رواية أنا لها شمس (كاملة من الفصل الاول الى الفصل السادس والأربعون 46 ) حصري بقلم روز أمين
توقف جانبا لتنظر إليه متسائلة تغراب وقفت ليه! كان يتطلع أمامه أخذ نفسا عميقا ثم استدار به ليقابلها تعمق بعينيها فقرأت بهما حديثا يخشى عليها من معرفتهابتلعت لعابها لتسأله بتوجس فيه إيه يا فؤاد إتكلم كفيها ليجففهم لها سريعا وهو ينطق بكلمات تخرج من قلبه لا لسانه محدش هيقدر ياخد يوسف من كأنا وعدتك هزت رأسها رافضة حديثه لتهتف بهيستريا نصر هياخده مني إنت متعرفهوش ده راجل مفتري وإيده طايلة وضع إبهامه فوق ليمنعها من الحديث لينطق هو في محاولة منه لتهدأتها إهدي يا بابانصر مين اللي بتتكلمي عنه ييجي إيه هو في بحر علام زين الدين هدأت قليلا ليتابع تهدأتها بكلماته الصادقة أنا وعدتك إن مفيش مخلوق هيقدر ياخده من ك حتى لو هستعمل نفوذي ونفوذ أبويا واستطرد بثبات وذو مغزى بس إن شاء الله مش هحتاج لكده تمسكت بكفيه بقوة لتنطق بنظرات توسلية إوعدني إنك مش هتتخلي عني ومش هتخلي حد ياخد يوسف مني يا فؤاد أوعدك يا قلبيأرجوك إهدي بقى قالها بنظرات بحاجة للقرب أكثر وجاهد حاله كي لا يجعلها تنفر منه أو تحزن عندما يراودها شعورا تغلاله لحالة ضعفها تلك بعد ان تعي لحالها تحمحم ليتحدث بنبرة عاقلة لقلب يذوب غراما أنا عارف إنك بتحبيني ومتأكد من إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك بالظبط واستطرد بنبرة تشع حنان كي يزرع داخلها شعور الطمأنينة وعارف إنك مشوشة وإن اللي حصل لك بعد ۏفاة عمي غانم مأثر على تفكيرك وأنا عاذرك خدي الوقت اللي يكفيك وأنا هفضل مستنيكعمري ما همل من الإنتظار ابتسمت بحنان ليسترسل متعمقا بعيني تنطق ا وتفيض حنانا عاوزك تعرفي إني عمري ما حبيت قبلكوإن إنت الست الوحيدة اللي قدرت تسيطر على قلبي وتملك زمامه يا إيثار بلهفة نطقت بعيني متشوقة للإجابة بجد يا فؤاد بجد يا عيون فؤاد فبرغم تجربة الزواج السابقة لكل منهما إلا أنه يتذوق كل شئ مع الحبيب وكأنه يحياه للمرة الأولىصدق من قال أن كل شيئا مع الحبيب مختلف قاد السيارة من جديدعادت تلك الحالمة إلى المنزل لترتمي فوق الفراش وكأنها فراشة تهيم في سماء ال وما كان حاله ببعيد عنهابعد قليل نزلا ليتناولا العشاء ثم انتقلا إلى الحديقة وقضيا ليلتهما يتبادلان اطراف الحديث فيما بينهما أمام حوض السباحة حتى تأخر الوقت كثيرا فاضرا للصعود كي يغفوا هو بضعة ساعات قبل ذهابه إلى العمل فاقت من نومها في حدود الساعة العاشرة تناولت إفطارها وصعدت من جديد لترتدي ثيابها كي تستعد للذهاب إلى شقتها الخاصة لجلب بعض الثياب التي تحتاج إليهاولجت عزة لتسألها تفسار استأذنتي من سيادة المستشار أجابتها بلامبالاة ترجع لعدم اعتمادها على أحد منذ البعيد هستأذن منه في إيه يا عزةهو أنا مسافرة أنا رايحة بيتي اجيب شوية حاجات ناقصاني وراجعة على طول يا بنتي ليزعل قالتها بارتياب لتجيبها الاخرى وهي تتحرك للأمام متقلقيش فؤاد عقله كبير ذهبت إلى شقتها جلبت بعض حاجتها الخاصة بها وبيوسف وايضا عزة وعادت سريعالم يعد فؤاد ظهر هذا اليوم لانشغاله بقضية غاية في الأهمية عاد ليلا ليوقفه رجل الحراسة ليقول له فؤاد باشامدام إيثار خرجت النهاردة وأنا حاولت أخلى حد من الحراسة يروح معاها بس هي رفضت تحولت عينيه لحادة ليسأله بنبرة هلعة يعني إيه خرجت لوحدها! أومأ له بإيجاب ليقول بنبرة غاضبة وإنت لزمتك إيه قدام البوابة يا بيهأنا مش قايل لك لو حصل أي حاجة تتصل بيا فورا وتبلغني! يا سعادة الباشا أنا اتصلت بيك كتير جدا وجنابك كنت بتكنسل عليا قالها الرجل ب مرتعش ليدخل سريعا بعدما وبخ الرجل وتوعد له بالعقاپ صعد السلالم بطريقة اظهرت كم غضبه ليقطع طريقه هبوط إحدى العاملات وحظها السئ الذي واجهها بذاك الثائراستشاط ڠضبا ليقول بملامح وجه لا تبشر بخيرا بلغي إيثار هانم إني مستنيها في اوضتي عشر دقايق وتبقى قدامي مفهوم اړتعب ها لتهز رأسها ببلاهة وتسرع خلفه ولج هو لغرفته لتدخل هي بسرعة وهي تقول لتلك الجالسة فوق فراشها تتطلع على جهاز الحاسوب بتعمق فؤاد باشا مستني جنابك في جناحه وبيستعجلك يا هانم قطبت جبينها متعجبة طلبهارتدت معطفا فوق المنامة البيتية وتحركت إليه دقت الباب بهدوء لتستمع لصوته الحاد من الداخل فتحت الباب لتجده مواليها ظهره المتصلب من شدة غضبه وخوفه عليهاتحمحمت لتنطق بصوت هادئ مساء الخير يا فؤاد باغتها بإلتفافه السريع ليرمقها بنظرات حادة كالصقر وهو يسألها متجنبا تحيتها إنت خرجتي من البيت النهاردة تحمحمت لتجيبه بتلقائية أهروحت شقتي علشا قاطع حديثها بقوة لينطق متجاهلا أسبابها بطريقة فظة أشعرتها بالإهانة ميهمنيش رايحة فين وليه أنا اللي يهمني هو إزاي تخرجي من البيت من غير إذني لا وبتعاندي مع الحرس اللي حب يعرفك إني منبه محدش يخرج من غير ما أكون عارف وأنا بنفسي اللي مدي أوامر للحرس بخروجه واستطرد پجنون عندما جال بخاطره فكرة أن نصر أو عمر كان يراقب تحركاتها وأها بمكروه ده أنت من جبروتك رفضتي إن الحرس يرافقك هتفت تسأله بحدة بعدما أثارت طريقته المقللة لشأنها لحنقها هو أنا تحت الإقامة الجبرية ولا إيه سيادة المستشارولا اكونش محپوسة وأنا مش واخدة بالي هتف بنبرة مشټعلة من طريقتها الحادة الغلطان بيعتذر يا مداممش بيرد على مواجهته بأخطائه ببجاحة صاحت بنبرة غاضبة ترجع لعدم تا لطريقته المهينة لشخصها أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة دي اتسعت عينيه ليرمقها باشتعال وهو يقول پغضب متعجب إنت إزاي بجحة كده لا بجد إزاي يعني غلطانة وخرجتي بدون إذني وعرضتي نفسك للخطړده غير إنك خليتي شكلي زي الزفت قدام الحرس وكمان مش عاجبك! صاحت بحنق رافضة لفرض قيوده عليها أنا حرة وإنت والحرس بتوعك تروحوا تفرضوا أوامركم على أي حد غيري هتف مزمجرا بعدما اتسعت عينيه بحدة من شراستها إنت مش حرة يا هانمالبيت ده ليه قوانين وقواعدوطالما قعدتي فيه يبقى سيادتك مجبرة تلتزمي بقوانينهمش سويقة هي علشان تتصرفي من مزاجك تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بتوتر وقد کسى الخجل والإحراج وجهها ليسترسل الأخر بطريقة أكثر عڼفا متغاضيا عن صډمتها من حديثه ليك حدود في البيت دهوياريت تلتزمي بيها علشان متشوفيش الوش التاني لفؤاد علام واللي أكيد مش هيعجبك كانت تستمع إليه ومقلتيها متسعتين للغاية تهز رأسها لاإراديا بعدم استيعاب لتلك الحالة التي ولأول مرة تراه عليها أولته ظهرها لتسرع إلى الباب وتهرول للخارج بعدما اغلقته بقوة هزت أركان الحجرة بخطوات سريعة وصل إلي الباب وكاد أن يخرج خلفها ليلحق بها ويعتذر عما بدر منه بلحظة ڠضب ترجع لخوفه الشديد عليهالكنه تراجع باللحظة الأخيرة بعدما أمسك بمقبض الباب استعدادا لفتحه عاد خطوتين للخلف لتكفهر ملامحه وهو يهز رأسه تسلام مطلقا زفرة حادة تنم عن مدى غضبه واشتعال روحه وضع كفه فوق شعر رأسه ليجذب خصلاته للخلف بطريقة عڼيفة اظهرت كم الڠضب الذي اعتراه عودة لتلك التي ولجت لغرفتها المخصصة لها لتغلقها خلفها وترتمي على ذاك المقعد المجاور للتخت شرعت پبكاء مرير يقطع نياط القلب شهقت بقوة ولعنت حالها وغباءها الذي صور لها أنه بالفعل أصبح قريبا منها للحد الذي يسمح لها بالتحرك بحرية في المنزل خرجت منها شهقة قوية عبرت عن مدى القهر الساكن بداخلها لأول مرة بكامل حياتها توضع بمثل هكذا موقف شعرت بالمرارة على ما وصلت إليهلما فعلت هذاهي التي وضعت قوانينها بعدم السماح للاخرين بالقرب منها بعدما رسمت حدودها الخاصة بعدم الإقترابلما كسرت حاجزها التي شيدته طيلة تلك رأسه لاعلى باحثا عن م أمانه الوحيد بتلك الغابة الموحشة وما أن اسرعت نحوه وسحبته لداخل ها حتى استكانت روحه وعلى الفور عاد إلى غفوته من جديد تنهدت بضيق ثم أغمضت عينيها لتطبق جفنيها بقوة وتسمح لدموعها الحارة أن تنهمر من جديد ازدردت لعابها ثم تنهدت بهدوء بعدما اهتدت لخطوتها التالية والتي لابد أن تقوم بها منذ الصباح لحفظ ما تبقى من كرامتهاأمسكت هاتفها الجوال وضغطت على رقم عزة وانتظرت حتى جاءها الرد من تلك التي كانت تنعم بغفوتها وانتفضت على أثر ذاك الإتصال لتجيب بصوت متحشرج من أثر النعاس خير يا بنتيإيه اللي مصحيك لحد الوقت دي الساعة عدت من اتنين! تحمحمت لتجلى صوتها ثم تحدثت بصوت باكي لم تستطع السيطرة عليه جهزي شنطة هدومك علشان هنرجع لشقتنا أول ما النهار يطلع ضيقت عينيها لتسألها مستفهمة إيه اللي حصل يا إيثار هو أنت إتخانقتي إنت وفؤاد! إسمعي الكلام يا عزة وبلاش أسئلة كتير الله يخليك أنا مش ناقصة نطقت كلماتها بنبرة بائسة فاستشفت الاخرى أنها قد وصلت لذروتها من الڠضب فقررت الاستجابة لحديثها كي لا تزيدها على إبنتها التي لم تحظى بإنجابها لتجيبها بطاعة حاضر يا حبيبتي أول ما النهار يشق هطلع أساعدك في توضيب شنطك إنت ويوسف أغلقت معها بدون إضافة كلمة أخرى لتتنهد وتندثر بها للاسفل واضعة رأسها فوق الوسادة لتقع صريعة للنوم بعد عدة ساعات بعدما أنهكها البكاء بسم الله لا قوة إلا بالله