الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

انت في الصفحة 18 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


لها مثيل ولن يوجد أبدا نظر إليها من الأسفل إلى الأعلى وعينيه لا تريد الابتعاد ولو ثانية واحدة كانت ترتدي فستان أبيض بسيط للغاية تشغله بعض الورود البيضاء عند منطقة الصدر وأكمامه واسعة محكمة عند المعصم وهناك حزام على شكل ورود ملتصقة ببعضها البعض يتوسط خصرها..
يزين وجهها حجاب أحمر اللون وتظهر عينيها العسلية ببريق لامع خلاب سحره من نظرة واحدة وهذا النمش البسيط الذي يجذبه إليها لا يدري كيف يشفى منه انخفض بصره

على شفتيها وكاد أن يتخيل كثير من الأشياء ولكن سريعا عاد إلى رشده متمتما بالاستغفار داخله بعد أن اعتصر عينيه وهو يغلقهم بقوة أمامها..
بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق
هذا ما ظهر من حركة شفتيه البطيئة أخفضت نظرها سريعا بعد أن وجدته أطال النظر عليها وللحق قد استغلت هي الأخرى الفرصة ناظرة إلى كل انش به ناظرة إلى جسده الرياضي الضخم بالنسبة إليها وهذه الأناقة التي يرتسم داخلها ووسامته القاټلة لها ولمشاعرها.. هل حقا بعد قليل ستصبح زوجته!... إن الأمر أشبه بالخيال
قدم إليها الورود لتأخذها من يده على استحياء وكأنه كان يدري ما الذي سترتديه ف آتي بهم لا تدري أنه أتى بهم لأنهم يشبهونها هي وليست الملابس نظر إلى الباب وأشار إليها ليتقدموا سويا للصعود إلى الأعلى بعد أن استمعوا إلى صوت الأغاني الشعبية المزعجة التي قام بتشغيلها سمير من المؤكد
سارت مريم ومعها رحمة أمامهم والتي كانت تطلق الزغاريد دون هوادة وهي تصعد معهم على درج البيت..
وقف الجميع لاستقبالهم عندما استمعوا إلى الزغاريد وتقدم سمير ووالدتها ووالدته إليهم والسعادة تنبثق منهن وكل ما كان حاضر أخذ بالتصفيق الحار لاستقبال العروسين..
دلفوا معهم إلى الداخل بعد أن أخذوا جولة ليست صغيرة

من السلامات والمباركات من العائلة والحاضرين جميعا..
أغلق سمير الأغاني إلى أن ينتهوا من عقد القرآن..
جلس المأذون في منتصف الطاولة وعلى الناحيتين له والد جاد وشقيق هدير وجوار جمال جلس سمير وعبده الشهود على العقد والناحية الأخرى جلس جاد وجواره هدير
بعد أن مر الوقت في كلمات المأذون وسؤاله للاثنين بالموافقة أو الرفض أعلن الانتهاء قائلا
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
من هنا انطلقت الزغاريد مرة أخرى من الجميع هذه المرة بعد أن آمنوا منه خلفه والدته ووالدتها زوجة عمه وصديقتها كل من كان يحمل في قلبه الفرحة لهم وقف على قدميه يطلق الزغاريد ومن ثم وقف سمير ليشعل الجو بالأغاني مرة أخرى بعد أن رحل المأذون..
انحنى مائلا عليها يهتف بنبرة رجولية والفرحة تتغلغل داخله
ألف مبروك عقبال ما تنوري بيتك
استدارت لتنظر إليه وكانت هذه أول مرة تنظر إليه عن قرب هكذا وترى عينيه الرمادية الخلابة والسعادة التي تتراقص بها ابتسمت باستغراب شديد واضح عليها وعادت مرة أخرى تسأله دون النظر إلى الجو حولها
هو أنت بجد فرحان يا جاد..
لقد علم أنها فعلا مشتته نظر إليها بشجن وحب خالص قائلا
أنت لسه بتسألي!.. للدرجة دى مش باين عليا الفرحة يا هدير
أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما بسبب صوت الأغاني المزعجة التي يصفق معها الجميع حولها يظنون أنهم يتحدثون باشياء رومانسية فتحت عينيها وقالت بصدق خالص ونظرة حنونة ضائعة
بالعكس باين عليك الفرحة كأنك مفرحتش قبل كده بس أنا...
ضيق عينيه الرمادية سائلا باستفهام
أنت ايه
أنا مش مصدقة
ابتسم بهدوء وفهم ما الذي تمر به غير كل ما حدث سابقا هو يتفهم ما يدور داخلها الآن
وايه اللي يثبتلك إني مبسوط وفرحان وإني عايزك أكتر من إني اتجوزك
نظرت إلى الأرضية بخجل شديد إنه محق ما الذي يمكن أن يثبت به صدقه وصدق حديثه أكثر من زواجه منها!..
تحدث وهو ينظر إلى الناس أمامه بابتسامة عريضة قائلا بجدية
نفرح النهاردة طيب وبعدين نتكلم
ابتسمت بهدوء ثم نظرت أمامها لتجد والدتها تتقدم منهم ومعها والدته التي كانت تحمل بيدها كيس ذهبي اللون وبه الذهب الخاص بها وقفوا أمامهم الاثنين ثم قدمت والدته علبة الذهب الكبيرة إليه بعد أن اخرجتها له تطالبه بأن يلبسها إياه وكل هذا تحت عدسات هاتف مريم التي كانت تلتقط الصور منذ اللحظة الأولى..
فتح العلبة تحت أعين الجالسين وقام بأخذ الدبلة أول شيء وهو يبتسم إليها بود وهدوء تبادلة إياه مع ابتسامتها أخذ كف يدها براحة أمام الجميع ليقوم بوضعها لها في إصبعها ولكن مع لمس أصابعه يدها شعر وكأنه لمس سلك عار أشعل جسده بالكامل ابتلع ما وقف بحلقه بتوتر 
جعلها ترتدي الدبلة ثم خلفها ذلك الخاتم ذو الفص الواحد ومن بعده ثلاث أساور ثقال في الميزان وانتقل إلى اليد الأخرى ليضع بها خاتم آخر ومعه اسوار واحد فقط يلتف على يدها يأخذ
شكل وردة رائعة وآخر شيء أخذه من العلبة كان السلسال..
طلب منها الإقتراب لتتيح له الفرصة بوضعه حول عنقها وقد تاهت في رائحة عطره الممزوج برجولته لدرجة أنها أغلقت عينيها وهي تستمتع باستنشاق رائحته لأول مرة..
أبتعد للخلف لتفعل المثل بعد أن فتحت عينيها وترك القرط في العلبة مشيرا إلى والدتها أنه لن يستطيع وضع إياه أمام الحاضرين ورفع الحجاب عنها.. وأخذت العلبة وابتعدت هي ووالدته وظلت مريم تأخذ لهم الصور
الغوايش دي تقيلة أوي... ايدي وجعتني منها
خرجت منه ضحكة رجولية مباغتة بسبب حديثها حقا ألمتها يدها في هذه الدقائق!
معلش كلها ساعة وهننزل وتخلعيها
نظرت إليه بضيق وانزعاج بسبب ضحكته الغريبة على حديثها
على فكرة أنت بايخ وخنيق أوي
رفع حاجبيه متحدثا بنبرة خاڤتة حادة قليلا وهو يتسائل
ايه ده ايه ده دا أنت طلعتي بتعرفي تتكلمي أهو.. طلعتي قطة بتخربش
ابتسمت بسخرية واستحضرت شخصية لا تخرج إلا للضرورة وقالت بصوت جاف
لأ مهو هدير اللي أنت تعرفها محدش غيرك يعرفها.. بره أنا مش قطة بتخربش أنا راجل بيعض
اتسعت الابتسامة على وجهه ونظر إليها بحب وشجن قائلا
وده المطلوب.. مع أي حد غيري تبقي راجل ومعايا تبقي هدير وبس
أشاحت بوجهها بعيد عنه وهي تبتسم لترى سمير وأصدقاءه يقتربون منه يحاولون أخذه ليرقص معهم قليلا ويفعلون جو حماسي يتذكرونه جيدا..
وقف معهم على مضض ولم يكن يريد أن يرقص ولكن تحت ضغط سمير وقف معه وتقدم إلى الأمام في الفراغ ليرقص هو و سمير سويا وأصدقاءه يلتفون حولهم يصفقون بحرارة جاعلين الجو يشتعل بالحماس والفرحة..
وقف والده وذهب إليه ليقف جواره ويجعله يشعر بأنه راضي عن هذه الزيجة وتوجه عمه خلفه هو الآخر ليقف الجميع معه وهو يرقص ويتمايل بخفه ورزانه بذات الوقت على الموسيقى الشعبية مع ابن عمه وأخيه..
نظر جمال على شقيقته التي كانت تجلس تنظر على زوجها بسعادة وفرحة وداخله كان سعيد لأجلها لأجل تلك الابتسامة التي رسمت على وجهها بعيد عن

أي شيء آخر إنه رغم كل ما يحدث يحبها! ويجب شقيقته الصغرى ويريد أن يرى الفرحة دائما على وجوههم ولكن في كل مرة يفعل العكس وتغلبه نفسه بفعل السوء والضغط عليهم والابتعاد عنهم ليأتي الغريب ويكون هو مكانه وقف على قدميه وتقدم من باب السطح وهبط إلى الأسفل تاركا الخطبة دون النظر خلفه حتى وهذه مرة أخرى تغلبه نفسه ويبتعد دون مجهود منها..
ذهبت رحمة وتركت مريم الهاتف وتقدموا منها لياخذونها مثلما فعل جاد وذهبت معهم والدتها ووالدته ووالدة رحمة وقفت على قدميها وتقدمت معهم إلى مكان فارغ أمام الحاضرين ولكنها امتنعت عن الرقص ووقفت تصفق بيدها لتجذبها والدتها من يدها الاثنين وتجعلها تتمايل معها بسعادة وهي تطلق الزغاريد عاليا والابتسامة تشق وجهها حقا..
نظر جاد إليها وهو يرقص مع أصدقاءه بطرف عينيه غير قاصد ليراها تقدمت مع النساء وتتمايل بخفه ونعومة أمام الجميع!..
ترك الجميع وابتعد بخفه من وسطهم وتركهم يتراقصون متقدما منها بنظرة جادة مرتسمة على ملامحه رأته مريم يتقدم منهم فابتعدت لتفسح له الطريق..
وجدته في لحظة خاطفة يقف أمامها يميل عليها بعد أن أبتعدت والدتها عنها يهتف بحدة ونظرة جادة
مترقصيش
ابتلعت ريقها وأردفت مجيبة إياه بجدية تنظر داخل عينيه بعمق
مرقصتش
ثبت نظرة على عينيها يحدق بها وبادلته هي الأخرى إلى أن توقف صوت الموسيقى فجأة واستمعوا إلى سمير يهتف بإسم مسعد باستنكار..
استدار جاد لينظر ويرى أين هو وجده يقف جوار مكبرات الصوت ويبدو أنه من أوقف تشغيلها وبيده حقيبه سوداء..
تعمق جاد بالنظر إلى داخل عينيه ولكنه لم يكن ينظر إليه بل كان ينظر إلى زوجته التي عندما رأته وضعت يدها على ذراع زوجها تتشبث به تلقائيا فجذب يدها من عليه وأمسك بكفها مخللا أصابعه بين أصابعها ضاغطا عليها بقوة محاولا أن يجعلها تشعر بالأمان..
ولكنه شعر برجفتها الغريبة ارتعاش يدها بين يده كما ذلك اليوم المشؤوم استدار بوجهه ينظر إليها ليرى عينيها مثبته على مسعد وداخلها تترقرق الدموع الحبيسة!.. وهو معها!..
تقدم والده من مسعد وأردف قائلا بجدية وهو يسأله بترقب
خير إن شاء الله يا مسعد..
سار هو الآخر إليه ووقف أمامه ورفع إليه الحقيبة متحدثا بخبث ونبرة لعوب
أنت نسيت ولا ايه يا حج!..
مش أنا قولتلك قبل الجمعة هتكون الفلوس عندك وبصراحة ملقتش فرصة أحسن من دي علشان اجي وابارك للاسطى جاد ونصفي اللي بينا
قدم إليه الحقيبة فأخذها منه وقام بفتحها ليتأكد من وجود المال داخله يعلم أنه لن يغشه وسيضع المال بها ولو طلب أكثر سيعطيه ولكنه أراد التأكد..
تقدم من جاد ببرود وعنجهيه وهو يسير إليه لتبتعد هدير إلى الخلف قليلا ومازالت يدها بيد زوجها..
عانقه مسعد وربت على ظهره بخبث ومكر وداخله يخطط لكل شيء خبيث وحقېر مثله
ألف مبروك يسطا جاد عقبال ليلة الډخلة
تحدث بهذه الكلمات بصوت عالي ليستمع إليها الجميع ثم انتقل إلى الناحية الأخرى وهو يكمل في عناقه الخبيث قائلا بنبرة خاڤتة وهو يغمزها بعينيه دون أن يرى أحدا
ولوني كان نفسي ابقى....... ولا بلاش يلا مبروك عليك برنسس الحارة
أبتعد عنه ورفع صوته وهو يعود للخلف
نجيلكم في الأفراح دايما
غمزها مرة أخرى بعينيه الوقحة دون أن يرى جاد ذلك ثم استأذن من الجميع وذهب في لحظات وكأنه ركض!.. لو كان فعل أكثر من ذلك لكان خرج من هنا إلى المشفى فورا ولم يذهب إلى الطوارئ بل سيدلف إلى العمليات ومن بعدها إلى السماء.. لقد كان يعلم ذلك فبتر حديثه الذي كان يريد قوله إليه والذي كان خبيث ووقح للغاية..
ضغط جاد على يدها بقوة شديدة دون أن يدري وهو يفكر في حديثه الذي بتره دون أن يكمله وفهم ما الذي كان يريد قوله..
اعتصر يدها بين يديه بعصبية وانزعاج شديد لقد أتى ذلك الحقېر ليعكر صفو مزاحة ويرحل..
بينما هي تسارعت دقات قلبها خوفا منه لو لم يحاول لكانت فعلت معه ككل مرة وأخرجت
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 85 صفحات