رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
بلهفة وصدق
أناني.. طب يحصل بس ومالكش دعوة أنت.. الكلية كلها كام شهر وهتخلص وحتى لو مخلصتش طول ما أنت معايا أنا مش هشيل هم حاجه.. بس يحصل
وضع يده خلف عنقها وجذبها ناحيته ليستقر بجبينه على جبينها وأخذ يستنشق تلك الأنفاس المنبعثة منها أغمض عينيه وتمنى داخله أن يمن الله عليه بأخر طلباته
بأذن ربنا هيحصل.. كل شيء بأوان يا هدير
مرت ثلاثة أشهر وكانت بها السعادة أبسط مثال على ما يعيشون به الفرحة كلمة قليلة التعبير والراحة توضيح فاشل لن يعود بالنفع أما الهدوء فلم يتواجد بينهم فكان هناك صخب وجموح لم يعهدوه سابقا..
هي لم تقابل رجل مثله ولن تقابل بكامل حياتها لن تتحدث عن كم الحنان الذي يتمتع به ويفرط منه نحوها حتى وإن كان يمانع ما يريده لن تقول كيف تكون رجولته أمام الجميع وأمامها أولا ولن توضح كيف يشعر بالغيرة الممېتة تجاه أي رجل آخر يمر جانبها وما يتمتع به
بكثرة هو الكتمان يشاركها ما
يخصه فقط وإن كان حديث أحد غيره لا وجود له من الأساس..
ينزعج أحيانا ولا يوضح ذلك بل يلتزم الصمت وتجنبها ربما هذه الصفة الوحيدة الكريهة به تود لو كان يتحدث ويسرد ما يزعجه لا ينتظر أن تشعر هي..
ولكن على أي حال هو لا يعيبه شيء بنظرها لا ترى أن هناك أفضل منه بل هو الأفضل وبجدارة كان في الفترة الأخيرة يساعدها كثيرا وكثيرا والوصف قليل أثناء فترة امتحاناتها كان يد العون بالنسبة إليها والنظرة في عينيه الرمادية تعد دعم خالص وراحة هائلة لن تنسى ما فعله لأجلها أبدا لن تنسى أنه لم يجعلها تشعر بالضغط بل كان في تلك الفترة يصعد إلى الشقة قبل معاده ليكون بالقرب منها ويساعدها فيما تريد ويجعلها تشعر بالطمأنينة والراحة..
ابتسامته عندما يراها أمامه من أجمل الابتسامات التي حصل عليها رؤية وجهها الأبيض المحبب إلى قلبه وعينيها العسلية الصافية ولن ينسى النمش الخفيف الذي يجعلها من أجمل جميلات العالم رؤية كل ذلك يجعله مثل طائر كان خلف القضبان وحصل على الحرية ويرفرف في السماء عاليا..
عندما تضع الطعام أمامه وتصر عليه أن يأكل لأنه يتعب في عمله عندما تحضر له ملابسه حتى لا يرهق نفسه في الورشة ومعها أيضا خۏفها عليه ولهفتها عند وصوله إلى المنزل حنانها الذي تغدقه به وكأنها والدته كل هذه الأشياء لن يجدها إلا في زوجة صالحة كتبها الله له بعد عناء كبير ومجاهده حادة داخله على أن يقترب أكثر من الحلال مبتعدا عن الحړام..
كانت بالأمس ليلة زفاف سمير و مريم ولم تكن ليلة أقل حماس من ليلة جاد و هدير بل كانت أكثر حماس والفرحة على وجوه الجميع ترتسم بدقة والسعادة تتراقص بين الرجال على أنغام الموسيقى..
كانت الليلة الأسعد والأفضل بالنسبة لهم بعد اعتراف كل منهم إلى الآخر بالحب القابع داخل قلبه وقد حدث ذلك قبل العرس بشهر كامل فأصبحت العلاقة بينهم أكثر أريحية وصفاء ولم يكن هناك شيء يعيق فرحتهم ببعضهم البعض بل كانوا يسبحون في مياة نقية وإحساس روعة المياة يدغدغهم..
فلم يكن سمير ذلك الشاب الكتوم الذي يبحث عن الفرص المناسبة بل كان دائما مندفع بالخير يتحدث ثم يبحث عن النتائج يفعل ثم ينظر إلى ما فعله وقد أفاده هذا بشدة في علاقته مع زوجته مريم أول من دق قلبه لها پعنف ولهفة هائلة ليس طبيعية..
وساعدته مريم على ذلك معترفة بكل شيء منذ البداية منذ أن رأت سمير أبو الدهب زوج لها وتمنته من الله ليكن كذلك خير زوج الأمور على صراحتها تكون أفضل بكثير وتوفر أفكار ومتاعب كثيرة نأتي بها لأنفسنا وكأننا لا نريد الراحة..
ولم يكن هناك غير الفرح والسعادة من جميع الحاضرين والأكثر بينهم هدير ووالدتها ولم يكونوا يعلموا أن جمال هو الآخر يشعر بالسعادة لأن شقيقتيه قد ذهبوا من بين يده لمن يستطيع الحفاظ عليهم والاعتناء بهم دون أن يكونوا تحت ضغط أو حزن بحياتهم فيكفي ما مر عليهم وهما معه..
ومن كان يصدق أن فتيات الهابط سيكونون زوجات لأبناء عائلة أبو الدهب من أغنى وأقدم العائلات في الحارة..
ولكن النصيب قد كتب منذ لحظة الوضع وما يحدث ما هو إلا تنفيذ له مهما حاولت التغير لن تستطيع ومهما حاولت الهرب لن تفلح وما تستطيع
فعله حقا هو الجهاد أن تجاهد نفسك الامارة بالسوء وتتقرب من الله وتنال رضاه ثم تنعم بالجنة..
وكان هناك أحد آخر بدأ حياته من النقطة الأصلية والتي كانت عند وجود الشريك المناسب وبشدة لقد كانت عيني عبده تقع دائما على رحمة صديقة هدير والتي إلى الآن تتحدث معها وتسير على درب الصلاح جوارها منذ الكثير وعينيه تقع عليها بين الحين والآخر ولن يقول إنه أحبها فهذا إلى الآن لم يحدث ولكنه للغاية معجب بها بذلك الأدب الذي تتحلى به وجمالها الطبيعي الهادئ وكل ما بها أي رجل يتمنى مثله في شريكة حياته لذا كان عليه أن يأخذ خطوة
هو الآخر بعد أن شعر أنه يستطيع فتح بيت زوجية..
وقد كان عندما تقدم إليها مع والده ووالدته ولكن كان في وقت خاطئ يذهبون فيه إلى منشأ والدتها فكان الإتفاق على أن يتم الرد عندما يعودون..
وفي هذا الموقف ظهر تشتت رحمة التي كانت تنظر إلى شقيق صديقتها جمال والذي لا يرى أي شيء بحياته سوى نفسه وما ينفعه حتى أنه لا يراها ولا يشعر بها لم تصل إلى مرحلة الحب الذي وصلت إليها صديقتها ولكنها على الأقل تستطيع أن تقول إنها معجبة به وتريده ولكن بعد تقدم عبده إليها تعتقد أنها سيكون لديها خيار آخر أفضل منه بكثير..
أنا عمري ما فرحت في حياتي كده
ألقت هذه الكلمات وجميع ملامح وجهها تبتسم ليست شفت. يها فقط وألقت بجسدها هو الآخر خلف كلماتها على الأريكة في صالة الشقة ناظرة إليه وهو يرتوي من زجاجة المياة بشراهة..
أخفض الزجاجة عن فمه ونظر إليها وهو يغلقها قائلا بسعادة وراحة لأنه يجعلها تشعر بالفرحة
وطول ما أنا عايش مش هتحسي غير بالفرحة
ابتسمت باتساع أكثر وهي تنظر إليه لقد أخذها في جولة ولا أروع منها احتفالا بتخرجها وبكونها أصبحت المهندسة هدير الهابط وقفت على قدميها وتقدمت لتقف أمامه واضعه يدها الاثنين خلف ظهره متحدثة بحب وشغف
يا حبيبي ربنا يخليك ليا
قبل وجنتها قبلة سريعة بريئة وهو يبتسم قائلا بمرح ومزاح
ويخليكي ليا طول العمر لحد ما اكركب كده ووشي يكرمش
ضحكت بسعادة مردفة
سوا بقى متنسانيش
مرر إبهامه على وجهها ويده الأخرى خلف خصرها قائلا بنبرة خاڤتة شغوفة بها
بقى وش القمر ده يكرمش.. لأ معتقدش
رفعت حاجبها الأيمن ولوت شفتيها مازحة معه قائلة باستنكار وتعجب
ياشيخ
أكد حديثه وهو ينظر إلى داخل تلك العسيلة الرائعة ببلاهة تستطيع أن تجعله يشعر بها دون مجهود
آه والله بأمانة
ترك خصرها وأبتعد قليلا وهو يتوجه إلى غرفة النوم قائلا بجدية
هجيب حاجه وجاي لحظة
وقفت تنظر إليه باستغراب وهو يبتعد تنتظره عندما يأتي وترى ما الذي سيأتي به وفي تلك اللحظات ابتسمت عنوة وهي تتذكر ركوبها خلفه على الدراجة الڼارية لقد طلب منها أن يذهب معها بالسيارة ولكنها أصرت على ركوب الدراجة لأول مرة والذي كان صعب للغاية بالنسبة إليها وهي تجلس في ناحية واحدة بقدميها الاثنين بسبب فستانها الواسع الذي حصرته بين قدميها وتمسكت به من الإمام بقوة لدرجة أنه كاد في مرة أن يفقد توازنه عليها بسبب شعوره بتوترها وتشبثها به بطريقة غريبة..
وجدته يخرج أمامها وبيده علبة قماشها ناعم بشدة لونها أبيض وتعلم أنها علبة من علب الحلى والذهب نظرت إليها بتدقيق متسائلة
ايه ده
فتحها بهدوء موجها فتحتها إليها وتسائل بابتسامة رائعة ارتسمت على شفتيه
ايه رأيك
ظهر إليها داخل العلبة سلسال ذهبي اللون رائع وقد خطڤ عينيها ولن تستطيع وصفه من شدة جماله واعجابها به لقد كان عبارة عن سلسال في منتصفه فراشة كبيرة الحجم على وضعها وكأنها طائرة يتدلى منها سلاسل صغيرة حاملة فراشات أصغر بكثير بينهم اسمها الذي ظهر بشكل رائع يخطف الأنفاس..
لأ بجد كده كتير والله أوي
دمعت عينيها بكثرة وهي ترفع نظرها إليه ثم سريعا تقدمت منه ملقية نفسها عليه تقوم بغمره بقوة لتشعر بذلك الحب والحنان وما خلفهم من مشاعر هائلة
والله ما كتير عليكي أنت تستاهلي أكتر من كده بكتير.. تستاهلي تعيشي في مكان أحسن من ده مليون مرة..
عادت للخلف برأسها تنظر
إليه نظرة رضا وحب لا مثيل له قائلة بشغف وعشق له وحده
أنا مش عايزة أي حاجه غيرك ولو هقعد في متر في متر بردو مش عايزة غيرك
أبتعدت وهي تضربه في كتفه بخفه قائلة بمرح
ابتسم إليها وهي تستدير لتقابلة بظهرها حتى يستطيع أن يضع لها السلسال أخذه من العلبة وألقاها على الأريكة
تصدق إني مالقتش الغوشتين.. أنا مش عارفه راحوا فين قلبت عليهم الشقة