه ليسألها بلهجة حادة بعدما تحولت نظراته لقاتمة 
فيه حد من أهل البيت قال لك أو حتى لمح لك إن وجودك مش مرغوب فيه 
هزت رأسها سريعا لتجيبه نافية 
لا خالص بالعكس الكل بيبتسم في وشي وعمرهم ما حسسوني إني عالة عليهم أو إنهم مجبرين على وجودي وسطهم
ضيق عينيه ليهتف باستياء 
عالة عليهم ومجبرين! إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده
ليستطرد بقوة زرعت بداخلها الثقة 
لازم تعرفي إنك موجودة هنا بصفتك مرات فؤاد علام زين الدينوالبيت ده بيتك زيك زي ماما وفريال وليك فيه زي اللي ليهم بالظبطوياريت تسيبك من الحساسية الزايدة عن اللزوم دي
لم تدري لما تملك منها ذاك الشعور الهائل بالسعادة الذي شملها ليكمل هو بعدما رأى بنظراتها شعورا بالرضى والحبور 
أنا مستنيك قدام الباب على ما تغيري هدومك علشان ننزل مع بعض
اومأت بابتسامة شاكرة ليخرج وينتظرها بالخارج لتهل عليه بعد قليل بمظهرها الخلاب الذي خطڤ لبه أشار بكف يده نحو الدرج ليهبطا منه سويا متجهين صوب غرفة الطعام وقبل دلوفهما من الباب مد كف يده ليحاوط خاصتها تحت انتفاضة جسدها جراء المفاجأة لتنظر له لتجده ينظر لها بطمأنة ليتحرك للداخل وبصوت هاديء وملامح وجه بشوشة تحدث 
صباح الخير 
الټفت الجميع صوبه لتتفاجأ فريال بضمته لكف تلك التي تتحرك بجانبه والخجل يعتريها رد الجميع التحية ليتحدث علام مستفسرا 
إيه التأخير ده كله يا سيادة المستشار موتنا من الجوع وكنا لسة هناكل ونسيبكم
ابتسم لوالده ليتحدث وهو يسحب المقعد للخلف لتجلس عليه كأميرة 
أنا أسف يا باشانمت إمبارح متأخر علشان كدة أخدت وقت على ما فوقت نفسي
ولا يهمك يا حبيبيمحصلش حاجة دول كلهم عشر دقايق...كلمات هادئة نطقت بها والدته لتسترسل وهي توجه بصرها لتلك المتلبكة بابتسامة
إزيك يا إيثار 
أخرجت صوتها لتتحدث بخجل 
الله يسلمك يا دكتورة
عاملة إيه يا إيثاريارب تكوني مرتاحة في البيت وإتأقلمتي عليه بسرعة...كلمات نطقها والده لتبتسم له بسعادة ليتحدث ذاك الذي جاورها الجلوس بالمقعد المجاور
أكيد إتأقلمت يا باشافيه حد بيستغرب بيته وميرتاحش فيه
جعلتها كلماته واهتمامه بها تشعر بوغزة اقټحمت قلبها أبعد ما أخبرته به ليلة أمس وتلك المعاملة الجافة مازال يغمرها باهتمامه المبالغ به لقد أثبت بالفعل أنه رجل بكل ما تحمله الكلمة من معني لقد توقعت ثورة عارمة من غضبه ستطولها بعدما هدمت امنياته وصدته وهي التي جعلته يتأمل ويمني حاله بامتلاكها والدخول بها كزوجة شرعيه حتي تأمل واستعد نفسيا وعلى حين غرة صڤعته بقوة برفضها الصريح لهوعت على صوته وهو يسألها ممسكا بشوكتين بين يديه 
تاخدي جبن 
أومأت بابتسامة سعيدة لم تستطع حجبها عن عينيه ليضع بصحنها بعضا من أنواع الجبن ثم أمسك بالخبز ليضعه أيضا داخل صحنها تحت نظرات فريال المتفحصة لتلك النظرات المتبادلة بين شقيقها وتلك الدخيلة تنهدت بريبة وعدم راحة بقلبها
بعد انتهاء اليوم 
صعدت لتغفو بغرفتها وكعادتها منذ أن أحضرها فؤاد إلى هنا أخذت صغيرها داخل ليغفوا فهي تخشى عليه لذا لا تأمن وجوده إلا وأثناء ما كانت تغط بنوم عميق دق بابها بخفة لكنها لم تشعر لشدة أرقهافتح الباب بهدوء كي لا يزعج الصغير ونظر عليها ليرى وجهها عبر الضوء الخاڤت المضئ من ذاك المصباح الكهربائي المعلق بالحائطكانت الإضاءة باللون الأحمر الخاڤت مما انعكس على ملامح وجهها وأعطاها مظهرا مثيرا للغايةإبتلع لعابه عندما اقترب ليقف بجانبها ورأى شعر رأسها الحريري شديد السواد مفرودا فوق وسادتها البيضاءأما شفتاها المكتنزة فحدث ولا حرجابتلع لعابه وأغمض عينيه ليأخذ نفسا
عميقا حاول به تهدأة ثورة مشاعره الكامنةوضع كفه فوق كتفها فقد كانت ترتدي منامة بحمالات رفيعة من اللون الأزرق هزها بحنان وهو يهمس بنبرة خرجت رغما
عنه حنون
إيثار
إمممم
هامت روحه وما شعر بحاله إلا وهو يتلمس شعرها بنعومة ليتابع محاولة إيقاظها قائلا بهمس 
إيثارإيثار
قاومت نعاسها وبدأت بفتح أهدابها رويدا رويدا إتباعا لندائه باسمها وما أن استعادت وعيها ورأته يقف بجوار الفراش حتى انتفضت لتهب جالسة وبحركة تلقائية بخجلها العارم فاتجه صوب المقعد
 

 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 118 صفحات