رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن
اخدش مكتب عمر !!
اجاب بثبات كأنه توقع منها هذا السؤال لإني طلبت تجديد المكتب بالكامل وماتنسيش انك في فترة تدريب لما تبقي جاهزة هتستلمي مكتبك
نفخت في حنق فهو لديه إجابة على جميع الأسئلة واستمرت في المشي بجانبه بهدوء
في الصعيد بمنزل الحج عبدالرحمن الشناوي
بعد الإفطار تجلس روان مع والدتها وعمتها وهم يتحدثان بعد أن غادر الجميع للعمل
حياة بتأييد عندك حق هو دايما عامل حس للبيت ربنا يحميه بس يعني هي اول مرة يسافر يا حنان وبعدين ما انتي كلمتيه امبارح واطمنتي عليه
حنان بقلق مش عارفه ليه حاسه ان في حاجة مخبيها عننا خصوصا بعد اجتماعاته هو وابوه الكتير في الايام اللي فاتت
روان بمزح خاېفه لا يكون متجوز عليكي في مصر يا حنون ولا ايه
روان بجدية انتي شغله بالك كدا ليه يا ماما ماجد مش صغير اكيد عنده سبب وهنعرفه في الوقت المناسب
حياة بهدوء عندها حق البت خلاص يا حنان بلاش تقلقي نفسك علي الفاضي مش قالك انه راجع انهارده !!
حنان بإصرار ايوه وهعرف منه اول مايرجع ايه اللي بيحصل من ورانا
ضحكت روان قائلة بمرح امي دي طالما حطت حاجة في دماغها مش هترتاح غير لما تجيب قرارها
حاولت اخفاء حزنها وردت بهدوء الحمدلله يا عمتي احنا تمام بس مش هنلحق فاضل ايام قليلة ولازم اجهز نفسي
ظهرا في شركة البارون
نظرت إلى المنظر الجميل أمامها من نافذة مكتب أدهم ثم نظرت إلى ساعتها بملل
بدأت تفكر في الحرباء الجالسة بالخارج التي تدعى ياسمين منذ أن عرفها عليها بأنها زوجته وهي تتصرف بدلالزائد أمامها معه لم تعجبها تحركاتها أو طريقة حديثها هذه مع أدهم كما أنها كانت تتحدث عن مواعيده اليوم بطريقة ناعمة ورقة فائقه اثارت غيرتها بشدة
كارمن انا ايه
اللي بفكر فيه دا من امتي ودا تفكيري اصلا اكيد دا من التوتر بتاع اول يوم شغل
النفس شغل ايه يا كارمن انتي صحيح كنتي خاېفه من الشغل بس بعد ما طمنك ادهم راح قلقك منه بس ياتري ايه سبب غيرتك من السكرتيرة اللي برا دي
كارمن ايه الهبل دا انا هغير عليه ليه
كارمن بتعب انا اكيد اجننت ايه اللي بقوله دا مينفعش احبه مش هستحمل افقده هو كمان
استغفرت ربها وهي تنهدت بحزن وفجأة خطرت على بالها صديقتها التي تعمل في الشركة هنا واتجهت خارج المكتب في محاولة للهروب من مشاعرها
في شركة مراد
يجلس بهدوء ويتفحص الأوراق أمامه
سمع رنين الهاتف فأجاب بمجرد أن رأي الرقم
مراد ببرود ها ايه الأخبار عندك يا ياسمين في جديد
همست ياسمين بهدوء وهي تقف في حمام المكتب فهي خشيت ان يسمعها احد بالخارج ايوه يا باشا مدام كارمن جت الشركة انهاردة مع ادهم بيه
مراد بإهتمام وبعدين
ياسمين ابدا هو راح يحضر اجتماع وهي قعدة في مكتبه
مراد تمام تابعي كل حاجة بتحصل عندك وبلغيني فورا واي فرصة توقع بينهم تستغليها
زي مافهمتك
ياسمين بطاعه امرك يا باشا
يغلق الهاتف وهو يفكر أنه يجب أن يقابلها وتراه فيكفي اللعب من خلف الستار ربما يستطيع أن يسيطر على عقلها ويجعلها تترك أدهم دون الدخول في صراعات لا داعي لها
في مكتب السكرتارية
خرجت كارمن من مكتب أدهم ومرت بجانب ياسمين التي خرجت من الحمام للتو وهي تعدل ملابسها
توقفت لبرهة ثم الټفت إليها وقالت بهدوء انا هعدي علي صديقة ليا موجودة هنا في الشركة لو اتأخرت وادهم رجع قبلي بلغيه بكلامي
ياسمين بخبث تمام يا فندم هبلغه
نعود الي منزل الحج عبدالرحمن
دلف جمال الي الصالة الكبيرة
جمال الابن الوحيد لشقيق حنان شاب يبلغ من العمر 24 عاما لا يفعل أي شيء سوى إنفاق المال والتحدث مع الفتيات عبر الإنترنت لا يحب العمل كثيرا يتميز بخفة ظله وكان معجب بروان لكنه يعلم انها تراه اخا لها فقط وجهه وسيم إلى حد ما وعيناه بنيتان ومتوسط الطول وجسمه رياضي
فغطت روان رأسها بالحجاب وقامت من مقعدها لترحيب به
جمال مساء الخير والهنا
الجميع مساء النور
حنان كيفك يا ولدي
جمال بخير يا عمتي تسلمي
روان اخبارك ايه يا جمال
جمال تمام انتي عامله ايه وفين ماجد لسه مرجعش من مصر
روان لا لسه هيراجع بليل أن شاء الله
جمال يجي بالسلامة يارب
الجميع امين يارب
نهضت حياة بعد قليل قائلة بحنو اعمل حسابك هتتغدي معانا يا ولدي كلها شوي ويجي عمك بدر وزين من المستشفي
جمال بإبتسامة امرك يا خالة وحشني الاكل من ايدك
نهضت ايضا حنان بالإذن احنا هنروح نحضر الغداء وانتي خليكي هنا يا روان مع ابن خالك ولما يجي ابوكي اديني خبر
اومأت روان بالموافقه
تحدث جمال وهو يحاول فتح مجال للحديث معها جامعتك هتبدأ امتي
روان بتنهيدة بعد اسبوع
جمال بتودد بالتوفيق يا رورو ولو محتاجة مساعدة انا موجود
ابتسمت روان قائلة بمزح تساعدني في ايه يا فاشل انت ناسي الملاحق اللي كنت بتطلع بها كل سنه
جمال
بحدة مزيفة عيب يا بت بطلي لسانك الطويل دا
فأخرجت اليه لسانها تغيظه بعناد طفولي وانفجروا ضحكا تزامنا مع دخول زين الذي إشتعلت عيناه ڠضبا وشعر بڼار الغيرة ټحرق قلبه وهو يراها تضحك مع هذا الشخص البغيض
في الشركة عند كارمن
وصلت القسم الذي تعمل فيه صديقتها بعد أن استفسرت عن مكانها من الاستقبال وعندما دخلت التفتت إليها كل الأنظار بدهشة وتفحص فشعرت بقليل من الاحراج والخجل
ليلي بسرور كارمن يا بنت اللذينا وحشتيني اوي
كارمن برقة وانتي كمان والله يا ليلي
تحدثت ليلي بعتاب مازحة كدا يا واطية كل دا ماتسأليش عني خالص
كارمن بإحراج معلش يا حبيبتي انا عارفه اني مقصرة معاكي سامحيني قوليلي اخبارك ايه
ليلي بود سيبك مني انا انتي اللي اخبارك ايه
لازم تحكيلي كل حاجة بالتفصيل تعالي
جلسو معا بعيدا عن الموظفين
كارمن بإستغراب هما بيبصولي كدا ليه
ضحكت ليلي بخفة قائلة بهمس اصلك حديث الشركة انهاردة الكل تقريبا بيكلم عنك انتي ومرات ادهم بيه
كارمن بفضول بيقولو ايه!!
ليلي مستغربين وجودها بالشركة في لأول مرة ومستغربين اكتر انك ضرتها وجاية معها كدا عادي عارفه انا كنت عايزة اطلع اسلم عليكي بس خۏفت من ادهم بيه
كارمن لا عادي يا ريت تطلعي وتونسيني انا دماغي اتمسحت تماما من الشغل قرأت شوية اوراق صدعت ومليت شكلي اخدت علي قعدة البيت
ليلي بضحكة لا ماتقوليش كدا فين كارمن النشيطة بتاعت زمان قوليلي لسه بتفصلي هدومك بنفسك بماكينة الخياطة
ضحكت كارمن برقه لا بطلت من وقت ما خلفت وتقريبا كل وقتي مع بنتي
ليلي يومين تلاته هنا
في الشركة وهيرجع وترجعي تبدعي زي زمن
كارمن بتنهيدة ربنا يسهل بجد كنت محتاجة اتكلم مع حد وانتي جتيلي من السما
ليلي بحب اكيد لسه اصلا لينا قعدة طويلة عشان افهم ازاي بقيتي مرات ادهم البارون هرتب يوم الاجازة ونتقابل
كارمن بإبتسامة رائعة تمام حبيبتي
وأخذها الحديث مع صديقتها ومضى الوقت بسرعة
نهاية الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون نيران الغيرة مزيج العشق
في منزل الحج عبدالرحمن
هتف زين بصوت جهوري x السلام عليكم
ارتفع نبض قلبها من فعلته وأنذهلت من قبضته القوية على كتفها لكنها رغم ذلك الالم كانت سعيدة جدا
حسنا فلا جديد في علاقتهما الزوجية لكنها لا تنكر فرحتها باهتمامه بها وكل ما يتعلق بأمورها
تخدرت قليلا من رائحة عطره الذي استنشقته والذي سحبها إلى عالم وردي ولم تلحظ النظرات الحاړقة والحړب الباردة بين زين وجمال
عادت للواقع على صوت والدتها وهي تتحدث معها
روان بإنتباه نعم بتقولي حاجة يا ماما
حنان بإستغراب وه بقالي ساعه بكلم يا بنتي قومي مع جوزك يغير هدومه وانزلو بسرعه عشان نتغدي ابوكي وصل وقاعد مع جدك في المندرة
روان حاضر
نعود الي الشركة
تحدثت ياسمين برقه استاذ ادهم علي فكرة المدام خرجت من شوية
الټفت إليها متفاجئا بكلامها قائلا بصوته الرخيم ماقالتش رايحة فين
ياسمين بكذب لا يا فندم
ادهم تمام
تركها ليدخل المكتب
عند زين وروان
دخلوا الغرفة معا فتركت يديه وذهبت إلى الخزانة تبحث له عن ملابس مريحة فهي اصبحت تهتم بكل مايخصه وهذا جعل مكانتها
في قلبه تزداد اكثر
تجعد حاجباها بدهشة عندما شعرت أنه يقف خلفها مباشرة ويحجب الضوء عنها بطول قامته
انحنى زين وهو يهمس بجانب أذنيها بصوت أجش بسبب انفعاله الشديد وغضبه الذي استمر بكتمه في الأسفل
زين بفحيح كنتي بتضحكي مع اللي اسمه جمال دا ليه
روان بهمس متقطع احم احنا كنا
لم يفهم كلامها فأدارها إليه
هرب منها الكلام
تمتم زين بخشونه كنتو ايه!
هل يمزح كيف يتوقع منها أن تتحدث عندما تكون في هذا الموقف
زين جز علي اسنانه بغيرة مافيش حاجة اسمها عادي انا مش عايزك تضحكي معه تاني مفهوم كلامي
شعرت بفرح كبير في داخلها عندما انتبهت لنبرة الغيرة في صوته لذلك أرادت الاستفادة من الموقف قليلا ولكنها لم تفكر في العواقب
تمتمت قائلة بمشاكسة وبراءة ليه يعني دا زي اخويا
زين بحزم انتي مالكيش اخوات غير ماجد وبس
ابتسمت له بإستفزاز لا ليا
نظر زين إليها بحاجب مرفوع فواصلت حديثها بإندفاع انت مش دا كان كلامك ليا في اول جوازنا اننا هنعيش اخوات واحنا فعلا زي الاخوات اهو يبقي جمال كمان اخويا زيك
همست بإسمه في استسلام وسط زين
نظر في عينيها وهو يتنفس بعمق من فرط انفعاله خلاص كدا عرفتي الفرق بين جوزك واخوكي ولا اكمل عشان تتأكدي أكتر
احمرت خجلا من كلماته الجريئة وحاولت التركيز بصعوبة وهي تهمس في اضطراب واضح الغداء يا زين هنتأخر عليهم
همس زين بمراوغة اخ نسيت خالص الغداء دا بس احنا ممكن ماننزلش ونطنش هما هيفهمو السبب
أنهى كلماته بغمزة لها بعينه
لكنها همست بالعكس فهذه المرة ليست مناسبة حقا فالجميع منتظرين في الأسفل ماينفعش يا زين كدا لازم ننزل
همس زين بإبتسامة امام شفتيها طول ما انتي بتنطقي اسمي
بالطريقه دي ماطلبيش مني اني اسيبك واسمعي كلامي احسن
تنهد زين بقلة حيلة قائلا بإبتسامة ساحرة وقرص طرف انفها برفق ماشي بس اوعي تضحكي للي اسمه جمال دا تاني
ضحكت روان بخفة سعيدة كثيرا بتغييره معها منها وغيرته عليها ثم أومأت برأسها دليل علي موافقتها
في البداية لم يعرف سبب شعوره بالقهر والڠضب من حديث جمال عن روان أمامه لكن الأمر أصبح