رواية للقدر حكاية (الفصل السادس والخمسون إلى التاسع والخمسون)للكاتبة سهام صادق
احد صفقاته انما كانت إليه زوجة داعيه داعمه مبتسمه تخبره بمرح وببساطه انها تفرح لنجاحه واحترام الناس له وتفتخر بأنها زوجته
عززت داخله مشاعر قويه ولم يزد هذا إلا حب وادراكا ان قلبه احسن الاختيار
استقلت جانبه السياره المخصصه له هنا.. مرت الدقائق وهي تتسأل
رايحين فين ياحمزه
ضغط على يدها بحنو وضحك وهو يعرف فضولها
كل الستات على فكره فضوليه
قطب حاجبيه وهو يفحص تعبيرات وجهها المضحكه
مين قال كده.. انا الستات كانت في حياتي كتير واكيد عارف
اتسعت عيناها من صراحته في أمرا كهذا... فأشتعلت الغيره داخل مقلتيها تدفعه فوق ذراعه
ضحك ملئ قلبه وهو يرى حنقها وتذمرها
حبيت اشوفك وانتي غيرانه وشوفتك
نظرت حولها بهدوء للمكان ثم تعلقت عيناها بالاضاءه التي تأتي على بعد فنظرت اليه
ايه المكان ده... احنا مش كنا رايحين مطعم نتعشا
ابتسم وهو يجذب يدها
حابب نكون لوحدينا
ارتبكت قليلا ليضحك على فعلتها
لم يكن ينهي عبارته الا وكادت ان تقع أرضا
لا انا بقول سيبي نفسك مش تقعي
اردف عبارته وانحني يحملها
انت بتعمل ايه... نزلني ياحمزه انا هعرف امشي
تعرفي تسكتي... انا مش ضامنك وانتي ماشيه ببطنك ديه
نظرت نحو بطنها المنتفخه وجسدها الذي أصبح منتفخا من أثر الحمل
عندما نطقت عبارتها بغصه تغللت داخل صوتها... كان هو قد وصل بها إلى المكان الذي خصصه لهما
أنتي بقيتي أجمل واحلى ياحببتي...
وربت فوق بطنها ينتظر بشوق قدوم طفله
خلتيني أسعد راجل في الدنيا
لمعت عيناها بحب لا تصدق ماتعيشه معه من سعاده... فلم تعد لمساته ولا علاقتهم هي من تحدد حبه فحسب انما وصلت معه لحاله الاكتمال
ظنا انها سرحت بالمكان المطل على البحر والاضاءه التي تحيطهم والوسائد الموضوعه وصوت الأمواج تخترق حواسهم
فيك
ابتسم وهو يزيل سترته ويجلس بوقاره كالمعتاد فوق احدي الوسادات
وانا اللي كنت فاكر ان المكان عجبك
انتبهت للمكان بتفاصيله لتتسع عيناها ونهضت غير مصدقه انه صمم لها نفس المكان الذي رسمته في احد لوحاتها القديمه وصار اليوم حقيقه أمامها
نهض خلفها سعيدا بردت فعلها يغمرها بين ذراعيه
اسف اني بحققلك كل أحلامك متأخر يا ياقوت...اسف اني بدأت اهتم بتفاصيل حاجات كتير بعد ما حطمت الأحلام جواكي
سقطت دموعها.. بالفعل اتي كل شئ كانت تحلم به بعدما انتهى الحلم واستيقظت... كثيرا ما انتظرت ردت فعله بأشياء لتصيبها الخيبه معه ولكن لا بأس بالتأخير قليلا مدام اتي وقت الحصاد
انا بحبك اوي
بدأت سهرتهم بتناول الطعام والحديث عن الكثير عنه وعن بدايه زوجه بسوسن حتى قصته ب صفا أخبارها بجميع تفاصيلها الي ان اصبح حمزه الزهدي الذي يحسده الجميع عما هو فيه وكيف أصبح من ضابط شرطه مرفوض الي رجل أعمال ذو شأن
وكان العجيب لها انها لم تكن من هواه توثيق اللحظات بالتصوير الا انها أحبت ان تفعل معه مثلما تفعله مريم دوما
ايه رأيك نتصور سوا
احتلت ملامحه الدهشه الا انها أسرعت في إخراج هاتفها من حقيبة يدها
هتصور حتى لو طلعت بشعه في الصور
تجلجلت ضحكته وألتقط منها الهاتف
طب ابتسمي بقى... واحد اتنين تلاته
وصوره وراء الأخرى كان يلتقطها لهما بأوضاع عده لم يكن يرضخ لتلك الأوضاع الا بعد الحاح من مريم التي لا يرفض لها طلبا
............................
غطت فاديه جسدها عن اعين عزيز الذي جلس على طرف الفراش يرتدي ملابسه بعجالة قبل شروق الشمس
هشوفك تاني امتى ياحبيبي
هتصل بيكي قبل ما اجيلك عشان تسهلي دخولي البيت
.. لم يكن يطيق لمستها الا ان الوصول لهدفه جعله يعود لحياه تلك التي لم يراها يوما الا مخبولة ارتضي بها زوجة وتحمل بشاعة كل شئ بها لأنها ذات حسب ومال وجنون بحبه
فرات بيكلمك
ألقي سؤاله وهو ينهض من فوق الفراش يدس قميصه داخل سرواله
تنهدت فاديه بمقت
مش عايز يشوفني... تخيل مبقتش عارفه ادخل المزرعه عشان الهانم... ده حبها ياعزيز فرات اخويا اللي قلبه حجر حبها
تغيرت ملامح عزيز ولولا اعطاءها ظهره لرأت مشاعر زوجها الحقيقيه
اخوكي بيحبها عشان الطفل اللي في بطنها... بعد السنين ديه كلها هيكون ليه وريث خلاص فلازم يحبها
مش قادره أصدق ان اللي هيشيل اسم العيله ابن واحده خريجة سجون واصلها..
وتذكرت اصل صفا فتمتمت پحقد
بلاش افتكر
ألتف عزيز إليها وكأن الفرصه قد اتته.
مش الطفل هو الرابط اللي بينهم... يبقى نهايه حكايتهم تبتدي من هنا
قصدك ايه ياعزيز
ابتسم بمكر لا تراه لسذاجتها
المره الجايه هقولك قصدي ياحببتي... لازم امشي بقى
كاد ان يرحل الا ان اوقفته بعبارتها
انت لسا بتحبها يا عزيز
ثواني مرت وهو ساكن بمكانه ليعود إليها ثم ابتعد عنها يتأمل خنوعها وسيطرته عليها
كده ان رديت عليكي
سارت بشرود تتأمل كل ركن بالمزرعه كما اعتادت يوميا... استوقفها صوت عنتر الصارخ بأحدي النساء
فاكره نفسك بتشتغلي في الحكومه ياختي... شهر غايبه عن الشغل وجايه تقوليلي كنت عيانه
ألتمعت عين السيده بدموع القهر واطرقت عيناها آلما
وهكدب عليك ليه ياعنتر بيه...هو في حد بيكدب في المړض
فرمقها متفحصا
مكانك اخدته واحده تانيه.. لما يبقي في نقص عماله نبقى نشوف نرجعك
هلع قلب المرأه وركضت اليه منحنيه فوق كفه تقبله
ابوس ايدك رجعني الشغل.... هاكل منين انا وعيالي
لم تتحمل صفا المشهد اكثر من ذلك... فشريط حياتها كان يمر امامها منذ وضعت قدميها خارج بوابة السچن
رجعها شغلها
تعلقت عين المرأه بها لينظر نحوها عنتر مندهشا من وجودها هنا
ست صفا ده شغلي واوامر فرات بيه
كانت تعلم أن عنتر ماهو الا نموذج مصغر من بطش فرات وصلابه قلبه.. ازداد كرهها لفرات فحتى رجاله مثله عديمين الرحمه
وانا قولت رجعها... انت معندكش رحمه
مش عايزين عمال...لما نحتاج هنبقى نبلغها
انسابت دموع المرأه لتشعر بكسرتها فأقتربت منها متجاهله حديث عنتر تربت على كتفها
ارجعي شغلك
تهللت اسارير المرأه ونقلت عيناها بين صفا وعنتر الواقف يشتعل ڠضبا فهو الي الان لا يتقبلها زوجة سيده
بجد ياست هانم ارجع شغلي
اماءت لها برأسها لتمسح الاخري دموعها لا تعرف كيف تشكرها على معروفها
الكلام ده مش هيعجب فرات بيه... المزرعه ماشيه بنظام
تمتم عنتر عبارته واستدار بجسده راحلا الي سيده ولكن اوقفه صوتها الواثق
روح اشتكيني ليه
كانت تخشي من ثقتها في انصاف فرات لها أمام عنتر الوفي ولكن أقسمت انها لن تنكسر ثانية فلم يعد شئ بها لم ينكسر بعد
امتقع وجه عنتر وانصرف من امامها حانقا
اتبعته الي ان دلفت من باب المنزل واقتربت من حجرة مكتبه لتستمع لشكوي عنتر منها وتصغيرها