السبت 23 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة(الفصل الواحد والأربعون إلى الأخير) بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حدث مما جعله يميل على اذنها مشاكسا
هو انت ماسكة حرامي يا ميرال 
نكزته برفق بكتفه ورفعت نظراتها له قائلة ببسمة واسعة
اه حرامي سرق قلبي وعقلي وكل كياني
كل ده لأ ده الموضوع خطېر ومش لازم يتسكت عليه
لأ ما انا مسكتش واتجوزته وهحبسه في قفص الزوجية ومستحيل هطلق سراحه ابدا
قهقه هو بكامل صوته الذكوري وطوح رأسه بأستمتاع على حديثها لتهيم بضحكته كعادتها وتهدر قائلة بنبرة تعدت العشق بمراحل عارمة
يخربيت جمال ضحتك والله بحبك بحبك يا حمود
وانا بحبك اكتر يا حلو
أما عن نغم فكانت تجلس برفقة والدها تشاهدهم من موقعها ببسمة هادئة ولوهلة أتى هو برأسها وتذكرت مقابلته لابيها بأحد الايام السابقة و تذكرت ايضا تلك الدقائق المعدودة التي تحدثت معه بها فقد وعدته انها ستستخير ربها ويبدو أن تلك الراحة التي تسكن قلبها مبشرة بالخير. لتتنهد تنهيدة عميقة مطولة ثم تهمس لذاتها
اللهم اجعله سند كسند الرسول لعائشة حين إحتمت خلف ظهره خوفا من أبيها.
كانت الأجواء مبهجة للغاية والسعادة تعم على الجميع لحين انتهى الحفل وكاد يغادر بها لولآ أن فاضل اقترب منه قائلا وهو يربت على كتفه
خلي بالك منها يا محمد ميرال 
الله يبارك فيك يا شهد عقبالك
لتقترب وتهمس بأذنها
حرام عليك تاخري اكتر من كده أبيه على آخره
نكزتها شهد ببسمة عابرة من بين دمعاتها الفرحة 
بطلي عياط يا بركة ولا عايزة تنكدي عليا في يوم زي ده
لا يا اخويا ربنا يعلم أن فرحتي بيك الدنيا مش سيعاها
طب بطلي عياط بقى واديني زغروتة حلوة من بتوعك
أنصاعت له واطلقت زغرودة فرحة مجلجلة 
ربنا يخليك ليا يا

شهد
ابتسمت شهد باتساع وأخذت تدعوا لهم وأمنوا الجميع على دعواتها حتى تلك المختبئة هناك التي أتت خصيصا بعد هجر سنوات كي ترى ابنتها التي تخلت عنها يوم زفافها.
غادروا العروسان وانصرف الجميع وإن كاد يغادر هو تجمد بأرضه وهو يراها تسير بخطى وئيدة متعثرة.
في بادئة الأمر هيأ له أن الأمر من نسج خياله ولكن حين دقق بها تأكد انها هي اسرع بخطواته إليها زاعقا بأسمها
صافيناز
توقفت مشدوهة والتفتت له تطالعه بنظرات خاوية ليتحدث هو بشدوه تام
بتعملي ايه هنا!
جاية اشوف بنتي يا فاضل ولا دي كمان عايز تحرمني منها
مش قصدي انا 
قاطعته هي
انت السبب يا فاضل انا عمري ما سمحتك
انت اللي عمرك ما حبتيني ولا اتمسكتي بيا وبنتك
انت اللي خيرتني ومكنش عندي استعداد اقضي الباقي من عمري مزلوله ليك علشان بس ترضى غرورك وانانيتك وإذا كان عن الحب ده مش بأدينا وڠصب عننا ملناش سلطة عليه
انا لومت نفسي كتير بعد اللي حصل وصدقيني لو رجع الزمن بينا كنت احترمت رغبتك ومحرمتكيش من بنتك
رددت كلمته بنبرة مريرة
بنتي 
ليه مباركتلهاش
هقولها ايه يا فاضل مهما حصل مش هتسامحني إني اتخليت عنها واسبابي مش هتقنعها
انا اخترت حياتي زمان بكامل ارادتي ومنكرش إني عمري ما نسيتها مفيش أم بتنسى ولادها بس مكنتش عندي الشجاعة اواجهها لا زمان ولا دلوقت
سامحيني يا صافيناز انا اللي..
قاطعته من جديد بإقتناع
ده اختياري انا يافاضل ومش ندمانة عليه ومتأكدة أن ربنا عوض بنتي
عن اذنك عزتمستنيني و زمانه قلقان عليا هو والولاد ولازم ارجع على اول طيارة
ذلك آخر ما نطقت به قبل أن تغادر تاركته يبتسم بسمة ساخرة على ذلك الزمن الذي لم يغير بها شيء حتى تفضيلها لذلك ال عزت التي تخلت من أجله عن كل شيء واولهم قرب ابنتها.
ايه رأيك
قالها وهو يقف بها على أعتاب تلك الڤلا الكبيرة التي ابتاعها مخصوص من أجلها
جالت المكان بعيناها منبهرة بكل شيء وتسائلت
رأي في ايه يا يامن الڤلا تجنن بتاعة مين وجايبني ليه هنا!
اجابها بنظرات حالمة
بتاعتنا يا قلب يامن كنت عاملهالك مفاجأة قبل ما.
ابتلع باقي حديثه ولم يشاء أن يتذكر الأمر لتتفهم هي وتقترب قائلة
حبيبي بس ده كتير عليا اوي
مفيش حاجة تغلى عليك
بس انا بحب البيت هناك ومش عايزة اسيبه ده كل ركن هناك لينا ذكرى فيه
بس انت وعدتيني نبدأ من جديد صحيح لينا ذكريات جوة البيت القديم بس انا عايز نعمل ذكريات تانية اجمل من اللي فاتت والبيت ده هيشهد عليها
طب وماما ثريا هترضى
امي المهم عندها تشوفنا مبسوطين واكيد مش هتمانع
تنهدت ببسمة واسعة قائلة بسعادة عارمة
ربنا يخليك ليا يا يامن
ويخليك يا قلب وروح يامن ويقدرك علشان تمليلي الڤلا دي كلها عيال
لأ هما ولد وبنت بس ونحمد ربنا على كده
لأ انا عايز خمس بنات وكلهم شبهك
شاكسته هي بحاجب مرفوع مستخدمة طرفته السابقة
طب وبرعي نسيته
مط فمه وشاكسها
صح عندك حق و برعي علشان يبقوا نص دستة
قهقهت على مشاكسته ثم سحبته من يده قائلة
طب تعالى فرجني على بقية الڤلا
لأ بقولك انا مش بحب تضيع الوقت انا هفرجك على أوضة النوم الأول والمفاوضات السلمية تبقى فوق وياسلام بقى لو طاوعتني و جربنا السرير
هو الحمل طالب حاجات غريبة معايا وبصراحة معنديش مانع
قهقه هو بقوة على حديثها ثم شاكسها بغمزة من عينه
انا قولت الهرمونات دي هتخدمني مصدقتنيش
أنا كلي ملكك يا يامن بهرمونات أو من غير انا نفسي اعمل أي حاجة علشان اسعدك واعوضك عن كل حاجة
تنهد مسهدا وهمس وهو يهيم بها بعيون احتلتها الرغبة بالفعل
اموت فيك وانت حنينة وعايزة تدلعيني
طب يلا بقى قبل ما الهورمونات تشتغل و ارجع في كلامي
قالتها وهي تجذبه من يده 
فما كان منه غير يسبقها بخطواته التي تنم عن توقه الشديد لها وبينه وبين ذاته فكان يتوعد لها بليلة جامحة كي يعوض حرمانه من نعيم قربها.
دلفوا لشقتهم الصغيرة معا وهو يحملها مثل تلك الأفلام الكلاسيكية التي كانت تشاهدها مع ابيها 
اخيرا هيتقفل علينا بيت يا حلو أنا مش مصدق أنك هنا معايا وأن خلاص كل احلامي اتحققت بيك
ولا انا يا حمود حاسة أن قلبي هيقف من كتر الفرحة
ادارها إليه دون أن يفك حصار يده
سلامة قلبك ودقاته يا حلو ايام وفرحة قلب حمود
نفسي افضل العمر كله بين ايديك يا حمود
وانا نفسي اڠرق فيك الباقي من عمري يا ميرال
اوعدني أن مهما كان اللي بينا عمرك ما هتسبني انام زعلانه 
اوعدك يا حلو
ليه دايما بتقولي يا حلو
علشان أنت حلوة اوي يا ميرال وكل حاجة فيك حلوة
ضحكتك رقتك عيونك صوتك كسوفك عفويتك كلك على بعضك حلو 
هتعمل ايه مش قولتلي هنصلي الأول وتؤم بيا
اجابها وهو بالكاد يتحكم بانفاسه
ايوة اكيد مش هاتفوتني هنصلي الأول 
ليستأنف بتوق شديد محذرا
بس ياريت متقاطعنيش تاني ومتسأليش عن أي حاجة بعديها
ردت بعيون مسبلة وبرقة متناهية و بطاعة راقته للغاية
حاضر يا حمود بس نزلني 
يخربيت

كده! اسكتي متقوليش حمود دي !
الثالث والأربعون
كلما كنت أحتاجك وجدتك على الفور إلى جانبي قبل أن أطلب منك ذلك حتى سبحان من جعل منك سندا لي وعونا في هذه الحياة القاسېة التي لا ترحم أحدا.
وقفت تباشر الخادمة وهي تعد الطعام بملامح متقلصة نافرة جعلت الخادمة تتسائل مستغربة
واه كنك يا ست چمر
وضعت يدها تسد انفها وقالت بنفور
مخبراش ريحة الوكل كنها عفشة كده ليه!
واه ده انا طبيخي زين و طبخاه بالسمن حتى دوجي
قالتها وهي ترفع المعلقة معبئة بمهروس البامية المطبوخة الذي يسمى ويكا لديهم لتنفي قمر برأسها وترفض قائلة
لع مش لادد علي اني مش هاكل منيها ابجي چيبيلي خرطة چبنة جديمة من البلاص
بس ياست جمر أنت لازمك غذى والعيل اللي في حشاكي لازمه وكل عشان يطلع صحته زينة
مش جادرة معدتي مش جابلة الوكل نفسي رايحة للچبنة
بس يا ست جمر
واه اسمعي الكلام اللي هجولك عليه من سكات
وعند أخر جملة صدرت من قمر كانت تدلف ونيسة للمطبخ ولم تسمتع إلا لسواها لذلك هدرت بحدة متهكمة
والله وبجيتي تأمري وتنهي ياجمر من غير ما تعملي اعتبار لحد
انا مجولتش حاچة يأما ونيسة دي
قاطعتها ونيسة بقسۏة وبسوء نية
اسمعي لو فكرك أن بحبلك هتبجي الحاكمة الناهية في الدار تبجي غلطانة انا هنا ست الدار والكلمة كلمتي وإياك يكون فكرك أن ولدي خرع وياك هتركبينا كيف المواشي وتدلدلي
شهقت الخادمة بينما هي نكست رأسها ولم تجرأ على الرد عليها احتراما لزوجها الذي كانت غافلة كونه استمع لحديث والدته بالصدفة حين اشتاق لها و اتي يبحث عنها لتستأنف ونيسة وهي تلوي شدقها
واه كنك ماهترديش ليه حديتي مش لادد عليك ولا ايه!
بكفياك يا أما 
قالها وهو يقف على أعتاب المطبخ لتلتفت ونيسة له قائلة
وانا جولت ايه اتشطر على مرتك اللي سيجاك كيف البهيمة
غامت عيناها ونكست رأسها ثم استئذنت قائلة بنبرة مخټنقة على وشك البكاء 
عن اذنكم
تنهد هو بضيق لرؤيتها بتلك الحالة ثم قال لوالدته معاتبا
ولدك راچل يا أما وانت خابرة إكده زين ومحدش يجدر يسوجه وهي مجالتش حاچة
هنا تدخلت الخادمة قائلة
ايوة صوح يا سي حامد هي مجالتش حاچة دي كانت هتطلب مني اطلعلها حتة چبنة من البلاص واني كنت هتحايل عليها عشان تاكل وكل زين للي في بطنها واخر ما زهجت مني جالتلي اسمعي الحديت من سكات على داخلة ست ونيسة
هز حامد رأسه متفهما ثم طلب منها أن تغادر المطبخ وقال مؤازرا زوجته
اهه سمعتي بودنك يا أما
هتدافع عنيها ولا كأنها سحرالك ده بدل ما تطلجها وترميها لأهلها عشان طلعت جليلة الأصل وخانت عيشنا وملحنا وخبصت على ابوك
مرتي مش جليلة الاصل مرتي ست البنات وشهدت بالحج وعاملة بأصلها بدليل انها مفتحتش خشمها وياك بنص كلمة ولا ردت على حديتك الواعر ليها ونجرزتك جبل سابج
يعني ايه هتجسيك عليا انا كمان إياك كيف ما جستك على ابوك
لع يا أما مفيش جوة تجدر تجسيني عليكم وهفضل طول ما ربنا عطيني عمر ابركم واتجي الله فيكم وهجبل أيتها حاچة منيكم لكن مش هجبل على مرتي ويكون في معلومك لو تنيتك بتعامليها إكده أني هخدها ونسيب الدار وهروح اعيش مع أهلها في أسيوط
لطمت ونيسة و ولولت قائلة
عاوز تهملني لحالي يا حامد إكده دي اخرتها يا ولدي
انا عمري ما اجدر اهملك يا أما بس انت هتچبريني لكده
ليتنهد بعمق ولم يطاوعه قلبه حين رأى الحزن والكسرة تحتل تقاسيم وجهها 
يا أما الله يرضى عليك افهميني وريحيني 
انا هحبها ومعوزش حاجة تنغص عيشتى وياها وخصوصا أن ربنا عوض صبرنا خير بحبلها بلاش يا أما تكون سبب في تنغيص عيشتي ولو عندي خاطر عندك حني عليها دي مفيش اطيب من جلبها وبكفاية أن ولدك هيعشجها وروحه فيها
هزت ونيسة رأسها بشيء من الاقتناع في سبيل عدم تركه لها ليتحدث

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات