رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
بكلمة مني للحج رشوان هيرميك بره.. فوق لنفسك وأرجع عن اللي في دماغك
حك مقدمة لحيته بعد أن استمع إلى حديثها رافعا أحد حاجبيه نظر إليها قائلا بمكر وخبث
افهم من كده ايه
أقتربت منه هدير قائلة بسخرية وتهكم وهي تنظر إليه ب اشمئزاز واضح كما نظرت إلى مسعد
لو واخد منه فرش ولا عليك فلوس من الحاجات اللي بتوزعها ليه قولي وأنا اديلك بدل ماهو لاوي دراعك كده
طب عليا الحړام ما أنت طالعه من البيت ده ولا الاوضه دي إلا على بيته
حاولت والدته جذبه ليبتعد عنها بينما ضړبته مريم على ظهره بحدة وقوة تحاول التحلي بها أمامه وهي تطلق الدعاء من فمها عليه لما يشاهدونه على يده
حاولت هدير جذب خصلاتها من بين يده شعرت أنه اقتلعه من جذوره بيده عندما داهمها هذا الألم الشديد وشقيقتها ووالدتها لا يستطيعوا أن يجعلوه يبتعد عنها صړخت به بحدة وهي تضربه في معدته بقبضة يدها
والله لو آخر يوم في عمري يا ابن أبويا ما هتجوزه
وجدت جاد
يدلف من باب المنزل صړخت باسمه بلهفة وتوسل
يسطا جاد... الحقنا الله يخليك
نظر إليها باستغراب ودهشة شديدة وهو يراها تبكي وحجابها ليس مهندم عليها بل هناك خصلات ظاهرة وعينيها منتفخة وتبكي ويخرج صوت شقيقها من الداخل وهو ېصرخ بألفاظ رديئة سألها باستغراب وقلق
أردفت بسرعة وخوف وهي تنظر إليه بتوسل ليدلف معها ينقذ شقيقتها
جمال نازل ضړب في هدير عايزها تتجوز مسعد
لم تراه!.. لم يستمع إلى باقي جملتها من الأساس عندما شعر أن الأمر يتعلق ب هدير دلف إلى الداخل سريعا وقلبه يخفق پعنف داخل أضلعه وجدها منحنية على نفسها و جمال يجذب خصلاتها بقوة بينما والدته تجذبه إليها وتحاول نزع يده من على شقيقته..
أخذت نعمة ابنتها بأحضانها وأتت لها مريم بحجاب لتغطي به خصلاتها عن أعين جاد بينما كانت ترتدي عباءة منزلية فضفاضة كعادتها..
خرجت الدموع من عينيها بكثرة في أحضان والدتها وهي تراه يلكم شقيقها مرة أخرى لأنه تطاول عليها هو الوحيد الذي كان يناسبها ليأتي بحقها من الجميع وليحافظ عليها وعلى حبها هو الوحيد وليس هناك سواه ولكن لم يكتب من نصيبها استمعت إليه يهتف بحدة واشمئزاز وهو ينظر إلى شقيقها
عيب على رجولتك اللي بتعمله ده بتمد ايدك على أختك ليه
أبتعدت عن والدتها وذهبت لتقف أمام جاد جوار شقيقها وفي خلدها أن ما ستفعله صحيح ولم تكن تعلم أنها ټحطم قلبين الحب داخلهم نقي حافظ عليه الله من الدنس الذي يحيطهم ليكونوا من نصيب بعضهم البعض ولكنها الآن تنهي ذلك إلى الأبد..
نظرت إلى جاد بتمعن وكانت نظرتها حزينة للغاية معاتبة إياه على ذهابه لأخرى بعد أن أخذت أكبر أمل بحياتها منه نظرت إلى شقيقها قائلة ببرود وجدية استغربها الجميع
أنا موافقة اتجوز مسعد
دهش الجميع وهي التي كانت منذ لحظات ترفض وإن كان المۏت البديل عن الزواج!. رسمت الصدمة على ملامح الجميع وكأنها الآن بغيبوبة ولا تعلم ما الذي تقوله ولكن الصدمة الأكبر كانت من نصيب جاد الذي نظر إليها بحزن وصدمة ودهشة لم يراها بحياته..
الجميع حلت عليهم الدهشة ولكنه ما حل عليه كان أصعب بكثير نظر إلى عسلية عينيها الباكية وكأنه يريدها أن تأكد حديثها بالزواج الآن لأنه لا يصدقه.. لا يصدق أن هذه من رفضته على السطح رفض قاطع.. لا يصدق أن من أحبها بصدق ونقاء ودعا ربه من أجلها توافق الآن على الزواج من غيره أمامه وتحت ناظريه..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الخامس
ندا_حسن
كانت چروح غائرة يصعب شفائها شفيت
الچروح وبقيت الندوب لتذكرنا بما حدث
يوميا يتألم قلبه في بعدها عنه يجرح لفكرة أنها ربما تكن لغيره ېموت بدل المرة ألف عندما يتخيل ذلك!..
الآن بعد أن استمع إلى حديثها وموافقتها بالزواج من ذلك الغبي الذي يكبرها بخمسة عشر عاما غير
كل العيوب المتواجدة به لا يستطيع وصف شعوره لا يستطيع أن يحدد ما الذي يحدث داخل قلبه..
هل داخله نيران تشتعل بحرارة ټحرق وحدها من يمر أمامه أم هناك براكين تثور داخله تجعله غير قادر على الوقوف أمامهم.. ربما ما يشعر به حقا هو خنجر ضړب منتصف قلبه على عين غرة جعل عينيه الرمادية يختفي بريقها اللامع..
لقد وافقت على الزواج بجدية شديدة تحت أنظاره ووقفت أمامه وتحدثت بهذا إذا من تلك التي رفضته لأسباب كثيرة وأولها وجود الحب!..
أخفضت بصرها إلى الأرضية وتحدثت بصوت خاڤت خجل بعد أن وضعت يدها أمام صدرها تحتضن نفسها بعد ذلك الموقف السخيف الذي وضعت به
إحنا آسفين لازعاجك ده سوء تفاهم بيني وبين جمال
توسعت عينيه بدهشة وهو ينظر إليها ويستمع حديثها ابتلع أشواك عدة وقفت بحلقه فتحركت تفاحة آدم وبرزت بعنقه مع عروقه الغاضبة هتف بجدية متسائلا باستغراب ودهشة
أنت بتتكلمي من عقلك. بجد موافقة تتجوزي مسعد!.
رفعت عينيها العسلية إليه وهناك خلف جفنيها دموع حبيسة كثيرة تريد الفرار والحزن طاغي عليها وقد لمحة هو دون مجهود أجابته بجدية وهدوء دون تردد
آه موافقة
دقق النظر بها وداخله يشتعل
ېحترق ماذا يفعل. كيف سيمنعها من ذلك أخفض بصره إلى الأرضية ثم رفعه بهدوء واستأذن منهم جميعا وخرج دون أن يتفوه بحرف واحد قلبه به شيء لا يعلم ماهيته ربما نيران ثائرة أو ثلوج تريد أن تأتي به ربما چرح بشدة وداخله ېنزف.. كثير من التعبيرات تمر عليه وهو لا يحدد
ما الذي حدث!.. كيف لها أن توافق كان عازم أمره على حل مشكلته مرة أخرى دون الرجوع أمام والده ليحظى بها بعد الحديث الذي قاله لها على السطح لما تعجلت وبخرت كل شيء لما فعلت ذلك وهي لا تطيق مسعد من الأساس..
خرج من شقتهم ولم يصعد إلى الأعلى بل عاد بادراجه مرة أخرى وهو لا يدري إلى أين يذهب من الأساس..
بينما في الداخل أغلقت مريم الباب خلفه ووقفت تنظر إلى هدير هي ووالدتها التي تقدمت منها بهدوء عازمة على توبيخها للموافقة على مسعد وستمنعها أيضا من فعل ذلك مهما حدث ولكنها توقفت عندما استمعت إلى ولدها يتحدث بابتسامة بلهاء وانتصار
جدعه يا دودو تعجبيني كده يابت دا إحنا هناكل الشهد منه حكمي عقلك يا خايبه
تقدمت منه والدته سريعا دون سابق إنذار أخذت حذائها البيتي من قدمها ثم انهالت عليه بالضربات به وهي تصرخ عليه بشدة بسبب قهر قلبها منه
جذبتها هدير سريعا وهي مستمرة في ضربه وهو يحاول الفرار منها حيث كانت ممسكة به من ياقة قميصه باليد اليسرى بينما اليمنى تقوم بضربه بها أخذت منها الحذاء ألقته أرضا وتحدثت بجدية وصوت عال أمامه
أنت بتردي عليه ليه سيبيه براحته
تقدمت مريم منهم وهتفت بحدة متسائلة
يعني ايه تسيبه براحته أنت عايزاه يبيعك لمسعد
استدارت تنظر إليه لتراه يقف يوزع بصره عليهم جميعا والڠضب يظهر عليه بوضوح بسبب حديث والدته وشقيقته الصغرى والتي تحاول أن تؤثر على قراراها في الزواج منه تحدثت بجدية وحدة غريبة تشابه الټهديد وكأنها تتحدث إلى مسعد وليس شقيقها
أنت مفكر الكلمتين اللي قولتهم والاسطى جاد هنا هيتنفذوا.. تبقى غلطان أنا قولت أنا موافقة بس علشان مدخلش حد غريب بينا لأن إحنا أخوات ومش عايزة حد في الحارة يسمع عننا حاجه لكن أنت لو مسكت سلك الكهربا مش موافقة ولو طولت معايا في الموضوع ده والله العظيم هروح أبلغ عنك وعنه بالزفت اللي بتبيعوه.. وأنت عارف إني أقدر ومش هيتهز شعره مني
نظر إليها بحدة وعصبية والڠضب قد أعمى عينيه كونها تقف أمامه هكذا وتتحدث بهذه الطريقة الفظة المھددة إياه جعله يود أن ېخنقها بيديه أو يأخذها ليسلمها لمسعد وينتهي من أمره تماما ماذا سيفعل معه الآن!. ومن أين سيأتي بالمال.
توجه إلى باب الشقة وخرج منه فذهبت خلفه وصاحت بصوت عال حاد
في ستين داهية
أغلقت الباب بقوة في وجهه جامعة إياه يصدر صوتا عاليا ثم دلفت إلى الداخل ومن ثم إلى غرفتها وأغلقت بابها خلفها مرة أخرى دون التحدث مع أحد..
أذنت العشاء فخرجت من غرفتها لتتوضأ ثم دلفت مرة أخرى وقامت بالصلاة بهدوء وخشوع وكانت عينيها تدمع وحدها وهي بين أيدي الله وقلبها يناجيه ليخفف عنه ذلك الحمل الثقيل الذي وقع عليها وهي لا تستطيع حمله..
انتهت من الصلاة وجلست كما هي على سجادة الصلاة تستغفر ربها على أصابع يدها ومن بعدها تصلي على سيدنا محمد عدة مرات متتالية كثيرة إلى أن انتهت ووقفت على قدميها رافعة السجادة من على الأرضية ووضعتها على الفراش متجهة إلى خزانة ملابسها البسيطة في غرفتها وقامت بأخذ عباءة سوداء واسعة بدلتها مع إسدال الصلاة ووضعت حجابها متجهة إلى الخارج..
رأتها والدتها خارجة من غرفتها بتلك
الهيئة فسألتها باستغراب عاقدة ما بين حاجبيها
على فين يا هدير
رايحه لرحمة أقعد عندها شوية
أردفت والدتها بجدية وهي تقف على قدميها من على الأريكة في الصالة
رحمة كانت هنا المغرب خليكي لبكرة ابقي روحي بدري شوية
نظرت إليها بانزعاج ثم هتفت برجاء وقد قاربت على البكاء وهذا لأتفه الأسباب
علشان خاطري سيبيني يا ماما.. سيبوني اتفك شوية
أومأت إليها والدتها بحزن وهي تعلم ما الذي يجول داخلها من حزن وقهر
لما يفعله شقيقها بها ومن المفترض أن يكون هو السند والعون لهم..
خرجت من المنزل لتمر على ورشة مالك قلبها ومدمر أحلامها مالك الحب الكامن داخلها ومسبب الحزن الدائم لها رأته يجلس أمام الورشة بيده كوب شاي وجواره ابن عمه وشقيقه سمير يضع نظره في هاتفه نظرت إليه وهي تمر أمامه والحزن يرتسم على