الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية " مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 62 من 193 صفحات

موقع أيام نيوز


بس حاولى تتحكمى فى انفعالاتك أكتر من كده من امبارح وانتى بتتعاملى معايا پحده ملهاش مبرر
قالت ياسمين بحزم تغير مجرى الحديث 
الربع ساعه فاتت حضرتك مش هتوريني مكان شغلى 
ألتفت عمر وأسار الى الباب قائلا 
اتفضلى
سبقته ياسمين فى الخروج من المكتب سارا معا خارج المبنى حاولت ترك مسافة بينهما كانت تسير وهى واضعة كفيها فى جيب معطفها لتحاول تدفئتهما فهى تشعر بأن الډم هرب من أطرافها كانت مازلت متوترة لكنها تظاهرت بالتماسك سارا معا دون أن يتفوه احداهما بحرف واحد أخذها عمر الى الأقسام التى تربى فيها المواشي واقترب من أحد الرجال كان يرتدى البالطو الأبيض رجل فى العقد السادس من عمره تبدو عليه الوقار كان يقف أمام أحد العمال ويعطى له بعض التعليمات اقترب منه عمر مناديا اياه قائلا 

دكتور حسن
الټفت الرجل الى عمر وابتسم وصرف العامل الذى كان يتحدث معه وأقبل على عمر قائلا 
صباح الخير يا باشمهندس ايه النور ده 
بادله عمر الابتسامه قائلا 
صباح النور يا دكتور أنا جيت أعرف الدكتورة الجديدة على المزرعة عشان تختار المكان اللى تحب تشتغل فيه 
نظر اليها الرجل وابتسم لها بحنو شعرت ياسمين بالإرتياح فهو يبدو عليه الإحترام والطيبه الټفت اليها الرجل قائلا بإبتسامه 
أهلا بيكي يا دكتورة منورة المزرعة
ابتسمت له قائله 
أهلا بحضرتك
ها قررتى تحبي تشتغلى فى ايه عمر قالى امبارح انك لو اخترتى قسم المواشي هتكونى تحت اشرافى ان شاء الله لحد ما أخليكي أحسن من أحسن دكتور هنا وانتى أصلا باين عليكي ذكية وهتتعملى بسرعه
سعدت ياسمين لهذا الإطراء الذى أعطاها دفعة من الثقة بالنفس قالت له 
طبعا دى حاجه تشرفنى يا دكتور انى أكون تحت اشراف حضرتك وان شاء الله أكون تحت حسن ظنك
الټفت لها عمر قائلا 
تحبي تشوفى المعمل والاسطبل يمكن تغيري رأيك 
أسرعت ياسمين قائله 
لأ أنا هبدأ من هنا ده اذا مكنش عند حضرتك مانع
فكر عمر قائلا 
لأ معنديش مانع بس الشغل فى الزرايب هنا مرهق لكن معمل التحاليل 
قاطعته قائله 
أنا حبه أشتغل هنا
نظر لها عمر بقليل من الشك لكنه هز رأسه قائلا 
خلاص براحتك
كانت بالفعل قد شعرت بالإرتياح لهذا الرجل خاصة بأنه فى عمر والدها فوجدت أن العمل سيكون جيدا تحت اشرافه
الټفت عمر الى دكتور حسن قائلا 
خلاص يا دكتور حسن الدكتورة ياسمين هتكون معاك من النهاردة ان شاء الله بس خلى بالك زى ما فهمتك هى لسه مبتدأه
ضحك دكتور حسن قائلا 
متقلقش احنا مش بنعذب الدكاترة الجداد هنا بناخدهم واحدة واحدة الأول
الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى قائلا 
لو مرتحتيش فى الشغل هنا عرفيني
قالت ياسمين له بخجل وقد أطرقت برأسها 
شكرا تعبت حضرتك
انصرف عمر فطلب دكتور حسن من أحد العمال احضار بالطو الى ياسمين ارتدته وهى تشعر بالسعادة والتفائل وبدأت يومها الأول فى عملها كطبيبه
عاد عمر الى مكتبه ليجد أيمن فى انتظاره أحضر له بعض الأوراق التى تحتاج الى توقيعه أخذ عمر يراجعها عندما

________________________________________

سأله أيمن 
أخبار ياسمين ايه ابتدت شغل
قال عمر وهو ينظر الى الأوراق فى يده 
آه ابتدت شغل وشكلها هتتعبنى أوى
قال أيمن بدهشة 
ليه ايه اللى حصل 
رفع عمر رأسه ونظر الى أيمن قائلا 
واخده كل حاجه على أعصابها بتتعامل معايا پحده من امبارح بدون سبب
معلش يا عمر يعني راعى ظروفها أكيد الوضع مش مريح بالنسبة لها سايبه بيتها وجايه مكان غريب عشان تهرب من جوزها
بس أنا لا عملت ولا قولت حاجه تضايقها هى اللى بتفسر تصرفاتى غلط بتتعامل معايا وهى حاطه مناخيرها فى السما
صمت قليلا ثم قال 
وكمان هى غريبه أوى يعني توقعت بعد المعاملة اللى بتعاملهالى والرسم اللى بتترسمه ده انها تختار مكان زى المعمل تشتغل فيه او أضعف الايمان الاسطبل لكن تصور اختارت ايه 
ايه 
الزريبه
هز رأسه فى حيره قائله 
والله ما أنا فاهملها حاجه حسستنى وهى بتتكلم معايا أكنها برنسيسه وأنا أجرمت وحاولت أقلل من قدر سموها وبعدين ألاقيها تختار الشغل فى الزريبه
ضحك أيمن قائلا 
خلاص هى حره مش هى اللى اختارت 
قال عمر بتحدى 
أنا واثق انها يوم ولا اتنين ومش هتطيق الشغل هناك وهتجيلى تترجانى انها تشتغل فى مكان تانى وأنا أهو وانت أهو
طيب أسيبك بأه وأروح أكمل شغلى
هم بأن ينصرف لكنه الټفت الى عمر مرة أخرى قائلا 
صحيح انت معزوم النهاردة على الغدا
مين اللى عزمنى
ضحك أيمن قائلا 
أنا هيكون مين يعني هو فى حد هنا يعبرك ويعزمك غيري
ابتسم عمر قائلا 
وهتأكلنى ايه بأه يا سي أيمن 
هرش أيمن رأسه قائلا 
بصراحة معرفش بس سماح
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 193 صفحات