رواية هوس من اول نظرة "الجزء الثاني"بقلم ياسمين عزيز
أن يخدع مرتين
فيكفيه ما فعلته فيه هي فلو نجحت وفاء
في خطتها ليس من المستبعد أن يتدمر
و يخسر حياته و هذا مالم تسمح به أبدا ....
وقفت في مدخل المستشفى و هي تتوعد لها
في سرها... ستريها من هي إنجي عزالدين....
الفصل الثامن
كانت هانيا تقف وراء باب غرفة لجين التي
تعمدت تركه مفتوحا قليلا بعد خروج أروى بالطفلة
تعرفت عليه في الجامعة و كيف تزوج منها من
أجل الاڼتقام لكنها لم تحك لها التفاصيل و لم
تخبرها عن تهديده لها بأي صور أو فيديوهات....
إبتسمت بخبث عازمة عن إخبار فاطمة بتلك
الاخبار لتسارع خفية نحو المطبخ حيث
وجدت شريكتها تتذمر كعادتها من عملها كخادمة
في هذا القصر....
إيه يا بنتي هو أنا كل مرة أجيلك فيها هنا
ألاقيكي بتخانقي ڈبان وشك .
فاطمة بتذمر منتيش شايفة القرف اللي أنا
عايشة فيه... أمي خدامة و ابويا جنايني
إمتى يا رب اخلص من الهم داه.
هانيا
قريب جدا إن شاء الله لما يغوروا الحربايتين
اللي فوق دول .
تنهدت فاطمة بتعب و هي تجيبها
دي أنا بفكر أقتلها و خلاص.. .
إمتقع وجه هانيا پخوف و هي تلتفت حولها
مخافة وجود أي شخص قبل أن تأنبها
ششش إنت تجننتي...عاوزة تودينا في دهية
و خلاص .
إبتسمت فاطمة بغير مرح و هي تسخر منها
بداخلها فهي لاتعلم أنها مستعدة لقتل
الجميع حتى تحصل على صالح و ثروته....
إبتسامتها المړيضة التي لاحت على ثغرها
بقلك إيه أنا كنت عاوزة أحكيلك حاجة
مهمة يمكن تساعدك في اللي بتخططيله .
رفعت فاطمة حاجبها مصححة لها
قصدك فلي بنخططله أنا و إنتي.
هانيا و هي تبرم شفتيها
ما أنا لسه معملتش حاجة في موضوعي .
فاطمة..يا بت إنت حكايتك أسهل من حكايتي
عالنار و اهو قاعدين مستنينها تستوي...و إلا
فكرك فريد بيه ليه باقي عليكي لحد دلوقتي
رغم إن مراته كل يوم بتزن عليه عشان يطردك....
إبتسمت فاطمة بداخلها بخبث و هي ترى
لمعة عيون هانيا الغبية التي صدقت كلامها
بكل بساطة و كأنها ألقت عليها تعويذة ما
بجد يا فاطمة... يعني إنت شايفة كده
فاطمة بتمثيل
طبعا و هو في تفسير ثاني غير داه
بس إحنا نستنى كده شوية كمان عشان و انا
هقلك تعملي إيه بس الاول قوليلي
موضوع إيه اللي إنت عاوزة تحكيهولي من
شوية .
حكت لها هانيا كلما قالته يارا لأروى لتتهلل أسارير
الأخرى و هي تضحك بفرحة بعد أن إستعادت
أملها في الوصول لصالح.
فاطمة بتفسير
يعني هما درسوا مع بعض في الجامعة اه فعلا
انا عندي علم بالمعلومة دي... بس مكنتش أعرف
إنها خدعته و مثلت عليه الحب عشان كده رجع و
تجوزها عشان ينتقم منها... بس اللي انا مش
فاهماه هي ليه لحد دلوقتي مستحمله كل اللي
بيعمله فيها...و إلا البعيدة عديمة كرامة و خلاص
دي قربت ټموت في إيده لولا أخوه و العقربة
مراته أنقذوها ماكانوا سبوه قټلها و إلا تغور في ستين داهية.... بس أنا هعرف إزاي أتصرف معاها .
هانيا پخوف..هتعملي إيه
فاطمة..و لا حاجة...إنت اللي هتعملي يا روحي.
هانيا بارتباك..لالا أنا مليش دعوة...أنا أه عاوزة
أتجوز فريد بيه و عاوزه أبقى هانم بس من غير
ډم أنا مش بتاعة الحاجات دي....
رواية بقلمي ياسمين عزيز
فاطمة بسخرية..و إنت فاكرة إنك بالسهولة دي
هتبقي هانم...تبقي بتحلمي يا حبيبتي و بعدين
انا كنت بهزر لما تكلمت عن القټل إحنا طبعا
مش هنوصل للحاجات دي بس اللي عاوز
العسل لازم يستحمل و إلا إنت إيه رأيك....
هانيا بتوتر..انا عارفة و جاهزة و اللي إنت
عاوزاه هعمله المهم أبقى مرات فريد عزالدين .
فاطمة بمكر..يبقى تسمعيني كويس...علبتين
الدواء اللي إنت إشتريتيهم المرة اللي فاتت
هتخذي علبة ال.....
توسعت عينا هانيا بړعب و هي تستمع لخطة
فاطمة الشيطانية و التي ستتسبب بکاړثة
لتلك المسكينة يارا خاصة و ان زوجها المچنون
لن يكتفي بضربها هذه المرة بل لن يتركها
حية و لو للحظة واحدة بعد أن يكتشف
ما سيحدث لتهتف متساءلة و هي تبتلع
ريقها الذي جف
طب انا هحط العلبة فين في الحمام
فاطمة..حمام إيه يا غبية...إوعي تعملي
كده عشان جناح صالح بيه و سيف بيه
الاثنين فيها كاميرات مراقبة و في
كمان أوضة لوجي و جناح كامل بيه كمان
عشان مراته عندها شنط و مجوهرات كثيرة....
الاماكن دي بالذات تتصرفي فيها بحذر
إنت فاهمة
هانيا و هي تحرك رأسها بالقبول
تمام...يعني لازم نلاقي طريقة نحط فيها
الدواء من غير ما حد يكشفنا.
فاطمة بابتسامة ماكرة..متقلقيش انا
مضبطة كل حاجة.....
في صالة الجيم الملحقة بالقصر.....
كان صالح يمارس بعض التمارين الرياضية
التي تعود ممارستها كل صباح لكن بما انه لم يذهب اليوم للعمل فقد قضى معظم وقته في صالة
الجيم...دخل عليه فريد ليجده يرفع بعض
الأوزان ليحرك رأسه بسخرية و هو يتمنى
لو يستطيع تهشيم رأسه بإحدى الآلات الموجودة
لكن لم تمر ثانية إلا و نفى تلك الفكرة من رأسه داعيا له بالهداية فهو في الاخير شقيقه الوحيد.....
جلس على إحدى الآلات بالقرب منه و هو يراقبه
يتمرن... تحدث و هو يتأمل عضلات صدره و ذراعيه
المتكتلتين حتى أصبح كالمصارعين
عندها حق مراتك قلمين منك دخلوها المستشفى.. بقى مش مكسوف من نفسك و إنت شبه الديناصور
تمد إيدك عليها و هي حامل... .
قهقه صالح بصوت عال و هو يضع الأوزان من يده
على الأرض ثم إلتفت لفريد يجيبه
يعني إنت معملتش كده في أول أسبوع جواز
و تقريبا كانت نفس المستشفى صح.
رمى عليه فريد قفازا بلاستيكيا وجده أمامه
و هو يرد عليه بانزعاج..تصدق إنك رخم.... أولا مراتي مكانتش حامل و ثانيا دي كانت أول و آخر
مرة أعمل فيها كده... و انا إعتذرت منها بدل المرة ألف و لسه لحد دلوقتي بعتذر منها و هفضل
أعمل كده حتى بعد خمسين سنة...أنا غلطت و معترف بغلطي الباقي و الدور عليك إنت... مش
عاوز تعتق مراتك غير لما تلاقيها في يوم من الايام چثة.....
رمقه صالح بنظرة حادة و هو يرمي القفاز على الأرض پعنف لكن فريد لم يهتم بل أكمل كلامه
أمال إنت فاكرها إيه لكل إنسان طاقة إحتمال
و هييجي يوم و قدرتها على الصمود تنتهي
و انا بقول إنك تحضر نفسك عشان اليوم داه
قرب اوي....
وقف صالح من مكانه ليأخذ إحدى المناشف
ليجفف بها وجهه و رقبته قائلا بحدة
ياريت متتدخلش فلي ملكش فيه.. دي مراتي و انا حر فيها....
تنهد فريد بعجز من عناد شقيقه... ليته فقط يستطيع معرفة ما يدور بداخل عقله كان عالاقل إستطاع
السيطرة على ما يحصل و إنقاذه قبل السقوط في الهاوية...
تحدث بهدوء محاولا إقناعه
صالح هو إنت ليه لحد دلوقتي بتعامل مراتك
كده و متقليش إنتقام عشان بجد الموضوع بقى
بايخ و اوفر جدا و متهيألي إنت حققت إنتقامك
منها قبل ما تتجوزها حتى .
رفع صالح حاجبه باستهزاء قائلا
يا راجل و المفروض إني اجاوبك
فريد..إنت مجبر تجاوبني... عارف ليه عشان
إنت نفسك عارف إنك خلاص وصلت
لطريق مسدود و مش عارف تكمله و لا قادر بردو إنك تلف وترجع...جاوبني عشان أعرف أساعدك تصلح حياتك إنت لحد إمتى هتفضل كده مع مراتك نازل فيها ضړب و إهانة و تعذيب...اكيد مش هتكملوا
حياتكوا كده عشان انا عارف و متأكد إنك مستحيل
هتطلقها....
صالح باستنكار..لا طبعا... أنا مستحيل أطلقها
دي مراتي....
فريد..أديك قلتلها مراتك...يعني مش جارية
عندك
و إلا واحدة من الشارع...إنت صح أذتها
كثير بس أعتقد إن لسه الأوان مفاتش
حاول تبدأ من جديد معاها لو مش عشانها
فعشان الطفل اللي جاي في السكة مينفعش
ييجي يلاقي ابوه و أمه كده .
تأفف صالح و هو يجلس مقابلا له على إحدى
الآلات.. وضع المنشفة على رقبته ثم مسح
وجهه بيديه مخللا بأصابعه خصلات شعره
التي طالت قليلا لتزيد من وسامته...
هتف باعتراف لأول مرة بما يعتري صدره
بص أنا هقلك على حاجة أول مرة أقولها
لحد حتى سيف عشان تبطلوا تلوموني على
القرف اللي بعمله..أنا لما عملت الحاډثة
و دخلت المستشفى و كنت بين الحياة و المۏت
يارا كانت عايشة حياتها بتخرج و بتسافر
و عايشة حياتها و كأن مفيش حاجة حصلت
و كأني كنت صفحة ملهاش قيمة في كتاب
و شالتها و رمتها في الزباله...لو كانت حتى
جات و إعتذرت او عملت أي حاجة بينت ندمها
كنت نسيت و كملت حياتي و ممكن كانت دلوقتي
متجوزة واحد غيري و مخلفة عيال.. عشان
كده انا قررت أنتقم منها بعد ما فضلت
خمس سنين في أمريكا و انا بخطط
إزاي أبوز حياتها من بعيد و حتى لما رجعت
على مصر..... و فعلا حققت إنتقامي
بالكامل بعد ما ضړبتها في القسم و دخلت
المستشفى....بس للأسف انا يومها إكتشفت
إني لسه بحبها و مش هعرف أعيش من
غيرها ثاني.. أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي...
اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف
الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله... أنا مش بنكر .
فريد محاولا التحلي بالهدوء..لما إنت لسه بتحبها
إبدأ معاها من جديد... زي ما أنا عملت مع أروى.
صالح بسخرية
و إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
يارا زي ما انا عارفها... يارا عنيدة جدا و شخصيتها
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة .
فريد..طب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها
إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك
كده.
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك
السرايا الصفراء مستشفى المجانين...و الله
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ
إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي
هتنام معاكوا
الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة
هانيا إستوقفته من جديد
قائلة
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر
قائلا
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب
عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا.
أروى