الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

انت في الصفحة 45 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو يجذبها من يدها بقوة وعڼف خلفه متوجها بها إلى غرفة النوم لتحضر القميص له كما طلب أوقفها أمام الخزانة في الغرفة وأردف مجيبا إياها بقوة
مايخصكش اللي هعمله.. هاتي القميص
فتحت الخزانة أمامه ويدها ترتعش بقوة ظاهرة أمام ناظريه جذبت القميص من بين ملابسها بيدها المرتعشة فجذبه منها بقوة ونظر إليها بعمق داخل عينيها متوعدا إياها بقسۏة

وأنت لسه دورك مجاش بس متستعجليش عليه
ذهب إلى الخارج وتركها تنظر في أثره استمعت إلى صوت الباب يغلق بقوة جعلته يصدر صوتا عاليا جلست على الأرضية بضعف وقلة حيلة وازداد بكائها وهي لا تدري ما الذي سيفعله تفكيرها الوحيد به هو خائڤة عليه والهلع سيطر على قلبها الضعيف..
ألا يجوز أن تفرح قليلا!.. هل ستموت البشرية إن حدث ذلك!.. وضعت يدها على وجهها وهي تبكي بصوت عال وقهر حالفها حتى الآن ولأول مرة تضع في معصية كبيرة كهذه أمام الله ولكنه يعلم أنها ليست بيدها... لن تفعلها مرة أخرى.. لن تأخذ أي لقطات لها مرة أخرى يكفي هذه..
مسحت على وجهها بقوة محاولة تخطي حالة الضعف هذه لتنقذ الموقف وقفت تأخذ ملابس مناسبة من الخزانة حتى تصعد إلى سمير ابن عمه كي يذهب خلفه إلى مسعد ويوقفه عما يريد فعله والذي من الأساس هي لا تعرفه تمتمت پخوف ولهفة قائلة
يارب سلم.. يارب سلم
سار في الشارع الخاص به ورأسه مرفوع عاليا جسده متشنج للغاية وعروقه ظاهرة بوضوح كان سيره بهذه الطريقة يشير إلى أنه رجل مصارعه فكانت نظرته حادة ومشيته ثابتة واثقة وما جعله يظهر هكذا هو جسده الرياضي الذي برزت عروقه بقوة وبيده القميص الذي أخذه منها يقبض عليه بقوة ينظر بعيني أي شخص يراه ويمر من أمامه لن يخجل ولن يخفض عينيه للأرض بل هناك من سيترك له هذه المهمة..
كان منزل مسعد في الشارع الخلفي قريب منهم للغاية وأسفله أقرب محل له والمتواجد به دائما..
دلف جاد المحل بكل قوة ومظهره لا يوحي بالخير أبدا رأى مسعد جالس على مكتبه في مقابلته تماما فنظر إليه مبتسما بتشفي من قبل أن يبدأ ما سيفعله ومع ذلك لن يتراجع أن نيران قلبه توهجت اشتعالا عندما أبصره أمامه..
نظر إليه مسعد وكم كان يود أن يضحك بشماته لما فعله به وبزوجته ولكن نظرة جاد لم تجعله يغتنم هذه الفرصة بل ارتاب من تقدمه البطيء ونظرته الشرسة هذه ويالا حسن حظه فلا يوجد غيره هنا!..
ترك جاد القميص على المكتب بعد أن أقترب منه إلى الغاية ثم مال عليه بجذعه ونظر إليه ببرود شديد لا يدري من أين أتى به
أنت عارف
دية اللي أنت عملته ايه.. أنا هقولك
لم يترك له الفرصة للرد عليه بل جذبه من مقدمة عنقه وأبتعد به عن المكتب ثم لكمه بكل قوته ويالا قوة جاد الجسمانية..
لن يصدق أحد لو قولت أن مسعد كاد أن يفعلها داخل سرواله!..
لم يتركه جاد بل تمسك به بقوة وباليد الأخرى سدد له ما يقارب العشر لكمات بجانب شفتيه أسفل عينيه وأنفه الذي ربما يكون قد كسر.. لم يرحمه جاد يرى تلك الصور أمام عيناه ويتذكر نظرة الناس له في الحارة ويتذكر أن الجميع رأى زوجته بدون حجاب وزينتها ظاهرة للجميع فيزداد أكثر فيما يفعل..
وقع مسعد على الأرضية ووجهه سارت به الډماء بكثرة رفعه جاد مرة أخرى ثم أعطاه لكمة قوية بقبضة يده في منتصف

صدره جعلته ېصرخ من الألم واقعا على الأرضية بكل قوته واصطدمت رأسه بالأرضية پعنف وإلى هنا هل يكتفي..
لم يعد مسعد قادرا على الوقوف ولا حتى النظر إليه يشعر أن وجهه محطم وهناك أسنان وقعت من فمه غير صدره الذي ألمه وكأنه أخذ به طلق ڼاري..
قوة جاد لا تعادل مسعد بالمرة فهو من الأساس لم يستطع التصدي له أو النظر إليه بقي ملقى على الأرضية غير قادر على فعل أي شيء فضربه جاد بقدمه بكل غل وقسۏة في جانبه الأيمن ثم جسى فوقه يسدد له لكمات أخرى وأخرى وهو يلهث پعنف وخصلات شعره الطويلة مالت على جبينه ملتصقة به بسبب العرق الذي ظهر لمجهوده في ضړب مسعد..
دلف سمير بسرعة كبيرة إلى المحل وهو يركض حتى يقوم بردع جاد عما يريد فعله بعد أن علم من زوجته..
صړخ سمير به عدة مرات حتى يبتعد عنه وفي نفس الوقت يحاول جذبه ولكنه لا يستمع إليه من الأساس صړخ به عاليا هذه المرة وهو يدفعه من الأمام بكل قوته ليبتعد عنه
كفايه يا حمار ھيموت في إيدك
وقع جاد على الأرضية جالسا بسبب دفعة ابن عمه له فنظر إليه بقوة وحدة وعينيه يملؤها الشړ
هو ده المطلوب
وقف سمير أمامه بعصبية وهو خائڤ من تهوره قد ېموت ويزج ذلك الأبلة بالسجن وصړخ به قائلا
خد حقك منه بس مش بالمۏت أنت اټجننت ولا ايه هو ېموت وأنت تترمي في السچن
نظر إليه جاد وجده يحاول التحرك ولكن لا يستطيع فقد أصبح جسده ثقيل عليه أكثر من اللازم فوقف هو على قدميه وهو يلهث پعنف وقوة ازعجته أرجع خصلاته إلى الخلف بكف يده ثم أمسك بالقميص من على المكتب واضعا إياه في يد سمير وقال بكل جدية
أمسك ده
نظر سمير باستغراب إلى القميص النسائي الذي بيده قميص أسود قصير للغاية مفتوح من كل جاب!.. ما الذي سيفعله به
وجده يرفع مسعد عن الأرضية واسنده عليه ثم سار به إلى الخارج لا يدري ما الذي يريد فعله به في منتصف الحارة وترى الناس جميعها أن هو من فعل به ذلك.. يا له من أحمق..
خرج خلفه ليجده وقف به في منتصف الشارع أمام محله بالضبط أي أمام منزله المكون من أربع طوابق وكل طابق به شقة يوجد بها زوجة من زوجاته الثلاثة مع أطفالها..
جذب جاد مقعد معه من جوار المحل ثم أجلسه عليه في المنتصف وقد بدأ المارة بالوقوف ليروا ما الذي يحدث هنا هتف بنبرة رجولية عالية للغاية لكي يستمع إليها الجميع وبالأخص أهل منزله
الصور اللي نزلت ليا ولمراتي وكل أهل الحارة شافوها اللي نزلها هو مسعد الشباط... الو
تلفون مراتي عطل منها وأنا جتله بيه بنفسي وهو بدل ما يصلحه ويرجعه صلحه وأخد اللي عليه ونزله لكل الحارة واللي يعمل عمله نجسه زي دي يبقى لازم يتربى ويتعلم الأدب من أول وجديد علشان ميعملهاش تاني مع أي واحدة في الحارة
نظر إليه الجميع وقد تفهموا حديثه جيدا ونظر إليه شخصا ما بكل جدية وتحدث بقوة أمام الجميع
مسعد معروف بعمايله الۏسخه دي وإحنا لما شوفنا الصور يسطا جاد عرفنا أنها متطلعش منكم..
كل بيت ليه خصوصياته وهو سرق الخصوصية دي يبقى لازم يتربى والحارة تنضف من أشكاله..
استمع إليه جاد ولم يتحدث ليجد امرأة تدخلت في الحوار متحدثة بتشفي وكأنها لها عداوة معه
يستاهل البعيد... دي مش أول مرة يعملها وياريت الحارة فيها رجالة زيك يسطا جاد يعرفوا ياخدوا حقهم مش يكشوا ويخافوا
نظر جاد إلى الأعلى ليجد زوجاته الثلاثة يقفن وكل واحدة منهن تطلع إلى ما يحدث له في الأسفل ولم يجد أي نظرة حزن على وجه أي واحدة منهن عاد بنظرة إلى المرآة ثانية وقال بتشفي وقسۏة ظاهرة للجميع
لأ أنا لسه هاخد حقي دلوقتي قدام الكل وأولهم أهل بيته..
تقدم من سمير الذي كان يقف على أعتاب المحل مذهولا مما يفعله أخذ من يده القميص بحدة وقوة واستدار ليذهب إلى مسعد مرة أخرى فاستمع إلى صوت ابن عمه
اللي هتعمله ده غلط
لم يعيره اهتمام بل أكمل فيما يريد فعله وقف أمام مسعد الذي كان لا يدري ما الذي يحدث من حوله فقط يستمع إلى سباب موجه إليه..
نظر الجميع إلى جاد بقوة وقد فهموا ما الذي يريد فعله فانتظروا ليشاهدوا هذا العرض الذي يحدث من الحين إلى الآخر بين جاد و مسعد لأجل فتاة في عمر أولاده ربما..
جذب القميص الذي يرتديه بكل قوته من عند عنقه بيده الاثنين لينشق نصفين ازاحه عنه وظهر له صدره الع اړي فأمسك قميص زوجته بيده وقام بتلبيسه إياه..
وضع الجميع أيديهم على فمهم ذهولا

من فعلة جاد الذي لا يتجرأ عليها أحد هناك من يتشفى بمسعد وهناك من يرى أن الأمر فظيع منسوبا إلى سمعته السيئة أيضا وكثير من الأشياء هاجمت الجميع وهم يرونه..
لم يقدر على أن يجعله يلبسه بالكامل فقد كان صغير فوضعه في عنقه وذراعه الأيمن ومال عليه قائلا بنبرة حادة مھددة إياه بغل
وقسما برب العباد الصور لو ماتمسحت لكون عامل فيك اللي يخليك زي الستات بجد... والبادي أظلم
وقف شامخا ونظر إلى الجميع بارتياح بعد أن أخذ نصف حقه منه قائلا بجدية وصوت عال
اللي عايز ياخدله لقطتين ياخد مش خسارة فيه بردو
وجد شباب الحارة يخرجون هواتفهم ليأخذوا له اللقطات وهو بهذه الهيئة والإبتسامة على وجوههم غير الشماتة التي حلت على الجميع وهم ينظرون إليه.. السيرة الطيبة والسمعة الجيدة وأفعالنا الكريمة هي ما يتبقى لنا في الدنيا وما نعيش به.. غير ذلك فلا تنتظر من أحد أن يكن لك الاحترام قبل أن تكنه إلى ذاتك..
أخذ جاد دراجته الڼارية بعد كل ما حدث في الحارة وسار ذاهبا إلى البعيد ليكون وحده بعيد عن الجميع وأولهم هي ولينعم ببعض الهواء المنعش الذي ربما يشفي چروحه الكثيرة والغائرة..
سار كثيرا وكثيرا حتى أبتعد عن الحارة مسافة تقارب الساعة حتى لا يعود إليها مرة سريعا الجميع بها لا يريد رؤيتهم فقط يريد أن ينسى ما حدث وما فعلته زوجته به..
وقف هاتفها عن العمل ألم يكن من المفترض أن يأخذه هو ليقوم بتصليحه أم تعطيه لشقيقتها الغبية الذي أخذته وأعطته بيدها إلى ذلك الحقېر بائع السم والمۏت في أكياس...
وتقول لا أدري كيف حدث وهي تعلم كل شيء تكذب عليه وتريده أن يكون ذلك الرجل المضلل الذي لا يعرف كيف أن يأتي بحق زوجته..
ألن تكف عن أفعالها هذه. لقد جرحته كثيرا واحزنته بما يكفي أعوام ألن تكتفي بعد!..
نهش قلبه من الداخل وحللت شرايينه بعد أن تخيل نظرة الرجال للصور زوجته ومن حقه هو وحده وهناك من رآها غيره وهنا كانت المشكلة الكبرى داخله غضبه مما حدث وانزعاجه منها وحزنه عليها..
لا يستطيع أن يحدد موقفه تجاهها أيضا نعم منزعج بشدة ويود أن يلقنها درسا لا تنساه ومع ذلك لا يهون عليه حزن قلبها الضعيف لا يتحمل نظرة الألم بعينيها فهو أمانها وسندها هو والدها وشقيقها ولكن لقد چرح!..
رفع نظرة إلى السماء وهو جالس على
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 85 صفحات