الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية " مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 73 من 193 صفحات

موقع أيام نيوز


بتقولى ايه انا حطه بنفسي الهيبارين فى كل الأنابيب قبل ما أحط فيها العينات اللى خدتها
قالت مها ببرود 
بقولك العينات كلها اتجلطت يبقى ازاى يعني كنتى حاطه هيبارين
احتدت ياسمين قائله 
يعنى أنا بكدب
أنا ما قولتش كده
حاولت ياسمين كظم غيظها كټفت يديها أمام صدرها قائله 
والمطلوب دلوقتى
قالت مها بتشفى 

المطلوب انك تاخدى كل العينات تانى والكلام ده يخلص النهاردة لانك زى ما انتى عارفه الفروض النتايج كلها تظهر بكرة عشان نعرضهم على البشمهندس عمر ولو البشمهندس ملقاش النتايج هتبقى انتى اللى فى وش المدفع
قالت لها ياسمين ببرود 
العينات هتكون عندك بكرة يا دكتورة
غادرت مها وهى ترسم على شفتيها ابتسامه التشفى
عكفت ياسمين على أخذ العينات مرة أخرى الأمر الذى أرهقها للغاية فعمل يومين مطلوب منها أن تعيده مرة أخرى فى عدة ساعات كانت تعمل بسرعة لكن بدقة حتى لا تقع فى أى خطأ كان عمر متوجها الى بيت المزرعة عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءا استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته اقتربت منه ودخل ووجد ياسمين تعمل بهمة ونشاط اقترب منها عمر فرفعت رأسها لتنظر اليه قال لها بدهشة 
انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى 
عادت الى اكمال عملها قائله 
عندى شغل
لحد

________________________________________

دلوقتى 
أيوة
رآى عمر علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو 
طيب أجلى الشغل لبكرة الوقت اتأخر دلوقتى
قالت ياسمين بشئ من الحده 
لازم الشغل يخلص دلوقتى لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة مها الصبح
شعر عمر بنبرة الضيق فى صوتها فسألها بإهتمام قائلا 
فى حد بيضايقك هنا 
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت 
لأ مفيش
تفرس فيها قائلا 
واثقة 
نظرت اليه مطمئنه اياه قائله 
أيوة واثقه مفيش أى مشاكل الحمد لله
أومأ عمر برأسه مطمئنا ثم نظر اليها قائلا 
أدامك كتير
شعرت بشئ من السرور لإهتمامه ردت بصوت خاڤت 
يعني شوية
ابتسم عمر قائلا 
نفسي أسعادك بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص
خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلا 
أنا فى البيت مش خارج لو احتجتى حاجة عرفيني
شعرت فى قلبها بسعادة خفيه لم تجب فرحل فى صمت.
بعد فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب شعرت بالخۏف سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض قالت له بدهشة 
انت بتعمل ايه هنا 
قفز الرجل من مكانه وقال لها 
الباشمهندس عمر قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها
شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى ترى ما هو سر اهتمامه بها لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضا طردت ياسمين تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه أفيقي يا ياسمين أين أنت وأين هو مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن بالتأكيد اهتمامه بك لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحاډث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .
جافى النوم عمر فى هذه الليلة ظل ساهرا فى شرفه منزله .كان يشعر بشئ غريب لا يستطيع هو نفسه تسميته نظر الى النجوم التى تزين السماء وهى تضئ وتتوهج فى روعة وجد الابتسامه تتسلل الى شفتيه بلا استئذان شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة شعر بسعادة غريبة تسرى مع دماؤه فى شرايينه وأوردته لم يستطع أن يحدد سببا لتلك الحالة الغريبة التى تعتريه فقط كان يشعر بكل تلك الأشياء ولم يعرف لذلك سببا واضحا 
فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار استقبله عمر بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين كانت بالنسبة ل عمر صفقة كبيرة ستدر عليه ربحا وفيرا قاد عمر الرجل الى حيث المواشي ليلقى نظره عليها وعلى الأعلاف التى تقدم لها وجدت ياسمين عمر يدخل مكتبها برفقة رجل فهبت واقفه قدم عمر الرجل اليها قائلا 
صباح الخير يا دكتورة أقدملك الأستاذ خالد الدمرداش ده عميل عندنا من زمان ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم
قال خالد 
متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك
قدم عمر ياسمين الى الرجل قائلا 
الدكتورة ياسمين طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا
الټفت الرجل الى ياسمين مبتسما ومد يده قائلا 
اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 193 صفحات