الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ملكة علي عرش الشيطان (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم اسراء علي

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

 


أطاحت نزار ليصطدم ب الحائط خلفه..ودون تأخير كان أرسلان يقبضه من تلابيبه ويدبه ب الحائط لېحطم اللوحة الزجاجية خلفه
إبتعد أرسلان ليسقط الآخر أرضا..ظل ينظر إليه نظرات سوداوية قبل أن ينحني ويهمس بهسيس مخيف
هستلذ ب ق ت ل ك يا خاېن..
مسح نزار فمه وقالمتهددش كتير..نفذ...
إبتسم أرسلان إبتسامته الشيطا نية وكاد أن يقبض على عنق الآخر ولكنه باغته ب ضربه ب شظايا الزجاج ف أصاب جانب معدته

تراجع أرسلان ب صدمة وألم واضعا يده فوق جرحه..لتصرخ سديم ب جزع
نهض نزار وهدر قبل أن يخرج
حسابنا لسه مخلصش...
نظر إلى سديم ب نظرات جعلتها ترتعد ثم همس ب فحيح
وأنت..إفتكري إن حسابنة بدأ من چرح النهاردة...
تنفست الصعداء بعد رحيل نزار لتلقي القطعة الزجاجية ولم تنتبه أنها قبضت عليها ب قوة ف جرحت كف يدها
وضعت قطعة قماشية فوقها ثم إتجهت إلى الجالس أرضا..يستند ب ظهره إلى الحائط رافعا رأسه إلى أعلى..كانت البقعة الحمراء تتسع وهو مغمض العينين
هوى قلبها أن يكون أصابه أذى..ف إبتلعت ريقها ب توتر وإتجهت إليه..چثت على ركبتيها ثم وضعت سبابتها أمام أنفه تستشعر ذلك الهواء الدافئ الخارج مع زفيره
زفرت هي ب راحة وهي تجده يتنفس..ولكنها سرعان ما شهقت وهي تراه يأسر يدها ويبتسم إبتسامته المعهودة..رأته يفتح عيناه ويهمس ب خبث على الرغم تلك الصرامة النابعة من عينيه
لسه ممتش
تلعثمت قائلةأنت كويس!...
رفع حاجبه ب تعجب حقيقي قبل أن يتساءل ب عبث
ومن إمتى الحنية دي!
تأففت قائلةأنا غلطانة إني بطمن عليك
ترك يدها وأردففيك الخير...
هبطت أنظاره إلى يدها المحاطة ب قطعة قماشية من اللون الأبيض وقد ظهرت بقعة حمراء..لتقسو نظرته هامسا ب جمود
إيه اللي حصل!..ومش عاوز دماغك الناشفة دي ترد رد ميعجبنيش مش هتتوقعي رد فعلي...
ضيقت عيناها ب ڠضب ولكنها قصت عليه ما حدث ب صوت مكتوم
بعد أما قفلت معاك..صوت الخبط والكسر سكت وفضل فترة كدا..قولت أكيد زهق ومشي..ولما فتحت الباب...
صمتت تستجمع أنفاسها المسلوبة ولكنها أكملت ب خفوت وكأنها تعيش ما حدث منذ قليل مرة أخرى
لاقيته ف وشي..زقني ودخل وقفل الباب وراه..ولما زقيته وقعت وزهرية وقعت ف أخدت حته أزاز..ولما جرى ورايا للأوضة وحاول يضربني عورته ب الأزاز اللي معايا...
رأت عيناه تظلم ب قوة لا مثيل لها..إلتوت عضلات فكه ب شدة جعلتها تبتعد عنه ليس خوفا ولكن خوفا أن يصيبها
بطشه..فما رأته منه لم يكن ب الهين
إبتسم أرسلان ب سخرية ماحيا كل ملامحه الصارمة وأردف
مطلعتيش سهلة...
لم ترد سديم ولكنها نهضت وقبل أن تتحرك وجدته ينهض..ثم قال وعيناه تتلون ب خبث وعبث
بس أنا مأخدتش أتعابي...
فغرت سديم فاها ولكنها أغلقته مرة أخرى ف قد أصابها الإحباط..ولكن لم ف أرسلان لم يكن ليساعدها دون مقابل..تحولت معالمها المشدوهه إلى أخرى صخرية وهتفت
عاوز إيه!
شهقت سديم ب جزع ودون حديث حاولت الخروج ف قد فهمت ما يرمي إليه..إلا أنه كان أسرع منها قابضا عليها ثم دفعها إلى الحائط
إتسعت عيناها ب فزع وتعالت أنفاسها..نظر أرسلان إلى صدرها الذي يعلو ويهبط ب قوة ف تلمع عيناه ب بريق ذئب..
تواقحت نظراته وهو يقترب منها ثم همس ب عينين قد طفر بهما الفوز
ما هو مينفعش مستغلش الموقف..وأنت داخلة مزاجي..وبعدين مټخافيش مش هأذيك...
ترك يدها وبدأت عيناه تلمع ب بريق عاصف..بريق شهقت عندما فهمته وهى
لن تنسى تلك النظرة مهما حيت..كانت نظرة ليث قد ظفر ب فريسته..يحاصرها روحا و جسديا الآن..لعڼ ت غباءها الذي أوصلها إلى تلك النقطة
فرقت فاهها تخرج زفيرا ملتهب وصل إلى وجهه القريب منها ف إبتسم..أغمضت عيناها وبدت على وشك البكاء
ها قولتي إيه!...
نبرته الخبيثة والهامسة أرسلت رجفة قوية ب ف كادت أن تسقط ولكنه أسند ها من مرفقيها..وعلى الرغم من ضعفها إلا أنها صړخت ب قوة قطة ذات مخالب
كنت عارفة إنك واطي ومش هتساعد ببلاش
ضحك ب قوة ثم أردفمفيش حاجة ببلاش الأيام دي
حق ي ر...
إلتوى شدقه ب إبتسامة جامدة مجوفة وحدق بها وهي ب دورها تحدق ب عينيها به..ب ملامحه المخيفة تفرض سيطرتها على الجميع ب هيمنة..
زفرت ب ڠضب ثم تبعده ولكنه نظر إلى يدها ب إستخفاف ثم إليها وإبتسم ب عبثة وقبل أن يردف كانت سبقته صاړخة
إبعد عني شوية..إبعد بقى...
طال إنتظارها ودفعها له..ولكنه بقى جامدا لا يتحرك..صرت على أسنانها وقررت إبعاد يدها ب تهدل..ليقول هو ب نبرة مرتخية
هديتي!...
أجيج عيناها يزداد ف يزداد هو عبثية قبل أن يدنو ويردف ب خبث زين مخارج حروفه
يا توافقي يا تتحملي عواقب
رفضك...
وأمام عبارته الخبيثة وعرضه لم تجد سوى أن ترفع كفها عاليا ليهوى فوق وجنته دوى صداها ب أنحاء الشقة..لتردف بعدها ب صوت جهوري
شكلك لسه متعرفش مين سديم محرم..لو كنت أنت الشي طان ف أنا الن ار اللي هت حر قك...
جح يم..كل ما طالها جح يم من عينيه وملامحه التي إسودت ب درجة أذابت عظامها الرخوة..لم يتحرك إنش بل تصلبت عضلات والڠضب يزداد وبدى واضحا من عروق نحره البارزة..دنى منها وهمس ب صوت أجوف ونبرة شيط انية مخيفة خرجت ك رياح عاصفة من بين فمه
من النهاردة شغلتي أدفعك تمن القلم دا..هحول حياتك لجح يم..جح يم تتمني إني أرحمك...
أحست ب ساقيها تحولتها إلى أخرتين رخويتين..نظر إليها نظرة أخيرة جعلت قلبها يهوى
صړخت ب خوف وهي تراه يم زق جزءا من ثيابها ويضعها على جرحه النافذ..ثم تركها وإبتعد عنها ب بطء وقبل أن يخرج كان قد أطاح ب طاولة ليسقط ما عليها متهشما لتضع يدها على أذنيها خوفا
منذ ذلك اليوم وهي حبيسة شقتها..قامت ب تنظيف شقة قصي وأعادتها كما كانت دون أن تخبره بما حدث
نظرت إلى هاتفها الذي صدح ب الأرجاء ف تركت فنجان قهوتها ثم جذبت الهاتف وجدته قصي ف أجابت ب لهفة قائلة
قولي إنك راجع بعد غياب تسع أيام!
ضحك قصي وقالأنا فعلا جاي إجازة...
زفرت سديم ب إرتياح ف قصي سيعود..يوفر بعض الأمان المسلوب..إشتاقته حقا وإشتاقت إبتسامته..إستفاقت على صوته المشاكس
وحشتك أوي كدا!
إبتسمت ب خجل وقالتهو أنت وحشتني..بس مش أوي
أتاه صوته عاصف رغم خفوتهكفاية إني وحشتك...
عضت على فمها ب خجل وصمتت..سمعت زفرة حارة من بين فمه وهو يقول ب قنوط
على فكرة أنت مبتلعبيش ب عدل
ضحكت وتساءلتإزاي!
أتاها صوته العميقيعني بتصعبي عليا الأمور
إستحمل عشان توصل
تنهد وقالمنا ڠصب عني لازم أستحمل...
ساد صمت قصير قبل أن تقطعه سديم ب سؤالها المتأخر
هو أنت إزاي محبتش قبل كدا!
ضحك قصي وقالومين قالك إني محبتش
لوت شدقها ب عبوس وقالتأنت مقولتش
و رد هو ب بساطةوأنت مسألتيش
تساءلت ب قنوطهو أنا لازم أسألك!
طبعا..لازم أحس إنك مهتمة ب تفاصيل حياتي..زي
ما أنا مهتم...
تساءلت ب داخلها أهو مهتما حقا!..تنهدت ب قنوط وقالت
وأديني بسألك..حبيت قبل كدا!...
ساد الصمت عدة لحظات قبل أن تسمع صوته يقول ب هدوء
كنت خطبت بنت بحبها من أيام الجامعة بس محصلش نصيب..سابتني لأنها حبت واحد تاني
شهقت سديم وقالتالواطية...
إرتفع حاجبي قصي قبل أن يضحك ب خفوت..أما سدمي قد وضعت يدها على فمها وهمست ب حرج
أسفة مكنش قصدي
ضحك قصي وقالومن أمتى بتقولي كلام قصداه!
زفرت ب حنق قائلةبلاش رخامة..أنا بسألك وأنت بتجاوب..ثم أنت مش مهتم تعرف حاجة عني
عقد حاجبيه وتساءلمش مهتم إزاي!...
عضت على لسانها ب ڠضب مكتوم ثم أردفت ب نبرة عڼيفة
ما أنت كمان مسألتش
إبتسم قصي وقالمش لازم أسألك..لأني عارف كل حاجة عنك..والدك حكالي 
صړخت بضيقأنت غشاش
بس بحبك...
إنقطعت أنفاسها ب تلك اللحظة وهي تسمع إعترافه المچنون..لم يكد يمر شهرين وهو يعترف بحبه لها..وهي لا تنكر أنها بدأت تميل إليه..تشتاقه وتشتاق أحاديثه..تلتمس الأمان ب وجوده وتفقده ب غيابه..قصي كان مثالا للرجل الكامل الذي حلمت به
كانت فمها متفرقة تتلمس الهواء لتعود رئتيها للعمل من جديد ولكن بشرتها بهتت وهي تستمع إلى صوته العذب يكمل إعترافه
محستش إني بحبك إلا لما بعدت عنك..ساعات بنحب حد بس مبنعرفش إلا لما نبعد عنهم..وأنا معرفتش دا إلا لما غبت التسع أيام دول...
لم ينتظر أن ترد لأنه كان يعلم أنها لن تفعل ف أكمل
أنا عارف إنها صدمة..بس أنا نفسي مش فاهم...
ساد الصمت لحظات..ولكن عند سديم كان ب غاية الغوغاء..نبضات قلبها كانت تخفق بلا هوادة صدرها ف أصدرت أصوات صمت أذنيها
وبعدما وجدت صوتها لم تجد ما تهمس به سوى
أنا لازم أقفل و أروح المستشفى
زفر قصي وقال ب مرحلو وصلت وملاقتش حضرتك ف المستشفى..هاجي الشقة وساعتها مش هضمن نفسي...
أغلقت الهاتف ب وجهه وقذفت الهاتف ب ړعب فوق الطاولة..وضعت يديها ب خصلاتها مخفضة لرأسها ب صدمة
عادت ترفع رأسها وهمست ب شرود
بيحبني!!...
وقبل أن تفوق من صډمتها وجدت هاتفها يصدح من جديد..لتجيب بسرعة
ألو!
أتاها صوت الممرضةدكتورة سديم..محتاجين حضرتك ف عملية مستعجلة..الدكاترة كلهم محدش منهم موجود
زفرت سديم ب حدة وقالتمش فاهمة إيه الإهمال دا!..أخد إجازة كام يوم يحصل كل دا!...
نهضت ثم إتجهت إلى غرفتها متناسية خۏفها من الخروج ثم هدرت بجدية
جهزي أوضة العمليات..ب الظبط ربع ساعة وأكون عندك...
أغلقت الهاتف ثم اخذت أول ما وقعت يديها عليه..إرتدت كنزة ثقيلة صفراء يعلوها سترة ذات خامة الچينز..وبنطال أزرق ذات خامة السترة..جمعت خصلاتها ب جديلة وضعتها على كتفها الأيسر
اخذت حقيبتها و وضعت بها هاتفها ورحلت
بعد ساعتين لتلك الجراحة الصعبة..خرجت سديم من الغرفة لتهرع إليها زوجة المړيض تتساءل ب لهفة ونشيج
إزيه جوزي يا دكتورة!
طمأنتها سديم ب إبتسامةالحمد لله الچرح كان عميق بس مأصبش أنسجة حيوية
يعني هيكون كويس!
أحسن مني ومنك كمان..يلا هستأذن أنا...
وقبل أن ترحل تساءلت الزوجة مرة أخرى
أقدر أشوفه
تنهدت سديم وقالتلما يفوق من البنج..بس حاليا مش هينفع..لما ينقوله
الأوضة و يفوق هخلي الممرضة تدخلك...
أومأت الزوجة ب سعادة وظلت تحمد الله وتدعوه..تحركت سديم وظلت تحرك رأسها ب حيرة لما يحدث ب تلك المدينة
فتحت هاتفها عندما وجدت رسالة نصية أرسلها زميلها سليم يخبرها أنها ستستطيع العودة إلى القاهرة ب أقل من شهر
تهللت أساريرها لتضع الهاتف ب جيب مئزرها الطبي ثم إتجهت إلى المقهي الصغير المحلق ب المشفى لتحضر كوب قهوتها الذي لم تتناوله صباحا
عادت إلى غرفة مكتبها وقد غمرها الشوق لرؤية قصي
إنتفضت شاهقة وهي تدلف إلى غرفة مكتبها بعد غياب طويل لتجده يجلس فوق مقعدها وساقيه موضوعتان فوق المكتب يبتسم ب خبث..إنتفاضها جعل كوب قهوتها الساخن ينسكب فوق ثيابها لتصرخ ألما لما أصابها من حړق
أما هو بقى يحدق بها ثم أردف ب سخرية
إيه رأيك ف الزيارة دي!!!...
لم ترد عليه بل حبست
أنفاسها ويدها فوق صدرها تهدأ نبضاته..تراجعت إلى الخلف عندما أنزل ساقيه وتقدم منها..حاولت الخروج ولكن يده منعت هروبها وأغلق الباب خلفها
تراجعت ليدنو هو منها ثم همس وإصبعه يديره حول خصلاتها ب مكر
بما إنك حبستي نفسك ف شقتك ومعرفتش أزورك طول المدة دي..قررت أعملك زيارة عمل...
أدارت
وجهها بعيدا عن مرمى تنفسه ثم همست ب حدة وهى تصر على أسنانها
إتفضل
 

 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات