رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
باب الشقة يفتح ويدلف منه ولدها جمال العاطل الذي لا تعلم عنه شيء سوى أن مسعد يقوم بإستغلاله في عمله الغير قانوني وهو كالأبلة يفعل ما يقول له ويدفعه لإجبار شقيقته على الزواج منه..
دلف إلى الداخل وهو ينظر إليهم ويعلم ماذا يفعلون هنا بعد أن قال له أحد أصدقائه ما حدث اليوم في الحارة أمام الجميع سلم عليهم ثم جلس وقصت عليه والدته باختصار شديد أنهم هنا لخطبة هدير والتي كانت تستمع لكل شيء..
غناء عن مسعد بل يزيد عنه وهذه الشقة ربما بمجهود شقيقته تكن لهم حقا وملكهم وغير ذلك كثير وكثير لن يستطيع أن يفكر به الآن..
عاد جمال بظهره إلى الخلف ناظرا إلى جاد ووالده ثم تحدث بجدية والاثنين يعلمون ما يفكر به جيدا
حمحم جاد وهتف بهدوء قائلا
لأ يا جمال قبل ما نتفق نشوف رأي البشمهندسة الأول.. وافقت نتفق موافقتش يبقى على الله
هتوافق يسطا جاد متقلقش
زفرت هدير بضيق من خلف الباب وهي تستمع إلى كلمات شقيقها والذي تفهمت نيته جيدا بعد أن وافق بهذه السرعة يا له من جشع!.
هتف رشوان مؤكدا على حديث جاد
أبتعدت هدير سريعا عن الباب حتى لا يراها أحد ووالدتها تدلف إليها دلفت والدتها وأغلقت الباب خلفها ثم نظرت إليها قائلة
أكيد سمعتي كل حاجه ها ايه رأيك بقى
أجابتها مريم سريعا بلهفة وفرحة وهي تتقدم منها
طبعا موافقة هي دي فيها كلام
لأ.... أنا عايزة أتكلم مع البشمهندس جاد الأول
ودي اعملهالك إزاي يا ست هدير اقولهم تكلم الاسطى جاد الأول وبعدين تقول رأيها
أيوه يا ماما دي مش حاجه صعبة ومن حقي أكلمه الأول قبل ما أوافق
نظرت والدتها إلى مريم وفعلت الأخرى المثل واومأت برأسها أن تفعل لها ما تريده حتى يمر الأمر على خير زفرت والدتها ثم أشارت ل مريم بالخروج معها ثم وجهت حديثها إلى هدير وهي تخرج
خرجت ثم أغلقت الباب خلفها وتركتها بالداخل تبدل ثيابها لاستقبال مالك القلب وحارسه توجهت والدتها إليهم وجلست قائلة بهدوء وخجل
هي محتاجة تتكلم مع الاسطى جاد في كام حاجه كده يعني الأول قبل ما تقول رأيها
هتف والده بجدية وهو يتقدم للأمام
حقها
وقفت مرة أخرى وذهبت إليها لتراها إذا كانت ارتدت شيء مناسب أم لأ وقد كانت بدلت ملابسها بالفعل فذهبت والدتها إلى جاد لتأخذه إلى الغرفة وقف معها وتقدم إلى الداخل ليراها تقف في إنتظار قدومه إليها ترتدي فستان أسود طويل يغطي أصابع قدميها يتوسط خصره حزام أسود مثله تماما وأكمامه طويله أيضا وترتدي حجاب من اللونين الأبيض والأسود..
نظر إليها بهدوء ثم تحدث قائلا بجدية وهو يعتدل في جلسته
ايه الحاجات اللي عايزه تتكلمي معايا فيها
جلست على الفراش أمامه وأدارت عينيها في جميع الاتجاهات للحظات تعد أخذت نفس عميق وزفرته محاولة أن تخرج الحديث من داخلها
أنت.. أنت عايز تتجوزني ليه!
ابتسم بسخرية ظهرت إليها جيدا محركا رأسه بخفه نظر إليها متسائلا هو الآخر
هو اللي بيتقدم لوحده بيتقدملها ليه!
احتدت نبرتها لسخريته من سؤالها وأجابته بجدية
مش لسبب واحد ممكن عايز يتجوز وخلاص وممكن أنها تكون مناسبة ليه ولعيلته ممكن أعجب بشكلها
صمتت لبرهة واستكملت على استحياء
وممكن يكون بيحبها
نظر إليها للحظات ووجدها تهبط بنظرها إلى الأرضية داخله يرفرف من الفرحة يطير بين السحاب يعلم أنها ستوافق حديثها يشير إلى هذا ونظراتها وجميع ما بها وهو لم يتحمل إلا الموافقة وربما من الفرحة يتوقف قلبه..
تقدم إلى الأمام بجسده مبتسما بسعادة يهتف كلماته الذي تحدث بها على السطح معها في السابق
طب لو اتقدملك واحد في سني من الحارة مثلا.. ومش متجوز بيسمع من والدتك دايما أنه كويس ممكن هو مش قريب من ربنا أوي بس على الأقل بيصلي وبيقرأ قرآن على طول يمكن كل يوم وبياكل بالحلال وعايز يتجوزك علشانك أنت مش علشان حاجه تانية.. هتوافقي. ولا لازم تكوني بتحبيه
صمت
لبرهة وهو ينظر إليها بعد أن وجدها ترفع رأسها إليه بدهشة واستغراب شديد يتذكر تلك الكلمات جميعها! يعلم أنها أثرت داخلها! كان يرتب إذا من وقتها أم هي تبالغ
هتف جاد متسائلا
فاكرة وقتها قولتيلي ايه!
ابتلعت ما وقف بحلقها توترت كثيرا وظهر على وجهها
ويديها التي أخذت تضغط عليها بشدة أبعدت نظرها عنه غير قادرة على النظر إليه هل هو يشتتها لتوافق! هل كان سيتزوجها قبل كل ذلك أم ېكذب! هل هو يراها نفس الفتاة حتى بعد ما حدث من قبل مسعد أمامه!
تحبي افكرك قولتي ايه!
رفعت نظرها إليه بحدة وكأن التفكير يعمل على جعل كل وسواس داخلها يحضر
أنت فعلا كنت هتطلبني للجواز قبل كل ده ما يحصل ولا والدك بيقول كده علشان مايبنش إنك مڠصوب
نظر إليها بحدة لا يعلم ما الذي تريد قوله أهو أمامها رجل لا يستطيع أخذ قرار من عقله ليغصب عليها.. وقف على قدميه أمامها وتحدث بجدية قائلا وهو ينظر إلى الأسفل ليقابل عينيها وهي تجلس
أنا لو مش موافق على الجوازة دي مكنتش جيت هنا وأنا مش بتغصب على حاجه يا بشمهندسة... كنت هتجوزك قبل ولا بعد ده شيء مايخصكيش المهم إني هنا دلوقتي الظاهر كده أنك مش واثقة فينا
نظر إليها نظرة أخيرة ثم خرج من الغرفة وتقدم منهم ورسم الهدوء والراحة على وجهه بمنتهى الإبداع لتدلف والدتها إليها سريعا حتى تعلم ما الذي قررته بعد الجلوس معه كما أرادت
ها يا هدير.
رفعت نظرها إلى والدتها وكلماته تتكرر داخل أذنها خاصة كنت هتجوزك قبل ولا بعد ده شيء مايخصكيش المهم إني هنا دلوقتي إذا هو حقا لم يكن يريد الزواج منها وإلا كان سيقول لما سيخفي الأمر كان سيقول ببساطة أنه أراد الزواج منها قبل أن يفعل مسعد كل هذا في منتصف الشارع بالحارة!..
أنه لا يريدها فقط يفعل هذا لأجل حديث والده.. ولكن كلمات السطح!..
هدير
موافقة
بعد أن صاحت والدتها بإسمها لتخرجها من شرودها هتفت بهذه الكلمة بعفوية سريعة لتطلق والدتها العنان لنفسها وتطلق الزغاريد عاليا لتعم أرجاء المكان..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثامن
ندا_حسن
فرحة عارمة تحلق بين السحاب وحزن طاغي
يظهر للعلن وكأن التضاد خلق ليكون من
نصيبهم في أول لقاء كتب لهم أمام الجميع
ملئت والدتها المكان بصوت الزغاريد واستمع الشارع بأكمله لصوتها وكان الجميع يعلم كما قال والده أمامهم أن اليوم سيأتي جاد بذهب هدير لذا بدا الأمر عاديا بالنسبة لهم جميعا..
ما هذا.. هي كيف وافقت.. كيف خرجت هذه الكلمة من بين شفتيها بكل هذه العفوية والسهولة ألم تقرر أنها لن توافق!.. نعم قالت هذا داخل عقلها بأنها سترفض بكل قوتها لأنه لا يريدها!.. إذا كيف وافقت.
هل أعطاها أحد شيء لتوافق! أم أن قلبها هو الذي هتف الآن بالموافقة على تكملة الدرب معه ولم يتحدث عقلها بإشارة منه أو خوفا من خسارته..
يا الله ستجن إنه لا يريدها كيف ستكون معه إنه لم يكلف نفسه بالحديث معها بجدية والإجابة عن سؤالها من دون مراوغة..
نظرت هدير إلى الدتها وهي تخرج من الغرفة ومازالت تطلق الزغاريد ثم استمعت إلى شخص أخر من الخارج يعاونها!.. من!..
دق الباب وفتحت والدتها الباب والإبتسامة تشق وجهها لتطل منه والدة جاد التي هبطت على صوت الزغاريد وقد كان معنى ذلك الموافقة لذا هبطت لتكن معهم في وسط هذه الفرحة..
بلي الشربات يا مريم
استمعت إلى والدتها تهتف بهذه الكلمات إلى شقيقتها مستغربة مما حدث بسرعة هكذا أنها وافقت!.. كيف حدث ذلك أنه لا يريدها لو كان حقا يريد ذلك لتحدث بهدوء وأعطاها فرصة لتقول ما أرادت.. لكان قال أنه يريد الزواج منها لا يراوغ في الحديث..
جاد لا يريدها بل ڠصب عليها لأجل حديث والده أمام الجميع بالحارة لا يريدها هذا ما رأته منه.. كانت تنتظر فقط كلمة واحدة منه وتتأكد من ذلك وتكن معه سعيدة لأجل إستجابة طلبها ولكن هكذا!..
سألته لماذا يريد الزواج بادر بسؤال مثلها وعندما تحدث هتف بكلمات السطح التي ربط قلبها بها وحاول أن يقول أنها هي من تحبه!.. وفي النهاية يقول أنه بمنزلها ولا يخصها أكثر من ذلك!.. أي عقل يصدق هذا الحديث!..
هي لن تكون سعيدة وهو مجبر عليها مجبر على تكملة حياته معها!.. إذا كل ما كانت تراه من تلميحات كانت تخيلات منها وهو لم يراها قط..
دلفت والدته إليها وبيدها كوب به الشربات وضعته على الكومود وتقدمت منها لتقف هدير على قدميها وتستقبلها ولكن بادلتها الأخرى بعناق شديد وهي تبتسم بفرحة
عارمة بعد أن حصلت على ما تريد هي وابنها
ألف مليون مبروك يا حبيبة قلبي
ما هذه الفرحة التي تشع منها لماذا لا تظهر عليه الفرحة مثل والدته
الله يبارك فيكي يا طنط
أبتعدت إلى الخلف ونظرت إليها مبتسمة بحب وسعادة كبيرة ثم أردفت بجدية وحزم
لأ طنط مين أنا ماما فهيمة زي نعمة بالظبط
ابتسمت هدير براحة لأجل راحة هذه المرأة وسعادتها تعلم أنها طيبة القلب منذ زمن ولكن
التعامل معها كان بحدود معروفة للجميع ما عدا والدتها كانت تتحدث معها كثيرا هي ووالدة سمير بحكم أنهم جيران
دا شرف ليا والله
وضعت وجهها بين كفيها وتحدثت بحماس وعينيها تظهر بها دموع الفرحة لأجل تحقيق ما أراد ابنها ولأجل اختياره الممتاز
ياختي اسمله عليكي.. تصدقي بالله قبل جاد ما ينزل هنا قولتله هدير دي إيمان وجمال وأخلاق وعمرك ما تلاقي زيها أبدا... دي عروسة لقطه
تأكدت من كل شيء الأن وذهبت الابتسامة الباهتة من على وجهها تدريجيا لقد كانت والدته تقنعه بها!.. تقنعه أنها عروس لن يجد مثلها فعليه بالموافقة!..
هل من المفترض أن تسعد لأجل كلماتها المادحة بها أم تحزن لأجل فهمها لكل ما يحدث وما هو إلا رفض!.
بينما كان هو المسكين في الخارج يرى الطائرات في الجو ويشعر أنه جوارهم لقد كان مع الطيور في السماء والسحاب يغطيه يحلق بعيدا وينظر إلى الأرض وهو يبتسم لأجل اغتنامه حلمه البعيد..
قلبه يدق پعنف من كثرة الفرحة وفرط الحب الذي تكون داخله الآن