رواية للقدر حكاية (الفصل الستون إلى الخامس والستون) للكاتبة سهام صادق
على حالهم... انتفض جسدها وهي تسمع صړاخ شهاب بأسم شريف
شريف استنى عندك... انت هتفضل متسرع كده لحد امتى... انت عارف انت رايح تقف في وش مين... ده أحمد الأسيوطي
ولكن اطرق رأسه للحظات وهو يتذكر كيف كان حمزه سندا لهم وسط الجميع... كيف كان ينجدهم من اي شئ داعما له... اب وشقيقا وصديق
اعقل ياشريف... اخوه مختفي اصلا ومدير أعمال الراجل بلغنا نستنى تليفون منه
لو كان حمزه هنا مكنش ده كله حصل
صعد شريف لسيارته منطلقا... فتنهد شهاب بسأم واتبعه بسيارته
وقفت مها تطالع السيارتان وهم يغادروا.. لتتنهد وهي تضع بيدها فوق رأسها من أثر الصداع الذي بات يداهمها پقسوه في الايام الاخيره بعد أن اهملت ادويتها
سارت بالحديقة ترفه عن نفسها ونظرات بعيده كانت تتبعها بأعين مظلمه ولم يكن الا سالم الذي فاق من غيبوبته وغادر المشفى منذ اسبوعان بعد أن فقد شريف الأمل في افاقته وناسه.. ناسيا ان بينهم قضيه يجب تصفي حساباتها
تآوهت بخفوت من آلم ظهرها وهتفت بأحد العمال وهي تشعر ان اليوم هو ولادتها
ناديلي فرات بيه لو سامحت
رمقها العامل بنظرة سريعه وأسرع نحو سيده... ألتف فرات نحوها مذعورا واتجها إليها بخطوات سريعه قلقه
ألتقطت أنفاسها تمسك ظهرها بيدها
حاسه اني هولد
طب اهدي كل حاجه هتبقى تمام
صعدوا للسياره فألتقط كفيها يدلكهما يأمر سائقه بأن يسرع
خدي نفسك براحه هكلم الدكتوره حالا
وكاد ان يخرج هاتفه من جيب سرواله الا انها منعته بعد أن شعرت بالراحه وزوال الآلم
الآلم راح.. روحني البيت ارتاح
انا بقيت كويسه يافرات... عايزه اروح ارجوك
ارضخ لطلبها بعد جدال طويل... ليدلفوا لغرفتهما بعد وقت قصير وهو يسندها متجها بها نحو الفراش وكادت ان تجلس ليعود إليها الآلم اكثر
ألحقني يافرات
كانت أعين الخدم تلاحقهم وهم يروا سيدهم يحمل زوجته بين ذراعيه هابطا الدرج بسرعه رغم شعوره بآلم ساقه ېصرخ بعنتر وسائقه
ايوه ياست فاديه... مرات البيه بتولد
الفصل الخامس والستون
يداه اتخذت طريقهما نحو خصلاته يجذبهم بيأس وآلم وندم وقلب اهلكته الحياه بعدما كان لا يهاب شئ... انغلق الباب بعدما عادت الممرضه الي الغرفة الراقدة بها صفا ټصارع المۏت بعد ان خرج طفلها للحياه.. أخبرته الممرضه بالبشارة الأولى لتحطمه الي أشلاء وبقايا انسته حلمه الذي انتظره طويلا ولسنوات يخفيه عن أعين الجميع حتي لا يشعر بالنقص
مبروك ماجالك يابيه
اوعي تعمليها ياصفا وتسبيني... مش بعد ما اتغير ادفع التمن..
الوقت كان يمر ومع مررره كانت الحياه تعلمه درسا من دروسها
لا السلطه والمال والنفوذ اليوم نفعته بشئ
هو يقف عاجز مكتف اليدين.. ينتظر اللحظه التي سيخرج فيها الطبيب لتعود له روحه
ولدت
رمقها فرات لثواني وابتعد عنها يسير بخطي بطيئه نحو اللاشئ دون هدف... تسمرت فاديه في وقفتها مندهشة من حال شقيقها فأقترب منها عنتر يخبرها خافضا عيناه أرضا
ولدت لكن هي لسا في غرفة العمليات حالتها خطره الڼزيف مش راضي يقف.. ربنا يستر
تظاهرت فاديه بالاسي نحو ما تسمعه ولكن عيناها كانت اكثر افصاحا بسعادتها عما تسمعه تخاطب حالها بشماته
لازم تبقى اخرتك كده واوحش كمان... بكره فرات يرميكي في الشارع بعد مبقاش ليكي عوزه بعد ما ابنك يغور في داهيه
لولا بابا مكنتش رجعت معاك... انا احترمت قراره ورجعت
ابتسم حمزه وهو يشكر داخله حماه الطيب الذي أقنع ابنته بالعودة مع زوجها بعدما شاهد بعينيه سعادته بأطفاله
عمي طيب زي بنته
مازحها بخفه وقد عادت ملامحه بالاشراق تعمدت الا تطالعه فتنهد
مټخافيش يا ياقوت هديكي كل الوقت اللي تقدري تتعافي فيه من كل حاجه ونبدء نرسم حياتنا مع ولادنا من جديد
الفيلا ديه بأسمك وانا ضيف فيها ياياقوت...هسيبلك كل الحريه لكن اسمحيلي اكون قريب منك ومن ولادي
قالها بصدق وانصرف بعدها بهدوء نحو غرفه صغيريه.. وقعت عيناه على ياسمين التي وقفت تطالعهم بحنان ثم انتبهت على خطوات حمزه فأرتبكت بخجل
شكلهم حلو اوي...
ابتسم حمزه وهو يميل نحو مهد كلاهما ينظر إلى صغاره وهم يذمون شفتيهم متمتما بهمس
اغمضت عيناها بقوه تحبس دموعها التي أبت الصمود.. حديثهم كان لهيب من النيران يذكروها بطفولتها كي لا تجني على أطفالها مثلما جني يوما عليها
رغبه نطقتها رغم رفض قلبها للأمر رغم أنها هتفت بها حتى تتحرر من قيود الضعف ولكن كل شئ أصبح قاتما أمامها وهي تسمع زوجة ابيها ووالدتها يخبراها
لو انفصلتي عن حمزه هتعملي زي اللي اتعمل فيكي... هتعيشي ولادك نفس ما عيشتي
حاسه اني مخنوقه شويه
فردت ياسمين ذراعيها بمرح تنظر لارجاء الغرفه
حد يبقى عنده ولدين حلوين وزوج مشتريلها بيت جميل اوي كده وعمال يراضيها وتقول مخنوقه... لا يا ياقوت ده انا هغير منك كده
انا عارفه اننا انانين ياياقوت بنبني سعادتنا على حياتك... ماما فرحت لما حمزه اتكفل بمصاريف محمود وعلاجه وانا فرحت لما قالي هتعيشي معانا واداني فرصه شغل معاه ووالدتك كانت طايره من الفرحه وهي بتتباهي به قدام جوزها.. كلنا انانين ياياقوت وناسينك..
مع كل كلمه كانت تلقيها ياسمين كانت المشاهد تسير أمامها.. نظرات زوجة ابيها ونظرات والدتها لزوج ابنتها البطل.. كانت تريد الرحيل لمنزل والدها حتى ترتب اوضاعها وتعود عزيزه النفس مرفعة الرأس ولكن هاهي تعود معه لمنزله الجديد دون تعقيم لچراحها التي لم يخلقها حمزه وعائلته فقط إنما ندوب قديمه.. ندوب الكسره والصمت لتمضي الحياه
ياقوت انتي پتبكي
تعلقت عيناها بشقيقتها وهي تمسح دموعها واشاحت عيناها بعيدا عنها
ببكي على حالي ياياسمين...
ياقوت متزعليش مني بس انتي وحمزه غلطانين
ابتعدت ياقوت لتهتف ياسمين مكملة حديثها
هو كان حاطك اخر أولوياته رغم حبه ليكي...كان ظاهر لعيلته انهم هما الأهم في حياته وانتي اخر حد ممكن يبص ليه.. للأسف هو طبق الحب زي رجاله كتير في مجتمعنا حبهم مبيظهرش الا لما بنضيع من بين ايديهم
وانتي كنتي ضعيفه وسلبيه ياياقوت... اتعودتي تنجرحي في صمت
أنتي كبرتي اوي ياياسمين
اطرقت ياسمين عيناها منكسرة تسترجع مۏت خطيبها قبل زفافهم بأيام قليله
الكسره والۏجع بيكبروا ياياقوت
تلك المره كانت ياقوت هي التي تأخذ شقيقتها بين ذراعيها
الحمدلله.. الحمدلله
ابتسم عنتر لسيده وهو سعيد... رغم عدم تقبله لصفا الا ان تلك المرأه غيرت حياه سيده بالفعل ويكفي انها أضافت لحياتهم فردا جديدا أعاد لسيده شبابه
حمدلله على سلامتها يافرات
تعلقت أعين فرات بشقيقته وقد هدأت ثورته منها وزال بعض من غضبه
الله يسلمك يافاديه
وتعلقت انظارها بعنتر حتي تظهر سعادتها
الولد طالع شبهك يافرات مش كده ياعنتر
حرك عنتر رأسه مبتسما... واتسعت ابتسامة فرات على ذلك الحديث الذي أرادت ان تتجاذبه معهم فاديه لتشعر شقيقها بحسن نواياها.. تدعو داخلها ان يكون الامر قد مر بهدوء كما أخبرها عزيز... اليوم كان هو يومها تتخلص من الطفل... صفا راقده على سرير المشفى وستخرج اخيرا من عائلتهم دون أن تكون المرأه الشريره تلك المره
تمتمت داخلها براحه
مش محتاجه اكشفلك يافرات انها خاينه... هي معدش ليها فايده خلاص والولد اللي ربطنا بيها مع السلامه يتربى زي ما يتربى بقى
انا رايح اشوفه
ولكن خروج الممرضه من غرفه زوجته... جعلته ينسى صغيره للحظات مقتربا منها يسألها عن حال زوجته حتى يطمئن اكثر
أعين عنتر الذي لم يدقق بتحرك سيدته.. لتلمع عين فاديه بنصر وهي ترى رساله عزيز
كل حاجه تمت والولد معايا
ابني فين... انتوا متعرفوش انا ممكن اعمل فيكم ايه
وصړخ بعلو صوته وهو يسير دون هواده.. يمسك في تلابيب كل طبيب يقابله
ابني فين ردوا... ردوا بدل ما اعرفكم انا مين
عنتر وفاديه وقفوا ينظرون لحاله فرات الچنونيه.. فنفض عنتر رأسه سريعا من حالة الذهول التي سيطرت عليه...
نصف ساعه مرت ثم انقلبت المشفى رأسا على عقب برجال الشرطه ورجاله
طالعها فارس طويلا وهو يستحضر برائتها عندما طلت أمامه لأول مره في ذلك الملهي الذي لا يشبه أمثالها .. يعلم انها دخلت لهذا العالم هرب او ملجأ ولكن قدميها قد غرزت بالوحل وهاهي النتيجه راقده على فراش المشفى في ظلام تام
مريم
نداها لمرات ثم اطرق رأسه بأسي
انا مسافر يامريم... جيت عشان اودعك