رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
يتقبل حديثها وطريقتها مرة أخرى يعلم أن هذا حديث لا يدلف العقول ولكن هذا ما حدث عن حق!. أردف بحدة وهو ينظر إليها بقوة
هدير!.. اعدلي كلامك
وقفت على قدميها دافعة المقعد من خلفها پعنف وقوة وكأنها قد أتت بأخرها معه هذه المرة فما يفعله لا يرضي أحد أبدا
إزاي.. اعدل كلامي إزاي.. أنت مش شايف نفسك بتعمل ايه.. زعلان تتقمص وتبعد عني من غير حتى عتاب.. أسألك عن حاجه تهرب من السؤال حتى لو أجابته عندك وهتريحني
أنا لسه هنا مبعدتش.. حاولي أنت بقى مبعدش بجد
أمر غريب قد تحدث به وهي لم تفهمه! ضيقت ما بين حاجبيها وتسائلت بجدية واستغراب
تقصد ايه..
أجابها وهو يبتعد
مقصدش حاجه
نظرت إليه وجدته يذهب إلى الخارج ثم إلى خارج الشقة كاملة بعد أن استمعت إلى صوت الباب يغلق!..
عما في رأسه ستخلق المشاكل يوميا بينهم وتنتهي تلك الحياة الوردية التي لم تستطيع أن تنتهي منها بل هي التي نفذت وقدمت محلها حياة تتشح بالسواد..
في المساء
وقف عبده مقابلا ل جاد في الورشة وهو يتحدث معه في أمور عدة ثم مرة واحدة هتف قائلا وكأنه تذكر
تغيرت ملامح جاد شاعرا بالاستغراب وعدم الفهم فسأله وهو يعتدل في وقفته جوار باب الورشة
فرج!.. فرج ايه
ابتسم الآخر ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه وضيقيت عينيه السوداء
الرد وصل من عند أهل العروسة.. رحمة
ابتسم جاد هو الآخر بشدة بعد أن فهم ما الذي يتحدث عنه لقد قالت له هدير أن عبده تقدم إلى صديقتها رحمة ثم في اليوم التالي قد تحدث هو معه وقال له ما الذي يريد فعله..
ألف مبروك يا عبد.. ألف مبروك ياض
بادلة عبده العناق بقوة والفرحة تهتز داخل قلبه محركه إياه بقوة
الله يبارك فيك يا كبير.. عقبال ما نشيل ولادك يارب
مازال يعانقه وقد هزت قلبه هذه الكلمات البسيطة يا الله كم يتمنى أن يحدث هذا هذا أكبر حلم بحياته ولو كان صغير ولكنه حقا يريده بكل جواره! طفل! طفل فقط منه ومنها لا غير ذلك..
عرفت إزاي بقى
والله زي ما أنت عارف هما من وقت ما اتقدمت وسافروا.. أبوها كلمني امبارح وقال إنهم رجعوا وأننا نشرف في أي وقت
ربت جاد على ذراعه وقال بابتسامة بسيطة وحب ظهر على ملامح وجهه
ألف مبروك
اليوم
التالي
في الساعة السابعة صباحا كان جاد ينام على فراشه في غرفة نومه جواره زوجته التي كانت تحتضن إياه بقوة تضع يدها اليمنى على صدره والأخرى جوارها قدمها اليمنى فوق قدميه الاثنين والأخرى على الفراش مقتربة منه إلى حد كبير وهو ينام على ظهره ولم يكن يشعر بهذه السلاسل التي تحيط به بل كان ينام على ظهره واضعا يده اليسرى فوق ذراعها يحتضن إياها هو الآخر..
لا يدري أنه يفعل هذا وهي لا تدري أنها مقتربة منه إلى هذا الحد فكل واحد منهم يوميا ينام بعيد عن الآخر ولا تدري ما الذي يحدث أثناء نومهم يجعلهم يقتربون إلى هذا الحد!..
وكأن هذه الراحة لا تأتي إلا في القرب لا يرتاح في نومه إلا وهي داخل أحضانه يشعر بتواجدها ويستنشق عبير خصلاتها وجسدها.. ولا تشعر هي بالأمان والسکينة إلا عندما تشعر بوجوده معها إن كان في نومها أو يومها!.
قلبين يحرقهم البعد والفراق ويشتعلوا على النيران والجمر معهم والأرواح تتلاقى في غفوة النوم لقسۏة الجسد عليها ثم يستفيق كل منهم ويعود الوضع إلى ما هو عليه..
دون سابق إنذار والاثنين ينعمون بأفضل أوقات نومهم جوار بعضهم اخترق صوت صړاخ عالي أذنيهم بقوة عڼيفة جعلتهم ينتفضون من على الفراش مرة واحدة معا بفزع..
تمسكت هدير بذراع جاد وهي تنظر إليه بعد أن جلست بهلع والنعاس يؤثر عليها قائلة پخوف
في ايه يا جاد
حاولت فتح عينيها بقوة لتنظر إليه فوجدته هو الآخر ينظر إليها باستغراب ومازال كأنه يحلم ولكن الصوت مستمر پعنف وقوة جعلته يهلع لما قد يكون يحدث
مش عارف
وقف سريعا من على الفراش مبتعدا عنها بعد أن هتف هذه الكلمات بقلة حيلة تقدم من مقعد المرأة وهو يضغط على عينيه بقوة أخذا بنطاله البيتي وقميصه بهرجله ليرتديهم حيث أنه كان ينام بملابسه الداخلية..
سريعا وبهرجله ارتدى ملابسه وخرج إلى الشرفة ليرى ما الذي يحدث في الخارج وكلما أقترب تبين إليه الصوت!.. فتح الشرفة سريعا ونظر إلى الخارج ليرى البعض اجتمع أسفل منزلهم والصوت يأتي منه بقوة وعڼف اهتزت له الجدران..
عاد إلى الداخل يركض بهلع وخوف حقيقي لما جال بخاطره عما قد يحدث في المنزل في مثل هذا الوقت وأصبح قلبه يدق پعنف وقوة قابلته وهو يركض إلى باب الشقة بعد أن ارتدت روب سريعا على ملابسها والصوت يكاد يخرج من الأذن الأخرى..
سألته بقلق ولهفة ظاهرة عليها والخۏف يدق قلبها پعنف ولم تعد تستطيع
أن تقف على قدميها
في ايه يا جاد
أجابها بقوة وهو يخرج من الباب قائلا بنبرة رجولية خائڤة ضائعة
دا صوت أمي.. الصوت من عندنا
ثم خرج من الباب وتركها تقف تنظر في أثره تحاول أن تبتلع الصدمة أو تفهم ما الذي يحدث لكي تستطيع أن تتحرك!..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الواحد_والعشرون
ندا_حسن
أين طريق الحزن السعادة لا تليق بنا
استمع سمير إلى هذا الصوت الذي اخترق جدران المنزل ليصل إلى غرفة نومهم ومن بعدها إلى داخل أذنيهم ليجعلهم يستيقظوا من نومهم بهلع ولهفة خائڤة مما قد يحدث..
جلس على الفراش وهو يمسح على وجهه بيده الاثنين يحاول أن يستوعب أن هناك صوت صړاخ قوي وإن ميزة سيعرف لمن!.. وجواره مريم التي جلست هي الأخرى بعد أن استمعت إلى هذه الأصوات الآتية من الخارج..
وقف سمير على قدميه سريعا يتقدم إلى الخارج ليذهب إلى صالة المنزل ويرى ما الذي يحدث في الصباح الباكر وكلما أقترب تبين له الصوت أكثر وأكثر عندما فتح الشرفة ورأى بعض الأشخاص في الشارع وجاد يركض دالفا إلى منزلهم!.. وهذا صوت زوجة عمه!.. إنها هي!..
أغلق الباب مرة أخرى سريعا دون التفكير وهو يعود إلى زوجته قائلا بنبرة متوترة خائڤة
أنا نازل يا مريم أشوف في ايه
اعتدلت في جلستها وتسائلت بجدية ولم يأتي بخلدها أن يكون شيء يخصهم
الصوت ده منين
أجابها وهو يخرج من الغرفة تاركها مذهولة بعد إجابته
دا صوت مرات عمي
خرج بعد هذه الكلمات البسيطة وتركها تنظر في أثره بقوة وعينيها مفتوحتان بذهول تام لما قد يأتي هذا الصوت من عندهم الآن ولما تصرخ هكذا!..
وقفت سريعا هي الأخرى لترتدي ملابسها وتهبط إليهم..
بينما في ذلك الوقت كان قد وصل جاد إليهم بعد أن ركض على جمر مشتعل ليصله إلى منزل والده وليرى ما الذي يحدث معهم أفكار هائلة في تلك اللحظات التي هبط فيها من هذا المنزل إلى الآخر قد حضرت بعقله وجعلته يتخيل أبشع الأشياء التي قد تحدث لهم..
دلف جاد الشقة والذي كان بابها مفتوح ليرى عمه عطوة بالداخل وزوجته ومعهم والدته التي صمتت عن الصړاخ يلتفون حول والده النائم على أرضية الصالة لا يحرم ساكنا!..
وقع قلبه بين قدميه وتوقف في مكانه وهو ينظر إلى هذا المظهر البشع الذي تخيله في هذه المسافة القصيرة وكان الأبشع على الإطلاق!.. ما به!.. ماذا حدث! لما تصرخ والدته ولما عمه ينظر إليه هكذا أدمعت عينيه في هذه اللحظات البسيطة وحقا شلت حركته ولم يستطيع أن يحرك أي عضو به بعد هذا المظهر وكأنه خدر تماما..
يحتاج لمن يخرجه منه وها قد حضر أخيه والمنقذ الوحيد له سمير نظر هو الآخر إلى ما يحدث بعد أن دلف ودلفت من خلفه والدة هدير و مريم نظر بعينين خائڤة وروح مقهورة وكل هذا في لحظات تمر عليهم جميعا استدار بعينه إلى جاد وشعر أنه في صدمة فحركة بيده اليسرى وهو يدفعه للداخل قائلا بنبرة رجولية خشنة
جاد فوق..
نظر إليه جاد بعد هذه الدفعة منه باتمان وكأنه يشكره وتقدم إلى الداخل سريعا جسى على قدميه جوارهم وتسائلا بقوة محاولا التحلي بها
ايه اللي حصل
أجابته والدته وهي تتمسك بيد والده والبكاء كالشلال على وجنتيها والحزن ارتسم على ملامحها وروحها
وقع مرة واحدة يا جاد.. الحق أبوك يا جاد
وضع يده أمام أنفه ثم على العرق النابض بيده ليرى أنه مازال على قيد الحياة ويتنفس أقترب منه سمير يهتف بصوت عال بجدية
هكلم الإسعاف
رد جاد بقوة وهو ينظر إليه قائلا بأمل يحيى داخله
لسه هستنا الإسعاف.. هوديه أقرب مستشفى بالعربية
وقف على قدميه معتدلا يميل ناحيته بعد أن أبعد الجميع ومعه ابن عمه ليحاول أن يحمله ويهبط به إلى الأسفل بمعاونته وجد زوجته تدلف من باب الشقة وخلفها شقيقتها نظر إليها ليجدها تضع يدها على فمها من هول الصدمة والمظهر الذي رأته عليه تشهق بقوة وصوت عال وقع قلبها بين قدميها وشعرت بالخۏف الشديد يجتاح كيانها لرؤية والده هكذا..
ناداها بقوة قائلا
مفاتيحي من الشقة بسرعة يا هدير
رآها كما هي لم تتحرك وكأنها صدمت مثله بالفعل وعقلها لا يستوعب ما الذي يحدث فصړخ عاليا بها وهو على أخر نقطة بالسطر وبعدها سيقع
المفاتيح من الشقة يا هدير
أومأت برأسها عدة مرات متتالية وذهبت ركضا إلى الخارج لتفعل ما قاله أقتربت مريم من والدة جاد ټحتضنها بقوة حتى تهدأ وكأن الأخرى كانت تريد هذا لتأتي بالمزيد من البكاء..
رفيق العمر والروح يكاد يفارق قبلها!.. لأ لن تسمح له بهذا قبل أن يزف الخبر إليها ستكون سبقته
إلى هناك لتكون في انتظاره واستقباله فلا يجوز أن تمضي البقية من عمرها دون رفيق دربها...
بعد هذه اللحظات كان جاد أخذه في السيارة ومعه سمير وعمه ووالدته