رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
ومزاح معها وهو يخبرها كيف سيكون في الأيام المقبلة عليهم
طول ما أنا فايق ورايق كده هساعدك في المطبخ وطول ما أنت في حياتي هبقى فايق ورايق يعني هساعدك على طول... ولا عندك اعتراض
استندت بظهرها على حائط المطبخ أمامه ورفعت إحدى قدميها تستند بها لتظهر القدم الأخرى بسخاء ووضعت يدها الاثنين خلف ظهرها ليضيق القميص عليها أكثر وتصبح مغرية أمامه بشكل لا يصدق
قول
لأ مش هنا... دي حاجه سر مش هينفع الحلل والكوبيات تسمعها
أطلقت ضحكة رنانة بجانب أذنه ليبتلع ريقه مجددا ويزفر پعنف أمامها وهي تضع يدها حول عنقه ولا تدري أين ذهب حيائها وذلك الخجل الذي كان يلازمها منذ قليل فقط!.. يبدو أنه حل مكانه السعادة والراحة طلما كان هو جوارها وتخلى عنها الخجل ليترك مساحة لتلك الأنثى القابعة داخلها وتجعلها تخرج ليراها ذلك الزوج الحنون العاشق لها دون علم أحد حتى هي..
أصبح يملك قناة شهيرة على التلفاز يعمل بها كل من لديه شأن من
ممثلين ومقدمي البرامج وغير ذلك أصبح رجل مهم وسط زملائها ووسط الجميع أينما يذهب يجد من يعرفه ويرحب به وكأنه رئيس يحكم دولة..
قدمت له القناة على طبق من ذهب نعم لم تكن ك الآن نهائيا وهو من عمل عليها وأسس كل شيء بها لتكن بهذه الشعبية الكبيرة في البلدة بأكملها..
ظلت تتحدث دائما بأنه لا يملك شيء ولم يكن هذا الذي عليه الآن بل كان فقير ضائع كبيره في القناة أن يكون عامل تنظيف وهو كان لديه كرامة واحترام لذاته ولم يكن يعلم أنها كذلك إلا بمرور السنوات عليهم..
وضعت السېجارة بالمنفضة أمامها على الطاولة وأخذت الهاتف من عليه ثم أجرت إتصال به ووضعته على أذنها تنتظر رده عليها..
خاب أملها ككل مرة لا يجيب عليها زفرت بضيق واستهجان ثم أجرت الإتصال مرة أخرى
مقررة داخلها أنها لن تتوقف إلا عندما يجيب عليها..
التي وجد الدفء بين أحضانها وعوضته عن حرمانه الذي وجده عند كاميليا لقد قدمت له الحب والاحترام والحنان في كل حديثها وأفعالها معه غير منتظرة أي مقابل مادي منه بل كل ما كانت تريده هو حبه فقط وأن لا يعكر صفوه بسبب ما تفعله به كاميليا..
رد عليها يا عادل ليكون حصلها حاجه
استهزأ حديثها عن زوجته الأخرى وما الذي سيجري لها فهي هذه القوية بلسانها قبل أي شيء
هيحصلها ايه يعني!.. دي زي القطط بسبع أرواح
وضعت كف يدها على مقدمة صدرها حتى تستعطف إياه بلهفة ليجيب عليها الهاتف
طب معلش علشان خاطري شوف مالها
ابتسم بحنان وهو ينظر إليها واعتدل في جلسته على الفراش يستند بظهره إلى الخلف ومد يده إلى الكومود يأخذ الهاتف من عليه متحدثا بنبرة رقيقة تليق بها
علشان خاطرك بس
فتح الخط عليها ووضع الهاتف على أذنه ببرود ليردف بتهكم وسخرية يملؤها البرود
أيوه.. مالك.. مش صابره ليه
استمع إلى صوتها على الناحية الأخرى يأتي بحدة
أنت فين
وأنت مالك
استشعر ضيقها من حديثه الفظ وزفرتها العالية قبل أن تردف بحدة وعصبية
يعني ايه وأنا مالي.. لأ مالي ونص تعالى دلوقتي حالا على البيت عايزاك
ابتسم بسخرية واضحة حتى أن زوجته شهيرة استغربت ذلك ولكنها فهمت سخريته عندما أكمل حديثه معها
اوه بجد.. لأ لو كده مسافة الطريق وجاي
صړخت به عبر الهاتف بقوة ليبعد الهاتف عن أذنه وهو يستمع إليها
أنت بتستهبل بقولك عايزاك دلوقتي حالا
مرة أخرى يجيب ببرود قاټل ليفعل بها ما أراد رؤيتها به
معلش خلي الخناقة لبكره.. بالسلامة
أغلق الخط بوجهها ثم أغلق الهاتف كليا ووضعه على الكومود جواره كما كان ليستمع إلى صوت زوجته التي تحدثت بجدية
أنت ليه بتعمل معاها كده يا عادل مش قولت هطلقها.. هي طالبه الطلاق طلقها بقى وكفايه لحد كده أنت جننتها أهو
نظر أمامه إلى الحائط وغاب في ذكرياته البشعة معها ليتحدث پقهر وخذلان قد رآه على يداها
ولسه... ولسه هجننها أكتر أنت متعرفيش حاجه دي بنت مش هيعرفها غير اللي يعيش معاها
أعتدلت لتجلس جواره ووضعت يدها على كف يده عندما شعرت أنه يتذكر ما فعلته به ولأنه لديه احترام لذاته ولكرامته يعبث ذلك به دائما
طب ما تخلصها وتخلص نفسك
نظر إليها وأردف بقوة وتصميم على ما في رأسه بعدما واجهه معها
لأ أنا عن نفسي مرتاح كفاية وجودك جنبي يا شهيرة لكن هي لازم تدوق من نفس الكاس اللي دوقته ليا لازم تشوف المر بسببي.. أنا شوفت منها تهزيق وشتيمه وقلة قيمة من لسانها الزفر ده عمرك ما تتوقعيها بتعايرني إني مكنش حيلتي حاجه!.. وأنا كنت هعوز ايه من الدنيا غير ستر ربنا ورضاه عليا وأهو جعلها سبب علشان أكون في النعمة اللي أنا فيها.. بس دي واحدة لا تعرف ربنا ولا غيره لازم اعذبها زي ما عملت معايا لما كانت بتقل من قيمتي قدام الحوش بتوعها علشان تخليني أتنازل عن القناة اللي شقيت فيها ليل ونهار
ابتلعت ما وقف بحلقها بعد أن رأت تصميمه على الاڼتقام منها بعدم طلاقه لها وبروده معها الذي سيجعلها تذهب للجنون بقدميها أنها إلى الآن تخاف أن تكون تلك الصديقة الخبيثة التي سړقت منها زوجها
عادل أنت دلوقتي مش محتاج منها حاجه هي اللي ھتتجن علشان تخليك تتنازل ليها عن القناة أنت أكيد
مش هتعمل كده بس طلقها وسيبها تروح لحال سبيلها... أنا لحد دلوقتي كل ما بشوفها بحس إني خاېنة بردو مهما حصل انتوا كنتوا واحد ومراته وهي ماذتنيش علشان أعمل كده واتجوزك... ريحها وأعمل اللي هي عايزاه وريحني أنا كمان
أمسك بكف يدها وتحدث بجدية وقوة لتفهم ما الذي يريد أن يقوله لها وليجعلها تعلم أيضا أنها ليست شخص بشع بل هي كانت من أفضل الأشخاص الذي قابلهم من ناحية زوجته الحقېرة
أنا عمري ما هتنازل عن القناة دا على چثتي ومحدش هيتهنى بخيري غيرك أنت وولادي وبس وبعدين أنت تحسي بالخېانة ليه. تحسي بكده لما
تبقي اخدتيني منها لكن أنا اللي جتلك من عمايلها السودة وكرشتها ليا.. أنا اللي اخدتك أنت عمرك ما كنتي خاېنة ولا هتكوني أبدا
سألته باستفهام وهي تعقد ما بين حاجبيها
هطلقها..
أومأ إليها برأسه مؤكدا حديثها وأكمل
صدقيني هعمل كده بس مش دلوقتي.. فاضل شوية صغيرين
زي ما تحب.. بس بلاش تؤذيها
ابتسم إليها وقربها منه يقبل أعلى جبينها أنها توصيه بأن لا ېؤذيها وتشعر بأنها خائڼة لصديقتها وتقول أنها لم تؤذيها يوما!.. مسكينة لا تعلم ما الذي فعلته صديقتها كاميليا عندما تقدم لها ذلك الممثل المشهور الوسيم الذي أعجب بها عندما رآها معها لا تدري أنها منعته عنها قائلة بأنها لا تناسب أحد من هذا الوسط لأنها ليست على ثقافة مثلهم وليست تحمل الجمال الكافي لتكون نصفه الآخر وغير ذلك كثير على الرغم من أنها بيضاء بشدة وجسدها ليس نحيف بل يمتلئ قليلا ومع ذلك مضبوط تماما جسدها ملتف ويحمل البشرة البيضاء ووجهها مستدير ملامحه رقيقة مثلها وخصلاتها شقراء طبيعية..
بعد مرور أسبوع
كانت تسير مريم خارج الحارة في منتصف النهار وهي عائدة من إحدى جلساتها مع اصدقائها..
نظرت إلى الطريق الذي كانت تريد أن تعبره ثم تذهب سيرا لتدلف إلى الحارة وتعود إلى منزلها وجدت أن السيارات بعيدة عنها فأسرعت في خطاها إلى الناحية الأخرى حتى لا تتأخر..
استمعت إلى هاتفها يصدر صوت مكالمة هاتفية فوقفت لتخرجه من الحقيبة الصغيرة التي تتماشى مع حجابها وحذائها الأبيض على فستان أزرق اللون أظهر جمالها وبياض بشرتها الجميلة..
أيوه يا هدى أنا خلاص روحت أهو
صمتت لتستمع إلى الطرف الآخر والتي كانت صديقتها تطمئن على وصولها لأنهم تركوها في التاكسي بعد أن غادروا..
أجابتها مرة أخرى بجدية وهي تبتسم
لأ ياستي متقلقيش أنا خلاص هدخل الحارة لما أروح البيت هكلمك
أبعدت الهاتف عن أذنها وأغلقته ثم وضعته مرة أخرى في الحقيبة وسارت لتذهب إلى البيت عندما بدأت في السير استمعت إلى صوت تعرفه جيدا أوقف الډماء بعروقها وجعل جسدها يرتجف خشية منه
رجعنالك يا جميل
وقفت مكانها من هول الصدمة ثم بعد لحظات تحاول فيهم أن تتحكم باعصابها استدارت لتنظر إليه وداخلها تدعو الله أن يكن غير الذي أتى بخلدها ليمر اليوم بسلام وحتى لا تعود تلك الأيام التي كانت ترتعش بها من الړعب..
ولكن خاب أملها عندما نظرت إليه ووجدته هو عن حق لقد عاد بعد عام مرة أخرى لينفذ ما أراده منها!..
استجمعت شجاعتها مثلما قالت لها شقيقتها في السابق وحاولت أن تظهر أنها لا تخشاه وليس هناك خوف من الأساس وصاحت بقوة
أنت عايز ايه مش كنا خلصنا بقى
ابتسم بسخرية لتظهر أسنانه الصفراء ناظرا إليها بخبث ومكر يظهر على وجهه مع هذه الندبة الكبيرة التي تحتل وجنته اليمنى بالكامل بداية من فوق عينيه إلى جانب شفتيه
لأ يا مريومة مخلصناش.. دا اللي شغلني عنك إني سافرت السنة اللي فاتت واديني رجعت أهو يا جميل
رفعت سبابة يدها اليمنى أمام وجهه وهي تتحدث بشراسة حاولت أن تكون حقيقية قدر الإمكان وداخلها ترتعش خوفا
أبعد عني أحسن قسما بالله اجيبك نصين
ضحك بصوت عال وهو يراها هكذا تتحدث بهذه القوة والشراسة وهي في السابق لم تكن تستطيع أن تنظر إليه حتى ولكن شقيقتها كانت عكسها تماما
يابت!.. لأ عجبتيني الظاهر أختك علمتك إزاي تخربشي
تهكمت بسخرية عليه وهي ترفع أحد حاجبيها بقوة
لأ علمتني إزاي أفتح دماغ اللي قدامي مش اخربشه بس
تضايق كثيرا منها ومن ذلك الدلال الزائد عليه وبدأ في الملل منها
متسوقيش علينا العوج يا حلوة أنت مش قدي وأنت عارفه كده كويس
أجابته مرة أخرى بجدية وضيق شديد احتل كامل ملامحها وجسدها وودت الهرب منه الآن ولكنها خائڤة من داخلها بشدة فآخر مرة عارضته كان سيسكب عليها مياة كاوية
أنا قدك ونص يا حيلتها
استند إلى الحائط جواره ورفع حاجبه وهو يتذكر عندما ذهبت شقيقتها إلى والده وقالت له إن لم يبعد