رواية ميراث الندم(كاملة حتى الفصل الأخير)"بقلم الكاتبة أمل نصر"
الدعوة مش هينفع أصبر أكتر من كدة.
سألته باستفسار
تجصد إيه
اجابها بلهجة مشتدة وكأنه حسم القرار
هعمل اللي يمليه عليا ضميري مش هسيبها كدة معلجة لحد ما يتكرر الظلم تاني بعد وفاتي
صمت برهة يطالع وجه زوجته التي زوت ما بين حاجبيها في انتظار الاتي منه ليردف
أنا كلمت بنتك هويدا من شوية هتاجي بعد كام يوم مع ولدها الكبير ونعيمة مش هتجدر تنزل بنفسها هتبعت ولدها هو كمان وكيل عنيها....... انا خلاص خدت شورتهم وحسمت أمري .
وايه دخل بنتتك في الحديت عشان تجيبهم من البلاد اللي متجوزين فيها انت ناوي على ايه
أجاب عبد المعطي وبريق التحدي يلمتع بعيناه
هحفظ حج المسكين جبل ما يجور عليه الظالم.
بعد عدة أيام
خرجت شربات من غرفتها تتغنج بخطواتها بالعباءة المنزلية الضيقة امام أنظار زوجها المتابعة لها وهو يشاهد التلفاز في وسط الصالة وحوله أولاده مالك أكبرهم والذي سيدخل عامه السابع عشر بعد عدة ايام اسراء في العاشرة ورغد في السادسة.
هتفت بها نحوه بنظرة مغوية وابتسامة لعوب من ثغرها الذي تلون بالأحمر القاني رمقها بأعين ضيقة متفحصة وهو يكركر في شيشته وكأنه يقرأها فتابعت تردد وهي تميل بجسدها أمامه بصوت زادت من نعومته
يا راجل بجولك تعالى شوف العطل اللي في الشاشة ما سامعنيش
محدش فيكم يجلب من ع المسلسل انا راجع حالا.
.
صدر صوت مالك خلفه باعتراض
هو درس وهنحفظه يا أبوي المسلسل ده شوفناه يجي مية مرة .
التف برأسه إليه يحدجه بنظرة محذرة هاتفا
اياك تلمس الريموت يا مالك ولا تجلب على قناة الأفلام الاجنبي اخواتك البنتة بيتفرجوا معاك يا بارد.
جذبت شربات زوجها من ذراعه لتسحبه معها لداخل الغرفة متمتمه له
تحرك معها يرد بضيق
بتجريني كيف البهيمة بيدك خبر ايه يا مرة انتي
كل خير يا راجل!
قالتها بابتسامة متسعة واستسلم فايز لإلحاحها مضطرا وهو يدعو ألا يكلفه طلبها هذه المرة الكثير فهو الأعلم جيدا بأسلوبها حينما تبتغي منه شيء.
أدخلته الغرفة تدفعه دفعا لتغلق بابها على الفور ثم همست بمرح
افتر ثغره بابتسامة صفراء قبل أن يقترب من تخته ويجلس على طرفه يقول بسأم
نعم يا شربات جولي يا للا عايزني في إيه
مصمصت بشفتيها تدعي العتب لهذا الفتور منه ثم ذهبت من أمامه تزيد من الميل بخطواتها حتى خزانة الملابس لتخرج منها منامة بلون فيروزي قصيرة جدا لفتت انتباه زوجها الذي استغرب بداخله بكيفية ارتدائها على جسدها البدين فانتقلت عيناه إليها ليرى الحماس الذى اعتلى وجهها فقال مدعي اللهفة رغم استغرابه
ايه ده ده حلو جوي يا شربات.
زاد المرح على وجهها وهي تعيد تفحص منامتها بفرحة غامرة وتشرح له عن ثمنها ونوعية قماشها الحريري الذي تزداد لمعته مع الإضاءة المبهجة للغرفة وهو يستمع ويصبر نفسه على مضض ثم سألها على عجالة ليأتي بنهاية الحديث وقد حفظ وأصابه الملل من المقدمات
عايزة ايه من الاخر يا شربات
تركت المنامة من يدها لتطبق ثغرها وهي تقترب لتجلس بجواره قائلة بعتاب
هو ده ظنك فيا يا فايز بجى انا اتعب نفسي واجيبلك الحاجة اللي تفرح جلبك وتيجي انت تجولي عايزة ايه
مط شفتيه ببلاهة وعدم فهم قبل أن ينهض مقبلا رأسها ليعتذر
أسف يا حبيبتي مبروك عليكي الجديد.
هم ليتحرك ولكنها جذبته من مرفقه توقفه
طب ومستعجل على ايه وراك الديوان
هتف بها بنفاذ صبر
وايه لزوم جعدتي جمبك المسلسل شغال وجرب يخلص.
شددت عليه أكثر مرددة بتصميم وإلحاح
دجيجة بس ومش هأخرك هو طلب صغير..
زفر بضيق وسأم لهذه المماطلة المتعمدة وقد تأكد صدق ظنه منها ثم وضع يده في جيب جلبابه يخرج الحافظة ليسألها مباشرة
عايزة كام
ترددت قليلا قبل أن تفاجئه بطلبها
عايزة غسالة أطباج
توقفت يداه ونظر إليها مضيقا عيناه يسألها باستفسار
أطباج ايه مش انتي عندك غسالتين للهدوم واحد عادي والتانية توامتيك
دفعته فجأة ليجلس بجوارها تخاطبه بلهجة مقنعة
يا حبيبي افهمني فيه فرج بين غسالة الهدوم والتانية بتاعة الحلل والمواعين مرتك ضهرها انكسر في غسيلهم طول اليوم وانت مش عايز تجيبلي خدامة.
قالت الأخيرة بلهجة منكسرة لم توثر به بل زادت