رواية انا لها شمس الجزء الثاني من الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم روز آمين
من الأطفال هكذا أخبرتهم الطبيبة لاستيعاب تغييراتها الطارئة
أنا عارفة اللي نفسك طلباه كويس يا إيثار وحقيقي كان نفسي أجيب لك الفسيخ وتاكليه بس لما كلمت الدكتورة وبلغتها حذرتني جدا من خطۏرة الموضوع على الأجنة
ابتسمت لتمد كف يدها تمسد به على وجنتها بحنو في محاولة لامتصاص حالة الڠضب تلك إمتثالا لأوامر الطبيبة
وأظن إنت أكتر واحدة فينا خاېفة على الأولاد
لا تعلم لما تشعر بكل تلك السکينة أثناء حديثها مع تلك السيدة الراقية بكل مرة تتناقشتان فيها ابتسمت وتنهدت بهدوء لتقول بأسى
أنا أسفة يا ماما إني إحتديت شوية في الكلام بس صدقيني ڠصب عني معرفش ليه مودي متغير ومبقتش بتحمل اللي كنت بتحمله زمان
كل ده من تغيير الهرمونات يا حبيبتي إن شاءالله بعد الولادة كل ده هيتغير وهترجعي لطبيعتك وأحسن كمان
إن شاءالله يا ماما بعد إذن حضرتك...نطقت كلماتها وانطلقت نحو باب المطبخ لتطلب من العاملات أن يصنعن كوبا من القهوة لزوجها كي تتوجه به نحو حجرة المكتب لتدق الباب ثم يأتيها صوته الجهوري لتفتح الباب وتطل عليه ك قمر منيرا أضاء حياته تحدثت بابتسامة سعيدة كي تجذب انتباه ذاك المنكب على أوراقه بتركيز شديد
ممكن أخد شوية من وقت سيادة المستشار
رفع رأسه لينظر إليها من خلف نظارته نظارته الطبية الحافظة للنظر شقت إبتسامة واسعة ثغره لينطق بتهليل وترحاب وهو يخلع عنه نظارته ويضعها بعلبتها
هم بالوقوف لتشير له بألا يفعل لتقول
خليك مكانك أنا جاية لك
جلس من جديد لتقترب منه وقالت وهي تقوم بوضع ما بيديها جانبا فوق المكتب الخشبي
أنا قولت أجيب لحبيبي فنجان قهوة يظبط له المزاج علشان يعرف يركز في شغله كويس
تسلم لي حبيبة حبيبها اللي حاسة بجوزها ومزاجه...قالها وهو يستدير بمقعده المتحرك بنصف زاوية قبل أن تنطق بصوت هائم
بحبك
نطق
وأنا بعشقك يا عمري
تناولت قدح القهوة لتقربه منه وهي تقول باهتمام واضح
إشرب قهوتك قبل ما تبرد يا حبيبي
عاوزة أشربها من إيد حبيبي
ضحكت بدلال لتقول وهي تقربها من فمه
بس كده فؤادي يؤمر
ارتشف البعض منها ليغمض عينيه مستمتعا بمذاقها اللذيذ وبات يحرك رأسه مما يدل على تلذذه فتح عينيه
ليقول بعينين بالغرام ناطقة
أحلا قهوة دوقتها في عمري كله
ابتسمت لتجيبه
بألف هنا يا حبيبي
قربت الفنجان من فمه ليرتشف بعضها بتلذذ وتأثر بدى على وجهه ليسألها بجبين مقطب
إنت اللي عاملة القهوة
تؤ...أجابته نافية ليرفع حاجبه باستغراب وهو يقول
أمال إيه السبب إن طعمها أحلى!
ميمشيش معاك إني طلبتها لك وجبتها لحد هنا وكمان بشربها لك بإيدي كل دي مش أسباب كافية تخلي طعم أي حاجة أحلا!
لينطق بدلال واستمتاع
كل حاجة في وجودك وبلمستك غير وأحلا يا قلبي
ثم كرر عليها السؤال بطريقة جدية
بس بجد مش إنت اللي عملاها
أجابته وعينيها تطالع خاصتيه بحنان
كنت أتمنى بس للأسف القهوة من إيدي حرفيا ماتتشربش
قالت الأخيرة لتطلق ضحكاتها وهي تتابع
في مرة عزة كانت مسافرة البلد عند أخوها واضطريت أعمل فنجان قهوة لنفسي لأني كنت مصدعة وكان عندي شغل كتير لازم يخلص
كان يستمع إليها باهتمام عاشقا بكل تفاصيل من ملكت القلب وتحكمت ليسألها بشغف لمعرفة تفاصيلها
وبعدين
رفعت كتفيها لأعلى وتحدثت
مفيش حسيت إن الحوض مصدع أكتر مني فتنازلت له عنها
ضحك حد القهقهة تعمقت بعينيه قبل أن تقول بترقب
عاوزة أتكلم معاك في
موضوع مهم
مستنيه من بدري...قالها بدهاء لتتسع عينيها وهي تسأله بجدية
للدرجة دي باين عليا!
أشار بكفه نحو كوب القهوة الموضوع جانبا
باين للأعمى من الإهتمام المبالغ