رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
يدها لتنظر إلى يده الممسكة بها پألم ثم عادت إلى نظرته مرة أخرى لتراه يهتف بجمود ونظرة حادة
يلا
أمام الجميع وفي صمت تام جذبها معه إلى باب الشقة ليرحل من هنا وضع كف يده الأخرى خلف ظهرها يدفعها معه للأمام وهي لم تقابله بالاعتراض بل كان الصمت والذهول حليفها تاركة قوتها وعنفوانها لمرة أخرى.. ففي هذه الحالة التي وصل إليها لا تعلم ما النتيجة التي ستحصل عليها..
ذهبت مريم وعلى وجهها آثار الحزن لما حدث لشقيقتها وما قد يحدث بينها وبين زوجها وهم مغلق عليهم في بيت واحد جلست جوار زوجها ووضعت يدها على يده تتمسك بها بقوة والتأثر واضح عليها بقوة نظر إليها هو الأخرى وابتسم إليها بتصنع يمدها بالدعم والراحة وهو يضغط على يدها بكفه الآخر اعتقادا أنها هكذا ستهدأ..
فتح باب شقته بمفتاحه الذي معه ثم دفعها للداخل بقوة
وولج من خلفها يغلق الباب پعنف وقوة اهتز لها الباب بعد غلقه وجعلتها تستدير تنظر إليه برهبة وخوف حقيقي هذه المرة!.. هل كانت تحتمي بعائلته هناك لذا فعلت ما تريد وباعت خۏفها في وجودهم!..
ألقى المفاتيح ونظره معلق عليها وهي تبعده بخطوات جسدها تقريبا بدأ يرتعش والخۏف يظهر عليها وسكوتها أظهر ضعفها أكثر تفهم الآن أنها ستصمت بسبب ما فعلته وجعلته يتوصل إليه..
من امتى وأنت بتكلمي رجالة غريبة
ابتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى والرهبة تظهر عليها بوضوح ناظرة إلى عينيه بعمق وأجابته بتردد وكذب
أنا مكلمتش حد
وعبده..
اردفت قائلة بثبات مزيف يهتز أمامه وهي تبرر له ولنفسها قبله ذلك الخطأ الذي فعلته عندما توجهت إلىعبده
أقترب منها على حين غرة جاذبها إليه من معصم يدها ليجعلها تكون في مواجهته مباشرة صاح بحدة وعڼف ونظراته تظهر عنفوانه
لأ غريب.. غريب وستين غريب بتكلميه ليه وتديله
فرصة يقف معاكي ويبصلك
حاولت جذب يدها بهدوء وهي تكرمش ملامح وجهها ألما مجيبة إياه بضجر
مبصليش يا جاد هي كلمة ورد غطاها
نظر إليها هذه المرة بدهشة وذهول فهي تبرر كڈب فقط ليصمت أو يتركها.. فقط لتمر الليلة بهذا الحديث الذي يستنكره إلى أبعد حد!
هنا عادت شراستها مرة أخرى وتناست خۏفها منه وعليه وأردفت
بقوة حقيقية ثابتة واثقة وهي تنظر بعمق داخل تلك الرماديتين
أنا مغلطش أنا كنت بسأل على المدام اللي أنت مش عايز تقولي عايزة منك ايه ولما سألت طلع كلامك كدب ومالهاش شغل عندك
صدح صوته ېصرخ بوجهها وهو يضغط على يدها جاذبها ناحيته أكثر لتكن أمام وجهه الغاضب پعنف
وبتسألي ليه.. مش من حقك تدخلي في شؤوني وأنا لما ابقى عايز أعرفك حاجه مش هستنى
قضبت جبينها باستغراب وتسرب إليها الضعف بعد استماع حديثه الذي يثبت أنه يخفي عنها شيء يخصه مع كاميليا!
يعني أنت مخبي عني أهو يا جاد ومش عايز تقولي
لقد أخطأ في حديثه وأثبت إدانته أمامها وتحت مسامعها وناظريها يا له من غبي يستحق العقاپ تغاضى عما فعله وعن سؤالها أيضا يهتف بصوت جاد
ده شيء مايخصكيش
حضر ڠضبها بقوة وشراسة لأنه يسلب حقها به بكامل الغرور والعنجهية وكأنها ليست إمرأة تحمل اسمه وتكن له النصف الآخر بحياته ورفيقة دربه إلى الممات!.. صاحت پعنف وڠضب وهي تجذب يدها پعنف أكثر قوة منه وتضربه على صدره باليد الأخرى بهمجية شديدة
لأ يا جاد يخصني أكتر منك.. أنت جوزي ومهما حصل هتفضل كده ومن حقي أنا بس.. والست دي والله لو شوفتها معاك تاني مش هيحصل طيب
أكملت پغضب أكبر من السابق وهي تستمر في ضربه بيدها الحرة
إلا بقى لو كنت أنت اللي عايز كده
استغربت صمته ونظرته الثابتة عليها!.. لماذا لم يجيب. أهو يريد ذلك حقا بقبضة يدها قامت بضړبة بقوة جعلته يتألم بسبب وجود دبلتها في إصبعها وهي من قامت بتعظيم الضربه على صدره
مبتردش ليه!.. أنت عايز كده بجد..
تأوه أمامها بقوة بعد أن شعر پألم الضربه على صدره أمسك يدها الأخرى ليقيد حركتها صارخا بوجهها پعنف وقوة
أنت اتهبلتي!.. رسمتي قصة وسيناريو في دماغك وخلاص بقى كده.. بقيت مع واحدة تانية!..
صړخت أمامه بهمجية شديدة تريه إنه هو من فعل كل ذلك وهو من وصل بهم إلى هذه النقطة المغلقة
كلامك وطريقتك بتقول كده
نفض يدها الاثنين من يده وعاد للخلف خطوة مبتعدا عنها وهو ينظر إليها بعتاب خالص نظرته أصبحت الآن حزينة مرهقة يشعر بالخذلان بسبب تفكيرها به بهذه الطريقة الغبية وعدم ترك فرصة له ليتفهم ما الذي يحدث
لا كلامي ولا طريقتي ولا أفعالي
قالت حاجه.. أنت اللي قولتي ولو كنتي مراتي بجد كنتي عرفتي أنا بعمل ايه وهعمل ايه.. كنتي عرفتي إني مستحيل ابص لوحدة غير مراتي مش علشانك لأ ولا علشان بحبك علشان خاېف من ربنا.. علشان بخاف على أهل بيتي لكن أنت غيرتك وعبطك اللي ممشيكي
هل هو على حق!.. يبدو كذلك فهو لا ينظر إلى أخرى غيرها وليست هذه من صفاته إنه يعرف الله جيدا ويحب طريق الخير لا غير ذلك!.. تفكيرها به كان خاطئ حقا ولكن ماذا عنها!.. إنها تريد شيء منه هي واثقة من ذلك تشعر بما تريده ولن يكون هذا الشعور خطأ اقتربت منه هذه الخطوة الذي أبتعد بها وقالت بهدوء تمتص حزنه منها
طيب أنا غلطانه في حقك وأنت معملتش حاجه هي بقى.. هي عايزة منك ايه وليه بتتكلم معاك كده.. يا جاد علشان خاطري قدر اللي أنا فيه حط نفسك مكاني!..
زفر بضيق وانزعاج شديد وهو يستدير بوجهه للناحية الأخرى ثم عاد إليها بنظرة قائلا بنبرة هادئة مرهقة
أنا معرفش هي عايزة ايه وفي الآخر هتلاقيها مش عايزة حاجه.. أنت قولتي قبل كده لا هي مننا ولا من توبنا ده غير أنها ست متجوزة واللي إحنا بنعمله ده غلط إحنا بنخوض في عرض الناس.. ومتنسيش بقى أن كلامهم ده طبيعي عندهم مش بيحافظوا عليه لكن إحنا غير
عاندت حديثه وهي تجيب بقوة وتشير إلى موضع قلبها الذي تشعر من خلاله بشيء ما قادم منها سيغير حياتهم
لأ.. لأ أنا حاسه أنها عايزة منك حاجه وحاجه غلط كمان أنا من أول يوم وأنا مش مرتاحة ليها
سخر منها وهو يضع يده الاثنين أمام صدره العريض رافعا أحد حاجبيه بضجر
المفروص إني أمشي ورا إحساسك وأروح أقولها أنت عايزة مني ايه.. ده لو شوفتها تاني بعد اللي عملتيه
صدح صوتها بقوة أمامه وهي تشير بيدها بهمجية
وأنت عايز تشوفها ليه إن شاء الله
أخفض يده عن صدره وأردف پعنف وضيق شديد وهو يضغط على شفتيه السفلى بأسنانه
اللهم طولك يا روح.. بأمانة أنت أغبى واحدة شوفتها في حياتي
دافعت عن تفكيرها الذي يتحدث عنه موضحة له موقفها ونظرتها للأمور
أنا مش غبية أنا فاهمه كل
حاجه وأنت اللي بتستهبل عليا... ولا حاسس بيا أصلا
تسائل بجدية وهدوء في ذات الوقت وهو ينظر إليها محاولا السيطرة على نفسه فقد ارهقته وهي أيضا يبدو عليها الإرهاق الشديد من هذا النقاش الحاد
مش حاسس بيكي ليه.. قوليلي ما أنا واقف أهو بحاول اتفاهم معاكي وأعرفك أن مفيش حاجه
بجدية شديدة اقتربت منه أكثر وأردفت بقوة مطالبة بشيء ما يجعلها تصدق حديثه وهي تذكرة بما حدث
بينهم منذ فترة
اثبتلي يا جاد.. متزعلش مني أنت مش فاكر عملت ايه معايا على حوار الصور اللي أنا مكنش ليا دخل فيها أصلا. أنت يعتبر لسه مكلمني يا جاد.. كنت مقاطعني علشان...
قاطعها قبل أن تكمل حديثها المسمۏم الذي تزعجه به وتذكره بما حدث بينهم بعد أن حاول أن يتناسى في هذه الأيام الأخيرة
المفروص كنت أعمل ايه يعني وأنا شايف صورك متوزعه على الكل رجالة وستات بيملوا عينيهم منك وكل ده بسبب غبائك
اردفت قائلة بضيق وانزعاج
بردو هتقولي غبية
أومأ إليها بقوة مؤكدا حديثه بثبات وجدية وهو يتجه ناحية باب الشقة
آه غبية وستين غبية وأنا غلطان أنا بتكلم معاكي أصلا
تسائلت باستغراب وهي تراه يتجه إلى باب الشقة وكأنه ينوي الرحيل
رايح فين
أجابها ببرود مستفز قائلا
هبات عند أمي
تفاجات من رده الغريب وتسائلت باستنكار
نعم..
زفر بهدوء وهو يتمسك بالباب بعد أن فتحه ناظرا إليها بعمق داخل عسلية عينيها التي تسحره
مش علشان حاجه يا هدير.. أبويا تعبان والمفروض أكون معاهم وهسيبك لوحدك يمكن تفكري كويس وتعقلي بقى..
خرج من الشقة وأغلق الباب خلفه بهدوء تاركا خلفه قلبا ينذف ألما لما واجهه على يده أنها تشعر بالغيرة الشديدة التي تنهش قلبها من الداخل وتجعله يتلوى على نيران مسكوب عليها بنزين بشراهة لېحترق في لحظة خاطفة..
رأته وهو يحاول أن يجعلها تصمت ثم حاول أن يتحدث معها باللين وهي من أوصلته إلى حالة الڠضب هذه والآن عاد مرة أخرى يحاول معها باللين ليتخلص من ذلك العبء وذلك الحائل الذي يقف بينهم..
تنهدت بعمق وهي تخلع
حجاب رأسها عنها ثم توجهت إلى الصالة في الداخل وألقت بنفسها على الركنية تنام على ظهرها تنظر إلى سقف الصالة پضياع وعقلها لا يستوعب التفكير أكثر من ذلك..
فقط تود لو كل شيء يمضي وتعود حياتهما كما كانت في السابق لا تفعل أي شيء سوى أنها تتدلل عليه ولا يفعل أي شيء سوى أنه ينعم بكامل الحب معها!..
إلى الآن لم يكن يمرر أمر الصور تعرف أنه يزيد الحمل في هذا الأمر عليها ولكن مع ذلك وجدت داخله أنه كاد يمضيه!.. ليأتي أمر هذه المرأة الغريبة عنهم إلى أبعد حد وتتدخل بينهم وتفسد جمعهم..
من أمر الصور إلى هذه!.. يا الله كم أن الزواج مرهق مع هذا جاد الله!..
بعد أن