رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
ستذهب إليه وغير
ذلك كثير داخلها كلما فكرت به شعرت بصداع شديد..
اليوم قررت التخلي عن هذا الصداع ووقفت على قدميها لتأخذ كتاب القرآن الكريم من على الكومود وجلست على الأريكة معتدلة لتقرأ به قليلا وليكن خير فاتح لحياتها القادمة متناسية أي شيء وأي تفكير آخر..
منذ صباح اليوم التالي والجميع يعمل على قدم وساق فاليوم زفاف جاد و هدير..
بينما هو استيقظ الساعة الواحدة ظهرا بعد أن هبط إليه سمير ليجهز أشيائه ويكون على أتم الاستعداد لهذا اليوم..
هبط والد سمير ووالدته إلى شقة جاد ليجلسون بها مع جميع الأقارب الذين انتوا إليهم ليكونوا من حاضرين الزفاف وصعد جاد إلى شقة عمه ليتجهز فيها ويذهب إلى عروسه..
بدأ الحلاق بعمله حيث أنه بطلب من جاد خف خصلات شعره قليلا للغاية وكأنه لم يفعل به شيء من الأساس فقط جعله يتساوى مع بعضه ثم بدأ بحلاقة ذقنه ومثل ما فعله بخصلات شعره فعله بذقته فهو يحب مظهرها وهي نامية ليست ناعمة وليست تعج بالشعيرات الكثيفة التي تجعل مظهره بشع كما يرى..
أخذ كثير من الوقت وهو يفعل له كثير من الأشياء ليبدو مظهره في النهاية يسحر من يراه..
ذهب إلى المرحاض بعد ذلك ليستحم ويخرج ليستعد للذهاب إلى عروسه..
فعل ذلك حقا خرج من المرحاض وهو يرتدي ملابسه الداخلية ودلف إلى غرفة سمير وحده ليكمل ارتداء ملابسه كانت البدلة عبارة عن بنطال أسود اللون يعلوه قميص أبيض بأزرار سوداء ارتداهم وأخذ بيده حزام البطال وجاكت البدلة ذو اللون الأسود وذهب إليهم مرة أخرى ليكمل آخر اللمسات ويذهب أخيرا..
لقد ظهر غاية في الوسامة والأناقة بطوله الفارع وجسده الرياضي الذي يظهره وكأنه من أحد ممثلي التلفاز كان يظهر وكأنه الرجل الوحيد الذي يحمل كل هذه الوسامة بعينيه الرمادية ذات اللمعة الغريبة ونظرته الساحرة خصلاته السوداء التي تمتزج بالبنية أنفه الحاد وشاربه الذي يخفي معظم شفتيه بلحيته النامية وتفاحة آدم البارزة بعنقه تجعله رجل لا يقاوم...
أخيرا انتهى من أهل الشارع القابع به هو الآخر ثم صعد إلى السيارة صاحبة اللون الأبيض المزينة على أكمل وجه لتليق بعروس الليلة جلس في المقعد الأمامي جوار سمير الذي تولى مهمة القيادة وانطلقوا بها إلى صالون التجميل المتواجدة به العروس وخلفهم سيارة سوداء يقودها عبده وأخرى خلفها يقودها حمادة وبعض الدراجات الڼارية التي أتوا بها أصدقاءه ليفعلوا جو حماسي وينشرون الفرحة في هذه الليلة..
تقدم إلى داخل الصالون ليقف في
منتصف الصالة وخرجت إليه مريم مبتسمة بسعادة وخلفها رحمة نظر إليهم والابتسامة على وجهه ولم يفكر في أي شيء غير أنه يريد رؤيتها!..
أشارت إليه العاملة بهدوء ليتقدم منها يسير بهدوء إلى أن وصل إلى الغرفة المتواجدة بها حبيبته فتحت له الباب فدلف إليها والتوتر يحاول التغلب عليه ولكنه لن يتركه وجدها تعطي ظهرها إليه وهناك من يقف أمامها يوثق اللحظة
بتلك الصور الفوتوغرافية لم يكن يظهر منها أي شيء سوى أنه يرى فستان الزفاف!..
تقدم مرة أخرى بقدمه ودقات قلبه تزداد عڼفا وقوة بينما يده تقبض على الورود بشدة وعينيه مثبته على ظهرها هل الموقف صعب!. أو أنه لا يستطيع المواجهة
ابتسم وهو ينظر إليها كما طلب منه المصور ثم تقدم وتقدم وكان داخله يعد خطوات قدمه التي ستوصله إليها.. يا له من ساذج..
سار ليقف أمامها ولينظر إلى وجهها!.. وجهها الذي سلب منه عينيه غاية في الجمال والرقة وجهها وكأنه وجه طفلة صغيرة لا تعرف منحنيات الحياة لم ترى خبث البشر وخداعهم كل يوم يرى بها الجمال وكأنها أول من عرفه..
نظر إلى وجهها وعينيه تتوجه به دون كلل أو ملل ينظر إلى عينيها العسلية التي لم تغير لونها في مثل هذه الليلة بل بقيت على وضعها الساحر يزينها كحل أسود جعلها بارزة برسمه رائعة وذلك النمش الذي يظهر مثلما هو في وجهها يبدو أنها لم تغير أي شيء أنه يزيدها جمالا فوق جمالها برقته ولونه البني الهادئ..
والشيء الوحيد الذي تغير في وجهها هو لون شفتيها لقد حملت اللون الكشميري الهادئ لتكن هذه زينتها في هذا اليوم وهذه الليلة التي لا تعوض وكانت غاية في الجمال والرقة دون أن تضع كثير من المستحضرات التجميلية التي ليس لها أي فائدة سوى أنها تعصي الله بها بحجة أن هذه ليلة العمر وعلينا أن نفرح بها قدر الإمكان..
أخفضت عينيها بخجل عنه بعدما رأت نظرة المصور لهما وهو مثلما هو لم يتحرك أو يبعد عينيه ربما نسي أين هم وأكمل النظر إليها وهو يرى حجابها الذي أظهر وجهها فقط وفستانها الرائع فستان الزفاف لقد كان كبير للغاية ويأخذ مكان كبير بأكمام طويلة إلى المعصم به كثير من اللؤلؤ اللامع من بداية صدره إلى نهاية قدميه يهبط باتساع من الخصر يعطي مظهرا رائع له حيث أنه من الخلف طويل..
رفعت وجهها إليه مرة أخرى وأشارت إليه بعينيها ليتحرك فكانت العاملة وقفت لتنظر إليه وهو يبحر في مظهرها بعيون براقة تظهر لها الحب وجلس المصور بعد أن أخذ الكثير من اللقطات وهو ينظر إليها منتظرا أن ينتهي ويتحرك..
قدم إليها جاد باقة الورود بعد أن تنحنح بخشونة والابتسامة تغزو شفتيه بقوة وقلبه لا يستطيع التحكم بنفسه وبدقاته من كثرة الفرحة التي تجتاحه أخذتها منه ونظرت إليهم بابتسامة هادئة ثم رفعت نظرها إليه ليميل عليها مقبلا رأسها قبلة مطولة بحنان وحب بالغ طبعه في هذه القبلة متمتما بالمباركة بصوت هادئ..
ثم وضع يدها بيده وتوجه بها إلى الخارج وأخذت مريم تطلق الزغاريد بصوت بشع لأنها لا تدري كيف تفعلها من الأساس ولكن فعلتها لأجل شقيقتها فقط..
كان الزفاف في قاعة كبيرة وكل ما بها كان يليق ب جاد أبو الدهب وعائلته تواجد الأهل جميعا والجيران والأصدقاء وكل من كان يعرف جاد و هدير ومن يخصهم امتلئت القاعة بحضور كثير من الأشخاص لدرجة أنه لم يعد هناك مكان بها..
قام أصدقاءه بتقديم التهنئة له على طريقتهم الخاصة والتي كانت عبارة عن اهتزاز القاعة بمن فيها من كثرة الرقص والحركات الذي فعلوها معه..
جعلوه يرقص معهم والفرحة تتطاير من وجهه إلى وجوه الجميع وقلبه يرقص قبل منه على حلم قد تحقق غاب يحلم به لسنوات..
نظرت إليه من بعيد وهي جالسة في المكان المخصص للعروسين الكوشة ممتنعه عن الرقص أمام كل هؤلاء الناس كما فعلت في يوم الشبكة أملت عينيها منه ومن وسامته التي لم تراها من قبل..
ظهر في هذه الحلة أفضل بكثير من أي يوم آخر لابد من هذا أليس يوم زفافه. وزعت نظرها على حركاته المضحكة هو وأصدقاءه وهي تبتسم تنظر تارة إلى وجهه وعينيه الرمادية التي تمطر فرح وسعادة يظهران للأعمى وتارة تنظر إليه
لقد أصبح زوجها حقا!. إنها إلى الآن لا تصدق لقد كان حلم بعيد يحلق في الأفق تحلم به كل يوم وتدعوا أن تتلاقى النجوم معه مقررة جمعهم سويا ليحدث ذلك بعد عامين من الدعاء المتواصل وليكن لها نصيب به بقدرة من الله عز وجل..
أغلق الباب
خلف شقيقتها وآخر من خرج من عش الزوجية الخاص بهم بعد انتهاء ليلة العرس الطويلة التي استمرت إلى الساعة الواحدة والنصف صباحا ولو بقيت أكثر لكان الوضع استمر ولكن والده أنهى الليلة إلى هنا ليرتاح الجميع..
دلف إلى الداخل مرة أخرى بخطوات ثابتة
واثقة تقدم إلى داخل غرفة النوم ليراها تقف أمام المرآة بخجل شديد وربما جسدها يرتجف!.. ليس هناك داعي لكل ذلك تنحنح بخشونة ودلف ليقف خلفها ناظرا إليها عبر الماء ثم قال بأريحية ومرح ليبث الأمان والراحة بها
بصي بقى أنا واقع من الجوع هتوكليني ولا أروح عند أمي
ابتسمت عبر المرأة ووجهها لونه يميل للأحمر وهتفت قائلة بجدية وتحدي تحاول أن تخرج من قوقعة التوتر والخۏف
روح وأنا هاكل لوحدي
رفع أحد حاجبيه وأغمض عين واحدة ينظر إليها بتساؤل وعبث
إحنا فينا من كده
ضحكت بصوت خاڤت وأردفت مجببة إياه بجدية وحزم
وأبو كده
هذه المرة هتف بجدية وهدوء بعد أن وضع يده الاثنين على كتفيها بحنان وداخله يدعوه للاقتراب أكثر
طب بصي يا وحش إحنا أول حاجه نعملها نصلي ركعتين.. يعني نغير ونصلي وبعدين قدامنا الليل طويل ناكل براحتنا
ابتلعت ما بحلقها ونظرت إلى عينيه عبر المرأة ثم إلى يدها التي تضغط عليها كالعادة عندما تتوتر وحركت شفتيها بحرج قائلة
طيب أنا.. أنا مش هعرف افك الطرحة لوحدي
تعمق في نظرته لها عندما رفعت عينيها وبكل الحب المكنون داخل قلبه لها أجاب
تسمحيلي انول الشرف واساعدك
أومأت برأسها بهدوء وخجل سيطر عليها وحاول التوتر أن يغلبها ولكنها تماسكت وابتسمت له بترحاب عندما رأته يفك طرحة فستانها ويزيل عنها الإبر المثبتة إياه استغربت حيويته ومرحه معها وهدوءه رغم أنه تعب كثيرا في الأيام الأخيرة بالتحضير للزفاف وانهاء كل ما لزم عش الزوجية وإلى اليوم لقد تعب كثيرا عن حق..
أردفت وهي تساعده في فكها
مش هتفرجني على الشقة..
رفع عينيه الرمادية ليتقابل مع عسلية عينيها عبر المرأة وأردف مجيبا بحب وحنان بالغ
عيوني يا وحش
يسلموا عيونك
انتهى معها من فك الطرحة ليزيلها عنها ثم وضعها على المقعد المتواجد أمام المرآة وزال الربطة المتواجد بخصلات شعرها لينسدل على ظهرها فأمسكه بيده الاثنين وأخذ يفرده على ظهرها