الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

انت في الصفحة 82 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


قدمه مناديه بإسمه
بابا جاد!
أجابها بهدوء
نعم
أردفت بنبرة خاڤتة بعد أن حاولت مع آدم ولكنه لا يريد الحديث معها وهي لا تحب ذلك بل تحبه كثيرا وتريد اللعب معه
قول ل آدم يصالحني
زفر هو الآخر بقوة ثم وضع غرام على قدمه ممسكا بها
يادي النيلة عليا
ابتسم سمير بسخرية يشمت به فصاح الآخر بصوت عالي مناديا على ابنه لكي ينهي ذلك الڼزاع بينهم والذي يتعب له أعصابه

ولا يا آدم
دلف ابنه من الشرفة ووقف أمامه على بعد خطوات واضعا يده أمام صدره وكأنه هو
بالضبط ومظهره رائع وجميل شعره الكثيف مصفف بعناية جيدا ووجه أبيض نقي كوالدته وعينيه الرمادية الساحرة هذه أكثر من والده نفسه أجاب بضيق وعدم رضا
نعم
هتف وهو ينظر إليه بجدية ربما يستمع لحديثه هذه المرة ويبعد ابنة سمير عنه فهي ابنته على حق كما يقولون
صالح عشق وخلصنا وألعبوا سوا
هتف الآخر بجدية مثل والده واستدار ثم دلف إلى الشرفة مرة أخرى والذي ظهر منها جدهم
أنا قاعد مع جدو مش هلعب
نظر إلى الأخرى ليراها تنظر في أثره بضيق شديد ووجهه عابس ثم عادت بنظرها إليه مرة أخرى منتظرة منه الحديث أو فعل أي شيء فقال بجدية
بقولك ايه روحي لجدو رشوان وهو يخليه يصالحك
ابتسم والدة ثم أشار لها بيده وقال
تعالي يا عشق.. تعالى يا آدم
دلف مرة أخرى إلى الشرفة وجلس على مقعدة المقابل لأخيه وقف الاثنين أمامه فقال بجدية وهو مبتسم بهدوء
يلا صالحها وألعب معاها علشان متزعلش
استمع إلى حديث جده الذي لا يستطيع أن يزعجه أبدا أو يجعله يحزن منه فاستدار ينظر إليها ثم بنظرة طفل بريء جميلة هتف بنبرة لينة هادئة
خلاص صالحتك بس مش هلعب بلعب البنات
ماشي
أردف عمه عطوة من داخل الشرفة بصوت عالي موجها حديثه إلى جاد
استعجل الأكل يا جاد إحنا جوعنا
حاضر يا عمي
وقف على قدميه ثم وضع غرام الصغيرة التي كانت تتشبث به على قدم والدها وهتف بهدوء
أمسك ياض بنتك
ذهب إلى المطبخ بعد أن ترك الفتاة الصغيرة مع والدها وقف على أعتاب باب المطبخ لتقابله الرائحة الشهية مثل كل مرة وقف ينظر إلى الأصناف المحضرة في الداخل وإلى زوجته الحبيبة ثم صاح إلى والدته
ايه يا أم جاد الأكل فين
قالت والدته بجدية شديدة وهي تضع في الأطباق قطع من المعكرونة الشهية
تعالى شيل يلا رص على السفرة
تسائل بسخرية وهو يميل على باب المطبخ بجسده
كمان
أومأت إليه برأسها وأكملت بجدية موجهه حديثها إلى مريم التي تقف وبطنها ممتدة أمامها بدرجة كبيرة حيث أنها كانت في شهرها السابع من الحمل الثالث لها
آه يلا.. روحي أنت يا مريم ارتاحي
أخذت هدير طبقين من على الطاولة التي
وضعت في المطبخ مؤخرا ثم توجهت إليه وهي تبتسم وكان بدوره هو عندما وجدها تتقدم منه عاد للخلف قليلا خارج المطبخ كي يستطيع الحديث معها على طريقته الخاصة بعيد عن مسامعهم
خد يلا
ابتسم بقوة غامزا لها بعينيه الرمادية الساحرة لقبها وعقلها وكل ما بها وأردف بنبرة لعوب خاڤتة خبيثة
ايه الحلاوة دي وحش بالذمة في حد قمر كده ولا حلو كده ولا جميل كده
رفعت كتفيها بدلال واخفضتهم مرة أخرى قائلة بغرور والابتسامة على وجهها تكاد تخفي ملامحها
الله ما أنا قدامك أهو يبقى فيه طبعا
حرك رأسه بخفة يمينا ويسارا مضيقا عينيه عليها قائلا بسخرية وتهكم
غرور من هنا لآخر المجرة يابت الهابط
رفعت حاجبيها هذه المرة متسائلة بقوة بعد أن أتى على ذكر اسم عائلتها بطريقته الساخرة هذه
وماله الهابط بقى

يسطا جاد
غمزها مرة أخرى وهو يقترب منها متناسيا أين هم ولم يتذكر سوى أنها أمامه كالقمر حقا في ليلة سطوعه لينير الأرض بأكملها
قمر... قمر
استمعوا إلى صوت والدته الحاد من الداخل والتي وجدتهم يقفون يتهامسون متناسيين أين هم
شهلي يا هدير أنت وجاد كده مش هنتغدا
أجابت هدير سريعا وهي تقدم له الأطباق الذي بيدها لكي يأخذها إلى غرفة السفرة
حاضر حاضر.. يلا خد دول
هتف سمير من الصالة بصوت عالي ساخر ليشاكس ابن عمه
أساعدك يسطا جاد
أخذ منها الأطباق وعادت هي إلى المطبخ وتوجه هو الآخر إلى غرفة سفرة الطعام وصاح بقوة وضجر
خليك متلقح مكانك
أردف الآخر بقوة مرة أخرى وصوت عالي ضاحكا بقوة
كان غرضي خير والله
أجاب عليه جاد بقوة مثله ليصل إليه صوته في الخارج يتحدث بضيق وانزعاج يبادله إياه ليشاكسه مثلما يفعل به
مش عايز من وشك حاجه خليك مكانك
بشوقك
نظر إلى زوجته التي كانت تجلس جواره ببطنها المنتفخة للغاية والتي يظهر عليها الإرهاق أيضا وقال بابتسامة عريضة محاولا التخفيف عنها
إنما ايه الحلاوة دي يا مريومة.. هي اللي بتحمل على طول بتحلو كده
نظرت إليه بعينين متسعة والضيق يحتل كامل ملامحها مما هي به لقد أجلت سنة دراسية منذ أن كانت
تحمل أول مولود لها إلى الآن وهي على وشك ولادة الثالث!.. كيف فعلت هذا
تعرف تسكت يا سمير علشان أنا مش طايقة نفسي
يعلم أنها متضايقة لأجل ما وقعت به ثلاث أطفال ووالدهم وهي تعيلهم يحب دائما أن يشاكسها هي الأخرى ويضايقها في جلستها هذا يشعره بالراحة
وأنا مالي طيب وبعدين هو حد ضړبك على ايدك وقالك احدفي اتنين ورا بعض والتالت وراهم
صاحت بقوة وهي ټصارع عينيها التي تود البكاء
أنا عايزة ضړب الجزمة فعلا أسكت بقى
ضحك بقوة عليها ثم وضع الفتاة الصغيرة فوق قدميها وقال باستفزاز
هدي نفسك يا مزه
أتى صوت جاد الذي وقف على بداية الصالة يصيح بجدية وحماس لكي يصل صوته إلى والده وعمه في الشرفة ثم أكمل حديثه وهو ينظر إلى سمير بضيق
يلا يا حج يلا يا عمي.. خليك أنت هنا يلا يا مريم قومي وسيبيه
وقف سمير هو الآخر على قدميه مثلها ورأى تقدم والده وعمه إلى الداخل فاقترب منه يهتف
دا أنت راجل نتن بصحيح
جلس الجميع على طاولة الطعام رشوان وزوجته وأخيه وزوجته التي كانت تطعم ابنة ولدها الكبيرة عشق على ركبتيها و جاد وزوجته التي كانت أيضا تطعم ولدها آدم تقابلها شقيقتها وزوجها الذي حمل غرام على يده وهو يأكل كي تستطيع زوجته الجلوس براحه وتتناول طعامها جيدا..
كان جو أسري ملئ بالراحة الشديدة والهدوء الداخلي المنبعث للخارج ليعم السلام على الجميع.. كان جو ملئ بالحماس والذي كان يفعله جاد و سمير مع بعضهم البعض أمام الجميع متصنعين الضيق من بعضهم ثم في لحظة يتحدوا ليقفوا ضد أزواجهن في بعض الحديث الذي لا يليق بهم..
بعد كثير من الأيام التي مرت عليهم بكامل العڈاب والبعد والاحتراق من كثرة الاشتياق الآن كان يجب أن ينعمون ببعض الراحة والهدوء في حياتهم..
ومنذ ذلك اليوم من خمسة سنوات حلت على سماء حياتهم غمامة سعيدة للغاية لا تمطر إلا فرحة وسعادة ويكون بها بعض الرعد الخفيف الذي لابد منه في أي حياة..
ولكن لا يستطيع ذلك الرعد أن يأثر عليهم فالحب والمطر النقي المنبعث من السماء الصافية أكبر وأعظم بكثير منه فكان دوره ضعيف للغاية وهم الأكثر استخداما..
قد تغيرت حياة جميع العائلة من حينها داعين الله عز وجل أن يديم عليهم هذه النعم وهذا الرزق الكبير الذي يلقى عليهم كل يوم وكأنه مكافأة لما مروا به سابقا..
وقفت هدير على قدميها وأجلست ابنها في مكانها على المقعد جوار والده ثم قالت بابتسامة عريضة ووجه بشوش
سفرة دايمه يا حج إن شاء الله
ابتسم إليها مبادلا إياها ذلك الحب ثم وقفت شقيقتها هي الأخرى تهتف مثلها بابتسامة تعلو ثغرها
نعيش وناكل في خيركم يارب
مضغ سمير الطعام الذي كان في فمه وهتف بنبرة خاڤتة وهو ينظر إلى زوجته المبتسمة بقوة وكأنها ليست تمر بفترة صعبة تخرج عليه كل ما بها من ضيق وانزعاج
كهن نسوان بصحيح بتاكلوا
بعقولهم حلاوة
استمع إليه جاد فاقترب للأمام قائلا بحدة
وأنت مالك ما تخرس واطفح ورق العنب بتاعك
جلس الجميع في الصالة بعد تناول الطعام والانتهاء من تنضيف كل شيء أقترب آدم من والده وفي يده ثمرة برتقالة أخذها من طبق الفاكهة الكبير
بابا قشرلي البرتقانه دي
كان بيده كوب من الشاي يرتشف منه فوجه حديثه إلى زوجته التي تمسك بالسکين في يدها تقوم بتقشير البرتقال لمن يريد
قشريله يا هدير
رفعت بصرها إليه لترى ما الذي يتحدث عنه فلم تكن منتبهه ثم أومأت إليه بجدية مشيرة إلى ولدها بالتقدم
حاضر.. تعالى يا آدم
أقتربت عشق منها هي الأخرى وبيدها برتقالة مثل آدم تقدمها إليها قائلة بلين ورقة فتاة صغيرة الآن ليس كما منذ قليل
وأنا يا ماما هدير
حاضر يا عشق
كان صوت غرام المنزعج يعم الغرفة منذ

دقائق وتحاول والدتها معها أن تجعلها تصمت ولكن ليس هناك فائدة أخذتها جدتها لتجعلها تصمت وسارت بها في أنحاء الصالة ولكنها على وضعها فقال سمير بضيق حقيقي
اعملي رضعة لبنتك يا مريم بدل الزن ده
وقفت مريم في لحظتها لأنها من الأساس كانت تهم لفعل ذلك
طيب كنت قايمة أصلا
أومأ إليها ثم مال برأسه ناحية جاد وهتف بنبرة خاڤتة كي لا يستمع أحد مرة أخرى
في ماتش بعد عشر دقايق نسيبهم وننزل ولا نسمعه هنا
مال عليه
جاد هو الآخر وأخفض صوته مثله حتى لا تستمع إليه زوجته التي لا تستطيع أن جلس معه منذ أيام
هنا فين في زن العيال ده إحنا ننزل على القهوة أحسن
ده رأي بردو
قال جاد مرة أخرى بجدية بعد أن قرروا ما الذي سيفعلوه وقف على قدميه بجدية شديدة وكأنه يهبط إلى عمله حقا وأردف بصوت عالي ليستمع إليه الجميع
أنا هنزل الأول.. عن اذنكم بقى علشان عندي شغل
ثم ذهب إلى الخارج وتركهم يكملون الجلسة مع بعضهم ولكن لحظات مضت عليهم ووقف سمير هو الآخر يقول
أنا هنزل أشوف جاد كنت عايزة في حاجه ونسيت أقوله
أردفت زوجته أمامه الجميع بسخرية أحرجته وهي تسير إليه ناحية الباب
أنزل يا سمير.. قال يعني مش عارفين إن فيه ماتش ورايحين تسمعوه
تسائل باستغراب بعد أن حمحم بخشونة ليخفي إحراجه بعد هذه الكذبة أمام والده وعمه
واضحين للدرجادي
أومأت إليه بجدية وجوارها شقيقتها فعلت المثل فحمحم مرة أخرى ثم هتف قائلا وهو يتجه إلى الخارج ليهبط إلى ابن عمه
طب عن اذنكم بقى
ثم ذهب هو الآخر وتركهم مع بعضهم يكملون الجلسة وحدهم إلى حين انتهاء السهرة ثم يصعد كل منهم يأخذ زوجته وأولاده ويذهبون إلى بيوتهم..
في خلال هذه السنوات التي مرت عليهم تغير الجميع إلى الأفضل وأصبحت حياتهم أفضل من السابق بكثير سوى كان بالعمل والأسرة أو الحب والهدوء الذي عم عليهم مع السلام الداخلي لقلوبهم والإيمان والتقوى المقدمة كهدية من الله عز وجل ليملئ بها قلوبهم..
ومن هؤلاء الذي قد تغيروا كان هناك شخص واحد قد تغير.. لا ليس تغير هذا بل تحول مئة وثمانون درجة إلى الأفضل وكأنه شخص آخر من الأساس..
جمال شقيقهم
 

81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 85 صفحات