رواية ميراث الندم(كاملة حتى الفصل الأخير)"بقلم الكاتبة أمل نصر"
هكون جايبهم عندك امانة مثلا خبر ايه يا عم عزب دا حاجة بسيطة من خير الأرض جولت ادوجهم منها هي فين خالتي جليلة فين بجيت العيال عشان يفرحوا بالطرح الجديد
يا خالة جليلة.
خرجت له المرأة على النداء تتلقفه بابتسامة مرحبة رغم تعجبها هي الأخرى لفعله
انا هنا يا ولدي جيت اها بسم الله ماشاء الله ايه دا كله
دا خير ارضنا يا خالة وانتي عارفة انها زينة وعافية وانا بصراحة بجى جايب الهدية دي لمعتز باشا خليه يدوج خير جدوده ويعرف بأصله الزين جرب يا واد .
قال الأخيرة يتناول كفه منها يقربه إليه نحو الفواكه يخاطبه مع دعوة بقية الأطفال معه
تحب المانجا ولا الجوافة ولا التين ولا أجولك إنت تاخد تفاح عشان حلو زيك.
معتز.
صدر الصوت كصيحة وقد ازعجها كم الفوضي التي تسبب بها طفلها بالإضافة لتناوله العديد من الفاكهة بشكل عبثي لم يعجبها
ما تسبيه ينجي على كيفه الواد مبسوط.
مبسوط.
تمتمت بالكلمة باستتهجان واضح ناقلة بنظرة لوم نحو والدتها وشقيقها قبل أن تعقب له
متشكرين جوي بس انا ولدي كدة ممكن تجيله حساسية دا غير انه بجع هدومه عن اذنكم هروح اغير له.
طب مستعجلة ليه ماتسيبي الواد معانا شوية خليه يفرح مع العيال وبعدها سبحيه زي ما انتي عايزة هو اساسا جمر ومش مستاهل .
همت ان تجفله برد غبي عله يرتجع من البدايه عنها ولكن شقيقها كان الأسبق برده
لا خليها تروح تسبحه احسن هو اساسا عامل زي البسكويتة وما بيتحملش روحي نضفيه يا نادية روحي.
روحي ياما اعمليلنا كوبايتين شاي بسرعة ياما ونبهي ع الواد محمود يدخل الجفاصة دي جوا
أجف هنا يا عم عبد الباسط.
هتفت امرة الرجل المسن برقتها ليتوقف بالسيارة التي يقودها لوسط الطريق الزراعي حتى تسائل بعدم فهم
ردت وهي تعدل من وضعها حتى تترجل من السيارة
عارفة والله بس انا هاخد الحتة الصغيرة دي على رجلي عايزة امشي وسط الخضرة والهوا اللي يرد الروح.
ترجل خلفها ليعلق عارضا عليها من واقع عمله
وماله يا ست البنات امشي انا كمان معاكي الخطوتين دول واوصلك واهي العربية جاعدة مكانها ومحدش يجدر يجربلها عشان معروف دي بتاعة مين
أهدته ابتسامة عذبة ترفض بلطف
وبعدها ترجع تاني على رجليك لا يا عم انا كبيرة واعرف اوصل لحالي وعارفة السكة كمان يعني مش هتوه.
ضحك الرجل يتابع خطواتها ليتمتم من خلفها بمحبة
ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويسعدك بروحك الحلوة دي يا ست الناس يا روح .
أما هي فقد واصلت تخترق المساحات الخضراء عن معرفة سابقة بكل شبر منها حتى توقفت أمام الشجرة العزيزة والملتصقة بعدد من النخلات الصغيرات ليخفق قلبها بدوي صاخب داخلها روحها المتعلقة بها وبالذكريات التي تحملها لها كانت تتواتر بذهنها سريعا وغبطة تغمرها وكأنها تملك الكون بأجمعه ذكريات من عمر طفولتها ما زالت تحمل اثرها وعشق كبر مع كبر العمر.
يا روح يا روح تعالي شوفي عمر ركب ع النخلة وبيبلغك انه هينتحر ويرمي نفسه من فوجيها
ينتحر من فوج ايه
قالتها لتترك اللعب مع بعض الفتيات ثم اتت مع شقيقته التي اجادت التمثيل لتعقب على فعله
شايفة اهو زي ما جولتك لسة جاعد على وضعه.
سمعت منها لتتخصر مندمجة معهما
انزل يا عمر بلاش التهور لاحسن يحسبوك علينا نفر ولا حاجة.
عبس يخاطبها بلوم
بجى هو دا اللي ربنا جدرك عليه دا بدل ما تهاوديني في الكلام زي ما بيعملوا في التلفزيون.
ضحكت تتحداه بالكلمات
لاه احنا معندناش الحاجات دي إنت اخترت ترمي نفسك من فوج النخلة اللي يدوبك تجيب طول اخويا غازي هنعملك ايه بجى مش انت اللي اخترت ما تجوليله يا جميلة.
اجوله ايه دا كان مفكرك هتزعلي وترمي نفسك وراه إنزل يا عم انزل دي باينها مش فارج معاها.
قالتها جميلة ليتلقف جملتها سائلا
صح انا مش فارج معاك يا روح.
لم تجيب وظلت ترمقه بابتسامتها الخلابة فتابع بمحايلة
وحياة اغلى ما عندك يا شيخة لتجولي فارج معاكي ولا ارمي نفسي صح انا مش ھموت بس